- جمال الصايغ
- 25 ديسمبر 2022
تعد «المونودراما»، من أكثر الأنواع المسرحية إثارة للجدل، بين من يقف إلى جانب هذا الشكل المسرحي، وبين من يرى أنه يفقد «أبو الفنون» الكثير من رونقه وجاذبيته.
وفي حين ينسب إلى المخرج الإنجليزي الراحل «بيتر بروك»: أن المونودراما تفقد المسرح الكثير لأنها تعتمد الممثل الواحد، فلا تفاعل بين ممثل أول وممثل ثانٍ ضمن ثنائية الأخذ والرد، التي تؤسس لفعل درامي حقيقي، يرى المسرحي السوري فرحان بلبل، أن المونودراما اتجاه أخذ يفرض أفكاره وأشكاله الفنية رغم أنه «فن الملل»، وفن النخبة، ولم يتحول إلى فن جماهيري إلا في حالات نادرة.
وحسب الدراسات، فإن «المونودراما» ارتبطت بإرهاصات المسرح الأولى عند اليونانيين القدماء، قبل أن تعود إلى الظهور مجدداً في القرن الثامن عشر، على يد رائد فن المونودراما، الألماني «جوهان كريستيان برانديز»، منتصف القرن الثامن عشر الميلادي.
لكن أول نص حمل شروط المونودراما الفنية، كان «بجماليون» للفرنسي، جان جاك روسو، في العام 1760، بدأت بعدها نصوص المونودراما تكتسب آفاقاً أرحب، من قبيل: مضار التبغ للروسي أنطون تشيخوف، والصوت الإنساني للفرنسي جان كوكتو وصولاً إلى عبثيات يوجين أونيل وصموئيل بيكيت، في «قبل الإفطار»، و«شريط كراب الأخير»، ما شرع الأبواب واسعة أمام هذا النوع من المسرح.
عربياً، يعد العراقي «يوسف العاني» أول من تبنى هذا الشكل المسرحي، في «مجنون يتحدى القدر» 1950، فيما كانت «يوميات مجنون» لنيكولاي غوغول من أوائل عروض المونودراما في سوريا، بإعداد وإخراج الراحلين، سعد الله ونوس، وفواز الساجر، وأداء أسعد فضة، في حين كانت أول مونودراما في دولة الإمارات «لحظات منسية» للمسرحي حبيب غلوم، عام 1989، من بطولة الممثلة سميرة أحمد.
وفي هذا السياق، كانت إمارة الفجيرة السباقة إلى إطلاق مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، عام 2003، الذي تابع مسيرته كتظاهرة فنية متميزة