ما هو النفاق
يحبُّ جميعنا التحدّث يوميًّا عن أخبار العالم من حولنا، أصدقائنا وعائلاتهم، وأخبار الجيران، وحتى أخبار المشاهير، أي النميمة بشكلٍ عام، وبشكلٍ خاص عن الأخبار السيئة لهؤلاء الأشخاص، وتساعدنا في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، فهي وسيلةٌ جديرةٌ بنقل الأخبار الموثوقة وغير الموثوقة. حسنًا، النميمة ليست موضوعنا الآن، بل هو النفاق بمعنى أدقّ.
الكلام الذي أسلفنا ذكره كان لإيصالك إلى نقطةٍ مهمةٍ وهي وصف شخصٍ ما في حديثك عنه؛ بالمنافق، هذا منافقٌ وذلك أكثر إنسانٍ منافق عرفته في حياتي... وما إلى ذلك إذن، ما هو النفاق؟ ومتى يحقّ لك وصف إنسانٍ بالمنافق؟ هل للنفاق آثارٌ سلبيةٌ؟
مفهوم النفاق
النفاق (Hypocrisy) كمصطلحٍ، هو سلوك المرء الذي يتعارض مع ما يدّعي بأنه مؤمنٌ به في أي مجالٍ في حياته، سواءً في الدين أو في العمل أو المعاملة. المنافق لديه مواقف مقبولة علنًا، ولكنه لا يمتلكها بشكلٍ حقيقيٍّ وفعليٍّ..
ينطوي النفاق عادةً على إدانة أفعال الآخرين غير الأخلاقية، ومن جهةٍ أخرى الانخراط بهذه الأفعال شخصيًّا. كمثالٍ بسيطٍ، يرفض أحد معارفك - المُقتدِر ماديًّا نوعًا ما - تقديم تبرّعٍ خيريٍّ للمحتاجين عندما يُطلب منه ذلك، ولكنه من جهةٍ أخرى وعندما تتحدثان عن قيمة التبرع الخيري، يكون أول المحاضِرين أمام الناس بأهمية هذه القضية.
ممارسة الأفعال السيئة أو غير المقبولة أخلاقيًّا وإدانة غيرك عندما يفعلها، تجعلك شخصًا أسوأ بكثيرٍ من أن تنخرط بهذه الأفعال مع اعترافك بذلك، وعدم انتقادك للموضوع. نعم قد يبدو ذلك غريبًا؛ ولكن ستجعل رحلتنا الآن في سيكولوجية النفاق شعورك تجاه هذا الكلام أكثر منطقيةً.
الدوافع وراء النفاق
السبب الأكثر شيوعًا ووضوحًا لنفاق أي شخصٍ هو المصلحة الشخصية. بشكلٍ عام، يتصرّف جميع البشر بشكلٍ عادلٍ في الكلام، فتراهم يهمّون بإلقاء دروس ومواعظ وأحكام في كلّ شيءٍ، إلى أن يواجهوا الموقف بشكلٍ شخصيٍّ، هنا يبدأ التصرّف العكسي والنفاق والتبرير.
إذا واجهت شخصًا ما وسألته حول سبب تصرفه بشكلٍ مناقضٍ لبعض المعايير الأخلاقية الخاصة به، سيبرر ذلك بأن التكاليف التي سيتحمّلها بشكلٍ شخصيٍّ فيما لو اتّبع معتقداته، كافية لتجاوز نية التصرف معنويًّا. قد يوجّه لك عبارةً واحدةً فقط وهي "افعل كما أقول، وليس كما أفعل!". بشكلٍ عام، أغلبنا عندما يقيّم نزاهة أفعالِ أو أخلاقِ غيره، فإننا نحكم عليهم بقسوةٍ أكثر مما لو كنا نحكم على أنفسنا بنفس تلك الأفعال..
أنواع الأشخاص المنافقين
حسب دراسةٍ أجراها فريق جامعة كاليفورنيا الأمريكية، فإن النفاق لدى الناس يندرج تحت ثلاث فئاتٍ:
أهم صفات المنافق
الآثار السلبية للنفاق
تنبع ردة فعلنا السلبية جدًا تجاه النفاق من رغبتنا الطبيعية كبشرٍ وحاجتنا إلى أشخاصٍ أصيلين يمكننا الوثوق بهم. النفاق يمكن أن يسبب أضرارًا جمّةً وخاصةً في العلاقات الشخصية ذات المغزى. إنه سيفٌ ذو حدين، كيف؟ إليك السبب:
النفاق في المجتمع، وآثاره
تجذب الحياة الاجتماعية المريحة معظم الناس، الحصول على الثروة والشهرة، وبشكلٍ عام؛ أصبح الكمال إلى حدٍّ ما مُبتغى الجميع، وهذا ما يجعل الناس في وضع منافسةٍ اجتماعيةٍ دائمة، وما يزيد الطّين بلّة، هو عدم المساواة في المجتمع، والتي أدت إلى ازدياد ظاهرة الشرّ الاجتماعي المتمثل في النفاق للظهور بشكلٍ أفضل دائمًا.
النفاق سمٌّ يتغلغل في كل زاويةٍ من زوايا المجتمع، من الأشخاص في حياتنا الشخصية إلى السياسيين والمحاميين ورجال الأعمال وغيرهم، يمكنك رؤية السياسة والمعاملة المزدوجة منهم جميعهم، والطريقة الوحيدة لتبتعد عن دائرة هذا النفاق قليلًا هي أن تكون نفسك دائمًا، قولًا وفعلًا.:.
"أن تكون نفسك في عالمٍ يحاول باستمرارٍ أن يجعلك شيئًا آخر هو أعظم إنجاز".
— الأديب والفيلسوف والشاعر الأمريكي رالف والدو إيمرسون (Ralph Waldo Emerson)
يحبُّ جميعنا التحدّث يوميًّا عن أخبار العالم من حولنا، أصدقائنا وعائلاتهم، وأخبار الجيران، وحتى أخبار المشاهير، أي النميمة بشكلٍ عام، وبشكلٍ خاص عن الأخبار السيئة لهؤلاء الأشخاص، وتساعدنا في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، فهي وسيلةٌ جديرةٌ بنقل الأخبار الموثوقة وغير الموثوقة. حسنًا، النميمة ليست موضوعنا الآن، بل هو النفاق بمعنى أدقّ.
الكلام الذي أسلفنا ذكره كان لإيصالك إلى نقطةٍ مهمةٍ وهي وصف شخصٍ ما في حديثك عنه؛ بالمنافق، هذا منافقٌ وذلك أكثر إنسانٍ منافق عرفته في حياتي... وما إلى ذلك إذن، ما هو النفاق؟ ومتى يحقّ لك وصف إنسانٍ بالمنافق؟ هل للنفاق آثارٌ سلبيةٌ؟
مفهوم النفاق
النفاق (Hypocrisy) كمصطلحٍ، هو سلوك المرء الذي يتعارض مع ما يدّعي بأنه مؤمنٌ به في أي مجالٍ في حياته، سواءً في الدين أو في العمل أو المعاملة. المنافق لديه مواقف مقبولة علنًا، ولكنه لا يمتلكها بشكلٍ حقيقيٍّ وفعليٍّ..
ينطوي النفاق عادةً على إدانة أفعال الآخرين غير الأخلاقية، ومن جهةٍ أخرى الانخراط بهذه الأفعال شخصيًّا. كمثالٍ بسيطٍ، يرفض أحد معارفك - المُقتدِر ماديًّا نوعًا ما - تقديم تبرّعٍ خيريٍّ للمحتاجين عندما يُطلب منه ذلك، ولكنه من جهةٍ أخرى وعندما تتحدثان عن قيمة التبرع الخيري، يكون أول المحاضِرين أمام الناس بأهمية هذه القضية.
ممارسة الأفعال السيئة أو غير المقبولة أخلاقيًّا وإدانة غيرك عندما يفعلها، تجعلك شخصًا أسوأ بكثيرٍ من أن تنخرط بهذه الأفعال مع اعترافك بذلك، وعدم انتقادك للموضوع. نعم قد يبدو ذلك غريبًا؛ ولكن ستجعل رحلتنا الآن في سيكولوجية النفاق شعورك تجاه هذا الكلام أكثر منطقيةً.
الدوافع وراء النفاق
السبب الأكثر شيوعًا ووضوحًا لنفاق أي شخصٍ هو المصلحة الشخصية. بشكلٍ عام، يتصرّف جميع البشر بشكلٍ عادلٍ في الكلام، فتراهم يهمّون بإلقاء دروس ومواعظ وأحكام في كلّ شيءٍ، إلى أن يواجهوا الموقف بشكلٍ شخصيٍّ، هنا يبدأ التصرّف العكسي والنفاق والتبرير.
إذا واجهت شخصًا ما وسألته حول سبب تصرفه بشكلٍ مناقضٍ لبعض المعايير الأخلاقية الخاصة به، سيبرر ذلك بأن التكاليف التي سيتحمّلها بشكلٍ شخصيٍّ فيما لو اتّبع معتقداته، كافية لتجاوز نية التصرف معنويًّا. قد يوجّه لك عبارةً واحدةً فقط وهي "افعل كما أقول، وليس كما أفعل!". بشكلٍ عام، أغلبنا عندما يقيّم نزاهة أفعالِ أو أخلاقِ غيره، فإننا نحكم عليهم بقسوةٍ أكثر مما لو كنا نحكم على أنفسنا بنفس تلك الأفعال..
أنواع الأشخاص المنافقين
حسب دراسةٍ أجراها فريق جامعة كاليفورنيا الأمريكية، فإن النفاق لدى الناس يندرج تحت ثلاث فئاتٍ:
- الفئة الأولى: يمكننا أن نطلق عليهم أصحاب الازدواجية الأخلاقية، وهم من أكثر الناس شمولًا بالتعريف الضمني للنفاق، أي ممن يدّعون أنه لا يمكنك لومهم على دوافعهم لفعل شيءٍ ما عكس قناعاتهم، يكتفون بأن لديهم أسبابهم ومبرراتهم الشخصية. كمثالٍ على ذلك؛ إذا كنت تعمل في شركةٍ، ووقّع زميلك أمامك عقدًا يشهد فيه أنه ليس لديه تضارب خارجي في المصالح مع شركةٍ أخرى، غير التي تعملان بها، ولكنك ضمنيًّا تعرف بأنه كاذبٌ، هنا تواجهك الآن معضلة أخلاقية، فإما أن تكون مخلصًا لصديقك ومنافقًا بالنسبة للشركة التي تعمل بها (خائن لشركتك)، أو منافقًا في الصداقة لأنك ستخبر عنه.
- الفئة الثانية: تشمل أصحاب المعايير الأخلاقية المزدوجة، أي يُظهرون بعض التصرفات التي تُظهرهم بمظهرٍ أكثر إنصافًا وتصالحًا مع أنفسهم. مثلًا، قد تغضب من سائق التكسي لأنه لم يتوقف لك عند ممر المشاة، من جهةٍ أخرى؛ تتسلل أنت بسرعةٍ عبر ممر المشاة عندما يكون الضوء أحمر وغير مسموحٍ لك أن تعبر، تبرر أنت سلوكك هذا بأنك كنت مستعجلًا.
- الفئة الثالثة: تعبّر عمّن يعانون من الضعف الأخلاقي، وهنا يتعارض سلوك أصحاب النفاق مع مواقفه علنًا. كمثالٍ بسيطٍ، بعض الناس يتبنى مقولةَ أنه يجب على الجميع التصويت في انتخاباتِ كذا، ويقول وينشر هذا بين أصدقائه على درجةٍ من الأهمية، وفي يوم التصويت هذا الشخص ذاته لا تلمحه بجانب صناديق الاقتراع أصلًا.
أهم صفات المنافق
- كاذب.
- لا يمكن الاعتماد عليه لأنه يفشل في الحفاظ على الثقة.
- يخلف بوعوده دائمًا..
الآثار السلبية للنفاق
تنبع ردة فعلنا السلبية جدًا تجاه النفاق من رغبتنا الطبيعية كبشرٍ وحاجتنا إلى أشخاصٍ أصيلين يمكننا الوثوق بهم. النفاق يمكن أن يسبب أضرارًا جمّةً وخاصةً في العلاقات الشخصية ذات المغزى. إنه سيفٌ ذو حدين، كيف؟ إليك السبب:
- إذا اكتشفت بأنه تمّ خداعك، فستشعر بالغضب من الشخص الذي خدعك، وستغضب من نفسك كثيرًا، ستسأل نفسك: هل كنتُ غبيًّا إلى هذه الدرجة؟ كيف وضعت ثقتي في غير محلّها؟ ويبدأ الصراع النفسي.
- تبدأ المرحلة الثانية من نتائج الصدمة، ستسأل نفسك، إذن بمن يمكنني الوثوق الآن؟ وهذا ما سيؤثر على علاقاتك بمن حولك، هنا سيكون ضحايا هذا النفاق هم أنت، والأشخاص الصادقون الحقيقيون الذين ستظلمهم بعدم ثقتك بهم، سيكون تصرّفك هذا غير عادلٍ فأنت لم ترَ منهم نفاقًا! ومن جهةٍ أخرى؛ أنت خائفٌ وتفضّل البقاء وحيدًا على أن يتم خداعك مرةً أخرى..
النفاق في المجتمع، وآثاره
تجذب الحياة الاجتماعية المريحة معظم الناس، الحصول على الثروة والشهرة، وبشكلٍ عام؛ أصبح الكمال إلى حدٍّ ما مُبتغى الجميع، وهذا ما يجعل الناس في وضع منافسةٍ اجتماعيةٍ دائمة، وما يزيد الطّين بلّة، هو عدم المساواة في المجتمع، والتي أدت إلى ازدياد ظاهرة الشرّ الاجتماعي المتمثل في النفاق للظهور بشكلٍ أفضل دائمًا.
النفاق سمٌّ يتغلغل في كل زاويةٍ من زوايا المجتمع، من الأشخاص في حياتنا الشخصية إلى السياسيين والمحاميين ورجال الأعمال وغيرهم، يمكنك رؤية السياسة والمعاملة المزدوجة منهم جميعهم، والطريقة الوحيدة لتبتعد عن دائرة هذا النفاق قليلًا هي أن تكون نفسك دائمًا، قولًا وفعلًا.:.
"أن تكون نفسك في عالمٍ يحاول باستمرارٍ أن يجعلك شيئًا آخر هو أعظم إنجاز".
— الأديب والفيلسوف والشاعر الأمريكي رالف والدو إيمرسون (Ralph Waldo Emerson)