Jehad Hasan
{ لفترة قصيرة مضت كنت اعتقد ان السنين طوال}
كنا نسمع عن آخر الزمان تكون ايامه قصيرة وسنواته اقصر ولكن لم اكن اعلم انني اعيش في هذه العجالة وهذه النهايات للزمان.
في حديث خاص مع العم ( ليوناردو دافنشي) حين زارني الى مرسمي بالحلة.
سألته عن ( الموناليزا) او الجيوكندا، وهل صحيح انه كان يحب هذه المرأة التي رسمها خلال ثلاث سنوات ونصف.
ابتسم قائلا ؛ سيدنا ماذا تعرف عن الحب.
حقيقة احرجني بسؤاله الغريب، وكأنه يعرف بتاريخي الحافل بالفشل الذريع بقصص الحب.
قلت ؛ الحب هو مظهر من مظاهر السعادة ولربما هو السعادة ذاتها ، ولذلك فهو قصير لايدوم.
امسك لحيته الكثّة اللامعة البياض ونظر لي نظرة لا زلت لم افهم مغزاها.
وقال؛ نعم ،، انا احببت هذه السيدة، وكما تعلم ان الحب لايحكمه منطق، ولا قانون، لربما يا ( سيدنا) انه خارج اطار الزمان والمكان.
نعم هي كانت تصغرني كثيراً بالعمر، ولكن لعيناها فتنة اجتمع على جمالها المختلفين.
قاطعته قائلاً ( وصف جميل) فأجاب دعني اكمل لأنني اشعر في هذه الايام بأن ذاكرتي لم تعد كما كانت.
واسترسل ؛ يتفق جميع الناس على ان الابتسامة هي احدى اهم الوظائف للشفاه، ولكن هذه (...............)( طبعا شتم والدها بالايطالي ولهذا حذفت الشتيمة ووضعت نقاط بين قوسين، واعتقد ان الايطاليين يمتلكون نفس خصال العراقيين فحينما يعجبهم شيء بافراط لايجدون وسيلة للاحتفاء به الا الشتائم لانها تكون المقياس الاكيد لهذا الاعجاب)، المرأة تبتسم بعينيها.
ولعيناها ابتسامة لاتفهم معنى ( الأسر) فهي مدربة على القتل مباشرة.
ولهذا ( سيدنا) اخذت مني هذا اللوحة دهراً طويلا ، لأنني لم أكن اجرؤ على النظر الى العينين وكما تعرف ان نصف الشبه للشخص المرسوم يكمن في عينيه.
صفق بيديه وقال ؛ اثرت شجوني بسؤالك هذا، فأردت ان اغير له الموضوع لأنني احسست بوجعه الكبير.
فقلت ؛ وماذا عن النسبة الذهبية.
ضحك بوجه حزين وقال ؛ ماعداها ( ويقصد حبيبته) كل الذي كان هو اضغاث احلام.
وانا انهي كتابة هذه السطور انتبهت ان العنوان ليس له علاقة بالمكتوب، اعتذر من القراء الكرام، واقول ؛ اعصبوها برأسي، فلعل الذي كتبته هو الذي كنت اريد ان اقوله.
( انتهى)
محمود شوبر/ المدينة العظيمة/ على مشارف الكريسمس