اللغة العربية بين التاريخ والنوادر والطرائف المذهلة !
لا شك بأن اللغة العربية هي اللغة الأكثر سحراً وتفرداً بين سائر لغات العالم، فلعذوبة وتنوع مفرداتها و سحر تراكيبها ميزة خاصة لم تتصف بها أي لغة أخرى من قبل، لهذا اختصها الله لتكون لغة القرآن الكريم، و نظم لها الشعراء أبياتاً في المديح و الرثاء نذكر منها ما قاله شاعر النيل حافظ إبراهيم
أنا البحر في أحشائه الدر كامن .. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني .. ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني .. أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
اللغة العربية: تاريخ
قيمة اللغة العربية في المؤلفات
بدون شك، إن اللغة العربية واحدة من أهم اللغات الحيّة الموجودة في العالم منذ قرون طويلة، وما زالت موجودة ومسيطرة على نسبة كبيرة جدًا من سكان كوكب الأرض. حتى أن غير الناطقين بها يحاولون من حينٍ لآخر تعلمها، والتعامل مع مخارج حروفها المعقدة والتي تحتاج إلى بذل مجهود كبير جدًا لتخرج بشكلٍ صحيح. حتى أن هناك بعض العرض أنفسهم يعانون في نطق الحروف ذات المخارج الصوتية المميزة مثل الثاء والخاء والضاد.
قد تعتقد في البداية أن الناطقين بمعجم اللغة العربية ما هم إلا مجموعة من الحمقى الذين لا يفقهون أي شيء في العلوم والفنون، لكن في الواقع لدينا (كعرب) مؤلفات لا حصر لها في مختلف المجالات. وبالضبط كما نسعى لقراءة الكتب الإنجليزية الأصلية في حالة إذا كانت الترجمات العربية ركيكة، الأجانب أيضًا يحاولون الوصول للكتب العربية الأصلية إذا كانت الترجمة الإنجليزية ركيكة. الأمر متبادل تمامًا، ودائمًا وأبدًا ما تكون اللغة الأصلية هي صاحبة المعنى الأفضل، ولذلك يكون من الصعب جدًا الوصول إلى هذا المعنى، بسبب أن ذلك يستدعي استذكار قواعد لغة كاملة، فقط من أجل محاولة فهم فقرة واحدة في صفحة واحدة في كتاب من ألفيّ صفحة مثلًا!
ابن سينا والفارابي وغيرهم من علماء اللغة العربية .. مؤلفاتهم بالعربية، وتأثيرهم في مجرى تاريخ العالم لا يمكن لأحد أن يُنكره. كما أن العلماء الكُرديين مثلًا، عندما بدأت أعمالهم في الظهور على المستوى العالمي، كان الفضل عائدًا للعربية أيضًا، فهي كانت (وما زالت) واحدة من أغنى وأغزر اللغات من حيث عدد الكلمات والمرادفات وكل شيء تقريبًا، فهي تُعطي الحياة لأي لغة ليست بنفس قوتها، وبذلك تعمل على نشر العلم والثقافة على مستوى العالم بشكلٍ أكبر. أجل، الإنجليزية أسهل من حيث القواعد ولها شعبية كبيرة، لكن هذا لا يمحي بأي حال من الأحوال حقيقة أن معظم الكتب العلمية التي شكلت الحاضر الذي نعيش فيه الآن، كانت عربية خالصة.
وحتى بعيدًا عن الماضي، لنتحدث عن الحاضر بعض الشيء. أدباء عباقرة مثل نجيب محفوظ وفرج فودة ونوال السعداوي ورضوى عاشور، كل أعمالهم تُرجمت للغات لا حصر لها، وحصلت على جوائز عالمية لا تُحصى، وذات قيمات إنسانية ومالية عملاقة بحق، لكن هذا يعني أنهم اكتسبوا الجودة بعد الترجمة؟ أبدًا، البداية والمنشأ كان اللغة العربية يا أصدقائي، إنها الوتد التي يحمل لبلاب العنب الجميل. أعمالهم أثرت في العرب نظرًا لعاملين، الأول هو أنها تلمس حياتنا بشكلٍ صادم، والثاني هو أنها مكتوبة بلغة نحن الناطقون بها في الأساس، فبالتالي نستطيع أن نفهمها مباشرة، وأي مشكلة في الفهم تُحل بالبحث عن معنى كلمة واحدة فقط، على عكس المترجمات التي تحتاج منا إلى فتح قواميس كاملة ومعاجم وسؤال أهل الخبرة والرأي، إلخ، إلخ، إلخ.
اللغة العربية وأزمة الهوية
لكن مهلًا، بالرغم من كَون اللغة العربية واحدة من أهم اللغات الموجودة على الساحة عالميًّا هذه الأيام، إلا أنه هناك تعظيم وتفخيم مبالغ فيه لها من أهل اللغة أنفسهم، على حساب التحقير من اللغات الأخرى، وهذا غير مقبول بالمرة، غير إنساني، وغير جدير بأهل لغتنا من الأساس. نحن معروفون بالشهامة على مدار التاريخ، باختلاف السلاطين والملوك والأمراء، بتنوع العبيد والتجّار وقطّاع الطرق، بتميز رعاة الأغنام والفرسان والساسة، كلنا عرب اشتهرنا بحسن الخلق والاهتمام بالآخرين وعدم الإيذاء، وما يحدث هذه الأيام هو محاولة هزيلة للدفاع عن لغة لا تحتاج لمن يدافع عنها من الأساس. فهي قاعدة ثابتة، إذا كنت تستخدم العنف والكراهية للدفاع عن أيدولوجية أو معتقد ما، فاعلم أن هذا المعتقد ضعيف في الأساس وسوف يسقط أمام أبسط رهان منطقي.
فمثلًا يقولون أن اللغة الإنجليزية ركيكة وهزيلة لأن عدد كلماتها الكاملة في المعجم، أقل من عدد كلمات اللغة العربية، كما أنه تظهر مقارنات غير موضوعية وسخيفة على الإنترنت تقول أن المعنى الفلاني يمكن التعبير عنه بـ 40 كلمة في العربية، بينما الإنجليزية 5 كلمات فقط. وهؤلاء مثيرون للشفقة والضحك في الواقع، لماذا؟ ببساطة لكون الأمر كله مبنيًّا على الاهتمام الدقيق بالتوظيف في المواضع المختلفة. أجل اللغة العربية كثيرة في المفردات والمعاني، لكن هل كل الكلمات تُعطي نفس المعنى في نفس السياق؟
كلمة Fear بالإنجليزية لو وضعتها في أي سياق، ستُعطيك معنى الخوف بدرجاته، فبالتالي يمكن توظيفها دون الحاجة إلى تعقيد النص لغويًّا بمفردات ربما لم يسمع بها القارئ في حياته. لكن في العربية يمكن أن نقول الخوف، الارتعاد، الارتعاش، إلخ. كل كلمة منهم لها معنى مختلف حسب السياق، ولهذا لا يمكن تطويع كل كلمات اللغة العربية (المترادفة) في نفس السياقات، وفي الواقع هذه نقطة ضعف في اللغة من جهة (حيث تعقد النصوص على القارئ التقليدي)، ونقطة قوة من جهة أخرى (حيث تُعطي مرادفات مختلفة للقارئ الذي لديه بالفعل خلفية معرفية عن كل تلك الكلمات بالفعل).
اللغة العربية: طرائف وحقائق
والآن كفانا ثرثرة في الأمور المعقدة تلك، هيا بنا نتحدث عن الأشياء المسلية فعلًا. إن كنت من محبي لغة الضاد إليك بعض طرائف و عجائب هذه اللغة الساحرة، وهي حقًا مذهلة للغاية!
إن الذي ملأ اللغات محاسناً .. جعل الجمال و سره في الضاد.. أحمد شوقي
أبيــات لا مثيــل لهــا
ألوم صديقي وهذا محال
صديقي أحبه كلام يقال
وهذا كلام بليغ الجمال
محال يقال الجمال خيال
الغريب أنك تستطيع قراءته أفقيا ورأسياً، هذه روعة اللغة العربية فعلًا!
يقول القاضي الأرجاني: مودته تدوم لكل هول ..و هل كل مودته تدوم
بيت لا تتحرك بقراءته الشفتان: قطعنا على قطع القطا قطع ليلة سراعا على الخيل العتاق اللاحقي
أبيات في المدح والثناء
لكن إذا قرأتها بالمقلوب كلمة كلمة، فإن النتيجة ستكون أبيات هجائية موزونة ومقفاه، ومحكمة أيضاً.
حلموا فما ساءت لهم شيم .. سمحوا فما شحت لهم منن
سلموا فلا زلت لهم قدم .. رشدوا فلا ضلت لهم سنن
سوف تكون الأبيات بعد قلبها كالتالي..
أغرب الأبيات التي نظمها المتنبي
و تفسيره :
(أَلَمٌ ) ( أَلَمَّ ) ( أَلَمْ ) ( أُلِمْ ) ( بِدَائِه ) بمعنى : (وجعُ) (أحاط بي) (لم) (أعلم) (بمرضه)
( إنْ ) ( آَنَّ ) ( آنٌ ) ( آنَ ) ( آنُ ) (شِفَائِه) بمعنى : (اذا) (توجع) (صاحب الألم) (حان) (وقت) (شفائه)
أصل و معاني بعض مفردات اللغة
يوم الخميس
هو سادس أيام الأسبوع، و يأتي بمعنى الجيش الجرار، يجمع على أخامِس و أَخْمساء و أَخْمِسة يقول أبو تمام في قصيدته الشهيرة:
السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ ..في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ.. في مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة .. بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة الشُّهُبِ
أَيْنَ الروايَة بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا ..صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
طفيلي
واحدة من الكلمات الهامة في اللغة العربية حصرًا. إنه الشخص الفضولي الذي يتدخل في شؤون غيره، أما أصل الكلمة فتنسب إلى رجل كوفي من بني عبد الله بن غطفان كان يدعي طفيل الاعراس او العرائس واسمه طفيل بن دلال كان يأتي الولائم دون ان يدعي اليها وكان يقول لوددت أن الكوفة كلها بركة مصهرجة فلا يخفي علي شيء منها فكان العرب يقولون في أمثالهم: اوغل من طفيل واطمع من طفيل.
السِّهام (بالكسر)
جمع سَهم، السَّهام (بالفتح): شدة الحرارة، السُّهام (بالضم): ضوء الشمس عند الشروق والغروب.
إذا كان المال موروثا فهو “تِلاد”، مدفونًا فهو “ركاز”، مكتسباً فهو “طارِف”، ذهباً وفضة فهو” صامت”، إبلاً وغنماً فهو” ناطق”، ضيعة ومستغلاً فهو “عقار”.
الآجرُّومية
هو أشهر كتاب في مبادئ النحو، وسمي بذلك نسبة إلى ابن أجرُّوم، ومعناه باللغة البربرية الأفريقية: (الفقير الصوفي).
السقم والمرض
يشتركان في معنى وجود الداء، فالسقم: اختصاصه بداء الجسد دون النفس، المرض: عموم دلالته فهو في الأبدان والنفوس.
الوجيف و الرجيف
كلاهم بمعنى زيادة ضربات القلب إلا أن الوجيف بسبب الفرحة أما الرجيف بسبب الخوف.
القطــر
بفتح القاف المطر و بكسرها النحاس. و بضمها البلد أو الدائرة.
أسمــاء الأصــوات
قالوا في تعريفها: كلُّ لفظٍ حُكِيَ بهِ صوتُ يتناسب مع حروفه ونبرته.
صوت النار: -الأجِيــجُ
أجّت النار تئِجُّ أجيجًا: إذا سمعتَ صوتَ لهيبها
أجت النار أجًّا وأجًّة: تلهّبت وتوقدّت وكان للهيبها صوتٌ.
قال الشاعر: كأن ترَّددَ أنفاسِــهِ .. أجيجُ ضِرامٍ زَفَتْهُ الشمــال
أصوات عامة
لا شك بأن اللغة العربية هي اللغة الأكثر سحراً وتفرداً بين سائر لغات العالم، فلعذوبة وتنوع مفرداتها و سحر تراكيبها ميزة خاصة لم تتصف بها أي لغة أخرى من قبل، لهذا اختصها الله لتكون لغة القرآن الكريم، و نظم لها الشعراء أبياتاً في المديح و الرثاء نذكر منها ما قاله شاعر النيل حافظ إبراهيم
أنا البحر في أحشائه الدر كامن .. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني .. ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني .. أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
اللغة العربية: تاريخ
قيمة اللغة العربية في المؤلفات
بدون شك، إن اللغة العربية واحدة من أهم اللغات الحيّة الموجودة في العالم منذ قرون طويلة، وما زالت موجودة ومسيطرة على نسبة كبيرة جدًا من سكان كوكب الأرض. حتى أن غير الناطقين بها يحاولون من حينٍ لآخر تعلمها، والتعامل مع مخارج حروفها المعقدة والتي تحتاج إلى بذل مجهود كبير جدًا لتخرج بشكلٍ صحيح. حتى أن هناك بعض العرض أنفسهم يعانون في نطق الحروف ذات المخارج الصوتية المميزة مثل الثاء والخاء والضاد.
قد تعتقد في البداية أن الناطقين بمعجم اللغة العربية ما هم إلا مجموعة من الحمقى الذين لا يفقهون أي شيء في العلوم والفنون، لكن في الواقع لدينا (كعرب) مؤلفات لا حصر لها في مختلف المجالات. وبالضبط كما نسعى لقراءة الكتب الإنجليزية الأصلية في حالة إذا كانت الترجمات العربية ركيكة، الأجانب أيضًا يحاولون الوصول للكتب العربية الأصلية إذا كانت الترجمة الإنجليزية ركيكة. الأمر متبادل تمامًا، ودائمًا وأبدًا ما تكون اللغة الأصلية هي صاحبة المعنى الأفضل، ولذلك يكون من الصعب جدًا الوصول إلى هذا المعنى، بسبب أن ذلك يستدعي استذكار قواعد لغة كاملة، فقط من أجل محاولة فهم فقرة واحدة في صفحة واحدة في كتاب من ألفيّ صفحة مثلًا!
ابن سينا والفارابي وغيرهم من علماء اللغة العربية .. مؤلفاتهم بالعربية، وتأثيرهم في مجرى تاريخ العالم لا يمكن لأحد أن يُنكره. كما أن العلماء الكُرديين مثلًا، عندما بدأت أعمالهم في الظهور على المستوى العالمي، كان الفضل عائدًا للعربية أيضًا، فهي كانت (وما زالت) واحدة من أغنى وأغزر اللغات من حيث عدد الكلمات والمرادفات وكل شيء تقريبًا، فهي تُعطي الحياة لأي لغة ليست بنفس قوتها، وبذلك تعمل على نشر العلم والثقافة على مستوى العالم بشكلٍ أكبر. أجل، الإنجليزية أسهل من حيث القواعد ولها شعبية كبيرة، لكن هذا لا يمحي بأي حال من الأحوال حقيقة أن معظم الكتب العلمية التي شكلت الحاضر الذي نعيش فيه الآن، كانت عربية خالصة.
وحتى بعيدًا عن الماضي، لنتحدث عن الحاضر بعض الشيء. أدباء عباقرة مثل نجيب محفوظ وفرج فودة ونوال السعداوي ورضوى عاشور، كل أعمالهم تُرجمت للغات لا حصر لها، وحصلت على جوائز عالمية لا تُحصى، وذات قيمات إنسانية ومالية عملاقة بحق، لكن هذا يعني أنهم اكتسبوا الجودة بعد الترجمة؟ أبدًا، البداية والمنشأ كان اللغة العربية يا أصدقائي، إنها الوتد التي يحمل لبلاب العنب الجميل. أعمالهم أثرت في العرب نظرًا لعاملين، الأول هو أنها تلمس حياتنا بشكلٍ صادم، والثاني هو أنها مكتوبة بلغة نحن الناطقون بها في الأساس، فبالتالي نستطيع أن نفهمها مباشرة، وأي مشكلة في الفهم تُحل بالبحث عن معنى كلمة واحدة فقط، على عكس المترجمات التي تحتاج منا إلى فتح قواميس كاملة ومعاجم وسؤال أهل الخبرة والرأي، إلخ، إلخ، إلخ.
اللغة العربية وأزمة الهوية
لكن مهلًا، بالرغم من كَون اللغة العربية واحدة من أهم اللغات الموجودة على الساحة عالميًّا هذه الأيام، إلا أنه هناك تعظيم وتفخيم مبالغ فيه لها من أهل اللغة أنفسهم، على حساب التحقير من اللغات الأخرى، وهذا غير مقبول بالمرة، غير إنساني، وغير جدير بأهل لغتنا من الأساس. نحن معروفون بالشهامة على مدار التاريخ، باختلاف السلاطين والملوك والأمراء، بتنوع العبيد والتجّار وقطّاع الطرق، بتميز رعاة الأغنام والفرسان والساسة، كلنا عرب اشتهرنا بحسن الخلق والاهتمام بالآخرين وعدم الإيذاء، وما يحدث هذه الأيام هو محاولة هزيلة للدفاع عن لغة لا تحتاج لمن يدافع عنها من الأساس. فهي قاعدة ثابتة، إذا كنت تستخدم العنف والكراهية للدفاع عن أيدولوجية أو معتقد ما، فاعلم أن هذا المعتقد ضعيف في الأساس وسوف يسقط أمام أبسط رهان منطقي.
فمثلًا يقولون أن اللغة الإنجليزية ركيكة وهزيلة لأن عدد كلماتها الكاملة في المعجم، أقل من عدد كلمات اللغة العربية، كما أنه تظهر مقارنات غير موضوعية وسخيفة على الإنترنت تقول أن المعنى الفلاني يمكن التعبير عنه بـ 40 كلمة في العربية، بينما الإنجليزية 5 كلمات فقط. وهؤلاء مثيرون للشفقة والضحك في الواقع، لماذا؟ ببساطة لكون الأمر كله مبنيًّا على الاهتمام الدقيق بالتوظيف في المواضع المختلفة. أجل اللغة العربية كثيرة في المفردات والمعاني، لكن هل كل الكلمات تُعطي نفس المعنى في نفس السياق؟
كلمة Fear بالإنجليزية لو وضعتها في أي سياق، ستُعطيك معنى الخوف بدرجاته، فبالتالي يمكن توظيفها دون الحاجة إلى تعقيد النص لغويًّا بمفردات ربما لم يسمع بها القارئ في حياته. لكن في العربية يمكن أن نقول الخوف، الارتعاد، الارتعاش، إلخ. كل كلمة منهم لها معنى مختلف حسب السياق، ولهذا لا يمكن تطويع كل كلمات اللغة العربية (المترادفة) في نفس السياقات، وفي الواقع هذه نقطة ضعف في اللغة من جهة (حيث تعقد النصوص على القارئ التقليدي)، ونقطة قوة من جهة أخرى (حيث تُعطي مرادفات مختلفة للقارئ الذي لديه بالفعل خلفية معرفية عن كل تلك الكلمات بالفعل).
اللغة العربية: طرائف وحقائق
والآن كفانا ثرثرة في الأمور المعقدة تلك، هيا بنا نتحدث عن الأشياء المسلية فعلًا. إن كنت من محبي لغة الضاد إليك بعض طرائف و عجائب هذه اللغة الساحرة، وهي حقًا مذهلة للغاية!
إن الذي ملأ اللغات محاسناً .. جعل الجمال و سره في الضاد.. أحمد شوقي
أبيــات لا مثيــل لهــا
ألوم صديقي وهذا محال
صديقي أحبه كلام يقال
وهذا كلام بليغ الجمال
محال يقال الجمال خيال
الغريب أنك تستطيع قراءته أفقيا ورأسياً، هذه روعة اللغة العربية فعلًا!
- أما هذا البيت فيقرأ من الجهتين، دون اعتبار لتشكيل الحروف .
يقول القاضي الأرجاني: مودته تدوم لكل هول ..و هل كل مودته تدوم
بيت لا تتحرك بقراءته الشفتان: قطعنا على قطع القطا قطع ليلة سراعا على الخيل العتاق اللاحقي
أبيات في المدح والثناء
لكن إذا قرأتها بالمقلوب كلمة كلمة، فإن النتيجة ستكون أبيات هجائية موزونة ومقفاه، ومحكمة أيضاً.
حلموا فما ساءت لهم شيم .. سمحوا فما شحت لهم منن
سلموا فلا زلت لهم قدم .. رشدوا فلا ضلت لهم سنن
سوف تكون الأبيات بعد قلبها كالتالي..
منن لهم شحت فما سمحوا .. شيم لهم ساءت فما حلموا
سنن لهم ضلت فلا رشدوا .. قدم لهم زلت فلا سلموا
سنن لهم ضلت فلا رشدوا .. قدم لهم زلت فلا سلموا
أغرب الأبيات التي نظمها المتنبي
أَلَمٌ أَلَمَّ أَلَمْ أُلِمَّ بِدَائِهِ .. إِنْ آنَ آنٌ آنَ آنُ أَوَانِهِ
و تفسيره :
(أَلَمٌ ) ( أَلَمَّ ) ( أَلَمْ ) ( أُلِمْ ) ( بِدَائِه ) بمعنى : (وجعُ) (أحاط بي) (لم) (أعلم) (بمرضه)
( إنْ ) ( آَنَّ ) ( آنٌ ) ( آنَ ) ( آنُ ) (شِفَائِه) بمعنى : (اذا) (توجع) (صاحب الألم) (حان) (وقت) (شفائه)
أصل و معاني بعض مفردات اللغة
يوم الخميس
هو سادس أيام الأسبوع، و يأتي بمعنى الجيش الجرار، يجمع على أخامِس و أَخْمساء و أَخْمِسة يقول أبو تمام في قصيدته الشهيرة:
السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ ..في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ.. في مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة .. بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة الشُّهُبِ
أَيْنَ الروايَة بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا ..صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
طفيلي
واحدة من الكلمات الهامة في اللغة العربية حصرًا. إنه الشخص الفضولي الذي يتدخل في شؤون غيره، أما أصل الكلمة فتنسب إلى رجل كوفي من بني عبد الله بن غطفان كان يدعي طفيل الاعراس او العرائس واسمه طفيل بن دلال كان يأتي الولائم دون ان يدعي اليها وكان يقول لوددت أن الكوفة كلها بركة مصهرجة فلا يخفي علي شيء منها فكان العرب يقولون في أمثالهم: اوغل من طفيل واطمع من طفيل.
السِّهام (بالكسر)
جمع سَهم، السَّهام (بالفتح): شدة الحرارة، السُّهام (بالضم): ضوء الشمس عند الشروق والغروب.
إذا كان المال موروثا فهو “تِلاد”، مدفونًا فهو “ركاز”، مكتسباً فهو “طارِف”، ذهباً وفضة فهو” صامت”، إبلاً وغنماً فهو” ناطق”، ضيعة ومستغلاً فهو “عقار”.
الآجرُّومية
هو أشهر كتاب في مبادئ النحو، وسمي بذلك نسبة إلى ابن أجرُّوم، ومعناه باللغة البربرية الأفريقية: (الفقير الصوفي).
السقم والمرض
يشتركان في معنى وجود الداء، فالسقم: اختصاصه بداء الجسد دون النفس، المرض: عموم دلالته فهو في الأبدان والنفوس.
الوجيف و الرجيف
كلاهم بمعنى زيادة ضربات القلب إلا أن الوجيف بسبب الفرحة أما الرجيف بسبب الخوف.
القطــر
بفتح القاف المطر و بكسرها النحاس. و بضمها البلد أو الدائرة.
أسمــاء الأصــوات
قالوا في تعريفها: كلُّ لفظٍ حُكِيَ بهِ صوتُ يتناسب مع حروفه ونبرته.
صوت النار: -الأجِيــجُ
أجّت النار تئِجُّ أجيجًا: إذا سمعتَ صوتَ لهيبها
أجت النار أجًّا وأجًّة: تلهّبت وتوقدّت وكان للهيبها صوتٌ.
قال الشاعر: كأن ترَّددَ أنفاسِــهِ .. أجيجُ ضِرامٍ زَفَتْهُ الشمــال
أصوات عامة
- البَـرْبَـرَةُ:صوت الــدلـو .. دلو بَربار: أي لهـا في الماء صوت.
- البَـطْــبَـطَـــة: صـــوت البــــط .. بَطْبَطَ البَطُّ: صاتَ، غاصَ فِي الماءِ .. بَطْبَطَ الرَّجُلُ: ضَعُفَ رَأْيُهُ
- التـأْتَــأَةُ:صــوت التيــس
- التّـغْتَـغَــةُ:صــوت الحـلي
- الثغـــــــاء: صوت الشاة والمعز، وماشاكلها
- الجعجع والجعجعة: صوت الرحى ونحوها،وفي المثل: “أسمع جعجعة ولا أرى طِحْنًـا” يضرب للرجل الذي يكثر الكلام ولا يعمل، والذي يعد ولا يفعل.
- جمــوع غريبـــة
- ابن آوى : بنات آوى
- عندليب : عنادل
- حرباء : حرابي
- دَلــو: أَدْلٍ و دِلاء و دُلِيّ
- نَهــار: أنْهُرٌ، و نُهُرٌ