الميكافيلية
سمعنا جيّدًا بالمثل القائل "الغاية تبرر الوسيلة" وربّما تجادلنا فيما إذا كان ذلك المثل صحيح أخلاقيًّا أم لا. الميكافيلية عمومًا هي المنهج الفكري الذي يتبنّى هذا المثل، وهي موضوع حديثنا في هذا المقال.
تعريف الميكافيلية
الميكافيلية (Machiavellianism) هي نظريّةٌ أو وجهةُ نظرٍ سياسيّة تبرر استخدام الزعيم كل الوسائل اللازمة مهما كانت مجحفةً وغير أخلاقيّةٍ للحفاظ على سلطته وتحقيق أهدافه. تنظر أيضًا المكيافيلية للطبيعة الإنسانية بنظرةٍ متشائمةٍ وتعزّز الأفكار الانتهازية ،وتبرّر التلاعب والخداع وغيرها من الأخلاقيّات المرفوضة إنسانيًّا..
نيكولو مكيافيلي Niccolo Machiavelli
سميت الميكافيلية بهذا الاسم تيمّنًا بالكاتب والسياسي الإيطاليّ نيكولو مكيافيلي. ولد ميكافيلي في إيطاليا سنة 1469م ودخل عالم السّياسة منذ عمر الـ29 عندما عُيّن وزيرًا للدفاع في فلورنسا. من الجدير بالذكر أن مكيافيلي كان من السياسيين المتعصّبين لإيطاليا الموحّدة ولم يكن دبلوماسيًّا مرحّبًا به بسبب آرائه السياسيّة المتطرّفة، ومع ذلك فإن البعض يعتبره أبًا للعلوم السياسيّة الحديثة.
أتاح له دخوله عالم السّياسة التعرّف على الكثير من الزعماء والشخصيّات القياديّة التاريخية ومن بينهم؛ لويس الثاني عشر الفرنسي، البابا يوليوس الثاني، إمبراطور رومانيا المقدّسة ماكسيمليان الأول، ولعلّ أهمهم والأكثر تأثيرًا في نفس مكيافيلي كان أمير الإمارات البابوية سيزار بورجيا الذي استُلهمت منه الشخصية الأساسيّة في كتاب مكيافيلي الشّهير "الأمير".
ولعلّ هذا الكتاب هو السبب وراء خسارة مكيافيلي لمنصبه وكذلك لنبذه واستبعاده من عالم السياسة، حيث أوضح فيه رؤيته عن الزعيم المثالي كطاغيةٍ متسلّطٍ يحق له اتخاذ كل الاجراءات اللازمة مهما كانت تعسّفيةً وغير أخلاقيّةٍ بهدف الوصول إلى غايته.
ورغم أن حياة مكيافيلي العمليّة لم تكن بهذا التطرف إلا أنه استخدم لاحقًا وحتى يومنا هذا مصطلح الميكيافيلية لوصف السلوك المتبّع لتحقيق هدفٍ معيّنٍ دون تقييمه من المنظور الأخلاقي للصواب والخطأ..
الميكيافيلية في علم النّفس
دخلت الميكافيلية إلى عالم علم النفس في سبعينيات القرن الماضي عندما قام الطبيبان ريتشارد كريستي (Richard Christie) وفلورنس جيس (Florence L. Geis) بوضع ما أسموه "مقياس الميكيافيلية " لتقييم شدة المرض عند المصابين، ويطلق على هذا المقياس الآن اسم "اختبار Mach-IV".
ينظر علم النّفس إلى الميكافيلية كأحد اضطرابات السلوك التي تدفع الأشخاص المصابين بها إلى التركيز على أهدافهم ورغباتهم، واتباع كل الوسائل المتاحة من تلاعبٍ وخداعٍ لتحقيقها. تعتبر الميكيافيلية أيضًا واحدةً من أقطاب ما يعرف بـ "الثالوث المظلم" في علم النفس إلى جانب كلٍّ من النرجسية والاختلال الاجتماعي النفسي psychopathy.
رغم أن الميكافيلية شائعةٌ عند الذكور منها عن الإناث، إلّا أنها شخّصت عند الجنسين بنسبٍ مرتفعةٍ وشوهدت أيضًا عند الأطفال، وأهم علاماتها:
علاج الثالوث المظلم
تتميّز الميكافيلية عن النرجسيّة والاضطراب الاجتماعي النفسي بأنّها تركّز على الهدف وتسخير التلاعب للوصول إليها، بينما تركّز النرجسيّة على اعتقاد الشخص بأنه يستحق الاهتمام، الدعم والإعجاب من الآخرين، على عكس الاضطراب الاجتماعي النفسي الذي يجعل الشخص جامدًا وغير متفاعلٍ في القضايا الاجتماعية والعاطفيّة.
والمشكلة التي تواجه الأطباء في علاج مثل هذه الحالات هي صعوبة اعتراف هؤلاء بوجود المشكلة ورضاهم الكامل عن سلوكيّاتهم. يتركّز العلاج إذًا على العلاج السلوكي المعرفي وليس على الدواء، حيث يتوجّب على الطبيب كسب ثقة المريض وإقناعه بتغيير نمط تفكيره وطريقة ارتكاسه لمجريات الأمور من حوله. .
أشهر عشرة شخصيّات بمنهج الميكافيلية في عالم الروايات والأفلام
إذا كنت تشعر بأنّك -و بأي شكلٍ من الأشكال- ضحيّةٌ لشخصٍ يتبع منهج الميكافيلية فحريّ بك طلب المساعدة والدعم لتتمكّن من التعامل بشكلٍ أفضل مع الحالة، وربّما حتى في التخلّص من هذا الوجود المؤذي والمرهق.
سمعنا جيّدًا بالمثل القائل "الغاية تبرر الوسيلة" وربّما تجادلنا فيما إذا كان ذلك المثل صحيح أخلاقيًّا أم لا. الميكافيلية عمومًا هي المنهج الفكري الذي يتبنّى هذا المثل، وهي موضوع حديثنا في هذا المقال.
تعريف الميكافيلية
الميكافيلية (Machiavellianism) هي نظريّةٌ أو وجهةُ نظرٍ سياسيّة تبرر استخدام الزعيم كل الوسائل اللازمة مهما كانت مجحفةً وغير أخلاقيّةٍ للحفاظ على سلطته وتحقيق أهدافه. تنظر أيضًا المكيافيلية للطبيعة الإنسانية بنظرةٍ متشائمةٍ وتعزّز الأفكار الانتهازية ،وتبرّر التلاعب والخداع وغيرها من الأخلاقيّات المرفوضة إنسانيًّا..
نيكولو مكيافيلي Niccolo Machiavelli
سميت الميكافيلية بهذا الاسم تيمّنًا بالكاتب والسياسي الإيطاليّ نيكولو مكيافيلي. ولد ميكافيلي في إيطاليا سنة 1469م ودخل عالم السّياسة منذ عمر الـ29 عندما عُيّن وزيرًا للدفاع في فلورنسا. من الجدير بالذكر أن مكيافيلي كان من السياسيين المتعصّبين لإيطاليا الموحّدة ولم يكن دبلوماسيًّا مرحّبًا به بسبب آرائه السياسيّة المتطرّفة، ومع ذلك فإن البعض يعتبره أبًا للعلوم السياسيّة الحديثة.
أتاح له دخوله عالم السّياسة التعرّف على الكثير من الزعماء والشخصيّات القياديّة التاريخية ومن بينهم؛ لويس الثاني عشر الفرنسي، البابا يوليوس الثاني، إمبراطور رومانيا المقدّسة ماكسيمليان الأول، ولعلّ أهمهم والأكثر تأثيرًا في نفس مكيافيلي كان أمير الإمارات البابوية سيزار بورجيا الذي استُلهمت منه الشخصية الأساسيّة في كتاب مكيافيلي الشّهير "الأمير".
ولعلّ هذا الكتاب هو السبب وراء خسارة مكيافيلي لمنصبه وكذلك لنبذه واستبعاده من عالم السياسة، حيث أوضح فيه رؤيته عن الزعيم المثالي كطاغيةٍ متسلّطٍ يحق له اتخاذ كل الاجراءات اللازمة مهما كانت تعسّفيةً وغير أخلاقيّةٍ بهدف الوصول إلى غايته.
ورغم أن حياة مكيافيلي العمليّة لم تكن بهذا التطرف إلا أنه استخدم لاحقًا وحتى يومنا هذا مصطلح الميكيافيلية لوصف السلوك المتبّع لتحقيق هدفٍ معيّنٍ دون تقييمه من المنظور الأخلاقي للصواب والخطأ..
الميكيافيلية في علم النّفس
دخلت الميكافيلية إلى عالم علم النفس في سبعينيات القرن الماضي عندما قام الطبيبان ريتشارد كريستي (Richard Christie) وفلورنس جيس (Florence L. Geis) بوضع ما أسموه "مقياس الميكيافيلية " لتقييم شدة المرض عند المصابين، ويطلق على هذا المقياس الآن اسم "اختبار Mach-IV".
ينظر علم النّفس إلى الميكافيلية كأحد اضطرابات السلوك التي تدفع الأشخاص المصابين بها إلى التركيز على أهدافهم ورغباتهم، واتباع كل الوسائل المتاحة من تلاعبٍ وخداعٍ لتحقيقها. تعتبر الميكيافيلية أيضًا واحدةً من أقطاب ما يعرف بـ "الثالوث المظلم" في علم النفس إلى جانب كلٍّ من النرجسية والاختلال الاجتماعي النفسي psychopathy.
رغم أن الميكافيلية شائعةٌ عند الذكور منها عن الإناث، إلّا أنها شخّصت عند الجنسين بنسبٍ مرتفعةٍ وشوهدت أيضًا عند الأطفال، وأهم علاماتها:
- يركّز الشخص فقط على أهدافه وطموحاته.
- يولي المال والسلطة في حياته أهميّة تفوق أهميّة العلاقات الاجتماعية، ويفتقر للتعاطف مع القضايا الإنسانيّة.
- يتمتّع الشخص الميكافيلّي بشخصيّةٍ جذّابةٍ، مقنعة وواثقة.
- مستعد للاستغلال، الكذب، التملّق والمجاملة، إيذاء الآخرين في سبيل الوصول لمبتغاه.
- يفتقر للقيم والمبادئ الثابتة في حياته، ويتّخذ موقفًا ساخرًا من الخير والتصرّفات الأخلاقيّة بوصفها ضربًا من ضروب الغباء.
- يميل للعلاقات العابرة ويتجنّب الالتزام، ونادرًا ما يكشف عمّا يدور في ذهنه بصدقٍ، كما يواجه صعوبةً بالغةً في التعبير عن مشاعره.
- صبور وذكيّ في فهم واستغلال المواقف الاجتماعيّة.
علاج الثالوث المظلم
تتميّز الميكافيلية عن النرجسيّة والاضطراب الاجتماعي النفسي بأنّها تركّز على الهدف وتسخير التلاعب للوصول إليها، بينما تركّز النرجسيّة على اعتقاد الشخص بأنه يستحق الاهتمام، الدعم والإعجاب من الآخرين، على عكس الاضطراب الاجتماعي النفسي الذي يجعل الشخص جامدًا وغير متفاعلٍ في القضايا الاجتماعية والعاطفيّة.
والمشكلة التي تواجه الأطباء في علاج مثل هذه الحالات هي صعوبة اعتراف هؤلاء بوجود المشكلة ورضاهم الكامل عن سلوكيّاتهم. يتركّز العلاج إذًا على العلاج السلوكي المعرفي وليس على الدواء، حيث يتوجّب على الطبيب كسب ثقة المريض وإقناعه بتغيير نمط تفكيره وطريقة ارتكاسه لمجريات الأمور من حوله. .
أشهر عشرة شخصيّات بمنهج الميكافيلية في عالم الروايات والأفلام
- توني سوبرانو من مسلسل The Sopranos.
- فرانسيس أوركوهارت من مسلسل House of Cards.
- توم ريبلي وهو الشخصية البطلة في سلسلة رويات الكاتبة باتريشيا هايسميث.
- ياجو- إحدى شخصيّات مسرحيّة عطيل لشكسبير.
- ريبيكا شارب بطلة فيلم Vanity Fair.
- اللورد فاريس واللورد بيليش في المسلسل الشّهير Game of Thrones.
- الشيطان ملتون من كتاب الفردوس المفقود للكاتب الإنكليزي جون ملتون.
- شخصيّة Marquise Isabelle de Merteuil من رواية العلاقات الخطرة للكاتب الفرنسي بيير دي شودرلو لاكلو.
- شخصية السير فرنسيس والسينغهام في فيلم Shekhar Kapur's Elizabeth.
- شخصيّة Sonny LoSpecchio في فيلم روبرت دي نيرو A Bronx Tale عام (1993)..
إذا كنت تشعر بأنّك -و بأي شكلٍ من الأشكال- ضحيّةٌ لشخصٍ يتبع منهج الميكافيلية فحريّ بك طلب المساعدة والدعم لتتمكّن من التعامل بشكلٍ أفضل مع الحالة، وربّما حتى في التخلّص من هذا الوجود المؤذي والمرهق.