من الأعراس إلى المآتم «أُقحوان» معرضٌ تشكيليٌّ يحتفي بالتناقض
تشرين- لبنى شاكر:
أُقحوان؛ اسمٌ اختارته كلٌّ من «عبير بريك هنيدي، بثينة عرابي، دعاء بطيخ، ليزا غازي»، عنواناً لمعرضهن المُشترك الأول، المُستمر حالياً في المركز الثقافي في أبو رمانة، إشارةً إلى ما تختبره المرأة من مشاعر، تجعلها رمزاً للحزن والبؤس والأسى، ورمزاً أيضاً للفرح والأمل والانتظار في الوقت نفسه .. تناقضٌ تعيشه بدورها زهرة الأُقحوان الحاضرة في الأعراس والمآتم على حدٍ سواء، على أن يكون المعرض افتتاحيةً لنشاطاتٍ ومشروعات قادمة، تُتيح لهن التعريف بتجاربهن، والتواصل مع الجمهور.
ورودٌ وبورتريهات
كتلٌ ضخمة وخطوطٌ واضحة، ظهرت في أعمال عبير بريك هنيدي، رغم تنوع الموضوعات التي قدمتها ضمن المدرستين التكعيبية والتعبيرية، في جزءٍ منها عدة بورتريهات في لوحة واحدة، دلالة على حاجة الإنسان للآخر، فرداً وجماعة، إضافةً إلى حالاتٍ تعبيرية، تركتْ للمتفرج حرية تأويلها وإرجاعها إلى ما يلتقي عنده مع فكرةٍ أو حكاية، كما رسمت وروداً بأحجامٍ كبيرة، لم تبحث عن نظيرٍ حقيقي لها في الطبيعة، مزجت مع إحداها جسداً منحنياً لأنثى، أو كما تقول حورية بحر، ابتعدت عن الماء هذه المرة، واختارت مكاناً آخر تتماهى مع تكويناته.
اهتمت خريجة معهد أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية، بتعدد التقنيات، ولا سيما الشفافية التي تسمح برؤية عدة أبعاد في العمل، وتُحفزالواقف قُبالتها للبحث فيما وراء الشكل أو الانطباع الأول، باستخدام ألوان الإكريليك والزيتي.
دُمى مُشوّهة
شكّلت التشوهات التي يُحدثها الأطفال في الدمى عادةً، مادةً فنية عند بثينة عرابي، تحديداً ما يبدو مُكرراً رغم أنه مُستهجن، كاقتلاع الرأس والعينين، وليّ الذراعين والساقين، إضافة إلى التكسير والتخريب والتمزيق، فقدّمت بورتريهاتٍ لتلك الدمى كما لو أنها شخصيات حقيقية تتألم وتبكي، ومن ثم أضافت لها شيئاً من وجوه الناس اليائسة ونظراتهم غير المفهومة، فجاءت مزيجاً من الجمود والحرارة، بعضها غير مُبالٍ بما حوله، وأخرى تتمسك بأي شيء، وثالثة تستسلم لِكونها تسليةً بيد الآخرين.
الميل العام، وتحديداً عند الصغار للعنف والتباهي بحمل السلاح والقدرة على الإيذاء، لا ينفصل برأي خريجة كلية الفنون الجميلة، عمّا يُعرض لنا باستمرار على الشاشات ونتابعه من دون أن ندري أثره فينا، لذلك ارتأت الالتفات إلى هذه الفكرة بعفوية وبألوانٍ بين القتامة والضوء، وقياساتٍ معظمها صغير، يتناسب مع حجم الدمى المعروف ويسمح بالانتباه إلى التقبيح الحاصل فيها.
أنثى وحروفيّات
تُفضل ليزا غازي التجريب في مُختلف الأساليب والمدارس، لتستمد وتستقي منها، في السعي نحو الوصول إلى خطٍ خاصٍ بها كتشكيلية تُؤمن بأن الطريق أمامها طويل وحافل، بدأته بالمُشاركة في عدة معارض جماعية. وفي أقحوان، كان لها موضوعان، بين المدرسة الوحشية والانطباعية والتجريدية، في الأول قدّمت الأنثى كفكرة تقوم عليها الحياة بكل ما فيها من مفاهيم ومعان، أظهرتها حالمة وقوية، تشبه النساء من حولنا، تعيش حزنها بصمت بسبب قيود المجتمع التي وضعت أمامها حدوداً لا يمكن تجاوزها وقواعد لا يمكن كسرها، وفي إحدى اللوحات غيّبت جزءاً من ملامحها، فبدت غامضة تدعو مَن يُشاهدها لمحاولة اكتشافها.
وفي الموضوع الثاني، استندت إلى دراستها الخط العربي في معهد الفنون التطبيقية، فرسمت أعمالاً حروفية أضافت لها عناصر تجريدية وخليطاً لونياً، يعكس صراعاً بين الاستقرار والفوضى.
لغة الأيادي
تعدد الفصول بما فيه من جفافٍ ويباسٍ وضمور، لا ينتقص من جمال الأشجار بل يجعلها أكثر ثباتاً وقوّة، وهو ما ينسحب على الأنثى برأي خريجة كلية الفنون الجميلة دعاء بطيخ التي لا تنتقص المحن والمصاعب من إصرارها وثقتها، من هنا رسمت أغصاناً بلا أوراق، انحنت مع الرياح والصقيع ولم تفقد قدرتها على النمو والتجدد، في حين كانت بقية لوحاتها احتفاءً بلغة الأيادي التي تطاولت أصابعها، وعلى حد تعبيرها لو تعممت لغة الصم والبكم، لتواصلنا جميعاً بما تقوله أيدينا.
وترى صاحبة معرض «بصمات» أن الأيدي تُوحي بالكثير مما له تفاسير عميقة، فاليد التي تُمسك بقطعة خشب تختلف عن التي تحمل فنجان قهوة أو تُشعل سيجارة، لذلك كان أسلوبها تعبيرياً مع سرياليةٍ مُبالغٍ فيها، وظّفت معه ألواناً زيتية على قماش
تشرين- لبنى شاكر:
أُقحوان؛ اسمٌ اختارته كلٌّ من «عبير بريك هنيدي، بثينة عرابي، دعاء بطيخ، ليزا غازي»، عنواناً لمعرضهن المُشترك الأول، المُستمر حالياً في المركز الثقافي في أبو رمانة، إشارةً إلى ما تختبره المرأة من مشاعر، تجعلها رمزاً للحزن والبؤس والأسى، ورمزاً أيضاً للفرح والأمل والانتظار في الوقت نفسه .. تناقضٌ تعيشه بدورها زهرة الأُقحوان الحاضرة في الأعراس والمآتم على حدٍ سواء، على أن يكون المعرض افتتاحيةً لنشاطاتٍ ومشروعات قادمة، تُتيح لهن التعريف بتجاربهن، والتواصل مع الجمهور.
ورودٌ وبورتريهات
كتلٌ ضخمة وخطوطٌ واضحة، ظهرت في أعمال عبير بريك هنيدي، رغم تنوع الموضوعات التي قدمتها ضمن المدرستين التكعيبية والتعبيرية، في جزءٍ منها عدة بورتريهات في لوحة واحدة، دلالة على حاجة الإنسان للآخر، فرداً وجماعة، إضافةً إلى حالاتٍ تعبيرية، تركتْ للمتفرج حرية تأويلها وإرجاعها إلى ما يلتقي عنده مع فكرةٍ أو حكاية، كما رسمت وروداً بأحجامٍ كبيرة، لم تبحث عن نظيرٍ حقيقي لها في الطبيعة، مزجت مع إحداها جسداً منحنياً لأنثى، أو كما تقول حورية بحر، ابتعدت عن الماء هذه المرة، واختارت مكاناً آخر تتماهى مع تكويناته.
اهتمت خريجة معهد أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية، بتعدد التقنيات، ولا سيما الشفافية التي تسمح برؤية عدة أبعاد في العمل، وتُحفزالواقف قُبالتها للبحث فيما وراء الشكل أو الانطباع الأول، باستخدام ألوان الإكريليك والزيتي.
دُمى مُشوّهة
شكّلت التشوهات التي يُحدثها الأطفال في الدمى عادةً، مادةً فنية عند بثينة عرابي، تحديداً ما يبدو مُكرراً رغم أنه مُستهجن، كاقتلاع الرأس والعينين، وليّ الذراعين والساقين، إضافة إلى التكسير والتخريب والتمزيق، فقدّمت بورتريهاتٍ لتلك الدمى كما لو أنها شخصيات حقيقية تتألم وتبكي، ومن ثم أضافت لها شيئاً من وجوه الناس اليائسة ونظراتهم غير المفهومة، فجاءت مزيجاً من الجمود والحرارة، بعضها غير مُبالٍ بما حوله، وأخرى تتمسك بأي شيء، وثالثة تستسلم لِكونها تسليةً بيد الآخرين.
الميل العام، وتحديداً عند الصغار للعنف والتباهي بحمل السلاح والقدرة على الإيذاء، لا ينفصل برأي خريجة كلية الفنون الجميلة، عمّا يُعرض لنا باستمرار على الشاشات ونتابعه من دون أن ندري أثره فينا، لذلك ارتأت الالتفات إلى هذه الفكرة بعفوية وبألوانٍ بين القتامة والضوء، وقياساتٍ معظمها صغير، يتناسب مع حجم الدمى المعروف ويسمح بالانتباه إلى التقبيح الحاصل فيها.
أنثى وحروفيّات
تُفضل ليزا غازي التجريب في مُختلف الأساليب والمدارس، لتستمد وتستقي منها، في السعي نحو الوصول إلى خطٍ خاصٍ بها كتشكيلية تُؤمن بأن الطريق أمامها طويل وحافل، بدأته بالمُشاركة في عدة معارض جماعية. وفي أقحوان، كان لها موضوعان، بين المدرسة الوحشية والانطباعية والتجريدية، في الأول قدّمت الأنثى كفكرة تقوم عليها الحياة بكل ما فيها من مفاهيم ومعان، أظهرتها حالمة وقوية، تشبه النساء من حولنا، تعيش حزنها بصمت بسبب قيود المجتمع التي وضعت أمامها حدوداً لا يمكن تجاوزها وقواعد لا يمكن كسرها، وفي إحدى اللوحات غيّبت جزءاً من ملامحها، فبدت غامضة تدعو مَن يُشاهدها لمحاولة اكتشافها.
وفي الموضوع الثاني، استندت إلى دراستها الخط العربي في معهد الفنون التطبيقية، فرسمت أعمالاً حروفية أضافت لها عناصر تجريدية وخليطاً لونياً، يعكس صراعاً بين الاستقرار والفوضى.
لغة الأيادي
تعدد الفصول بما فيه من جفافٍ ويباسٍ وضمور، لا ينتقص من جمال الأشجار بل يجعلها أكثر ثباتاً وقوّة، وهو ما ينسحب على الأنثى برأي خريجة كلية الفنون الجميلة دعاء بطيخ التي لا تنتقص المحن والمصاعب من إصرارها وثقتها، من هنا رسمت أغصاناً بلا أوراق، انحنت مع الرياح والصقيع ولم تفقد قدرتها على النمو والتجدد، في حين كانت بقية لوحاتها احتفاءً بلغة الأيادي التي تطاولت أصابعها، وعلى حد تعبيرها لو تعممت لغة الصم والبكم، لتواصلنا جميعاً بما تقوله أيدينا.
وترى صاحبة معرض «بصمات» أن الأيدي تُوحي بالكثير مما له تفاسير عميقة، فاليد التي تُمسك بقطعة خشب تختلف عن التي تحمل فنجان قهوة أو تُشعل سيجارة، لذلك كان أسلوبها تعبيرياً مع سرياليةٍ مُبالغٍ فيها، وظّفت معه ألواناً زيتية على قماش