في الثقافة وثقافة الأطفال إعداد : عبـَّاس سليمان علي ـ16ـ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في الثقافة وثقافة الأطفال إعداد : عبـَّاس سليمان علي ـ16ـ

    = سادساً* = الثقافة والإدراك عند الطفل :

    إنّ الاتّصال الثقافيّ بالأطفال عمليّة مُعقّدة ولها عناصرها الاجتماعيّة والنّفسيّة ، كما لها مراحل تبدأ بالإحساس وتنتهي برفض أو بتبنّي المضمون الثقافيّ ، وهي مرتبطة بعمليّات عقليّة معرفيّة { كالإدراك والتّخيّل والتّفكير ...} وتتطلّب استجابة الحواسّ { السّمع والبصر والشّمّ...} فيعمل الإدراك على اختيار وتنظيم وتحوير الأحاسيس وتمكّنه الذّاكرة من استعادة الخبرات ، ويُمهّد له التّخيّل تكوين توقّعات مُقبلة ، ويُساعده التّفكير على حلّ المسائل والمُشكلات . ولكلّ طفل عالمه الإدراكيّ الخاصّ به ، لأنّ الإدراك نشاط نفسيّ شخصيّ يتعلّق بالحالة النّفسيّة وبالثقافة وبموضوع الإدراك ، والطّفل منذ ولادته يتفاعل رويداً رويداً مع المؤثّرات الحسّيّة بصورة آليّة ليتوافق تأويلها مع نموّه النّفسيّ والجسميّ والاجتماعيّ والعقليّ تبعاً للموقف ولموضع الإحساس ، وبمشاركة الحاجات النّفسيّة والخصائص الفرديّة ، تلعب الثقافة دورها في تشكيل المُدركات وفي تحديد طبيعة الإدراك ،









    فالأحاسيس تستجيب للبنيان الذّهنيّ {كالأفكار كالميول والقيم ...}وتحوّلها إلى مُدركات ، وتتقارب المُدركات بين أطفال البيئة الثقافيّة الواحدة حيث تعمل الثقافة على تحديد الأسس وتنظيم المُدركات من خلال
    المفاهيم وأنماط السّلوك التي تؤكّد عليها . وينتج الفهم عن الإدراك ليُصبح أساساً له ومدخلاً إلى تثقيف الطّفل فيُميّز بين المُدركات ويُنظّمها ويستطيع الاختيار منها ، على هذا يتطلّب الفهمُ خبرات سبق للطّفل الإحساس بها ، لذا يجب على وسائل الاتّصال الثقافيّ بالطّفل أن توفّر خبرات بديلة عن الواقعيّة من خلال الكلمات والصّور والرّسوم والأصوات والحركات وكلّ ما يُجسّد المعاني والمواقف ، ويُساعد في ذلك معرفة الخصائص المميّزة للإدراك {الحذف والإضافة والانتقاء والترتيب والخطأ والتّرابطيّة } إذ لا يستجيب الطّفل لجميع المُؤثّرات أو قد لا يُدرك تفاصيل موقف أو فكرة أو حدث بشّكل تامّ فيكون الحذف بالتّركيز على بعض الوقائع دون غيرها ،وقد يُضيف ما لم يكن وارداً بالأصل ، كأن يُكملَ صورة ناقصة أو يسدّ بعضَ الجوانب ، وقد تعجز أحاسيسه عن استقبال كلّ المثيرات في آن معاً فيعمد إلى انتقاء ما شدّ انتباهه وجذبه ليركّز اهتمامه عليه ، ويكون التّرتيب بتكوين كيان من المُدركات المتشابهة أو المتقاربة والرّبط فيما بينها ، ويؤدّي الخطأ في الإحساس إلى الخداع الحسّيّ ، لأن الإحساس الذي هو عمليّة عقليّة نزوعيّة يسبق الإدراك الذي هو عمليّة عقليّة معرفيّة ،
يعمل...
X