ندرك جميعنا أنّ كلّ الشـّرائع المنزلة والتـّشريعات الوضعيـّة تنبذ الكذب لا بل وتعتبره أشدّ الموبقات والمدخل الأساس للأعمال الخبيثة وعلى رأسها الكفر ، فماذا نقول بالمأثور الدّاعي إلى أنّ الكذب ملح الرّجال والعيب في من يصدق ..!! .... } . وبالعودة للإضاءة على تأثير البيئة ( المفروضة ) على الفرد أطرح مثالاً لطالما طرحته على كثيرين منذ بداية الأحداث المؤسفة والمؤلمة ، لنتصوّر رجلاً تفرض حالته المادية وطبيعة عمله عدم اهتمامه بمظهره الخارجيّ ولا الاعتناء بهيئته ولا أن يراعي قواعد اللـّياقة واللـّباقة وقدِّر عليه الدّخول إلى مكان فخم ألا يشعر بالغربة والدّونيـّة فيضطر لمداراة مظهره وهيئته محاولاً التـّصرّف بما يقدر لمسايرة الواقع المفروض ...!! هنا أسأل في حال معرفته أنّ عليه ارتياد نفس المكان أو مكان مشابه ألا يسعى للاعتناء بهيئته ومظهره بما استطاع ..!! ولكن أحداً لم يلقـّنه أو يوجـّهه لذلك .. إذن فالبيئة المفروضة فرضت عليه نفسها فسعى إلى مسايرتها بالحدّ الممكن له .. وإذا ما كنـّا جميعنا أسرى بيئاتنا الثـّقافيـّة ألا ينزلق هذا على أطفالنا فنفرض عليهم بشكل أو بآخر ما هو مفروض علينا أصلاً من اعتقادات وأنماط سلوك وعادات وتقاليد ..!!