اكتشاف النار
يختلف العلماء حتى الآن على تحديد أول مصادر النار في العصور القديمة وكيف تمكن الإنسان منذ ملايين السنين من إشعال النار والسيطرة عليها للاستفادة منها في عدة أمورٍ كانت منطلقًا للوصول إلى ما نحن عليه من حضاراتٍ متقدمةٍ كان أساسها هو النار.
بداية اكتشافها
تُعتبر النار من أهم العناصر التي ما إن تمكن الإنسان من السيطرة عليها حتى بدء أول خطوات الانتقال إلى الحضارة الحديثة وصولًا إلى التكنولوجيا الحالية، فكما هو معلومٌ للجميع أن أول ظهورٍ للنار على الأرض كان نتيجةً لحدوث الرعد والصواعق وما تسببه من حرائقٍ في الغابات شكلت أول مصدرًا لحصول الإنسان على النار لهذا يعتقد بعض العلماء أن الإنسان في البداية اخترع طرقًا لاستخدام النّار عند اشتعالها تلقائيًا في الطبيعة ثم حاول فيما بعد الحفاظ عليها أطول فترةً ممكنةً باستخدام موادٍ بطيئة الاشتعال كروث الحيوانات، حتى تمكن في النهاية من إيجاد طرقٍ لإشعال النّار بنفسه.
أدلة على أول من استخدم النار
ساد اعتقادٌ لفترةٍ زمنيةٍ طويلةٍ أن أول من استخدم النار إنسان بكين منذ حوالي 500000 عام قبل الميلاد، إلا أن العلماء تمكنوا من العثور على أدلةٍ في كينيا وفي جنوب إفريقيا تثبت أن أول من استخدم النّار هو إنسان الهومو منذ حوالي 1420000 عام قبل الميلاد ليتمكن إنسان العصر الحجري من ابتكار أدوات لإشعال النار عند احتكاكها كحجر الصوان مثلًا منذ حوالي 7000 سنةٍ قبل الميلاد.
استخدام النار
حالما تعلم الإنسان القديم طرق إشعال النّار والتحكم بها بدأ يستفيد منها في الكثير من الأمور أكثر من استخدامها للتدفئة وطهي الطعام، فقد استفاد من النار في عمليات الصيد والقتال والقضاء على الحشرات وجني ثمار التوت وللتخلص من الشجيرات الموجودة تحت الأشجار في الغابات حتى يسهل الصيد.
ومع تعلم أساليب الزراعة خلال العصر الحجري الحديث منذ ما يقارب 7000 سنة قبل الميلاد واتجاه الإنسان إلى الاعتماد عليها لتأمين الغذاء كان لا بد من التخلص من الأشجار والأعشاب على مساحاتٍ واسعةٍ لتصبح صالحةً للزراعة فكانت النّار أفضل وسيلةٍ لذلك إضافةً للحصول على سمادٍ طبيعيٍّ نتيجة حرق تلك الأعشاب، ولم يقتصر استخدام النار على تلك المجالات بل استخدامها الإنسان في الإنارة والطبخ وصناعة الأواني الفخارية والاستفادة منها في التعامل مع بعض أنواع المعادن كالحديد.
الطرق البدائية لإشعال النار
في البداية حاول الإنسان القديم الاستفادة من النار المشتعلة جراء الرعد والبرق والعواصف من خلال إحضار بعض الأغصان والأخشاب أثناء احتراقها إلى الكهوف ووضعها ضمن مكانٍ مخصصٍ وإضافة بعض المواد القابلة للاشتعال حتى تستمر أطول مدةٍ ممكنةٍ.
لكن وبما أن طبيعة البشر تبحث عن كل جديدٍ حاول الإنسان إشعال النار بنفسه دون الحاجة لانتظار الطبيعة، فنجح بذلك من خلال ضرب قطعةٍ من حجر الصوان مع معدن البايرايت لتصدر عنه شرارةً تؤدي لإشعال النار في بعض الأوراق الجافة كما يرجح بعض العلماء استخدام أعوادٍ من الأخشاب من خلال احتكاكها مع بعضها البعض لإنتاج حرارةٍ تؤدي إلى اشتعال طرف عود الخشب المستخدم وذلك من خلال عدة أدلةٍ وجدوها في مواقعٍ مثل فرنسا تشير إلى قدرة الإنسان القديم على إشعال النّار باستخدام حجارةٍ من صوان وأحد أنواع المعادن، إضافة لاستخدامها في صيد الحيوانات وذبحها وصناعة الأسلحة البدائية.
كما عثر العلماء على أدلةٍ تؤكد استخدام الإنسان القديم لبعض المواد القابلة للاشتعال مثل ثاني أكسيد المنغنيز بعد سحقه، ومع ذلك كله وبالرغم من كل تلك الأدلة المستخرجة من بعض المواقع العائدة للعصور القديمة إلا إنه لا يوجد ما يثبت بشكلٍ نهائيٍّ قدرة الإنسان في العصر الحجري على إشعال النار.
نظرة الحضارات الإنسانية للنار
منذ اكتشاف الإنسان للنار شكلت مصدرًا هامًا من مصادر الضوء والحرارة ليبدأ استغلالها تدريجيًا في مختلف المجالات فكانت أساس تطور الحياة وصولًا إلى ما نحن عليه، حتى اعتبرتها حضاراتٌ كثيرةٌ كالحضارة اليونانية خلال القرن الخامس قبل الميلاد واحدةً من عناصر الطبيعة الثابتة المكونة لكل ما هو ماديٌّ إلى جانب الماء والهواء والأرض؛ بينما اعتبرت الحضارة الصينية القديمة النّار إحدى العناصر الأساسية الخمسة وهي الماء والأرض والمعادن والخشب إضافةً للنار، ويجدر بالذكر أن مفهوم العناصر الأساسية فسره العالم روبرت بويل خلال القرن السابع عشر أنه موادٌ غير قابلةٍ للتحلل إلى موادٍ أبسط.
حتى الأديان والمعتقدات التي عرفها الإنسان كان لها رأيٌّ بالنار فقد استُخدمت الشموع والمصابيح الزيتية في أماكن العبادة لدى كثيرٍ من الطوائف والأديان خاصةً خلال ممارسة بعض الطقوس حيث اعتبر الإنسان النار دليلًا على الخير وصراعه مع الشر المتمثل بالظلام؛ وتعتبر الديانة الهندوسية النار واحدةً من العناصر المقدسة ورمزًا دينيًا خلال الاحتفالات كما ينظر أتباع زرادشت إلى النار على أنها رمزٌ لوجود الله، حيث تدعى أماكن العبادة لديهم بمعبد النار وتبقى فيها مشتعلةً بشكلٍ دائمٍ، وحتى اليهود يرونها شيئًا له قدسيته ويشعلونها خلال معظم طقوسهم، والمسيحية أيضًا يرونها رمزًا للروح القدس لكنهم كما الإسلام يتوعدون المخطئين بالنار كأداةٍ للعقاب.
يختلف العلماء حتى الآن على تحديد أول مصادر النار في العصور القديمة وكيف تمكن الإنسان منذ ملايين السنين من إشعال النار والسيطرة عليها للاستفادة منها في عدة أمورٍ كانت منطلقًا للوصول إلى ما نحن عليه من حضاراتٍ متقدمةٍ كان أساسها هو النار.
بداية اكتشافها
تُعتبر النار من أهم العناصر التي ما إن تمكن الإنسان من السيطرة عليها حتى بدء أول خطوات الانتقال إلى الحضارة الحديثة وصولًا إلى التكنولوجيا الحالية، فكما هو معلومٌ للجميع أن أول ظهورٍ للنار على الأرض كان نتيجةً لحدوث الرعد والصواعق وما تسببه من حرائقٍ في الغابات شكلت أول مصدرًا لحصول الإنسان على النار لهذا يعتقد بعض العلماء أن الإنسان في البداية اخترع طرقًا لاستخدام النّار عند اشتعالها تلقائيًا في الطبيعة ثم حاول فيما بعد الحفاظ عليها أطول فترةً ممكنةً باستخدام موادٍ بطيئة الاشتعال كروث الحيوانات، حتى تمكن في النهاية من إيجاد طرقٍ لإشعال النّار بنفسه.
أدلة على أول من استخدم النار
ساد اعتقادٌ لفترةٍ زمنيةٍ طويلةٍ أن أول من استخدم النار إنسان بكين منذ حوالي 500000 عام قبل الميلاد، إلا أن العلماء تمكنوا من العثور على أدلةٍ في كينيا وفي جنوب إفريقيا تثبت أن أول من استخدم النّار هو إنسان الهومو منذ حوالي 1420000 عام قبل الميلاد ليتمكن إنسان العصر الحجري من ابتكار أدوات لإشعال النار عند احتكاكها كحجر الصوان مثلًا منذ حوالي 7000 سنةٍ قبل الميلاد.
استخدام النار
حالما تعلم الإنسان القديم طرق إشعال النّار والتحكم بها بدأ يستفيد منها في الكثير من الأمور أكثر من استخدامها للتدفئة وطهي الطعام، فقد استفاد من النار في عمليات الصيد والقتال والقضاء على الحشرات وجني ثمار التوت وللتخلص من الشجيرات الموجودة تحت الأشجار في الغابات حتى يسهل الصيد.
ومع تعلم أساليب الزراعة خلال العصر الحجري الحديث منذ ما يقارب 7000 سنة قبل الميلاد واتجاه الإنسان إلى الاعتماد عليها لتأمين الغذاء كان لا بد من التخلص من الأشجار والأعشاب على مساحاتٍ واسعةٍ لتصبح صالحةً للزراعة فكانت النّار أفضل وسيلةٍ لذلك إضافةً للحصول على سمادٍ طبيعيٍّ نتيجة حرق تلك الأعشاب، ولم يقتصر استخدام النار على تلك المجالات بل استخدامها الإنسان في الإنارة والطبخ وصناعة الأواني الفخارية والاستفادة منها في التعامل مع بعض أنواع المعادن كالحديد.
الطرق البدائية لإشعال النار
في البداية حاول الإنسان القديم الاستفادة من النار المشتعلة جراء الرعد والبرق والعواصف من خلال إحضار بعض الأغصان والأخشاب أثناء احتراقها إلى الكهوف ووضعها ضمن مكانٍ مخصصٍ وإضافة بعض المواد القابلة للاشتعال حتى تستمر أطول مدةٍ ممكنةٍ.
لكن وبما أن طبيعة البشر تبحث عن كل جديدٍ حاول الإنسان إشعال النار بنفسه دون الحاجة لانتظار الطبيعة، فنجح بذلك من خلال ضرب قطعةٍ من حجر الصوان مع معدن البايرايت لتصدر عنه شرارةً تؤدي لإشعال النار في بعض الأوراق الجافة كما يرجح بعض العلماء استخدام أعوادٍ من الأخشاب من خلال احتكاكها مع بعضها البعض لإنتاج حرارةٍ تؤدي إلى اشتعال طرف عود الخشب المستخدم وذلك من خلال عدة أدلةٍ وجدوها في مواقعٍ مثل فرنسا تشير إلى قدرة الإنسان القديم على إشعال النّار باستخدام حجارةٍ من صوان وأحد أنواع المعادن، إضافة لاستخدامها في صيد الحيوانات وذبحها وصناعة الأسلحة البدائية.
كما عثر العلماء على أدلةٍ تؤكد استخدام الإنسان القديم لبعض المواد القابلة للاشتعال مثل ثاني أكسيد المنغنيز بعد سحقه، ومع ذلك كله وبالرغم من كل تلك الأدلة المستخرجة من بعض المواقع العائدة للعصور القديمة إلا إنه لا يوجد ما يثبت بشكلٍ نهائيٍّ قدرة الإنسان في العصر الحجري على إشعال النار.
نظرة الحضارات الإنسانية للنار
منذ اكتشاف الإنسان للنار شكلت مصدرًا هامًا من مصادر الضوء والحرارة ليبدأ استغلالها تدريجيًا في مختلف المجالات فكانت أساس تطور الحياة وصولًا إلى ما نحن عليه، حتى اعتبرتها حضاراتٌ كثيرةٌ كالحضارة اليونانية خلال القرن الخامس قبل الميلاد واحدةً من عناصر الطبيعة الثابتة المكونة لكل ما هو ماديٌّ إلى جانب الماء والهواء والأرض؛ بينما اعتبرت الحضارة الصينية القديمة النّار إحدى العناصر الأساسية الخمسة وهي الماء والأرض والمعادن والخشب إضافةً للنار، ويجدر بالذكر أن مفهوم العناصر الأساسية فسره العالم روبرت بويل خلال القرن السابع عشر أنه موادٌ غير قابلةٍ للتحلل إلى موادٍ أبسط.
حتى الأديان والمعتقدات التي عرفها الإنسان كان لها رأيٌّ بالنار فقد استُخدمت الشموع والمصابيح الزيتية في أماكن العبادة لدى كثيرٍ من الطوائف والأديان خاصةً خلال ممارسة بعض الطقوس حيث اعتبر الإنسان النار دليلًا على الخير وصراعه مع الشر المتمثل بالظلام؛ وتعتبر الديانة الهندوسية النار واحدةً من العناصر المقدسة ورمزًا دينيًا خلال الاحتفالات كما ينظر أتباع زرادشت إلى النار على أنها رمزٌ لوجود الله، حيث تدعى أماكن العبادة لديهم بمعبد النار وتبقى فيها مشتعلةً بشكلٍ دائمٍ، وحتى اليهود يرونها شيئًا له قدسيته ويشعلونها خلال معظم طقوسهم، والمسيحية أيضًا يرونها رمزًا للروح القدس لكنهم كما الإسلام يتوعدون المخطئين بالنار كأداةٍ للعقاب.