“سوف تضعه في جيبك وتتحدث إليه كأنه جيميني كريكيت خاصتك،” هكذا قال توموتاكا تاهاكاشي (Tomotaka Takahashi) ،الرئيس التنفيذي لشركة تصميم الروبوتات “Robo Garage” والأستاذ الباحث في جامعة طوكيو، لمجلة “WorldPost “ خلال مؤتمر “WorldPost Future of Work “. و اضاف أنه يهدف لروبوت جيب ينزل إلى السوق هذا العام،لكنه لم يعرض النموذج لأي أحد علناً إذ لا يزال نموذجاً أولياً.
يقول تاكاهاشي أنَّ رأس روبوت الجيب وأطرافه قادرة على المشي والرقص، ويعبر عن “المشاعر” من خلال إشارات الجسد والعيون متغيرة اللون. بهذه الطريقة فإن روبوت الجيب مشابه لروبي “Robi”، روبوت أكبر صنعه تاكاهاشي أيضاّ والذي يتم بيعه منذ 2012.
الفرق الأكبر هو أن روبوت الجيب، والذي لا يملك إسماً حتى الآن، سيكون موصولاً بالإنترنت. وبتجميع البيانات حول سلوكك على الشبكة العنكبوتية وخارجها ،روبوتك سيصبح “على معرفة أكبر بك”. في الحقيقة شخصيته ستتغير تبعاً لشخصيتك.
“إصطدمت الهواتف الذكية بالحائط” كما قال. هناك محدودية عندما يعمل الشخص بينما ينظر إلى شاشة، واستطرد في كلامه قائلاً أن نظام التعرف على الأصوات في الهواتف الذكية غير مستعمل بشكل واسع. “يمكننا التكلم إلى الحيوانات الأليفة، حتى مع الأسماك والسلاحف لكن ليس مع صندوق مربع أو شاشة”.
يعتقد تاكاهاشي أن الذكاء لا يكفي لجهازنا التالي، يجب أن يكون حياً أيضاً، لهذا يعتقد أن تقنية صالحة للِّبس مثل نظارة جوجل أو ساعة آبل الشهيرة لن تنتشر. قبل ابتداع روبي، بنى تاكاهاشي روبوتاً صغيراً تسلق جرفاً في الغراند كانيون. لكنه قال أنه وبسبب صعوبة إنجاز المهمات الفيزيائية على الروبوت، سيركز الآن على تحسين الاتصال بين الروبوت والإنسان. ضمن هذا المجال، كيروبو، واحد من روبوتاته، قد أُرسل إلى محطة الفضاء الدولية في 2013 كجزء من تجربة لرؤية إذا ما كان سيحافظ بشكل كافي على الرفقة مع رواد الفضاء. عاد كيروبو (Kirobo) إلى الأرض في فبراير، وسيتم تقييم أداؤه في وقت لاحق من هذا الشهر.
يتوقع تاكاهاشي أنه خلال عشر سنوات سيحمل معظم الناس روبوت صغير عوضاً عن الهاتف الذكي. وكدليل على ذلك، يشير إلى الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، فالبشر مخلوقات اجتماعية ونحن نحب أن نشارك أفكارنا وتجاربنا، لذلك نغرد على تويتر ونشارك صورنا على الفيسبوك، ويعتقد تاكاهاشي أن الناس ستتواصل إجتماعياً مباشرة مع روبوتاتها الخاصة.
وقال تاكاهاشي:”على سبيل المثال، بدلاً من مشاركة صورة مذهلة على الانستغرام أو أفكارك عن فلم ممتع على تويتر، يمكنك التحدث عنها مع روبوتك لحظياً. ليس هذا فحسب ،فروبوتك سيتذكر تجاربك التي شاركتها معه لسنوات لاحقاً. ستتقوى علاقتك بروبوتك مع الأيام بالذكريات التي تشاركها معه.”
وأضاف: “الأمر نفسه للرجال والنساء. في البداية يجب أن يوجد الاهتمام بينك وبين الطرف الثاني، ثم سينجح الاتصال، ثم الثقة ومشاركة العديد من التجارب في نفس المكان ونفس الزمان ،هذا ما يحصل عليه الأزواج كبار السن معاً”.
بالإضافة إلى التجارب يمكنك مشاركة أفكارك ومشاعرك مع روبوتك. قال تاكاهاشي: “حالياً نستطيع التحدث إلى هواتفنا لنسأله عن جداولنا أو إرسال ايميل، لكن عندما نملك روبوت صغير سوف نقول له أشياء كـ ‘اليوم بارد’ أو ‘أنا حزين’ أشياء مرتبطة أكثر بمشاعرنا الأساسية. ليس من الضروري عندها أن يقول شيئاً مفيداً، لكنه سيجيب كما قد يجيب بشر”.
لكنه لا يعتقد أن البشر سيحاولون أن يجعلوا من الروبوتات الصغيرة شركاء رومنسيين لهم، “أصدقاء مقربون فقط “، وكما الأصدقاء القدامى، لا يمكن تعويضهم، ولن تكون مضطراً للتخلي عن روبوتك الجيبي عند صدور نموذج جديد؛ كل ما ستفعله هو نقل قطع “الهوية” إلى القالب الجديد، على حد قول تاكاهاشي.
يمكنك استخدام روبوتك الجيبي للكثير من الأشياء الأخرى أيضاً. إذا أخبرت روبوتك أنك جائع فإنه قد يذكرك متى آخر مرة أكلت، أو يخبرك بالمكان القريب حيث توجد السوشي (والذي يعرفه كوجبتك المفضلة). أيضاً قد يساعدك على الإتصال بشكل أفضل مع البشر، فمثلاً إذا كنت على وشك مقابلة زميل عمل جديد، من الممكن لروبوتك -بعد مسح الانترنت أو روبوت ذلك الشخص- أن يخبرك أنك والزميل الجديد تتشاركان هواية معينة.
غير واضح إذا ما كان تاكاهاشي قادر فعلياً على إتقان روبوت جيب قادر على فعل كل شيء وصفه. حيث فشلت الروبوتات السابقة التي كان من المفترض أن تكون شبه حية أو تتمتع بالذكاء العاطفي من قبل، وبينما توجد سوق للروبوتات الشخصية في اليابان، إحتمال بعيد جداً أن يوجد الطلب في مكان آخر. أيضاً توجد مشكلة المخاوف الحتمية حول الخصوصية، لكن تاكاهاشي يقول أن الأمان في روبوت الجيب سيكون مشابه لذلك الذي في الهواتف الذكية.
قالت جولي آسك (Julie Ask) ، المحللة الرئيسية في الأبحاث التكنولوجية في شركة فورِّيستر (Forrester) أنها لا تعتقد أن روبوت تاكاهاشي الجيبي سيحل محل الهواتف الذكية. لكن قد ينفع كامتداد جذاب للهواتف، هذا التفكير مشابه لما وراء ساعة آبل التي تنقل البيانات حول تصرفات المستخدم إلى هاتفه. قالت آسك لـ (The WorldPost) أنها لا تعتقد بوجود طلب كبير على هذه الروبوتات خارج آسيا، لكنها أضافت أنّ بعض الأسواق المتخصصة قد تطلب منه ،حيث يكافح الناس للتواصل مع بعضهم البعض، كما قالت أن معظم الناس سيواصلون التركيز على التواصل مع الأشخاص الآخرين أكثر من التواصل مع روبوت.
قالت آسك:” أكثر ما يفعله معظمنا على الهاتف هو التواصل مع الآخرين، غالباً على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تختلف كثيراً عن العلاقات من واحد لواحد، الأمر غالبه يتعلق بالمشاركة مع العالم”.
مع ذلك يعتقد تاكاهاشي أن الروبوت الشخصي سيلعب دوراً متزايداً في حياة الأشخاص اليومية. بحيث يناقش أن الناس تعبت من التواصل الافتراضي ويفتقدون الآن للتواصل الحقيقي والفيزيائي. وهذا سبب كما يقول لرؤيتنا الآن لبدايات العديد من الأجهزة بما فيها تطبيقات الطباعة ثلاثية الأبعاد. ويقول أنه يعمل مع “شركة مشهورة” لإنتاج هذا الروبوت على نطاق واسع، لكنه يرفض أن يعرِّفها قبل أن يعلنوا للعامة، روبوت الجيب هذا سيكون بحجم آيفون 6 وله عمر بطارية مشابه وتكلفة حوالي 2000 $ على حد قوله.
بديهياً , تاكاهاشي ليس وحيد في سباقه لإصدار الروبوت الشخصي. المنتجات الأخرى التي إما متوفرة حالياً في السوق أو متوقع إصدارها في 2015 أو 2016 تتضمن رومو، روبوتبيس، بيبر، و جيبو, وفورو (Pepper، Jibo، Robotbase، Furo، Romo).لكن كل ما سبق ليس بحجم الجيب، ولا شيء يبدو كبديل محتمل للهواتف الذكية.
وكما يرى تاكاهاشي جزء كبير من قيمة الروبوت الشخصي ستأتي من كونه معك كل الوقت. ويقول “سنعتمد على روبوتاتنا الشخصية في المستقبل لأنها تعرفنا أكثر من أي شخص آخر”.
المصدر:.ibelieveinsci