تنتشر الصفات النرجسية عند الجميع في هذا الوقت الذي يتباهون فيه بشخصياتهم المثلى على مواقع التواصل الاجتماعي.
تندرج هذه التصرفات الشاذة من مشاعر الجدارة والفوقية والاحتفاء بالذات المبالغة في اللغة الدارجة تحت مصطلح «التباهي». لا يلغي انتشار هذه الصفات وشيوعها من تصنيفها على أنها صفات شخصية مرضية، مثلها في ذلك مثل السادية أو التلاعب والخداع أو حتى السيكوباثية.
تؤيد دراسة جديدة أجريت على 270 شخصًا بمتوسط عمري يبلغ 20 عامًا اختلاف الدوافع وراء التصرفات النرجسية عن تلك السيكوباثية.
يقول الطبيب النفسي باسكال واليش: «بقي سبب تصرفات النرجسيين الكريهة -مثل الاحتفاء بالذات- مجهولًا لزمن طويل، وتصرفاتٌ كهذه تقلل من اعتبارهم في نظر الآخر. تكشف دراستنا أن سبب هذه التصرفات ليس الشعور بالعظمة، بل الاضطراب».
وأضافت الطبيبة النفسية ماري كوالشيك: «تشير نتائج الدراسة إلى أن النرجسية تميل لكونها معاوضة تكيّفية لتجاوز مشاعر تدني تقدير الذات وإخفائها».
يميز الأطباء النفسيون بين نوعين من النرجسية: «النرجسيون الهشون» الذين لديهم ثقة متدنية بالنفس واضطراب قلق التعلق وحساسيةً عاليةً للنقد؛ و«النرجسيون المهووسون بالعظمة» الذين لديهم ثقة عالية بالنفس وإحساس بعظمة الذات. تساعد الدراسة الحديثة على تعميق فهم الاختلافات بينهما.
استعملت كوالشيك وفريقها عددًا من المقاييس لتقييم الصفات المختلفة مثل النرجسية وتقدير الذات والسيكوباثية لكل مشترك، ووجدوا أن التباهي مرتبط بشدة بالإحساس العالي والاضطراب والشعور بالذنب، بينما لم يبدِ السيكوباثيون إلا كمًا قليلًا من الإحساس بالذنب.
تقول كوالشيك: «يتعامل النرجسيون مع مشاعر الاضطراب عن طريق التباهي. يؤدي هذا إلى نفور الآخرين منهم على المدى البعيد، ويزيد من اضطرابهم فيقعون في حلقة مفرغة من التباهي».
ينعكس هذا مع الأفراد الذين يظهرون النرجسية والهوس بالعظمة، والذين يؤمنون بأهميتهم ولا يظهرون أي إشارة على الاضطراب. يتجاوز الاختلاف بين النوعين ما هو أبعد من اختلافات تصنيفية بالنسبة إلى الباحثين.
كتب الفريق في الورقة البحثية: «نفترض أن نظرتنا السابقة للنرجسية المهووسة بالعظمة هي أقرب إلى التمثيل السلوكي للسيكوباثية».
يقر الباحثون بضرورة إجراء المزيد من البحث على مجتمع أكثر تنوعًا وعلى أزمنة مختلفة للتحقق من صحة نتائجهم. لكن تتطابق نتائج هذه الدراسة مع دراسة صغيرة أجريت في عام 2017، حيث أظهرت مسوح الدماغ لرجال نرجسيين ضيقًا واضطرابًا عندما عرضت عليهم صورة لأنفسهم.
أجريت العديد من الدراسات حول ما إذا كان النرجسيون على وفاق وإعجاب بأنفسهم أم لا؛ نستطيع بتعريف نوعي النرجسية كليهما تعريفًا دقيقًا للوصول إلى فهم أفضل لتصرفاتهم، لأنهم قد يشكلون خطرًا على من حولهم عبر ما يدعى بالتعنيف النرجسي.
بصرف النظر عن الخلفية المرضية، فإن النرجسية -التي يظن أنها تنبع من التركيز المتزايد على الفردية- تنعكس في مجتمعنا عبر استعمالنا لكلمة «أنا» أكثر من «نحن» استعمالنا لأغانٍ تتركز كلماتها على الذات والتوجه نحو القصص المرتكزة على الشهرة.
قاس الباحثون هذه التحولات الحاصلة أيضًا. زادت نسبة الاعتراف بقول «أنا شخص مهم» من نسبة 12 بالمئة إلى 80 بالمئة لدى البالغين بين عامي 1963 و1992.
يعد التباهي أمرًا نتشارك بفعله جميعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يعزز مشاعر التزعزع وقلة الثقة بتكيفنا مع الوسط وتلاؤمنا معه.
انغرست هذه المشاعر عميقًا في داخلنا بسبب كوننا نوعًا اجتماعيًا بالضرورة.
وفي ضوء مهارات النرجسيين العالية في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، لم يحسم بعد ما إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي سببًا في تزايد النرجسية أم لا، لكن تقترح دراسة جديدة أن «الزيادة الملحوظة في هذه التصرفات -وخصوصًا التقييم الذاتي المرتفع- تتطابق مع الصورة التي نفترضها حول كون الانخراط المستمر في وسائل التواصل الاجتماعي يزيد من المقارنة والتقييم الاجتماعيين المستمرين، ما يفاقم شعور التزعزع بشأن قيمتنا الذاتية».
لذا في المرة القادمة التي تفكر فيها أن السلوكيات المتباهية ما هي إلا شعور بأهمية الذات، أعد التفكير ثانيًا، فقد تكون شعورًا بالتزعزع فحسب.
المصدر:.ibelieveinsci
تندرج هذه التصرفات الشاذة من مشاعر الجدارة والفوقية والاحتفاء بالذات المبالغة في اللغة الدارجة تحت مصطلح «التباهي». لا يلغي انتشار هذه الصفات وشيوعها من تصنيفها على أنها صفات شخصية مرضية، مثلها في ذلك مثل السادية أو التلاعب والخداع أو حتى السيكوباثية.
تؤيد دراسة جديدة أجريت على 270 شخصًا بمتوسط عمري يبلغ 20 عامًا اختلاف الدوافع وراء التصرفات النرجسية عن تلك السيكوباثية.
يقول الطبيب النفسي باسكال واليش: «بقي سبب تصرفات النرجسيين الكريهة -مثل الاحتفاء بالذات- مجهولًا لزمن طويل، وتصرفاتٌ كهذه تقلل من اعتبارهم في نظر الآخر. تكشف دراستنا أن سبب هذه التصرفات ليس الشعور بالعظمة، بل الاضطراب».
وأضافت الطبيبة النفسية ماري كوالشيك: «تشير نتائج الدراسة إلى أن النرجسية تميل لكونها معاوضة تكيّفية لتجاوز مشاعر تدني تقدير الذات وإخفائها».
يميز الأطباء النفسيون بين نوعين من النرجسية: «النرجسيون الهشون» الذين لديهم ثقة متدنية بالنفس واضطراب قلق التعلق وحساسيةً عاليةً للنقد؛ و«النرجسيون المهووسون بالعظمة» الذين لديهم ثقة عالية بالنفس وإحساس بعظمة الذات. تساعد الدراسة الحديثة على تعميق فهم الاختلافات بينهما.
استعملت كوالشيك وفريقها عددًا من المقاييس لتقييم الصفات المختلفة مثل النرجسية وتقدير الذات والسيكوباثية لكل مشترك، ووجدوا أن التباهي مرتبط بشدة بالإحساس العالي والاضطراب والشعور بالذنب، بينما لم يبدِ السيكوباثيون إلا كمًا قليلًا من الإحساس بالذنب.
تقول كوالشيك: «يتعامل النرجسيون مع مشاعر الاضطراب عن طريق التباهي. يؤدي هذا إلى نفور الآخرين منهم على المدى البعيد، ويزيد من اضطرابهم فيقعون في حلقة مفرغة من التباهي».
ينعكس هذا مع الأفراد الذين يظهرون النرجسية والهوس بالعظمة، والذين يؤمنون بأهميتهم ولا يظهرون أي إشارة على الاضطراب. يتجاوز الاختلاف بين النوعين ما هو أبعد من اختلافات تصنيفية بالنسبة إلى الباحثين.
كتب الفريق في الورقة البحثية: «نفترض أن نظرتنا السابقة للنرجسية المهووسة بالعظمة هي أقرب إلى التمثيل السلوكي للسيكوباثية».
يقر الباحثون بضرورة إجراء المزيد من البحث على مجتمع أكثر تنوعًا وعلى أزمنة مختلفة للتحقق من صحة نتائجهم. لكن تتطابق نتائج هذه الدراسة مع دراسة صغيرة أجريت في عام 2017، حيث أظهرت مسوح الدماغ لرجال نرجسيين ضيقًا واضطرابًا عندما عرضت عليهم صورة لأنفسهم.
أجريت العديد من الدراسات حول ما إذا كان النرجسيون على وفاق وإعجاب بأنفسهم أم لا؛ نستطيع بتعريف نوعي النرجسية كليهما تعريفًا دقيقًا للوصول إلى فهم أفضل لتصرفاتهم، لأنهم قد يشكلون خطرًا على من حولهم عبر ما يدعى بالتعنيف النرجسي.
بصرف النظر عن الخلفية المرضية، فإن النرجسية -التي يظن أنها تنبع من التركيز المتزايد على الفردية- تنعكس في مجتمعنا عبر استعمالنا لكلمة «أنا» أكثر من «نحن» استعمالنا لأغانٍ تتركز كلماتها على الذات والتوجه نحو القصص المرتكزة على الشهرة.
قاس الباحثون هذه التحولات الحاصلة أيضًا. زادت نسبة الاعتراف بقول «أنا شخص مهم» من نسبة 12 بالمئة إلى 80 بالمئة لدى البالغين بين عامي 1963 و1992.
يعد التباهي أمرًا نتشارك بفعله جميعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يعزز مشاعر التزعزع وقلة الثقة بتكيفنا مع الوسط وتلاؤمنا معه.
انغرست هذه المشاعر عميقًا في داخلنا بسبب كوننا نوعًا اجتماعيًا بالضرورة.
وفي ضوء مهارات النرجسيين العالية في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، لم يحسم بعد ما إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي سببًا في تزايد النرجسية أم لا، لكن تقترح دراسة جديدة أن «الزيادة الملحوظة في هذه التصرفات -وخصوصًا التقييم الذاتي المرتفع- تتطابق مع الصورة التي نفترضها حول كون الانخراط المستمر في وسائل التواصل الاجتماعي يزيد من المقارنة والتقييم الاجتماعيين المستمرين، ما يفاقم شعور التزعزع بشأن قيمتنا الذاتية».
لذا في المرة القادمة التي تفكر فيها أن السلوكيات المتباهية ما هي إلا شعور بأهمية الذات، أعد التفكير ثانيًا، فقد تكون شعورًا بالتزعزع فحسب.
المصدر:.ibelieveinsci