مهرجان الأغنية الليبية يختتم فعالياته دون أن يصنع الحدث
دورة باهتة لا تشبه تاريخ الأغنية الليبية وعراقتها.
الثلاثاء 2022/12/20
عودة لا تشبه عراقة المهرجان
بعد غياب لسنوات، عاد مهرجان الأغنية الليبية، لكنه عاد بدورة باهتة لم ير الفاعلون في الوسط الثقافي أنها ترتقي إلى تاريخ الموسيقى الليبية ولا إلى مستوى تطلعاتهم، بل جاءت أشبه بحفل يلمع صورة الحكومة المنتهية ولايتها لا غير.
أسدل مساء السبت الستار عن فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الأغنية الليبية التي حملت اسم الفنان الكبير محمد حسن بالتزامن مع الذكرى الخامسة لرحيله. وجاءت الدورة التي احتضنها مجمع ذات العماد، تحت شعار “الأغنية الليبية بعيون متفائلة – الفن يجمعنا”، في سياق محاولات الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة تسويق صورة إيجابية عن نفسها وعن نشاطها في ظل استمرار خضوع طرابلس وعموم المنطقة الغربية لسلطة الميليشيات وأمراء الحرب، واستبعاد الحل السياسي الشامل نتيجة ديمومة حالة الانقسام الذي تعرفه البلاد على أكثر من صعيد.
وتم تنظيم المهرجان في سياق تظاهرة طرابلس عاصمة الإعلام العربي التي ستتوج في الرابع والعشرين من ديسمبر الجاري باجتماع وزراء الإعلام العرب في مجمع غابة النصر، وفقا لقرار مجلس وزراء الإعلام التابع لجامعة الدول العربية في اختتام فعاليات طرابلس عاصمة الإعلام العربي لعام 2022.
المهرجان لم يرتق إلى مستوى الثراء الذي تتميز به الساحة الفنية الليبية، ولا إلى الإرث الفني للفنان محمد حسن
وستتضمن الفعاليات عقد منتدى طرابلس الدولي للاتصال الحكومي، وإعلان جائزة السرايا الحمراء الدولية لصحافة السلام، واحتفال إحياء الذكرى الحادية والسبعين للاستقلال.
وتم تجيير مهرجان الأغنية الليبية في محاولة لتلميع صورة الحكومة المنتهية ولايتها بالتزامن مع الجدل الواسع والسجال الحاد حول أدائها، لاسيما بعد اعترافها بتسليمها المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود المريمي إلى السلطات الأميركية لمقاضاته بشبهة التورط في قضية تفجير لوكربي الذي تعود مجريات أحداثه إلى ديسمبر 1988، وأعلن عن إغلاق الملف
نهائيا في العام 2008 بعد دفع ليبيا تعويضات لأسر الضحايا بلغت 2.7 مليار دولار، وكذلك مع مرور عام على الإعلان عن تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة للرابع والعشرين من ديسمبر الماضي.
وحضر رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة الحفل الختامي لمهرجان الأغنية الليبية مرفقا بوزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي وعدد من المسؤولين الحكوميين ومن الفنانين ورجال الثقافة والإعلام، فيما لا يزال مؤسس المهرجان الشاعر عبدالله منصور قابعا وراء القضبان منذ عشر سنوات رغم تبرئته من كل التهم المنسوبة إليه من قبل أعلى درجات القضاء الليبي.
وكانت الدورة الأولى لمهرجان الأغنية الليبية انتظمت في أغسطس 2001 بمبادرة من أمين إذاعات الجماهيرية آنذاك عبدالله منصور، واستمرت لمدة خمسة أيام، وشارك فيها أكثر من مئة متسابق بين ملحن، وشاعر، ومغن في خمسة وثلاثين عملا وأقيم المهرجان تحت شعار «زهرة ربيع الفن.. تتفتح في محراب حب الوطن»، وتلتها ثلاث دورات أخرى، شارك فيها أغلب نجوم الفناء والموسيقى من مختلف مناطق البلاد.
وقال الدبيبة خلال اجتماعه مع المشاركين إن الحكومة ستواصل دعم الشباب وسترعى المواهب بهدف النهوض بالمجال الفني في البلاد وستعمل على تعزيز البرامج الهادفة خدمة للمجتمع الليبي، وأضاف أن الفن يجب أن يكون محافظا وملتزما يتماشى مع القيم والمبادئ، مشيرا إلى أن ترك الفراغ أمام الشباب دون قيام الجهات المسؤولة في الدولة بواجبها يفتح الطريق أمام الأفكار الخارجة عن المجتمع الليبي.
روح المصالحة لم تتجسد بعد في المجال الفني والثقافي الذي سيطر عليه الانتهازيون بتقربهم من شبكات الفساد
وبحسب أغلب المراقبين، فإن المهرجان لم يصنع الحدث ولم يرتق إلى مستوى الثراء والتنوع الذي تتميز به الساحة الفنية الليبية، ولا إلى الإرث الفني الخالد الذي تركه الفنان الكبير محمد حسن الذي حملت الدورة الخامسة اسمه، في تناقض مفضوح بين الحالة الفنية والثقافية والسياسية التي مثلها صاحب الخيمة الغنائية وبين المواقف التي عبّر عنها رئيس الحكومة المنتهية ولايتها وهو يتقدم ليضع يده على التظاهرة ولاستغلالها في الترويج لمشروعه السياسي ولقراراته ومواقفه التي تصب في المزيد من الانقسام السياسي والحكومي للبلاد.
ويرى المراقبون أن روح المصالحة لم تتجسد بعد في المجال الفني والثقافي الذي سيطر عليه الانتهازيون بتقربهم من شبكات الفساد المهيمنة على المشهد العام في العاصمة طرابلس، حيث باتت بعض الوجوه تسيطر على القرار الإداري والفني فيما لا يزال الإقصاء يلاحق الكثير من الفنانين لعدة اعتبارات تتعلق بالهوية القبلية والمناطقية والاجتماعية أو بالفكر والموقف السياسي سابقا ولاحقا، مشيرين إلى أن الحكومة المنتهية ولايتها سعت إلى استغلال الدورة لتلميع صورتها.
وقامت لجنة التحكيم برئاسة الفنان علي الغناي وعضوية الفنانين رمضان كازوز وحسين الجيلاني والشاعر محمد الدنقلي باختيار الأعمال الفائزة من جملة 20 عملا وافقت على قبولها لجنة الفرز، فيما قال المدير التنفيذي لمهرجان الأغنية الليبية مروان تنتون “الفنان واجهة ثقافية للبلدان، ونجاحنا في إطلاق دورته الخامسة بمثابة عودة الحياة للفن الليبي والموسيقى”.
وآلت جائزة العمل المتكامل وقيمتها 60 ألف دينار ليبي (12.4 ألف دولار أميركي) إلى أغنية “اياك تخسر قلب” كلمات رفيق شوقي وألحان طه الزرمقي وغناء الفنان إبراهيم حفيظة.
أصوات تتلمس طريقها نحو الاحتراف
وتم بعد ذلك توزيع أربع جوائز قيمة كل منها 15 ألف دينار ليبي (3.1 ألف دولار أميركي)، وقد ذهبت كما يلي:
جائزة اللحن المتميز لأغنية “ورجعت ثاني” ألحان عبدالرحمن الفقي وكلمات عبدالسلام القرقارشي وغناء عبدالله الفقي، جائزة النص المتميز لأغنية “ما بين امتى ولمتى” كلمات الشاعر عبدالله المزوغي وألحان سرحان علي وغناء سامي الزواوي، وجائزة الأداء المتميز لأغنية “كان الزعل ساعات ” غناء هنيدة علي، وألحان عبدالرزاق الفهد وكلمات المبروك القط، وذهبت جائزة الأداء المتميز أيضا لأغنية “نام يا قمر” غناء عبدالمؤمن امبية من ألحان عبدالقادر المهدي وكلمات صالح عباس.
أما جائزة اللجنة العليا لمهرجان الأغنية الليبية فقد حظيت بها أغنية “طرابلس يا حلم” غناء محمد صالح، وهي من ألحان عادل العجيلي وكلمات عبدالعظيم النعال.
وفي الحفل الختامي تم عرض أوبريت “وطني السلام” من كلمات الشاعر سالم العالم، وألحان الفنان خالد الزواوي، وغناء المطربين خالد الزواوي وروعة صلاح، وقاد الفرقة الموسيقية الفنان الشارف شيوب.
دورة باهتة لا تشبه تاريخ الأغنية الليبية وعراقتها.
الثلاثاء 2022/12/20
عودة لا تشبه عراقة المهرجان
بعد غياب لسنوات، عاد مهرجان الأغنية الليبية، لكنه عاد بدورة باهتة لم ير الفاعلون في الوسط الثقافي أنها ترتقي إلى تاريخ الموسيقى الليبية ولا إلى مستوى تطلعاتهم، بل جاءت أشبه بحفل يلمع صورة الحكومة المنتهية ولايتها لا غير.
أسدل مساء السبت الستار عن فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الأغنية الليبية التي حملت اسم الفنان الكبير محمد حسن بالتزامن مع الذكرى الخامسة لرحيله. وجاءت الدورة التي احتضنها مجمع ذات العماد، تحت شعار “الأغنية الليبية بعيون متفائلة – الفن يجمعنا”، في سياق محاولات الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة تسويق صورة إيجابية عن نفسها وعن نشاطها في ظل استمرار خضوع طرابلس وعموم المنطقة الغربية لسلطة الميليشيات وأمراء الحرب، واستبعاد الحل السياسي الشامل نتيجة ديمومة حالة الانقسام الذي تعرفه البلاد على أكثر من صعيد.
وتم تنظيم المهرجان في سياق تظاهرة طرابلس عاصمة الإعلام العربي التي ستتوج في الرابع والعشرين من ديسمبر الجاري باجتماع وزراء الإعلام العرب في مجمع غابة النصر، وفقا لقرار مجلس وزراء الإعلام التابع لجامعة الدول العربية في اختتام فعاليات طرابلس عاصمة الإعلام العربي لعام 2022.
المهرجان لم يرتق إلى مستوى الثراء الذي تتميز به الساحة الفنية الليبية، ولا إلى الإرث الفني للفنان محمد حسن
وستتضمن الفعاليات عقد منتدى طرابلس الدولي للاتصال الحكومي، وإعلان جائزة السرايا الحمراء الدولية لصحافة السلام، واحتفال إحياء الذكرى الحادية والسبعين للاستقلال.
وتم تجيير مهرجان الأغنية الليبية في محاولة لتلميع صورة الحكومة المنتهية ولايتها بالتزامن مع الجدل الواسع والسجال الحاد حول أدائها، لاسيما بعد اعترافها بتسليمها المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود المريمي إلى السلطات الأميركية لمقاضاته بشبهة التورط في قضية تفجير لوكربي الذي تعود مجريات أحداثه إلى ديسمبر 1988، وأعلن عن إغلاق الملف
نهائيا في العام 2008 بعد دفع ليبيا تعويضات لأسر الضحايا بلغت 2.7 مليار دولار، وكذلك مع مرور عام على الإعلان عن تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة للرابع والعشرين من ديسمبر الماضي.
وحضر رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة الحفل الختامي لمهرجان الأغنية الليبية مرفقا بوزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي وعدد من المسؤولين الحكوميين ومن الفنانين ورجال الثقافة والإعلام، فيما لا يزال مؤسس المهرجان الشاعر عبدالله منصور قابعا وراء القضبان منذ عشر سنوات رغم تبرئته من كل التهم المنسوبة إليه من قبل أعلى درجات القضاء الليبي.
وكانت الدورة الأولى لمهرجان الأغنية الليبية انتظمت في أغسطس 2001 بمبادرة من أمين إذاعات الجماهيرية آنذاك عبدالله منصور، واستمرت لمدة خمسة أيام، وشارك فيها أكثر من مئة متسابق بين ملحن، وشاعر، ومغن في خمسة وثلاثين عملا وأقيم المهرجان تحت شعار «زهرة ربيع الفن.. تتفتح في محراب حب الوطن»، وتلتها ثلاث دورات أخرى، شارك فيها أغلب نجوم الفناء والموسيقى من مختلف مناطق البلاد.
وقال الدبيبة خلال اجتماعه مع المشاركين إن الحكومة ستواصل دعم الشباب وسترعى المواهب بهدف النهوض بالمجال الفني في البلاد وستعمل على تعزيز البرامج الهادفة خدمة للمجتمع الليبي، وأضاف أن الفن يجب أن يكون محافظا وملتزما يتماشى مع القيم والمبادئ، مشيرا إلى أن ترك الفراغ أمام الشباب دون قيام الجهات المسؤولة في الدولة بواجبها يفتح الطريق أمام الأفكار الخارجة عن المجتمع الليبي.
روح المصالحة لم تتجسد بعد في المجال الفني والثقافي الذي سيطر عليه الانتهازيون بتقربهم من شبكات الفساد
وبحسب أغلب المراقبين، فإن المهرجان لم يصنع الحدث ولم يرتق إلى مستوى الثراء والتنوع الذي تتميز به الساحة الفنية الليبية، ولا إلى الإرث الفني الخالد الذي تركه الفنان الكبير محمد حسن الذي حملت الدورة الخامسة اسمه، في تناقض مفضوح بين الحالة الفنية والثقافية والسياسية التي مثلها صاحب الخيمة الغنائية وبين المواقف التي عبّر عنها رئيس الحكومة المنتهية ولايتها وهو يتقدم ليضع يده على التظاهرة ولاستغلالها في الترويج لمشروعه السياسي ولقراراته ومواقفه التي تصب في المزيد من الانقسام السياسي والحكومي للبلاد.
ويرى المراقبون أن روح المصالحة لم تتجسد بعد في المجال الفني والثقافي الذي سيطر عليه الانتهازيون بتقربهم من شبكات الفساد المهيمنة على المشهد العام في العاصمة طرابلس، حيث باتت بعض الوجوه تسيطر على القرار الإداري والفني فيما لا يزال الإقصاء يلاحق الكثير من الفنانين لعدة اعتبارات تتعلق بالهوية القبلية والمناطقية والاجتماعية أو بالفكر والموقف السياسي سابقا ولاحقا، مشيرين إلى أن الحكومة المنتهية ولايتها سعت إلى استغلال الدورة لتلميع صورتها.
وقامت لجنة التحكيم برئاسة الفنان علي الغناي وعضوية الفنانين رمضان كازوز وحسين الجيلاني والشاعر محمد الدنقلي باختيار الأعمال الفائزة من جملة 20 عملا وافقت على قبولها لجنة الفرز، فيما قال المدير التنفيذي لمهرجان الأغنية الليبية مروان تنتون “الفنان واجهة ثقافية للبلدان، ونجاحنا في إطلاق دورته الخامسة بمثابة عودة الحياة للفن الليبي والموسيقى”.
وآلت جائزة العمل المتكامل وقيمتها 60 ألف دينار ليبي (12.4 ألف دولار أميركي) إلى أغنية “اياك تخسر قلب” كلمات رفيق شوقي وألحان طه الزرمقي وغناء الفنان إبراهيم حفيظة.
أصوات تتلمس طريقها نحو الاحتراف
وتم بعد ذلك توزيع أربع جوائز قيمة كل منها 15 ألف دينار ليبي (3.1 ألف دولار أميركي)، وقد ذهبت كما يلي:
جائزة اللحن المتميز لأغنية “ورجعت ثاني” ألحان عبدالرحمن الفقي وكلمات عبدالسلام القرقارشي وغناء عبدالله الفقي، جائزة النص المتميز لأغنية “ما بين امتى ولمتى” كلمات الشاعر عبدالله المزوغي وألحان سرحان علي وغناء سامي الزواوي، وجائزة الأداء المتميز لأغنية “كان الزعل ساعات ” غناء هنيدة علي، وألحان عبدالرزاق الفهد وكلمات المبروك القط، وذهبت جائزة الأداء المتميز أيضا لأغنية “نام يا قمر” غناء عبدالمؤمن امبية من ألحان عبدالقادر المهدي وكلمات صالح عباس.
أما جائزة اللجنة العليا لمهرجان الأغنية الليبية فقد حظيت بها أغنية “طرابلس يا حلم” غناء محمد صالح، وهي من ألحان عادل العجيلي وكلمات عبدالعظيم النعال.
وفي الحفل الختامي تم عرض أوبريت “وطني السلام” من كلمات الشاعر سالم العالم، وألحان الفنان خالد الزواوي، وغناء المطربين خالد الزواوي وروعة صلاح، وقاد الفرقة الموسيقية الفنان الشارف شيوب.