يتمتع الأشخاص الذين يحبون العيش بمفردهم بنقاط قوة سرية تتحدى الصور النمطية المأخوذة عن أسلوب حياتهم.
النقاط الرئيسية:
يشعر من يعيشون بمفردهم بالرضا والقناعة سواءً كانوا في «عمر الزواج»، أو كانوا يعيشون في حي للعائلات، وحتى في أثناء الحجر.
يثير هذا البيان دهشة من اعتادوا سماع أوصاف مريعة عن نمط الحياة الفردي. ومع ذلك، عندما سُئل العازبون عن أحوالهم خلال الوباء، وُجد أن الكثيرين تأقلموا معه تمامًا واشتغلوا خلاله شغلًا جيدًا. يُعتقد بأن السبب في ذلك مهارات من يعيشون بمفردهم وتفضيلاتهم الخاصة التي نادرًا ما يُنظَر إليها.
تقول العالمة بيلا دي باولو المختصة في علم النفس الاجتماعي إنها لطالما لاحظت أن عيش بعض الناس وحدهم يجعل حياتهم قاسية بالقدر ذاته الذي يفعله السكن مع شريكٍ عاطفي أو غيره، وهذا يظهر بالأخص خلال الجائحة. لكنها عندما صرحت مسبقًا بقدرة من يسكنون وحدهم على التأقلم مع الحجر الصحي، قصدت بذلك من اختاروا أن يسكنوا بمفردهم، ويفضلون هذا النمط من الحياة.
ترى بيلا أن بعض المهارات التي يمتلكها من يحبون الوحدة يستحسن أن يتعلمها من أجبرتهم الحياة على المكوث بمفردهم، دون رغبتهم، لكن لديهم بعض الرضا عن عيشهم وحيدين.
وبهذا الصدد أجرت الباحثة تانيسثا سامانثا دراسةً ضمت نساءً عازبات في منتصف العمر يعشن في الهند كل واحدة منهن بمفردها خلال الحجر، وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Journal of Aging Studies للأبحاث المتعلقة بالشيخوخة.
لا تعدّ تلك الدراسة استنتاجًا، بل تقدم مقترحًا في ختامها لأنها لم تضم سوى أربعةِ نساءٍ. ولكن الجانب الإيجابي أنها تضم أشخاصًا من منطقةٍ لا تجري دراسة الناس فيها كثيرًا، وأن الدراسة وافقت فرضيات واستنتاجات عددٍ من العلماء الذين أجروا دراساتٍ مشابهة عن العيش المنفرد في مناطق أخرى من العالم وعلى نطاقٍ أوسع.
النساء العازبات اللواتي يسكنَّ وحدهن في الهند
تراوحت أعمار المشاركات في الدراسة بين 50 و 65 سنة. وقد كنَّ موظفاتٍ خلال معظم حياتهن. ثلاثةٌ منهنّ سبق لهنّ أن تزوجن. ما من دليلٍ على رغبة هؤلاء النسوة في العيش وحدهن ولكنهن لم يعدن للعيش في بيوت عائلاتهنّ. وقد اشتركن في مجتمعٍ على الفيسبوك تضمن عضواته تقديم الدعم لبعضهن مع تقدمهن في السن.
يزداد عدد الناس الذين يسكنون وحدهم في الآونة الأخيرة. مثلًا، صدر تقرير في الولايات المتحدة يفيد بأن 28% من المنازل المأهولة يعيش فيها شخصٌ واحدٌ فقط، والرقم أكبر في دولٍ أخرى مثل الدول الاسكندنافية، أما في الهند فلا يشكل ذلك إلا 5% من المنازل.
نقاط القوة السرية عند من يفضلون السكن وحدهم:
كيف يتحدى من يعيشون بمفردهم جميع الصور النمطية عنهم التي تصفهم بأنهم حزينون ووحيدون ومعزولون، خاصة في أثناء الجائحة؟ يبدو أن لديهم ثلاث نقاط قوة سرية.
1- نشاطاتهم المفضلة يمكن أن يمارسها شخصٌ واحد. تقول بيلا: «تتوافق الحياة اليومية في أثناء الجائحة للكثير من الأشخاص الذين أخبروني بقصصهم مع حياتهم السابقة. لأنهم كانوا يعتزون بوحدتهم قبل الوباء، فقد طوروا بالفعل أنواع الاهتمامات التي تبدو مقاومة للحجر».
تضمنت تلك الاهتمامات مثلًا القراءة والتأمل وإنجاز المشاريع المنزلية البسيطة بمفردهم، وكذلك التمرن، وقد أشارت النساء الهنديات إلى انخراطهن في أنشطة القراءة والعناية بالحديقة وتعديل الصور. وأشارت هؤلاء النساء إلى أن أنواع الأنشطة التي طالما فعلنها غدت تتمتع باحترام جديد خلال الوباء عندما أخذت العائلات تكتشف هذه الأنواع من النشاطات.
2- هم يسكنون بمفردهم لكنهم يتواصلون مع أشخاص آخرين. هذه إحدى أهم استنتاجات دراسة كلاين بيرغ التي أجريت على أفراد يسكنون بمفردهم؛ بدا أنهم على عكس النظرة الشائعة، منخرطون في الكثير من أنشطة الحياة المدنية ولديهم علاقات اجتماعية جيدة أكثر مما لدى المرتبطين، وهم يبقون على اتصال بمعارفهم من طريق الانترنت. لقد دعمت الكثير من الدراسات النتائج نفسها، منها دراسة النساء الهنديات، فقد صرحت سامانثا أن «الوباء لم يغير كثيرًا من طريقتهن في التفاعل الاجتماعي».
معظم الأشخاص الذين قابلتهم بيلا –رجالًا ونساءً– وكذلك النساء اللواتي قابلتهن سامانثا، لم يذهبوا لرؤية الأشخاص شخصيًا في أثناء الوباء. لكنهم عرفوا بالفعل كيفية الحفاظ على روابطهم مع الآخرين عندما كانوا في المنزل بمفردهم. لقد كانوا معتادين ذلك طوال الوقت.
3- إن وحدتهم ليست مخيفة، إنها تصالحية ومثرية لحياتهم. سألت سامانثا النساء اللاتي يعشن بمفردهن عن كون التباعد الاجتماعي يجعلهن يشعرن بالوحدة. بدت إجاباتهن مشابهةً لرأي من قابلتهم بيلا، ففي دراسة سامانثا ورد: «لاحظت كل منهن أنه رغم افتقادها الخروج من منزلها، فقد قدرت دائمًا العزلة التي تعيشها بمفردها. لقد أدى الوباء إلى تعميق تلك التجربة فقط».
وصفت النساء تجربة كانت شائعة أيضًا لدى الكثير من الرجال والنساء الذين قابلتهم بيلا ألا وهي: استمتاعهم بقضاء الوقت مع أشخاص آخرين ورغبتهم رغم ذلك في العودة إلى المنزل، أي إلى مكان خاص بهم. إن وحدتهم تثريهم وتصلح أنفسهم.
كتبت سامانثا في مطلع مقالتها ضمن الملخص أن النساء القاطنات وحدهن في الهند يقدرن «حميمية العزلة». لم تذكر سامانثا ذلك في صلب مقالتها إنما أشارت إليها بطريقة تعامل من يحببن الوحدة مع وحدتهن. فقضاؤهن الوقت مع أنفسهن يجعلهن أكثر استرخاءً ورضًا وحيويةً. توفر الوحدة فرصًا للتفكير والروحانية. قد تشعر بالعزلة المألوفة، وقد تجدها حميميةً حتى. توجد كلمة يستخدمها الأشخاص العازبون والساكنون وحدهم عندما يصفون منازلهم، يسمونها «الملاذ». ما يعبر عن العزلة الحميمية.
المصدر:ibelieveinsci
النقاط الرئيسية:
- صمد الكثير من العازبين خلال الجائحة، ربما لأنهم اكتسبوا بالفعل مهارات قيمة في أثناء العيش بمفردهم.
- يجد من يقطنون بمفردهم أنشطة فردية ممتعة، ويجدون الوقت الذي يقضونه بمفردهم منعشًا وممتلئًا.
- يميل من يسكنون بمفردهم إلى البقاء على اتصال بنظام الدعم الخاص بهم، حتى من بعيد.
يشعر من يعيشون بمفردهم بالرضا والقناعة سواءً كانوا في «عمر الزواج»، أو كانوا يعيشون في حي للعائلات، وحتى في أثناء الحجر.
يثير هذا البيان دهشة من اعتادوا سماع أوصاف مريعة عن نمط الحياة الفردي. ومع ذلك، عندما سُئل العازبون عن أحوالهم خلال الوباء، وُجد أن الكثيرين تأقلموا معه تمامًا واشتغلوا خلاله شغلًا جيدًا. يُعتقد بأن السبب في ذلك مهارات من يعيشون بمفردهم وتفضيلاتهم الخاصة التي نادرًا ما يُنظَر إليها.
تقول العالمة بيلا دي باولو المختصة في علم النفس الاجتماعي إنها لطالما لاحظت أن عيش بعض الناس وحدهم يجعل حياتهم قاسية بالقدر ذاته الذي يفعله السكن مع شريكٍ عاطفي أو غيره، وهذا يظهر بالأخص خلال الجائحة. لكنها عندما صرحت مسبقًا بقدرة من يسكنون وحدهم على التأقلم مع الحجر الصحي، قصدت بذلك من اختاروا أن يسكنوا بمفردهم، ويفضلون هذا النمط من الحياة.
ترى بيلا أن بعض المهارات التي يمتلكها من يحبون الوحدة يستحسن أن يتعلمها من أجبرتهم الحياة على المكوث بمفردهم، دون رغبتهم، لكن لديهم بعض الرضا عن عيشهم وحيدين.
وبهذا الصدد أجرت الباحثة تانيسثا سامانثا دراسةً ضمت نساءً عازبات في منتصف العمر يعشن في الهند كل واحدة منهن بمفردها خلال الحجر، وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Journal of Aging Studies للأبحاث المتعلقة بالشيخوخة.
لا تعدّ تلك الدراسة استنتاجًا، بل تقدم مقترحًا في ختامها لأنها لم تضم سوى أربعةِ نساءٍ. ولكن الجانب الإيجابي أنها تضم أشخاصًا من منطقةٍ لا تجري دراسة الناس فيها كثيرًا، وأن الدراسة وافقت فرضيات واستنتاجات عددٍ من العلماء الذين أجروا دراساتٍ مشابهة عن العيش المنفرد في مناطق أخرى من العالم وعلى نطاقٍ أوسع.
النساء العازبات اللواتي يسكنَّ وحدهن في الهند
تراوحت أعمار المشاركات في الدراسة بين 50 و 65 سنة. وقد كنَّ موظفاتٍ خلال معظم حياتهن. ثلاثةٌ منهنّ سبق لهنّ أن تزوجن. ما من دليلٍ على رغبة هؤلاء النسوة في العيش وحدهن ولكنهن لم يعدن للعيش في بيوت عائلاتهنّ. وقد اشتركن في مجتمعٍ على الفيسبوك تضمن عضواته تقديم الدعم لبعضهن مع تقدمهن في السن.
يزداد عدد الناس الذين يسكنون وحدهم في الآونة الأخيرة. مثلًا، صدر تقرير في الولايات المتحدة يفيد بأن 28% من المنازل المأهولة يعيش فيها شخصٌ واحدٌ فقط، والرقم أكبر في دولٍ أخرى مثل الدول الاسكندنافية، أما في الهند فلا يشكل ذلك إلا 5% من المنازل.
نقاط القوة السرية عند من يفضلون السكن وحدهم:
كيف يتحدى من يعيشون بمفردهم جميع الصور النمطية عنهم التي تصفهم بأنهم حزينون ووحيدون ومعزولون، خاصة في أثناء الجائحة؟ يبدو أن لديهم ثلاث نقاط قوة سرية.
1- نشاطاتهم المفضلة يمكن أن يمارسها شخصٌ واحد. تقول بيلا: «تتوافق الحياة اليومية في أثناء الجائحة للكثير من الأشخاص الذين أخبروني بقصصهم مع حياتهم السابقة. لأنهم كانوا يعتزون بوحدتهم قبل الوباء، فقد طوروا بالفعل أنواع الاهتمامات التي تبدو مقاومة للحجر».
تضمنت تلك الاهتمامات مثلًا القراءة والتأمل وإنجاز المشاريع المنزلية البسيطة بمفردهم، وكذلك التمرن، وقد أشارت النساء الهنديات إلى انخراطهن في أنشطة القراءة والعناية بالحديقة وتعديل الصور. وأشارت هؤلاء النساء إلى أن أنواع الأنشطة التي طالما فعلنها غدت تتمتع باحترام جديد خلال الوباء عندما أخذت العائلات تكتشف هذه الأنواع من النشاطات.
2- هم يسكنون بمفردهم لكنهم يتواصلون مع أشخاص آخرين. هذه إحدى أهم استنتاجات دراسة كلاين بيرغ التي أجريت على أفراد يسكنون بمفردهم؛ بدا أنهم على عكس النظرة الشائعة، منخرطون في الكثير من أنشطة الحياة المدنية ولديهم علاقات اجتماعية جيدة أكثر مما لدى المرتبطين، وهم يبقون على اتصال بمعارفهم من طريق الانترنت. لقد دعمت الكثير من الدراسات النتائج نفسها، منها دراسة النساء الهنديات، فقد صرحت سامانثا أن «الوباء لم يغير كثيرًا من طريقتهن في التفاعل الاجتماعي».
معظم الأشخاص الذين قابلتهم بيلا –رجالًا ونساءً– وكذلك النساء اللواتي قابلتهن سامانثا، لم يذهبوا لرؤية الأشخاص شخصيًا في أثناء الوباء. لكنهم عرفوا بالفعل كيفية الحفاظ على روابطهم مع الآخرين عندما كانوا في المنزل بمفردهم. لقد كانوا معتادين ذلك طوال الوقت.
3- إن وحدتهم ليست مخيفة، إنها تصالحية ومثرية لحياتهم. سألت سامانثا النساء اللاتي يعشن بمفردهن عن كون التباعد الاجتماعي يجعلهن يشعرن بالوحدة. بدت إجاباتهن مشابهةً لرأي من قابلتهم بيلا، ففي دراسة سامانثا ورد: «لاحظت كل منهن أنه رغم افتقادها الخروج من منزلها، فقد قدرت دائمًا العزلة التي تعيشها بمفردها. لقد أدى الوباء إلى تعميق تلك التجربة فقط».
وصفت النساء تجربة كانت شائعة أيضًا لدى الكثير من الرجال والنساء الذين قابلتهم بيلا ألا وهي: استمتاعهم بقضاء الوقت مع أشخاص آخرين ورغبتهم رغم ذلك في العودة إلى المنزل، أي إلى مكان خاص بهم. إن وحدتهم تثريهم وتصلح أنفسهم.
كتبت سامانثا في مطلع مقالتها ضمن الملخص أن النساء القاطنات وحدهن في الهند يقدرن «حميمية العزلة». لم تذكر سامانثا ذلك في صلب مقالتها إنما أشارت إليها بطريقة تعامل من يحببن الوحدة مع وحدتهن. فقضاؤهن الوقت مع أنفسهن يجعلهن أكثر استرخاءً ورضًا وحيويةً. توفر الوحدة فرصًا للتفكير والروحانية. قد تشعر بالعزلة المألوفة، وقد تجدها حميميةً حتى. توجد كلمة يستخدمها الأشخاص العازبون والساكنون وحدهم عندما يصفون منازلهم، يسمونها «الملاذ». ما يعبر عن العزلة الحميمية.
المصدر:ibelieveinsci