لماذا نتذكر التجارب المرهقة بصورة أفضل من التجارب العادية؟ لقد حلل الباحثون في جامعة (RUB) Ruhr Universitat Bochum الأسباب وراء هذه الظاهرة.
إذ وُضع المشاركون في التجربة في مواقف مرهقة تحاكي مقابلات العمل، ثم سُجل تذكرهم للأشياء من هذه المقابلات. وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، حللوا نشاط الدماغ خلال رؤية المشاركين لهذه الأشياء مرة أخرى. يبدو أن الذكريات عن الأشياء من التجارب المرهقة تعتمد على نشاط دماغي تقوم فيه ذكريات الإجهاد باستثارة نفسها.
نُشرت النتائج على الانترنت في مجلة Current Biology، في 14 أكتوبر 2021.
نظريات مختلفة
يريد علماء الأعصاب في جامعة RUB أن يفهموا أسباب هذه الظاهرة، إذ يقول البروفيسور أوليفر وولف: «عادة ما يكون لدينا صور مفصلة في عقلنا عن التجارب المرهقة -مثل إجراء اختبار القيادة- حتى بعد مرور عدة سنوات، بينما ننسى مباشرة أننا مشينا في الحديقة في اليوم نفسه».
أظهرت الدراسات والنظريات السابقة تنبؤات عدة حول كيفية اختلاف ذكريات التجارب المرهقة عن الذكريات العادية، وتشرح الباحثة آن بيربراور: «أشارت إحدى الأفكار إلى أن وجود تمثيلات مختلفة للذاكرة قد يكون المفتاح لجعل الذاكرة أقوى. من ناحية أخرى، كانت هنالك بعض المؤشرات على أن الذكريات المرهقة تشبه بعضها بعضًا بدرجة كبيرة»، وتدعم الدراسة الحالية النظرية الثانية.
تحليل التجارب المرهقة في المختبر
على عكس العديد من الدراسات المخبرية، سجل الباحثون في تجاربهم تأثر الذاكرة بحدث حقيقي، باستخدام ما يسمى باختبار الإجهاد الاجتماعي (تراير) -Trier Social Stress Test. يتطلب هذا الاختبار من المشاركين التحدث أمام لجنة يظهر جميع أعضائها تعابيرًا محايدة ولا يقدمون أي تعليقات إيجابية، ويؤدي هذا إلى استثارة الإجهاد لدى المشاركين.
في أثناء محاكاة مقابلة العمل، استخدمت اللجنة عددًا من الأشياء الروتينية. مثلًا، أخذ أحد أعضاء اللجنة رشفة من فنجان قهوة. في حين واجهت مجموعة أخرى الأشياء نفسها، ولكن دون تعريض المشاركين لأي ضغط. في اليوم التالي، أظهر الباحثون الأشياء ذاتها لكلا المجموعتين في أثناء تسجيل نشاط الدماغ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، وقد تذكر المشاركون الذين تعرضوا للإجهاد الأشياء بصورة أفضل من أعضاء المجموعة الأخرى.
بصفة أساسية، حلل الباحثون نشاط الدماغ في اللوزة الدماغية، وهي منطقة تشمل وظائفها الرئيسية التعلم العاطفي، وقارنوا الآثار العصبية للأشياء التي استخدمها أعضاء اللجنة في حالة الإجهاد مع تلك الأشياء التي لم تُستخدم في هذه الحالة. كانت النتيجة أن آثار الذاكرة للأشياء التي استخدمت تشبه بعضها بعضًا أكثر من تلك التي تعود للأشياء التي لم تستخدم، ولكن لم يكن هذا هو الحال في المجموعة الأخرى. بعبارة أخرى، كانت تمثيلات الدماغ للأشياء من المواقف المرهقة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا، وبالتالي ميزت بوضوح عن التجارب الأخرى.
تعتمد الذكريات عن المواقف المرهقة على تشابهها مع العامل المسبب للإجهاد
بعد يوم واحد من اختبار الإجهاد، أظهر الباحثون للمشاركين صورًا للأشياء من مقابلة العمل، إضافةً إلى صور لأعضاء اللجنة. تذكر المشاركون بصفة أساسية الأشياء التي كان فيها نشاط الدماغ مشابهًا للنشاط المستثار عند عرض أعضاء اللجنة. يختم البروفيسور نيكولاي أكسماتشر: «أثار أعضاء اللجنة التوتر في أثناء المقابلة. لذلك، يبدو أن الارتباط بين الأشياء ومحفزات الإجهاد كان أمرًا حاسمًا لتعزيز الذاكرة».
نتائج هذه الدراسة تناقض النظريةَ القائلة بأن الذكريات الأقوى تستثار من طريق تمثيلات الذاكرة التي تختلف عن بعضها قدر الإمكان، على اﻷقل عندما يتعلق الأمر بذكريات انفعالية أو مرهقة. بدلًا من ذلك، يبدو أن الآلية التي تعزز الذكريات الانفعالية متجذرة في حقيقة أن الجوانب المهمة للحدث مرتبطة على المستوى العصبي، وتصبح أكثر ارتباطًا بمحفز الاجتهاد.
وتضيف آن بيربراور: «يمكن أن تشكل هذه النتيجة حجر البناء لفهم الذكريات الانفعالية والصدمات بصورة أفضل».
المصدر:ibelieveinsci
إذ وُضع المشاركون في التجربة في مواقف مرهقة تحاكي مقابلات العمل، ثم سُجل تذكرهم للأشياء من هذه المقابلات. وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، حللوا نشاط الدماغ خلال رؤية المشاركين لهذه الأشياء مرة أخرى. يبدو أن الذكريات عن الأشياء من التجارب المرهقة تعتمد على نشاط دماغي تقوم فيه ذكريات الإجهاد باستثارة نفسها.
نُشرت النتائج على الانترنت في مجلة Current Biology، في 14 أكتوبر 2021.
نظريات مختلفة
يريد علماء الأعصاب في جامعة RUB أن يفهموا أسباب هذه الظاهرة، إذ يقول البروفيسور أوليفر وولف: «عادة ما يكون لدينا صور مفصلة في عقلنا عن التجارب المرهقة -مثل إجراء اختبار القيادة- حتى بعد مرور عدة سنوات، بينما ننسى مباشرة أننا مشينا في الحديقة في اليوم نفسه».
أظهرت الدراسات والنظريات السابقة تنبؤات عدة حول كيفية اختلاف ذكريات التجارب المرهقة عن الذكريات العادية، وتشرح الباحثة آن بيربراور: «أشارت إحدى الأفكار إلى أن وجود تمثيلات مختلفة للذاكرة قد يكون المفتاح لجعل الذاكرة أقوى. من ناحية أخرى، كانت هنالك بعض المؤشرات على أن الذكريات المرهقة تشبه بعضها بعضًا بدرجة كبيرة»، وتدعم الدراسة الحالية النظرية الثانية.
تحليل التجارب المرهقة في المختبر
على عكس العديد من الدراسات المخبرية، سجل الباحثون في تجاربهم تأثر الذاكرة بحدث حقيقي، باستخدام ما يسمى باختبار الإجهاد الاجتماعي (تراير) -Trier Social Stress Test. يتطلب هذا الاختبار من المشاركين التحدث أمام لجنة يظهر جميع أعضائها تعابيرًا محايدة ولا يقدمون أي تعليقات إيجابية، ويؤدي هذا إلى استثارة الإجهاد لدى المشاركين.
في أثناء محاكاة مقابلة العمل، استخدمت اللجنة عددًا من الأشياء الروتينية. مثلًا، أخذ أحد أعضاء اللجنة رشفة من فنجان قهوة. في حين واجهت مجموعة أخرى الأشياء نفسها، ولكن دون تعريض المشاركين لأي ضغط. في اليوم التالي، أظهر الباحثون الأشياء ذاتها لكلا المجموعتين في أثناء تسجيل نشاط الدماغ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، وقد تذكر المشاركون الذين تعرضوا للإجهاد الأشياء بصورة أفضل من أعضاء المجموعة الأخرى.
بصفة أساسية، حلل الباحثون نشاط الدماغ في اللوزة الدماغية، وهي منطقة تشمل وظائفها الرئيسية التعلم العاطفي، وقارنوا الآثار العصبية للأشياء التي استخدمها أعضاء اللجنة في حالة الإجهاد مع تلك الأشياء التي لم تُستخدم في هذه الحالة. كانت النتيجة أن آثار الذاكرة للأشياء التي استخدمت تشبه بعضها بعضًا أكثر من تلك التي تعود للأشياء التي لم تستخدم، ولكن لم يكن هذا هو الحال في المجموعة الأخرى. بعبارة أخرى، كانت تمثيلات الدماغ للأشياء من المواقف المرهقة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا، وبالتالي ميزت بوضوح عن التجارب الأخرى.
تعتمد الذكريات عن المواقف المرهقة على تشابهها مع العامل المسبب للإجهاد
بعد يوم واحد من اختبار الإجهاد، أظهر الباحثون للمشاركين صورًا للأشياء من مقابلة العمل، إضافةً إلى صور لأعضاء اللجنة. تذكر المشاركون بصفة أساسية الأشياء التي كان فيها نشاط الدماغ مشابهًا للنشاط المستثار عند عرض أعضاء اللجنة. يختم البروفيسور نيكولاي أكسماتشر: «أثار أعضاء اللجنة التوتر في أثناء المقابلة. لذلك، يبدو أن الارتباط بين الأشياء ومحفزات الإجهاد كان أمرًا حاسمًا لتعزيز الذاكرة».
نتائج هذه الدراسة تناقض النظريةَ القائلة بأن الذكريات الأقوى تستثار من طريق تمثيلات الذاكرة التي تختلف عن بعضها قدر الإمكان، على اﻷقل عندما يتعلق الأمر بذكريات انفعالية أو مرهقة. بدلًا من ذلك، يبدو أن الآلية التي تعزز الذكريات الانفعالية متجذرة في حقيقة أن الجوانب المهمة للحدث مرتبطة على المستوى العصبي، وتصبح أكثر ارتباطًا بمحفز الاجتهاد.
وتضيف آن بيربراور: «يمكن أن تشكل هذه النتيجة حجر البناء لفهم الذكريات الانفعالية والصدمات بصورة أفضل».
المصدر:ibelieveinsci