"عادل شريفي".. ضبط الشعر بالقانون
اللاذقيّة
عشقه للأنثى وتأثره بـ"نزار قباني" و"إحسان عبد القدوس" ومعايشته أوجاع وهموم الوطن، أدخله ميادين الأدب ليترجم أحاسيسه إبداعاً في الشعر والرواية والقصة بأنواعها.
مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الأديب "عادل أحمد شريفي" ليحدثنا عن مسيرته الأدبية قائلاً: «بدأت رحلتي بتجارب مبكرة في المدرسة مع مواضيع الإنشاء التي كانت تنال التنويه تلو الآخر من قبل المدرسين، تلا ذلك ولهٌ وعشقٌ للغة العربية جعلني في عداد المتفوقين في مادة الشعر أيضاً، تأثرتْ حياتي في مقتبل بـ"نزارقباني" و"إحسان عبد القدوس" ومن ثم استهواني أدب "محمد الماغوط" و"حيدر حيدر" شيخ الرواية العربية برأيي، و"تولوستوي وتشيخوف"، أما الشخصيات الأكثر لمعاناً في عيني، فهي تلك التي اتسمت بالمواقف مثل "جمال عبد الناصر وتشي غيفارا وسيلفادور آلندي"، ولم أقم بأية محاولة جديّة إلا في العام 2012 مع اشتداد الأزمة في بلدنا الحبيب، فكانت روايتي الأولى "حب في زمن الثورة" والتي أحدثت جدلاً واسعاً في الأوساط الأدبية واحتلت مركزاً من بين أجمل عشر روايات سورية بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"».
ويتابع: «درست الحقوق لأن القانون انضباط، والأدب أولى ثمرات الانضباط. إذ لا تكفي الموهبة أحياناً إن لم يتوفر لها حامل مناسب من الانضباط الفكري، وللأسف، نشاهد حالياً الكثيرين ممن يحسبون على الفكر الإبداعي العربي يتهافتون على التطبيع مع العدو متناسين عقوداً من الدم والقهر والظلم، القانون يجعلك تشعر بالمظلوم، والأدب بلا قضية جعجعة خاوية».
عادل شريفي يوقع روايته اللعب مع السلطان
وعن نوع الكتابة المفضل لديه قال: «كتبت الرواية والقصة والقصة القصيرة والقصيرة جداً إضافة إلى الشعر، إنما يبقى حرم الرواية هو المعبد الأسمى الذي يناديني، ففضاؤها الرحب تربة خصبة لنبات الأفكار، وشخوصها انعكاسات لتجاربنا وخيالاتنا، وحيث لا يوجد حدود للأفق تنطلق أسرع، فأكتب للناس وأصوغ لهم مواضيع من صميم الروح، أشكل لهم عالماً من الأحاسيس إذا دخلوا فيه لا يسهل عليهم الخروج منه، أجعلهم يتذوقون حلاوة المواقف، أقتطع لهم وقتاً مضافاً لأعمارهم، فكتبت رواية "حب في زمن الثورة" الصادرة عن "دار بعل" في "دمشق" عام 2012 تتحدث عن قصة حب رومانسية نشأت مع بداية أحداث ثورة "الثامن من آذار" عام 1963، ولكن الإسقاط الأهم فيها كان الإضاءة على دور الطائفية في تهيئة البيئة لكل خراب وتفكك مجتمعي، كما فيها مقارنة غير مباشرة بين الثورة الحقيقية وهراء الربيع العربي، ورواية "هكذا تكلمت ناهد" الصادرة عن دار "الغد العربي" في "بيروت" عام 2015، تتحدث عن الحرية الفكرية والجسدية في مواجهة الكبت العربي، رواية جريئة تناولت تابوهات عديدة في مجتمعاتنا، ورواية "اللعب مع السلطان" الصادرة عن دار "دال" عام 2018، تتحدث عن شخصية "عبد الحميد السراج"، تلك الشخصية المركبة التي ترأست جهاز الاستخبارات العسكرية السوري في الخمسينيات، وقد توخيت فيها الموضوعية والحياد وأنرت زوايا في الشخصية لم يسبقني إليها أحد، ورواية "ولدت مرتين" الصادرة عن دار "المؤلف" في "بيروت" عام 2019، تتحدث عن رحلة فتاة ضائعة في متاهات المادة وكيف اهتدت إلى سبيل المعرفة والوعي، وإضافة لما سبق أصدرت عدة مجموعات قصصية منها "الفقراء وحدهم يموتون" و"يوميات وطن" التي طُبعت في وزارة الثقافة».
وتابع قائلاً: «أما الشعر فهو دنيا أختلي فيها مع صوري الشعرية، تأسرني الرومانسية فتراني أستل قلمي وأرسم صوري، أعشق تلوين المواضيع في الشعر أيضاً، فقد كتبت إلياذة العرب عن الشهيدة "دلال المغربي"، وكتبت عن الأوطان والحب والشوق والإنسانية والروحانيات، وكتبت الشعر الموزون والتفعيلة وقصيدة النثر، أما أحب قصائدي إلى قلبي فهي قصيدة "العشاء السري".
عادل شريفي محاطاً بمحبي أدبه
كذلك فقد عملت في الإعلام مع قناة "إعمار" السورية، حيث قمت بإعداد وتقديم برنامج "سبع سنابل" الذي تم عرضه في "رمضان" 2018، تم تكريمي مرتين في "لبنان" عام 2015 من "المركز الثقافي الروسي" ومن نادي "الشقيف العريق" في "النبطية" فيما لم أنل أي تكريم محلي وللأسف دون فهم الأسباب».
ومن قصيدة "دلال إلياذة العرب" اخترنا:
من مؤلفاته«هل تعرفون "دلال"؟
هل سمعتم أنها.. كانت صبية
لها عين كأفق الشمس
وصرخة بندقية!
وأنها حلفت
أن تعيد لأمة تعبت
وهج القضية
وتستعيد ألف غرناطة بيعت
بسهرة ماجنة
وسكرة
ومحظية
هل تعرفون "دلال"؟».
الأديب "رياض طبرة" عضو اتحاد "الكتاب العرب" أمين سر "جمعية القصة والرواية" قال عنه: «تعرفت إلى الأديب "عادل شريفي" عبر منجزاته الأدبية في مجالي القصة القصيرة والرواية، يمتلك تجربة إبداعية ناهضة بقوة وثقة بالنفس، أعماله تحمل نفساً تنويرياً ورغبة جامحة في التجديد وابتكار الفكرة واختيار الأسلوب المناسب، سبق لي أن قدمت له قراءة أدبية عن إحدى رواياته، تجربته تبعث على الارتياح، وهو من جيل الشباب ويمتلك طموحاً كبيراً على غير صعيد».
الشاعر والناقد الأدبي "محمد خالد الخضر" رئيس فرع "إدلب" لاتحاد "الكتاب العرب" قال: «الأديب "عادل شريفي" كاتب موهوب بالفطرة وقدرته على بناء النسيج الفني الروائي حاضرة وبقوة، تتميز كتاباته بروح ومشاعر متدفقة ترتكز على عاطفة صادقة وفق الانفعال الوجداني الحساس، ما يجعلنا نجد أعمالاً يجتمع فيها الشعر والفن والوقع والحدس، الرواية عند "شريفي" حقيقة ومنطقية فهو كاتب بجدارة».
يذكر أنّ "عادل أحمد شريفي" من مواليد مدينة "حمص" عام 1970، يقام في "اللاذقية"، حاصل على إجازة في الحقوق، ودبلوم في إدارة الأعمال، ودبلوم في التأمين، وشهادات مدرب محترف في عدة مستويات.
- خالد عبد القادر
اللاذقيّة
عشقه للأنثى وتأثره بـ"نزار قباني" و"إحسان عبد القدوس" ومعايشته أوجاع وهموم الوطن، أدخله ميادين الأدب ليترجم أحاسيسه إبداعاً في الشعر والرواية والقصة بأنواعها.
مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الأديب "عادل أحمد شريفي" ليحدثنا عن مسيرته الأدبية قائلاً: «بدأت رحلتي بتجارب مبكرة في المدرسة مع مواضيع الإنشاء التي كانت تنال التنويه تلو الآخر من قبل المدرسين، تلا ذلك ولهٌ وعشقٌ للغة العربية جعلني في عداد المتفوقين في مادة الشعر أيضاً، تأثرتْ حياتي في مقتبل بـ"نزارقباني" و"إحسان عبد القدوس" ومن ثم استهواني أدب "محمد الماغوط" و"حيدر حيدر" شيخ الرواية العربية برأيي، و"تولوستوي وتشيخوف"، أما الشخصيات الأكثر لمعاناً في عيني، فهي تلك التي اتسمت بالمواقف مثل "جمال عبد الناصر وتشي غيفارا وسيلفادور آلندي"، ولم أقم بأية محاولة جديّة إلا في العام 2012 مع اشتداد الأزمة في بلدنا الحبيب، فكانت روايتي الأولى "حب في زمن الثورة" والتي أحدثت جدلاً واسعاً في الأوساط الأدبية واحتلت مركزاً من بين أجمل عشر روايات سورية بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"».
هل تعرفون "دلال"؟ ## هل سمعتم أنها.. كانت صبية ## لها عين كأفق الشمس ## وصرخة بندقية! ## وأنها حلفت ## أن تعيد لأمة تعبت ## وهج القضية ## وتستعيد ألف غرناطة بيعت ## بسهرة ماجنة ## وسكرة ## ومحظية ## هل تعرفون "دلال"؟
ويتابع: «درست الحقوق لأن القانون انضباط، والأدب أولى ثمرات الانضباط. إذ لا تكفي الموهبة أحياناً إن لم يتوفر لها حامل مناسب من الانضباط الفكري، وللأسف، نشاهد حالياً الكثيرين ممن يحسبون على الفكر الإبداعي العربي يتهافتون على التطبيع مع العدو متناسين عقوداً من الدم والقهر والظلم، القانون يجعلك تشعر بالمظلوم، والأدب بلا قضية جعجعة خاوية».
عادل شريفي يوقع روايته اللعب مع السلطان
وعن نوع الكتابة المفضل لديه قال: «كتبت الرواية والقصة والقصة القصيرة والقصيرة جداً إضافة إلى الشعر، إنما يبقى حرم الرواية هو المعبد الأسمى الذي يناديني، ففضاؤها الرحب تربة خصبة لنبات الأفكار، وشخوصها انعكاسات لتجاربنا وخيالاتنا، وحيث لا يوجد حدود للأفق تنطلق أسرع، فأكتب للناس وأصوغ لهم مواضيع من صميم الروح، أشكل لهم عالماً من الأحاسيس إذا دخلوا فيه لا يسهل عليهم الخروج منه، أجعلهم يتذوقون حلاوة المواقف، أقتطع لهم وقتاً مضافاً لأعمارهم، فكتبت رواية "حب في زمن الثورة" الصادرة عن "دار بعل" في "دمشق" عام 2012 تتحدث عن قصة حب رومانسية نشأت مع بداية أحداث ثورة "الثامن من آذار" عام 1963، ولكن الإسقاط الأهم فيها كان الإضاءة على دور الطائفية في تهيئة البيئة لكل خراب وتفكك مجتمعي، كما فيها مقارنة غير مباشرة بين الثورة الحقيقية وهراء الربيع العربي، ورواية "هكذا تكلمت ناهد" الصادرة عن دار "الغد العربي" في "بيروت" عام 2015، تتحدث عن الحرية الفكرية والجسدية في مواجهة الكبت العربي، رواية جريئة تناولت تابوهات عديدة في مجتمعاتنا، ورواية "اللعب مع السلطان" الصادرة عن دار "دال" عام 2018، تتحدث عن شخصية "عبد الحميد السراج"، تلك الشخصية المركبة التي ترأست جهاز الاستخبارات العسكرية السوري في الخمسينيات، وقد توخيت فيها الموضوعية والحياد وأنرت زوايا في الشخصية لم يسبقني إليها أحد، ورواية "ولدت مرتين" الصادرة عن دار "المؤلف" في "بيروت" عام 2019، تتحدث عن رحلة فتاة ضائعة في متاهات المادة وكيف اهتدت إلى سبيل المعرفة والوعي، وإضافة لما سبق أصدرت عدة مجموعات قصصية منها "الفقراء وحدهم يموتون" و"يوميات وطن" التي طُبعت في وزارة الثقافة».
وتابع قائلاً: «أما الشعر فهو دنيا أختلي فيها مع صوري الشعرية، تأسرني الرومانسية فتراني أستل قلمي وأرسم صوري، أعشق تلوين المواضيع في الشعر أيضاً، فقد كتبت إلياذة العرب عن الشهيدة "دلال المغربي"، وكتبت عن الأوطان والحب والشوق والإنسانية والروحانيات، وكتبت الشعر الموزون والتفعيلة وقصيدة النثر، أما أحب قصائدي إلى قلبي فهي قصيدة "العشاء السري".
عادل شريفي محاطاً بمحبي أدبه
كذلك فقد عملت في الإعلام مع قناة "إعمار" السورية، حيث قمت بإعداد وتقديم برنامج "سبع سنابل" الذي تم عرضه في "رمضان" 2018، تم تكريمي مرتين في "لبنان" عام 2015 من "المركز الثقافي الروسي" ومن نادي "الشقيف العريق" في "النبطية" فيما لم أنل أي تكريم محلي وللأسف دون فهم الأسباب».
ومن قصيدة "دلال إلياذة العرب" اخترنا:
من مؤلفاته«هل تعرفون "دلال"؟
هل سمعتم أنها.. كانت صبية
لها عين كأفق الشمس
وصرخة بندقية!
وأنها حلفت
أن تعيد لأمة تعبت
وهج القضية
وتستعيد ألف غرناطة بيعت
بسهرة ماجنة
وسكرة
ومحظية
هل تعرفون "دلال"؟».
الأديب "رياض طبرة" عضو اتحاد "الكتاب العرب" أمين سر "جمعية القصة والرواية" قال عنه: «تعرفت إلى الأديب "عادل شريفي" عبر منجزاته الأدبية في مجالي القصة القصيرة والرواية، يمتلك تجربة إبداعية ناهضة بقوة وثقة بالنفس، أعماله تحمل نفساً تنويرياً ورغبة جامحة في التجديد وابتكار الفكرة واختيار الأسلوب المناسب، سبق لي أن قدمت له قراءة أدبية عن إحدى رواياته، تجربته تبعث على الارتياح، وهو من جيل الشباب ويمتلك طموحاً كبيراً على غير صعيد».
الشاعر والناقد الأدبي "محمد خالد الخضر" رئيس فرع "إدلب" لاتحاد "الكتاب العرب" قال: «الأديب "عادل شريفي" كاتب موهوب بالفطرة وقدرته على بناء النسيج الفني الروائي حاضرة وبقوة، تتميز كتاباته بروح ومشاعر متدفقة ترتكز على عاطفة صادقة وفق الانفعال الوجداني الحساس، ما يجعلنا نجد أعمالاً يجتمع فيها الشعر والفن والوقع والحدس، الرواية عند "شريفي" حقيقة ومنطقية فهو كاتب بجدارة».
يذكر أنّ "عادل أحمد شريفي" من مواليد مدينة "حمص" عام 1970، يقام في "اللاذقية"، حاصل على إجازة في الحقوق، ودبلوم في إدارة الأعمال، ودبلوم في التأمين، وشهادات مدرب محترف في عدة مستويات.