"إبراهيم عباس ياسين".. شاعرٌ عتيقٌ بصبغة الحداثة
درعا
أجمل ما في الشاعر عفويته وقربه من قلوب الناس، فإن أضيف إلى ذلك تمكّنٌ في اللغة، ومفرداتٍ تنسجم مع سمات الحداثة الشعرية، ولا تخرج البتة عن أصالة الشعر، بل تتسقُ مع ما اتفق على أنّه من المبدع في الكلام، عندها تتجلى لنا السجايا الإبداعية عند الشاعر "إبراهيم عباس ياسين".
مدونة وطن "eSyria" التقت الشاعر "إبراهيم ياسين" حيث قال عن البدايات: «بدأتُ كتابة الشعر وأنا في المرحلة الثانوية، حيث نظمتُ بعض القصائد الوجدانية، وقد شجعني كثيراً حينئذٍ الأديب والشاعر الأردني الراحل "تيسير سبول"، حيث كنت أتواصل معه من خلال برنامجه الإذاعي "أدبنا الجديد"، وقد أحاطني بكثيرٍ من الرعاية والاهتمام.
وكما هو معروف أنَّ الأساس عند كل شاعر هو الموهبة، ثمّ يأتي دور الشاعر في صقلها من خلال البحث والقراءة والتعلم، والاستمرارية بتجارب مختلفة ترفد جعبته الأدبية. ولا أخفي تأثري وعشقي لشعراء كثر، مثل: "المتنبي"، و"أبو تمّام"، و"أبو نوّاس"، أو من المعاصرين أمثال: "بدر شاكر السّياب"، و"محمود درويش"، وكذلك بعض الشعراء السوريين، مثل: "نزار قباني"، و"عمر أبو ريشة"».
من إحدى مشاركاته الشعرية
«يدفعني لكتابة الشعر الحالة الوجدانية»، يقول الشاعر "إبراهيم" ويضيف: «معظم الأحيان يعيش الشاعر حالة نفسية تتولد من خلالها قصيدة خلال زمن يطول أو يقصر تبعاً للظروف، ويمثل الحب بالمعنى الأوسع والأشمل دافعاً أساسياً. كما أنّ حالات معينة كالفرح والحزن تعدّ محرضاً قوياً لكتابة الشعر، وذلك لتصوير ما يختلج في النفس من مشاعر وأحاسيس، ويدور في الذهن من رؤى وأفكار، وأيضاً المرأة بمختلف حالاتها ورموزها تعدّ المدخل الأكثر رحابةً إلى عالمي الشعري».
ويتابع: «تأتي القصيدة عندي بعفوية في بدايتها الأولى، ثمّ أقوم بمراجعة ما أكتبُ بطريقةٍ واعية ومدروسة، لتنتج في النهاية قصيدةٌ مستوفية العناصر.
بعض الدواوين للشاعر
كما أنني أنطلق في شعري من الواقع، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ القصيدة ليست صورةً فوتوغرافية لهذا الواقع؛ إذ يجب ألا تتخلى عن جماليتها كفنٍ إبداعي أولاً وأخيراً، فالشاعر المتميز يبرع في توظيف أدواته الفنية بأسلوب دقيق ومحكم في الكتابة، مع الحرص الشديد على قواعد اللغة».
وعن كتاباته ومشاركاته يقول: «أنظمُ الشعر بمختلف أنواعه: المقفى، شعر التفعيلة، قصيدة النثر، وأتناول معظم ألوان الشعر الوطني، الحب، الاجتماعي، وغيره، كما أنّ من أشعاري ما هو موجه إلى الطفل. عندي أيضاً كتاباتٌ أخرى تشمل دراساتٍ أدبية ونقدية في مجال الشعر، إضافة إلى المقالات الصحفية، التي أنشرها في الصحف والمجلات.
وقد شاركت في كثيرٍ من المهرجانات والمنتديات الشعرية في "سورية" والدول العربية. وكذلك أنشر كتاباتي في العديد من الدوريات السورية، مثل: الموقف الأدبي، المعرفة، الأسبوع الأدبي، والصحف الرسمية، وكذلك العربية، مثل: أدب ونقد المصرية، الأديب والآداب اللبنانية، الوحدة المغربية، الكويت الكويتية، وأوراق الإماراتية، وإبداع المصرية. وأعدُّ نفسي من الأدباء غزيري الإنتاج».
ونورد فيما يلي بعض الأبيات من قصيدة "كغيمة في يدي":
"يا أنتِ، يا أرضَ أحلامي، وزخرفها
ويا صلاة اشتياقٍ ما له أجلُ!
يحبك الحبّ -لو تدرينَ- فاشتعلي
كالأغنيات التي بالنبض تشتعلُ
لوجهكِ الكوكبيّ الروحُ ما برحتْ
تدعو وفي معبد الظلماء تبتهلُ
وكل صبحٍ بلا عينيكِ سيدتي
ليلٌ تساكنهُ الأشباحُ والعللُ".
الشاعر "عبد السّلام المحاميد" يقول: «كان لي شرف صداقة "إبراهيم ياسين"، ومعايشة حياته بشؤونها الخاصة والعامة، وإعجابي به لأنّه صادقٌ مع نفسه وفنه، فهو كالينبوع ينضح كل ما هو أصيل وعذب، وهو كشاعرٌ لم يكن يوماً ملكاً لأحد، إذ لا تجده محابياً للمتسلقين، بل يقف متشدداً من العبث الشعري، وكان سيفاً مسلطاً على رقاب أدعياء الأدب وأنصاف الموهوبين، ولو كانوا من المتنفذين في الدولة».
ويضيف "المحاميد": «تكمنُ البراعة الفنية في شعر "إبراهيم ياسين" في أنّه يدخل إلى سرائر النفوس ويعرضها عرضاً مباشراً يسيراً، فتكون فيضاً من الانفعالات تتدفق في حنايا الروح فتسمو بها إلى سماواتٍ لا تُحد، فهو تارةً غاضبٌ ناقم، وأخرى متوسلٌ متبصِّرٌ نادم، ومرةً عاشقٌ أنثاهُ من وهمٍ وسراب، فهي دائماً في دمه يسعى حثيثاً ليرسمها شعراً لتكون جسداً له حدودٌ ومعالم».
"عدنان الفلاح" مدير الثقافة في "درعا" يقول: «الشاعر "إبراهيم ياسين" علمٌ من أعلام الشعر بالمحافظة، وهو مشاركٌ نشط بكل ما يخص الأحداث الأدبية والثقافية في "درعا"، إنسانٌ ودود ومتواضعٌ مع زملائه ومتابعيه.
يتميز أدبه الشعري بالرقة والعذوبة والسلاسة، وكلماته سهلةٌ وبسيطة، لكنّها محكمة السّبك، تدخلُ قلوب الناس لأنّ عنوانها المحبة. وهو يستعين أغلب الأحيان بجماليات الطبيعة ودلالاتها؛ وهو ما يجعله مؤثراً فاعلاً بالأحاسيس والمشاعر الإنسانية، فهو شاعرٌ موهوب وقريبٌ من القلب».
من الجدير ذكره، أنّ الشاعر "إبراهيم عباس ياسين" من مواليد "بصرى الشام" عام 1954، يحمل إجازة في اللغة العربية ودبلوم في التربية من جامعة "دمشق"، ويشغلُ حالياً منصب رئيس فرع "درعا" لاتحاد الكتّاب العرب، وهو عضو في جمعية الشعر في "دمشق"، ونال العديد من الجوائز والتكريمات، منها: جائزة "سعاد الصباح" في "مصر" قبل انتقالها إلى "الكويت"، وجائزة "مدحت عكاش" في "سورية"، وجائزة ثقافة الطفل العربي في "الإمارات". وقد كرمته جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب عام 2007.
صدرت له منذ ثمانينات القرن الماضي خمس عشرة مجموعة شعرية، منها ثلاث مجموعات للأطفال، من عناوينها: "أناشيد لامرأة اسمها العاصفة، ابتهالات سرية لأعراس المطر، شموس في المنفى، الخروج من الزمن الميت، الغناء في موسم الحداد، وقت لأحلام العاشق، منازل القمر، أنفاس الياسمينة.
- ياسر الجاحد
درعا
أجمل ما في الشاعر عفويته وقربه من قلوب الناس، فإن أضيف إلى ذلك تمكّنٌ في اللغة، ومفرداتٍ تنسجم مع سمات الحداثة الشعرية، ولا تخرج البتة عن أصالة الشعر، بل تتسقُ مع ما اتفق على أنّه من المبدع في الكلام، عندها تتجلى لنا السجايا الإبداعية عند الشاعر "إبراهيم عباس ياسين".
مدونة وطن "eSyria" التقت الشاعر "إبراهيم ياسين" حيث قال عن البدايات: «بدأتُ كتابة الشعر وأنا في المرحلة الثانوية، حيث نظمتُ بعض القصائد الوجدانية، وقد شجعني كثيراً حينئذٍ الأديب والشاعر الأردني الراحل "تيسير سبول"، حيث كنت أتواصل معه من خلال برنامجه الإذاعي "أدبنا الجديد"، وقد أحاطني بكثيرٍ من الرعاية والاهتمام.
كان لي شرف صداقة "إبراهيم ياسين"، ومعايشة حياته بشؤونها الخاصة والعامة، وإعجابي به لأنّه صادقٌ مع نفسه وفنه، فهو كالينبوع ينضح كل ما هو أصيل وعذب، وهو كشاعرٌ لم يكن يوماً ملكاً لأحد، إذ لا تجده محابياً للمتسلقين، بل يقف متشدداً من العبث الشعري، وكان سيفاً مسلطاً على رقاب أدعياء الأدب وأنصاف الموهوبين، ولو كانوا من المتنفذين في الدولة
وكما هو معروف أنَّ الأساس عند كل شاعر هو الموهبة، ثمّ يأتي دور الشاعر في صقلها من خلال البحث والقراءة والتعلم، والاستمرارية بتجارب مختلفة ترفد جعبته الأدبية. ولا أخفي تأثري وعشقي لشعراء كثر، مثل: "المتنبي"، و"أبو تمّام"، و"أبو نوّاس"، أو من المعاصرين أمثال: "بدر شاكر السّياب"، و"محمود درويش"، وكذلك بعض الشعراء السوريين، مثل: "نزار قباني"، و"عمر أبو ريشة"».
من إحدى مشاركاته الشعرية
«يدفعني لكتابة الشعر الحالة الوجدانية»، يقول الشاعر "إبراهيم" ويضيف: «معظم الأحيان يعيش الشاعر حالة نفسية تتولد من خلالها قصيدة خلال زمن يطول أو يقصر تبعاً للظروف، ويمثل الحب بالمعنى الأوسع والأشمل دافعاً أساسياً. كما أنّ حالات معينة كالفرح والحزن تعدّ محرضاً قوياً لكتابة الشعر، وذلك لتصوير ما يختلج في النفس من مشاعر وأحاسيس، ويدور في الذهن من رؤى وأفكار، وأيضاً المرأة بمختلف حالاتها ورموزها تعدّ المدخل الأكثر رحابةً إلى عالمي الشعري».
ويتابع: «تأتي القصيدة عندي بعفوية في بدايتها الأولى، ثمّ أقوم بمراجعة ما أكتبُ بطريقةٍ واعية ومدروسة، لتنتج في النهاية قصيدةٌ مستوفية العناصر.
بعض الدواوين للشاعر
كما أنني أنطلق في شعري من الواقع، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ القصيدة ليست صورةً فوتوغرافية لهذا الواقع؛ إذ يجب ألا تتخلى عن جماليتها كفنٍ إبداعي أولاً وأخيراً، فالشاعر المتميز يبرع في توظيف أدواته الفنية بأسلوب دقيق ومحكم في الكتابة، مع الحرص الشديد على قواعد اللغة».
وعن كتاباته ومشاركاته يقول: «أنظمُ الشعر بمختلف أنواعه: المقفى، شعر التفعيلة، قصيدة النثر، وأتناول معظم ألوان الشعر الوطني، الحب، الاجتماعي، وغيره، كما أنّ من أشعاري ما هو موجه إلى الطفل. عندي أيضاً كتاباتٌ أخرى تشمل دراساتٍ أدبية ونقدية في مجال الشعر، إضافة إلى المقالات الصحفية، التي أنشرها في الصحف والمجلات.
وقد شاركت في كثيرٍ من المهرجانات والمنتديات الشعرية في "سورية" والدول العربية. وكذلك أنشر كتاباتي في العديد من الدوريات السورية، مثل: الموقف الأدبي، المعرفة، الأسبوع الأدبي، والصحف الرسمية، وكذلك العربية، مثل: أدب ونقد المصرية، الأديب والآداب اللبنانية، الوحدة المغربية، الكويت الكويتية، وأوراق الإماراتية، وإبداع المصرية. وأعدُّ نفسي من الأدباء غزيري الإنتاج».
ونورد فيما يلي بعض الأبيات من قصيدة "كغيمة في يدي":
"يا أنتِ، يا أرضَ أحلامي، وزخرفها
ويا صلاة اشتياقٍ ما له أجلُ!
يحبك الحبّ -لو تدرينَ- فاشتعلي
كالأغنيات التي بالنبض تشتعلُ
لوجهكِ الكوكبيّ الروحُ ما برحتْ
تدعو وفي معبد الظلماء تبتهلُ
وكل صبحٍ بلا عينيكِ سيدتي
ليلٌ تساكنهُ الأشباحُ والعللُ".
الشاعر "عبد السّلام المحاميد" يقول: «كان لي شرف صداقة "إبراهيم ياسين"، ومعايشة حياته بشؤونها الخاصة والعامة، وإعجابي به لأنّه صادقٌ مع نفسه وفنه، فهو كالينبوع ينضح كل ما هو أصيل وعذب، وهو كشاعرٌ لم يكن يوماً ملكاً لأحد، إذ لا تجده محابياً للمتسلقين، بل يقف متشدداً من العبث الشعري، وكان سيفاً مسلطاً على رقاب أدعياء الأدب وأنصاف الموهوبين، ولو كانوا من المتنفذين في الدولة».
ويضيف "المحاميد": «تكمنُ البراعة الفنية في شعر "إبراهيم ياسين" في أنّه يدخل إلى سرائر النفوس ويعرضها عرضاً مباشراً يسيراً، فتكون فيضاً من الانفعالات تتدفق في حنايا الروح فتسمو بها إلى سماواتٍ لا تُحد، فهو تارةً غاضبٌ ناقم، وأخرى متوسلٌ متبصِّرٌ نادم، ومرةً عاشقٌ أنثاهُ من وهمٍ وسراب، فهي دائماً في دمه يسعى حثيثاً ليرسمها شعراً لتكون جسداً له حدودٌ ومعالم».
"عدنان الفلاح" مدير الثقافة في "درعا" يقول: «الشاعر "إبراهيم ياسين" علمٌ من أعلام الشعر بالمحافظة، وهو مشاركٌ نشط بكل ما يخص الأحداث الأدبية والثقافية في "درعا"، إنسانٌ ودود ومتواضعٌ مع زملائه ومتابعيه.
يتميز أدبه الشعري بالرقة والعذوبة والسلاسة، وكلماته سهلةٌ وبسيطة، لكنّها محكمة السّبك، تدخلُ قلوب الناس لأنّ عنوانها المحبة. وهو يستعين أغلب الأحيان بجماليات الطبيعة ودلالاتها؛ وهو ما يجعله مؤثراً فاعلاً بالأحاسيس والمشاعر الإنسانية، فهو شاعرٌ موهوب وقريبٌ من القلب».
من الجدير ذكره، أنّ الشاعر "إبراهيم عباس ياسين" من مواليد "بصرى الشام" عام 1954، يحمل إجازة في اللغة العربية ودبلوم في التربية من جامعة "دمشق"، ويشغلُ حالياً منصب رئيس فرع "درعا" لاتحاد الكتّاب العرب، وهو عضو في جمعية الشعر في "دمشق"، ونال العديد من الجوائز والتكريمات، منها: جائزة "سعاد الصباح" في "مصر" قبل انتقالها إلى "الكويت"، وجائزة "مدحت عكاش" في "سورية"، وجائزة ثقافة الطفل العربي في "الإمارات". وقد كرمته جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب عام 2007.
صدرت له منذ ثمانينات القرن الماضي خمس عشرة مجموعة شعرية، منها ثلاث مجموعات للأطفال، من عناوينها: "أناشيد لامرأة اسمها العاصفة، ابتهالات سرية لأعراس المطر، شموس في المنفى، الخروج من الزمن الميت، الغناء في موسم الحداد، وقت لأحلام العاشق، منازل القمر، أنفاس الياسمينة.