"إيمان بازر باشي".. نصوصٌ دراميّةٌ هادفة
- نجوى عبد العزيز محمود
دمشق
الكتابةُ عندها حالةٌ عفويّةٌ تعتمد الإلهامَ والموهبة، تجدُ في الرواية الفسحةَ الكافيةَ للتعبير عما يجولُ في خاطرها، ولكن الكتابة الدرامية هي الأقرب إليها، فببراعة حروفها وصدق نصوصها أثبتت نفسها على الساحة الأدبية، وحصدت جوائز عدة.
مدوّنةُ وطن" eSyria" التقت الأدبية والكاتبة "إيمان بازر باشي" لتحدثنا عن مسيرتها الأدبية: «أبحرت بعالم الأدب في سنٍ مبكرة، وكانت البداية مع كتابات أشبه بالمقطوعات الغنائية، ثمّ كتبتُ قصائد شعرية في المرحلة الإعدادية، وكتبت قصة درامية بالمرحلة الثانوية، كتاباتي نالت إعجاب والدتي التي شجعتني على الاستمرار بالكتابة، بينما والدي لم يشجعني أبداً، وخصوصاً أنني نشأت في بيئة حلبية محافظة جداً، وفي عام 2006 قرأت إعلاناً عن مسابقة لأفضل عمل درامي، وكانت المسابقة بالتعاون مع "صندوق الأمم المتحدة للسكان"، فكتبت نصاً بعنوان "الحرمان"، ونال حينها جائزة لجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة وتمّ تحويل النص فيما بعد إلى سهرة إذاعية، قام بإخراجها المخرج "فاضل وفائي" وشارك في تمثيلها كلّ من الممثلين "رياض نحاس" و"وفاء موصللي" وآخرون، كانت الجائزة هي المحرض الأساسي ليقظة موهبتي، فكتبت مسلسلاً تلفزيونياً، لكنني واجهت عقبات كثيرة في البداية لإقناع الجهات المنتجة بكاتبة جديدة، وأصبت بحالة أشبه بالإحباط في مجال كتابة الدراما، فتوجهت لكتابة القصص بتشجيع من "محمود فاخوري" رئيس نادي التمثيل، وكتبت مجموعة قصصية ومحاولات روائية، وشاركت بالعديد من الأمسيات الأدبية في "حلب"، ورغم أنّي كتبت بمجالات عدة لكن كتابة الدراما هي التي كانت الأقرب لي، ففي عام 2009 شاركت بمسابقة بعنوان "الجولان في القلب" فكتبت فيلماً تلفزيونياً عن "الجولان" وحصل الفيلم على المرتبة السادسة من أصل 296 عملاً مشاركاً في ذلك الوقت، والفيلم مقدم حالياً للمؤسسة العامة للسينما، كما كتبت لوحات كوميدية تمّ قبولها من قبل مؤسسة الإنتاج التلفزيوني وسيتم تنفيذها قريباً».
الأديبة "إيمان بازرباشي" تكتب القصة القصيرة والرواية، إضافة إلى السيناريو الطويل والقصير، ولها مشاركات في بعض البرامج التلفزيونية والاذاعية، وقدمت من خلالهما عدداً من الحلقات كمشاركتها في كتابة بعض الحلقات القصيرة جداً وتم بثها في العمل الدرامي "بقعة ضوء"، وفيما يتعلق بكتاباتها السردية فهي تتناول الحدث الساخن الذي يلامس حياة الناس في أصعدتها المختلفة، فهي أديبة ملتزمة بقضايا وطنها على اختلافها
وعن كتاباتها للأطفال قالت: «الكتابة للطفل لها متعة من نوع خاص، فمن خلالها أسمح للطفلة الصغيرة التي في داخلي أن تتكلم وتعبر وتحلم وتتخيل بكل حرية، أحاول من خلال كتاباتي للطفل أن أقدم الفائدة والعبرة وذلك ضمن قالب مسلٍّ وممتع، وخصوصاً أنّ الطفل كائن ذكي ولن يكترث بقصة هدفها فقط تقديم الحكم والمواعظ، بل لا بدّ أن يمتلك النص عناصر تشويق وتسلية ومرح وفائدة بآن واحد، وكتبت مجموعة قصصية للأطفال نشرت في مجلات "أسامة" و"شامة" و"العربي الصغير"».
روايتها "ذاكرة الفل والياسمين"
وعن كتابة السيناريو قالت: «كتبت سيناريو للمجلات والإذاعة والتلفزيون، فكتابة السيناريو تحتاج فضلاً عن الموهبة إلى علم ودراية بهذا الفن، بالإضافة إلى مقومات النص التي تعدُّ المدخل الذي يتم من خلاله بسط الشخصيات وتعريف المتلقي عليها، ثم الحبكة أو العقدة التي من خلالها يكون التشويق والمتعة للمتلقي، ومن ثم تأتي الخاتمة التي تحل من خلالها العقدة أو تقدم من خلالها فكرة النص أو السيناريو، كما أنني أشارك بكتابة حلقات مسلسل إذاعي بعنوان "دراما الأطفال" وهو مسلسل يقدم دراما إذاعية هادفة للأطفال من إخراج المخرج "إياد اسمندر" ويبث كل يوم جمعة صباحاً عبر أثير إذاعة "دمشق"».
وعن إصداراتها قالت: «صدرت لي روايتان في "الجزائر": الأولى بعنوان "أنت لي" وهي رواية طويلة اجتماعية طرحت من خلالها عدة رسائل منها للآباء والأمهات ومنها للجيل المراهق، والرواية الثانية هي رواية قصيرة بعنوان "ذاكرة الفل والياسمين" وهي رواية اجتماعية رومانسية وكلا مشاركتان في معرض الكتاب "سيلا" المقام في "الجزائر"، وكتبت رواية بعنوان "أنثى في الجحيم"، ولدي مجموعة قصصية بعنوان "طوابير الموت" تتألف من 18 قصة منها قصص طويلة وبعضها قصص قصيرة، وتدور القصص في فلك الهم الوطني والاجتماعي، كما تطرقت في بعضها لنقد العادات والتقاليد البالية ونقد عقلية المجتمع الذكورية».
من إصداراتها رواية "أنت لي"
تحدث المخرج الإذاعي "إياد اسمندر" عن الأديبة والكاتبة "إيمان بازر باشي" بالقول: «هي كاتبة مثقفة ومهذبة ونشيطة، فمنذ أول لقاء معها في الإذاعة كان يغلب عليها الحماس، وابتدأ مشوارها مع دائرة الدراما الإذاعية في برنامج "دراما الأطفال" فكتبت عدة حلقات، وكانت أولى حلقاته بعنوان "الطماطم المغرورة" ليستمر عطاؤها بالعديد من الحلقات المتنوّعة في التوجه نحو الأجيال مختلفة الأعمار بحلقات حملت أفكاراً هادفة وممتعة بآنٍ واحد، إضافةً إلى أنّ نصوصها الدرامية تمتاز بسهولة الكلمة والسلاسة في طرح فكرة الحلقة دون المباشرة لتصل إلى المتلقي بسهولة».
الناقد "أحمد حميد حسين" قال عنها: «الأديبة "إيمان بازرباشي" تكتب القصة القصيرة والرواية، إضافة إلى السيناريو الطويل والقصير، ولها مشاركات في بعض البرامج التلفزيونية والاذاعية، وقدمت من خلالهما عدداً من الحلقات كمشاركتها في كتابة بعض الحلقات القصيرة جداً وتم بثها في العمل الدرامي "بقعة ضوء"، وفيما يتعلق بكتاباتها السردية فهي تتناول الحدث الساخن الذي يلامس حياة الناس في أصعدتها المختلفة، فهي أديبة ملتزمة بقضايا وطنها على اختلافها».
"أنثى من الجحيم" من إصداراتها
يذكر أنّ الكاتبة "إيمان بازر باشي" مواليد "حلب" ومقيمة في مدينة "عدرا العمالية" في "دمشق" شاركت بالعديد من المسابقات العربية والمحلية وحصدت جوائز عدة وتكريماً من وزير الإعلام السوري.