"راسل حنا".. تناسق فني بين الخط والعزف
حمص
من القلائل الذين يتقنون العزف على آلة "الأكورديون" ببراعة، وما زال يمارسها حتى الآن، عاصر نجوم الغناء العرب، وأطلق العنان لعدد من المواهب الشابة، إضافة إلى كونه أحد أشهر فناني الخط العربي، وباسمه وقّع آلاف اللوحات الإعلانية.
مدونة وطن "eSyria" التقت "راسل حنَّا" الموسيقي والخطاط المعروف، ليتحدث عن نشأته، فقال: «ولادتي كانت في حيّ "الحميدية" المجاور لأحياء "حمص" القديمة، بعدها انتقلت مع عائلتي إلى حيّ "العدوية"، الذي ما زلت أقطن فيه منذ ما يقارب الخمسين عاماً، ودراستي كانت في مدارسه حتى أنهيت المرحلة الثانوية الصناعية عام 1983. كانت ميولي تتجه نحو الموسيقا، وذلك بحكم التأثر بما كان والدي يهواه من عزفٍ على آلة العود، والعمل في صناعة بعض الآلات الموسيقية وصيانتها، ومن هنا بدأت رحلتي معها».
وفي التعمق أكثر عن الموسيقا في حياة "راسل حنّا" وممارسته لها، أضاف قائلاً: «ما سبق أن ذكرته عن تأثري بوالدي كان السبب الأهم في توجه ميولي الموسيقية، وبدأت ممارستي لها في سن العاشرة على آلة "الأكورديون" ذات الطابع الغربي، حينئذٍ كنت مولعاً وما زلت بالفن "الرحباني" المميز، والفضل في تعلمي الأول لدرجات السلم الموسيقي كان لراهبات الكنيسة الموجودة في حيِّنا، وشغفي المتزايد دفعني إلى التعلم ذاتياً من خلال العزف السماعي، وقراءة الكتب المتخصصة بالموسيقا، والملاحظات التي كانت تعطى لي من قبل العازفين الذين كانت تجمعني المصادفة بهم، لكن صاحب الفضل في إرشادي وتوجيهي الفنان "صبحي بركات"؛ وهو من العازفين المحترفين على آلة "الغيتار"، الذي تأثرت بأسلوبه الموسيقي الغربي، ورويداً رويداً من خلال العزف مع بعض الفرق الموسيقية والمطربين، امتلكت الخبرة التي أهلتني إلى العمل الاحترافي الموسيقي».
إحدى لوحاته الإعلانية أثناء إنجازها بخط يده
ويتابع عن أهم المحطات في مسيرته الفنِّية: «عام 1984 جمعتني المصادفة مع الفنان "جمال صبَّاغ"، وهو من أصحاب الأسلوب الطربي بامتياز، إضافة إلى كونه عازفاً بارعاً على آلة العود، وتوالى عملي بعدها مع فنانين معروفين، مثل: "عدنان عمر"، و"فؤاد غازي"، وغيرهما لسنواتٍ عدّة، إلى أن جاء عام 1990 حاملاً لي فرصة المشاركة مع الفنان الراحل "عازار حبيب"، وحينئذٍ كنت قائداً لفرقة "مشوار" الموسيقية التي أسستها عام 1987، واستمرت هذه المشاركة على مدى ثلاث سنوات أغلبها كان في "لبنان"، ونجاحي مع فرقتي كان سبباً في الاندماج أكثر ضمن الوسط الفنِّي، وهذا ما أهَّلنا إلى العمل مع أشهر المطربين، ومنهم: "جورج وسوف"، و"إلياس كرم"، و"عصام رجِّي"، والعديد من نجوم الغناء في "سورية" وخارجها، وهذه الذكريات بالنسبة لي هي أغلى ما أملك في حياتي، وما تزال تلك الصور حيَّةً في ذاكرتي، وتعطيني السعادة على ما قدَّمته خلال مسيرةٍ استمرت أكثر من ربع قرن مع الموسيقا».
أتقن "راسل حنَّا" الخط العربي، ومازال يبرع فيه، وعنه قال: «كما الموسيقا كان عشقي لجمال الخط العربي منذ صغري، ومع أنَّ خطي في الكتابة خلال مرحلة الدراسة لم يكن يعجب المدرّسين، فقد ولَّد ذلك عندي ردَّة فعلٍ جعلتني أتجه نحو تحسينه والتمرن على قواعده، ومن خلال تقرُّبي من بعض الخطاطين المشهورين في مدينة "حمص"؛ وعلى رأسهم الفنان "عدنان شيخ عثمان" الذي تأثرت بفنِّه كثيراً، ازداد تعلقي وشغفي بهذا الفن الجميل، ومع تدرُّبي الذاتي من خلال المراجع التي قرأتها، وامتلاكي أدواته البسيطة كأقلام القصب وأنواع الحبر الخاصة، بدأت ممارسته من خلال اللوحات الإعلانية واللافتات التي كان يطلب مني تنفيذها، وتعمقت خبرتي أثناء خدمتي العسكرية الإلزامية، حيث كنت الخطاط الرسمي لدى وزارة الداخلية، والمسؤول عن كافة إعلاناتها. ومن يتعامل مع حروف الخط العربي يشعر بإحساسٍ مختلفٍ وهو يخطها، حتى التعامل مع ألوان الصباغ ورائحتها يحفِّز روح الفنان، وخاصةً في إعطاء الشكل الهندسي الخاص بكلِّ نمطٍ من أنماط الخط، وجعل اللوحة بعد نهايتها تتحدث من خلال التناسق الموجود بين حروفها، وسعادة أيّ خطاطٍ مستمرة ما دام يشاهد اسمه في الطرقات التي يمر بها، لكن مع دخول التكنولوجيا الرقمية في الطباعة، أصبح كلُّ ذلك من التراث بالنسبة للناس، وبالنسبة لي مازالت الريشة والقلم رفيقيّ بعد 35 عاماً من الممارسة، وأتمنى من الأجيال الحالية والقادمة أن تهتم أكثر بفنِّ الخط».
الموسيقي فادي تمور
"فادي تمُّور" عازف كمانٍ محترف، وصديق "راسل حنَّا"، يقول: «معرفتي به قديمة، عملنا معاً ضمن فرقةٍ مشتركة مع بعض الزملاء، وبالنسبة لي كان وما يزال من العازفين القلائل والمبدعين على آلة "الأكورديون" التي انفرد بالعزف عليها في مدينة "حمص"، واسمه مقترنٌ بها حتى أيامنا هذه، وساعده في ذلك التكنيك العالي والجرعة الكبيرة من الإحساس التي يمتلكها ويعطيها لمستمعي عزفه. وكذلك إبداعه على آلة "الاورغ" كقائد فرقةٍ لم يكن أقلَّ شأناً، وله الفضل في اكتشاف وظهور العديد من نجوم الساحة الفنية على مستوى الوطن العربي، أمثال: "رويدا عطية"، و"عبودي عوض"، و"ميشلين بيطار"، وغيرهم، عدا تميزه الفنِّي في مجال التخطيط الإعلاني، والبصمة التي لاتزال موجودة ومتجددة في لوحاته المنتشرة أينما مررت في شوارع "حمص"».
- حسان ابراهيم
حمص
من القلائل الذين يتقنون العزف على آلة "الأكورديون" ببراعة، وما زال يمارسها حتى الآن، عاصر نجوم الغناء العرب، وأطلق العنان لعدد من المواهب الشابة، إضافة إلى كونه أحد أشهر فناني الخط العربي، وباسمه وقّع آلاف اللوحات الإعلانية.
مدونة وطن "eSyria" التقت "راسل حنَّا" الموسيقي والخطاط المعروف، ليتحدث عن نشأته، فقال: «ولادتي كانت في حيّ "الحميدية" المجاور لأحياء "حمص" القديمة، بعدها انتقلت مع عائلتي إلى حيّ "العدوية"، الذي ما زلت أقطن فيه منذ ما يقارب الخمسين عاماً، ودراستي كانت في مدارسه حتى أنهيت المرحلة الثانوية الصناعية عام 1983. كانت ميولي تتجه نحو الموسيقا، وذلك بحكم التأثر بما كان والدي يهواه من عزفٍ على آلة العود، والعمل في صناعة بعض الآلات الموسيقية وصيانتها، ومن هنا بدأت رحلتي معها».
ولادتي كانت في حيّ "الحميدية" المجاور لأحياء "حمص" القديمة، بعدها انتقلت مع عائلتي إلى حيّ "العدوية"، الذي ما زلت أقطن فيه منذ ما يقارب الخمسين عاماً، ودراستي كانت في مدارسه حتى أنهيت المرحلة الثانوية الصناعية عام 1983. كانت ميولي تتجه نحو الموسيقا، وذلك بحكم التأثر بما كان والدي يهواه من عزفٍ على آلة العود، والعمل في صناعة بعض الآلات الموسيقية وصيانتها، ومن هنا بدأت رحلتي معها
وفي التعمق أكثر عن الموسيقا في حياة "راسل حنّا" وممارسته لها، أضاف قائلاً: «ما سبق أن ذكرته عن تأثري بوالدي كان السبب الأهم في توجه ميولي الموسيقية، وبدأت ممارستي لها في سن العاشرة على آلة "الأكورديون" ذات الطابع الغربي، حينئذٍ كنت مولعاً وما زلت بالفن "الرحباني" المميز، والفضل في تعلمي الأول لدرجات السلم الموسيقي كان لراهبات الكنيسة الموجودة في حيِّنا، وشغفي المتزايد دفعني إلى التعلم ذاتياً من خلال العزف السماعي، وقراءة الكتب المتخصصة بالموسيقا، والملاحظات التي كانت تعطى لي من قبل العازفين الذين كانت تجمعني المصادفة بهم، لكن صاحب الفضل في إرشادي وتوجيهي الفنان "صبحي بركات"؛ وهو من العازفين المحترفين على آلة "الغيتار"، الذي تأثرت بأسلوبه الموسيقي الغربي، ورويداً رويداً من خلال العزف مع بعض الفرق الموسيقية والمطربين، امتلكت الخبرة التي أهلتني إلى العمل الاحترافي الموسيقي».
إحدى لوحاته الإعلانية أثناء إنجازها بخط يده
ويتابع عن أهم المحطات في مسيرته الفنِّية: «عام 1984 جمعتني المصادفة مع الفنان "جمال صبَّاغ"، وهو من أصحاب الأسلوب الطربي بامتياز، إضافة إلى كونه عازفاً بارعاً على آلة العود، وتوالى عملي بعدها مع فنانين معروفين، مثل: "عدنان عمر"، و"فؤاد غازي"، وغيرهما لسنواتٍ عدّة، إلى أن جاء عام 1990 حاملاً لي فرصة المشاركة مع الفنان الراحل "عازار حبيب"، وحينئذٍ كنت قائداً لفرقة "مشوار" الموسيقية التي أسستها عام 1987، واستمرت هذه المشاركة على مدى ثلاث سنوات أغلبها كان في "لبنان"، ونجاحي مع فرقتي كان سبباً في الاندماج أكثر ضمن الوسط الفنِّي، وهذا ما أهَّلنا إلى العمل مع أشهر المطربين، ومنهم: "جورج وسوف"، و"إلياس كرم"، و"عصام رجِّي"، والعديد من نجوم الغناء في "سورية" وخارجها، وهذه الذكريات بالنسبة لي هي أغلى ما أملك في حياتي، وما تزال تلك الصور حيَّةً في ذاكرتي، وتعطيني السعادة على ما قدَّمته خلال مسيرةٍ استمرت أكثر من ربع قرن مع الموسيقا».
أتقن "راسل حنَّا" الخط العربي، ومازال يبرع فيه، وعنه قال: «كما الموسيقا كان عشقي لجمال الخط العربي منذ صغري، ومع أنَّ خطي في الكتابة خلال مرحلة الدراسة لم يكن يعجب المدرّسين، فقد ولَّد ذلك عندي ردَّة فعلٍ جعلتني أتجه نحو تحسينه والتمرن على قواعده، ومن خلال تقرُّبي من بعض الخطاطين المشهورين في مدينة "حمص"؛ وعلى رأسهم الفنان "عدنان شيخ عثمان" الذي تأثرت بفنِّه كثيراً، ازداد تعلقي وشغفي بهذا الفن الجميل، ومع تدرُّبي الذاتي من خلال المراجع التي قرأتها، وامتلاكي أدواته البسيطة كأقلام القصب وأنواع الحبر الخاصة، بدأت ممارسته من خلال اللوحات الإعلانية واللافتات التي كان يطلب مني تنفيذها، وتعمقت خبرتي أثناء خدمتي العسكرية الإلزامية، حيث كنت الخطاط الرسمي لدى وزارة الداخلية، والمسؤول عن كافة إعلاناتها. ومن يتعامل مع حروف الخط العربي يشعر بإحساسٍ مختلفٍ وهو يخطها، حتى التعامل مع ألوان الصباغ ورائحتها يحفِّز روح الفنان، وخاصةً في إعطاء الشكل الهندسي الخاص بكلِّ نمطٍ من أنماط الخط، وجعل اللوحة بعد نهايتها تتحدث من خلال التناسق الموجود بين حروفها، وسعادة أيّ خطاطٍ مستمرة ما دام يشاهد اسمه في الطرقات التي يمر بها، لكن مع دخول التكنولوجيا الرقمية في الطباعة، أصبح كلُّ ذلك من التراث بالنسبة للناس، وبالنسبة لي مازالت الريشة والقلم رفيقيّ بعد 35 عاماً من الممارسة، وأتمنى من الأجيال الحالية والقادمة أن تهتم أكثر بفنِّ الخط».
الموسيقي فادي تمور
"فادي تمُّور" عازف كمانٍ محترف، وصديق "راسل حنَّا"، يقول: «معرفتي به قديمة، عملنا معاً ضمن فرقةٍ مشتركة مع بعض الزملاء، وبالنسبة لي كان وما يزال من العازفين القلائل والمبدعين على آلة "الأكورديون" التي انفرد بالعزف عليها في مدينة "حمص"، واسمه مقترنٌ بها حتى أيامنا هذه، وساعده في ذلك التكنيك العالي والجرعة الكبيرة من الإحساس التي يمتلكها ويعطيها لمستمعي عزفه. وكذلك إبداعه على آلة "الاورغ" كقائد فرقةٍ لم يكن أقلَّ شأناً، وله الفضل في اكتشاف وظهور العديد من نجوم الساحة الفنية على مستوى الوطن العربي، أمثال: "رويدا عطية"، و"عبودي عوض"، و"ميشلين بيطار"، وغيرهم، عدا تميزه الفنِّي في مجال التخطيط الإعلاني، والبصمة التي لاتزال موجودة ومتجددة في لوحاته المنتشرة أينما مررت في شوارع "حمص"».