التشكيلي فؤاد دحدوح: المرأة محور الحياة والموضوع الفني الأهم
تحول المادة الخام بين يدي التشكيلي فؤاد دحدوح الى عالم من العفوية الطفولية المتدفقة سواء كان العمل منحوتة كاملة النضج الفني بدون تكلف أو إغراق بالتفاصيل القاتلة للفن التعبيري أو لوحة مفعمة بفوضى الألوان المحكمة بريشة فنان متمكن من أنغامه اللونية وكتلته المتوضعة بشغف ضمن التكوين والكادر المعني بالمحيط ككل.
وعن علاقته بعمله الفني والتمايز بين المنحوتة واللوحة لديه يقول التشكيلي دحدوح في حديث لـ سانا.. إن اللوحة والمنحوتة هما كعمل فني بالنسبة لي يشكلان مكونا واحدا ولا فرق بينهما سوى أن سهولة وسرعة وضع الأفكار على سطح اللوحة هو ما يدفعني للرسم أكثر من النحت الذي يتطلب تحضير دراسة الكتلة وعمل مجسم من الطين ثم تبدأ الأفكار بالتشكل والتعبير أما بالنسبة للرسم فعلى الفور يتم تفريغ شحنة التعبير التي يريدها الفنان على سطح اللوحة.
يتركز العمل الفني لدى دحدوح من ناحية الموضوع على عالم المرأة ومنعكساته الانسانية بأسلوب تعبيري يقترب من التجريد بعفوية اللون وليونة الخط ما يعكس امرأة من نوع خاص في فنه كطفلة ناضجة تلهو بأجواء من الأخضر مع خصوبة لا تعرف النضوب وهي الموضوع الأهم لأنها محور الحياة على حد تعبيره.
ويوضح المدرس في كلية الفنون الجميلة بدمشق أنه يشعر بقلق دائم بخصوص مشروعه الفني من ناحيتي الشكل والمضمون وضرورة مواكبتهما لمتطلبات العصر لافتا إلى أنه عندما يخوض تجربة ما سرعان ما ينتقل إلى أخرى ثم يعود الى سابقتها ورغم قضائه لعشرات السنين مع التشكيل إلا أنه يرى نفسه ما زال في بحر التجربة والاكتشاف والدهشة.
ويرى دحدوح أن الأزمة أثرت بشكل مباشر على الواقع الذي نعيش والفنان بطبيعته مرآة لهذا الواقع ومن الطبيعي أن يحمل عمله الفني شحنة سوداوية أشد توحدا مع مناخ الحرب متمنيا انتهاء الأزمة لإنقاذ إرث وحضارة سورية.
وحول تفاعل التشكيل السوري مع التشكيل العالمي يقول دحدوح ..إن المشهد التشكيلي السوري مؤثر وبقوة على الساحة الفنية عالميا رغم الأزمة التي نمر بها فالمحترف السوري له بصمته ومكانته الدولية سواء من خلال أعمال الراحلين من الرعيل الأول أو من الفنانين الحاليين والشباب الذين أثبتوا جدارة منقطعة النظير فيما يخص الحداثة وما بعدها لافتا إلى وجود أعداد كبير من الشباب استطاعوا إغناء المشهد التشكيلي المعاصر بأعمال ترقى للعالمية دون أدنى شك.
ويشير دحدوح إلى أن السوق الفنية داخل سورية تراجعت إلى حد كبير لأسباب عديدة أهمها إغلاق الصالات والعامل الاقتصادي وبيع الأعمال الفنية السورية حاليا إلى السوق الخارجية والتي بدورها تأثرت قليلا بسبب الأزمة في سورية.
ويؤكد الدكتور دحدوح ضرورة أن تشارك كل المؤسسات الرسمية الفنية وغير الفنية إلى جانب صالات العرض في تنشيط العمل الإبداعي ولاسيما أن الدخل الوحيد للفنان هو من خلال تسويق عمله الفني موجها النداء إلى جميع المؤسسات والقطاعات الاقتصادية الوطنية ان تتعاضد في تنشيط الحركة الفنية ودعمها كي لا نهدر جانبا مهما من إرثنا الحضاري.
ويرى دحدوح أن التواجد الكثيف للفنانين التشكيليين السوريين في الخارج والعرض المستمر سيفرض على المشاهد الآخر في تلك البلدان دافعا ومحرضا على معرفة ثقافة هذا الشعب وهويته مبينا أننا شعب مؤثر في أي مكان نتواجد فيه لما نملك من عراقة في جميع النواحي الثقافية والحضارية على تنوعها.
ويختم دحدوح حديثه بالتعبير عن تفاؤله بمستقبل سورية في كافة المجالات ويقول..أنا دائما متفائل ولاسيما أن بلدنا ولادة بالطاقات المنتجة في كل المجالات وهذا الشعب استطاع أن يتلقى الصدمة ويتعايش مع هذه الازمة رغم كل الظروف المؤلمة والقاسية التي يمر بها ومازال متوحدا وموجودا في كل القطاعات.
والفنان فؤاد دحدوح من مواليد دمشق عام 1956 تخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم النحت عام 1981 ونال دبلوم المدرسة الوطنية العليا في فرنسا عام 1984 وماجستير المدرسة الوطنية العليا في بولونيا عام 1987 ودكتوراه في مجال الميدالية قسم العلوم الإنسانية في بولونيا عام 1993 وهو عضو اتحاد الفنانين
التشكيليين السوريين ومدرس في كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم النحت وله معارض فردية وجماعية عديدة داخل سورية وخارجها وأعماله مقتناة في وزارة الثقافة والمتحف الوطني ومتحف تدمر وضمن مجموعات خاصة في أنحاء العالم.
محمد سمير طحان
تحول المادة الخام بين يدي التشكيلي فؤاد دحدوح الى عالم من العفوية الطفولية المتدفقة سواء كان العمل منحوتة كاملة النضج الفني بدون تكلف أو إغراق بالتفاصيل القاتلة للفن التعبيري أو لوحة مفعمة بفوضى الألوان المحكمة بريشة فنان متمكن من أنغامه اللونية وكتلته المتوضعة بشغف ضمن التكوين والكادر المعني بالمحيط ككل.
وعن علاقته بعمله الفني والتمايز بين المنحوتة واللوحة لديه يقول التشكيلي دحدوح في حديث لـ سانا.. إن اللوحة والمنحوتة هما كعمل فني بالنسبة لي يشكلان مكونا واحدا ولا فرق بينهما سوى أن سهولة وسرعة وضع الأفكار على سطح اللوحة هو ما يدفعني للرسم أكثر من النحت الذي يتطلب تحضير دراسة الكتلة وعمل مجسم من الطين ثم تبدأ الأفكار بالتشكل والتعبير أما بالنسبة للرسم فعلى الفور يتم تفريغ شحنة التعبير التي يريدها الفنان على سطح اللوحة.
يتركز العمل الفني لدى دحدوح من ناحية الموضوع على عالم المرأة ومنعكساته الانسانية بأسلوب تعبيري يقترب من التجريد بعفوية اللون وليونة الخط ما يعكس امرأة من نوع خاص في فنه كطفلة ناضجة تلهو بأجواء من الأخضر مع خصوبة لا تعرف النضوب وهي الموضوع الأهم لأنها محور الحياة على حد تعبيره.
ويوضح المدرس في كلية الفنون الجميلة بدمشق أنه يشعر بقلق دائم بخصوص مشروعه الفني من ناحيتي الشكل والمضمون وضرورة مواكبتهما لمتطلبات العصر لافتا إلى أنه عندما يخوض تجربة ما سرعان ما ينتقل إلى أخرى ثم يعود الى سابقتها ورغم قضائه لعشرات السنين مع التشكيل إلا أنه يرى نفسه ما زال في بحر التجربة والاكتشاف والدهشة.
ويرى دحدوح أن الأزمة أثرت بشكل مباشر على الواقع الذي نعيش والفنان بطبيعته مرآة لهذا الواقع ومن الطبيعي أن يحمل عمله الفني شحنة سوداوية أشد توحدا مع مناخ الحرب متمنيا انتهاء الأزمة لإنقاذ إرث وحضارة سورية.
وحول تفاعل التشكيل السوري مع التشكيل العالمي يقول دحدوح ..إن المشهد التشكيلي السوري مؤثر وبقوة على الساحة الفنية عالميا رغم الأزمة التي نمر بها فالمحترف السوري له بصمته ومكانته الدولية سواء من خلال أعمال الراحلين من الرعيل الأول أو من الفنانين الحاليين والشباب الذين أثبتوا جدارة منقطعة النظير فيما يخص الحداثة وما بعدها لافتا إلى وجود أعداد كبير من الشباب استطاعوا إغناء المشهد التشكيلي المعاصر بأعمال ترقى للعالمية دون أدنى شك.
ويشير دحدوح إلى أن السوق الفنية داخل سورية تراجعت إلى حد كبير لأسباب عديدة أهمها إغلاق الصالات والعامل الاقتصادي وبيع الأعمال الفنية السورية حاليا إلى السوق الخارجية والتي بدورها تأثرت قليلا بسبب الأزمة في سورية.
ويؤكد الدكتور دحدوح ضرورة أن تشارك كل المؤسسات الرسمية الفنية وغير الفنية إلى جانب صالات العرض في تنشيط العمل الإبداعي ولاسيما أن الدخل الوحيد للفنان هو من خلال تسويق عمله الفني موجها النداء إلى جميع المؤسسات والقطاعات الاقتصادية الوطنية ان تتعاضد في تنشيط الحركة الفنية ودعمها كي لا نهدر جانبا مهما من إرثنا الحضاري.
ويرى دحدوح أن التواجد الكثيف للفنانين التشكيليين السوريين في الخارج والعرض المستمر سيفرض على المشاهد الآخر في تلك البلدان دافعا ومحرضا على معرفة ثقافة هذا الشعب وهويته مبينا أننا شعب مؤثر في أي مكان نتواجد فيه لما نملك من عراقة في جميع النواحي الثقافية والحضارية على تنوعها.
ويختم دحدوح حديثه بالتعبير عن تفاؤله بمستقبل سورية في كافة المجالات ويقول..أنا دائما متفائل ولاسيما أن بلدنا ولادة بالطاقات المنتجة في كل المجالات وهذا الشعب استطاع أن يتلقى الصدمة ويتعايش مع هذه الازمة رغم كل الظروف المؤلمة والقاسية التي يمر بها ومازال متوحدا وموجودا في كل القطاعات.
والفنان فؤاد دحدوح من مواليد دمشق عام 1956 تخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم النحت عام 1981 ونال دبلوم المدرسة الوطنية العليا في فرنسا عام 1984 وماجستير المدرسة الوطنية العليا في بولونيا عام 1987 ودكتوراه في مجال الميدالية قسم العلوم الإنسانية في بولونيا عام 1993 وهو عضو اتحاد الفنانين
التشكيليين السوريين ومدرس في كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم النحت وله معارض فردية وجماعية عديدة داخل سورية وخارجها وأعماله مقتناة في وزارة الثقافة والمتحف الوطني ومتحف تدمر وضمن مجموعات خاصة في أنحاء العالم.
محمد سمير طحان