"حيان حسن"... الشعر المحكي والمخزون
نورس علي
طرطوس
كتب االشاعر "حيان حسن" الشعر المحكي في ديوانين، حمل في أحدهما عبرة لظروف عاشها، وفي الآخر تغنى فيه بالفناء، فاحترف العامية رغم أنه عاش ببيئة كان والده فيها سيداً من أسياد الشعر العمودي.
مدونة وطن eSyria التقت الشاعر وأجرت معه الحوار التالي:
ديوانه حكي متل الشعر"
** كانت قصيدة نثرية بعنوان "كلمات شرسة" أرسلتها لمجلة لبنانية اسمها "الأسبوع العربي" ونشروها في حينها في زاوية المواهب أظن، وهي أول قصيدة ألقيتها من كتاباتي في معسكر طلابي بمدينة "الطبقة" وكنت حينها في المرحلة الثانوية، وكنت يومها متأثراً جداً بكتابات شعراء الأرض المحتلة.
ديوانه "ضحك وبكي"
** في أول لقاء مع الجمهور القيت قصيدة بالنيابة عن والدي وأذكر أني حفظت القصيدة غيباً كي لا ترتجف الورقة بيدي، ومن يومها زالت من دواخلي مشاعر الخوف من الميكروفون حيث كنت طالباً في الأول الثانوي، فتشجعت من ذلك اليوم وصار هاجسي قراءة الشعر في الإذاعة المدرسية أيام الدراسة.
مع الفنا "صباح فخري"
** كتبت هذا في مقدمة ديواني "ضحك وبكي" بسبب تعلقي بظاهرة الرحابنة زمن العطاء الجميل، وبحكم علاقتي المميزة في السبعينيات مع كل فناني المحافظة، فكانوا محرضين حقيقيين للكتابة حيث تطورت اهتماماتي وبدأت أكتب لإذاعة دمشق بتشجيع من المرحوم "منير الأحمد" فغنى ولحن من كلماتي كبار الملحنين في "سورية" حينها. وأحب أن أضيف أن للشعر الغنائي إيقاع حسي منظوم جماله في الاحتيال على مفرداته القليلة. وقد كانت تجربتي متميزة في محافظة "طرطوس" في السبعينيات بهذا الشعر، وتألقت بعمل أذكره تماماً صار تراثاً ساحلياً جميلاً في ذاكرة الكثيرين، وهو "أوبريت البحارة" ألحان الصديق الفنان الكبير "صفوان بهلوان"، وبقيت تعرض على مسارح القطر لسنوات عديدة من خلال المهرجانات الرسمية، إضافة لمجموعة نصوص موجودة في أرشيف "إذاعة دمشق".
** كلمة "قيصر" وصفتني بها إحدى الصديقات المعجبات بما أكتب، وكنا نتواصل في أحد المنتديات قبل أن نعرف عالم "الفيس بوك"، وكان لي في هذا المنتدى حضور وتشجيع منقطع النظير، ورغم أني لم أكن أرغب بهذا اللقب إلا أنهم سموني في حينها "قيصر العروبة" والعروبة هو اسم المنتدى الذي كنا نتواصل فيه، وهكذا خلال سنوات مازال الكثير من الأصدقاء الذين كانوا معنا يلقبونني بهذا اللقب سواء في "الفيس بوك" أو في منتديات أخرى.
** هي توضح نفسها، فالقصيدة تنسكب من دواخلي وكثيراً لا أعود لمراجعتها إلا لخطأ مطبعي أو لتغيير صياغة ما.
** لا يوجد لي بصمة مميزة في قصيدة النثر حتى الآن، بسبب انشغالي بالمحكي رغم الكم من النصوص التي لم أنشر إلا بعضها، ولكني بدأت أجد ذاتي فيها أكثر من المحكي.
** "ضحك وبكي" بالأصل عنوان قصيدة اخترتها عنواناً لديواني الأول، والقصيدة مهداة لابنتي "حور" كما ذكرت بالديوان، و"حور" هي المصابة بالشلل الدماغي نتيجة اختناقها بالولادة، فهي لم تلفظ أي كلمة حتى اليوم، وإنما فقط تضحك وأحياناً تبكي وعلينا أن نفهم.
** هي أكثر نضجاً من المجموعة الأولى، كتبت فيها المحكي بطريقة الشعر المنثور دون النظر إلى أنها ستغنى أو تلحن، أي لم أكتبها للتلحين كمعظم كتاباتي في البدايات، فمعظمها غنائي للغناء، وتم تلحين وغناء معظمها في حينه.
** هذا تطور طبيعي وربما كان السبب في عودتي للكتابة منذ خمس سنوات بعد هجر دام سنوات، أيضاً إنه عالم جميل وفيه مناخات أجمل.
** بالتأكيد لا، ولا بديل من الكتب المطبوعة، ولكن لكل شيء خصوصيته.
من نصوصه النثرية نص بعنوان "على تلك الطاولة" يقول فيه:
على تلك الطاولة
رسمت وجعي بلوحة ضاحكة
يكفيني بكاء
ما عادت عيون القصائد تتسع
لبكائي
على تلك الطاولة
ترهلت أفكاري
قبل أن تشيب
على تلك الطاولة
تركت بصمتي الوحيدة
كغربتي
ولونت وجعي بأغنية الرحيل.
الأستاذ "علم الدين عبد اللطيف" أشار إلى أن الشاعر "حيان حسن" يكتب الشعر الزجلي المحكي بطريقة متطورة، وهو يملك تجربة رائعة وطويلة، وله مخزون أدبي وفكري مستقى من رجل الأدب والده الشاعر الكبير "أحمد علي حسن"، وهو ما كان دافعاً لتطوير مداركه الشعرية وتوظيفها في نمط شعري أتقنه وتفنن بصوره وتراكيبه الواقعية والذهنية.
يشار إلى أن الشاعر "حيان أحمد حسن" من مواليد عام 1953 قرية "الملاجة".
نورس علي
طرطوس
كتب االشاعر "حيان حسن" الشعر المحكي في ديوانين، حمل في أحدهما عبرة لظروف عاشها، وفي الآخر تغنى فيه بالفناء، فاحترف العامية رغم أنه عاش ببيئة كان والده فيها سيداً من أسياد الشعر العمودي.
مدونة وطن eSyria التقت الشاعر وأجرت معه الحوار التالي:
- حدثنا عن البداية الشعرية بإيجاز؟
ديوانه حكي متل الشعر"
** كانت قصيدة نثرية بعنوان "كلمات شرسة" أرسلتها لمجلة لبنانية اسمها "الأسبوع العربي" ونشروها في حينها في زاوية المواهب أظن، وهي أول قصيدة ألقيتها من كتاباتي في معسكر طلابي بمدينة "الطبقة" وكنت حينها في المرحلة الثانوية، وكنت يومها متأثراً جداً بكتابات شعراء الأرض المحتلة.
- كيف تصف الآن تجربتك الأولى في لقاء الجمهور؟
ديوانه "ضحك وبكي"
** في أول لقاء مع الجمهور القيت قصيدة بالنيابة عن والدي وأذكر أني حفظت القصيدة غيباً كي لا ترتجف الورقة بيدي، ومن يومها زالت من دواخلي مشاعر الخوف من الميكروفون حيث كنت طالباً في الأول الثانوي، فتشجعت من ذلك اليوم وصار هاجسي قراءة الشعر في الإذاعة المدرسية أيام الدراسة.
- كتبت الشعر المحكي وأبدعت فيه، فلماذا هو دون غيره؟
مع الفنا "صباح فخري"
** كتبت هذا في مقدمة ديواني "ضحك وبكي" بسبب تعلقي بظاهرة الرحابنة زمن العطاء الجميل، وبحكم علاقتي المميزة في السبعينيات مع كل فناني المحافظة، فكانوا محرضين حقيقيين للكتابة حيث تطورت اهتماماتي وبدأت أكتب لإذاعة دمشق بتشجيع من المرحوم "منير الأحمد" فغنى ولحن من كلماتي كبار الملحنين في "سورية" حينها. وأحب أن أضيف أن للشعر الغنائي إيقاع حسي منظوم جماله في الاحتيال على مفرداته القليلة. وقد كانت تجربتي متميزة في محافظة "طرطوس" في السبعينيات بهذا الشعر، وتألقت بعمل أذكره تماماً صار تراثاً ساحلياً جميلاً في ذاكرة الكثيرين، وهو "أوبريت البحارة" ألحان الصديق الفنان الكبير "صفوان بهلوان"، وبقيت تعرض على مسارح القطر لسنوات عديدة من خلال المهرجانات الرسمية، إضافة لمجموعة نصوص موجودة في أرشيف "إذاعة دمشق".
- عرفت بالقيصر، فمن أين أتت هذه التسمية؟
** كلمة "قيصر" وصفتني بها إحدى الصديقات المعجبات بما أكتب، وكنا نتواصل في أحد المنتديات قبل أن نعرف عالم "الفيس بوك"، وكان لي في هذا المنتدى حضور وتشجيع منقطع النظير، ورغم أني لم أكن أرغب بهذا اللقب إلا أنهم سموني في حينها "قيصر العروبة" والعروبة هو اسم المنتدى الذي كنا نتواصل فيه، وهكذا خلال سنوات مازال الكثير من الأصدقاء الذين كانوا معنا يلقبونني بهذا اللقب سواء في "الفيس بوك" أو في منتديات أخرى.
- كيف تعمل على توضيح الرؤية الفنية في القصيدة؟
** هي توضح نفسها، فالقصيدة تنسكب من دواخلي وكثيراً لا أعود لمراجعتها إلا لخطأ مطبعي أو لتغيير صياغة ما.
- أين شعرك من إشكالية الشعر النثري المعروفة؟
** لا يوجد لي بصمة مميزة في قصيدة النثر حتى الآن، بسبب انشغالي بالمحكي رغم الكم من النصوص التي لم أنشر إلا بعضها، ولكني بدأت أجد ذاتي فيها أكثر من المحكي.
- "ضحك وبكي"، عنوان يحمل التضاد، فهل المضمون كذلك، وما الهدف، هل هو الجذب؟
** "ضحك وبكي" بالأصل عنوان قصيدة اخترتها عنواناً لديواني الأول، والقصيدة مهداة لابنتي "حور" كما ذكرت بالديوان، و"حور" هي المصابة بالشلل الدماغي نتيجة اختناقها بالولادة، فهي لم تلفظ أي كلمة حتى اليوم، وإنما فقط تضحك وأحياناً تبكي وعلينا أن نفهم.
- "حكي متل الشعر"، المجموعة الثانية لك، ماذا تحدثنا عن جملها ومفرداتها؟
** هي أكثر نضجاً من المجموعة الأولى، كتبت فيها المحكي بطريقة الشعر المنثور دون النظر إلى أنها ستغنى أو تلحن، أي لم أكتبها للتلحين كمعظم كتاباتي في البدايات، فمعظمها غنائي للغناء، وتم تلحين وغناء معظمها في حينه.
- لك نشاطك المميز عبر الشبكة العنكبوتية، فكيف ترى هذا التطور في طرق التواصل مع المتلقي؟
** هذا تطور طبيعي وربما كان السبب في عودتي للكتابة منذ خمس سنوات بعد هجر دام سنوات، أيضاً إنه عالم جميل وفيه مناخات أجمل.
- صفحات التواصل الاجتماعي خير وسيلة للنشر، فهل يمكن للشاعر أن يستعيض بها عن دور النشر مستقبلاً؟
** بالتأكيد لا، ولا بديل من الكتب المطبوعة، ولكن لكل شيء خصوصيته.
من نصوصه النثرية نص بعنوان "على تلك الطاولة" يقول فيه:
على تلك الطاولة
رسمت وجعي بلوحة ضاحكة
يكفيني بكاء
ما عادت عيون القصائد تتسع
لبكائي
على تلك الطاولة
ترهلت أفكاري
قبل أن تشيب
على تلك الطاولة
تركت بصمتي الوحيدة
كغربتي
ولونت وجعي بأغنية الرحيل.
الأستاذ "علم الدين عبد اللطيف" أشار إلى أن الشاعر "حيان حسن" يكتب الشعر الزجلي المحكي بطريقة متطورة، وهو يملك تجربة رائعة وطويلة، وله مخزون أدبي وفكري مستقى من رجل الأدب والده الشاعر الكبير "أحمد علي حسن"، وهو ما كان دافعاً لتطوير مداركه الشعرية وتوظيفها في نمط شعري أتقنه وتفنن بصوره وتراكيبه الواقعية والذهنية.
يشار إلى أن الشاعر "حيان أحمد حسن" من مواليد عام 1953 قرية "الملاجة".