كل الشكر دكتور حسان فائز السراج استاذي الفنان الفاضل.
بعونه تعالى .. سيتم اليوم نثر زهور وردية من صفحات كتابي ..
(تاريخ العمارة الإسلامية في حماه) .. بقلم الدكتور حسان فائز السراج ..
راجياً من الله التوفيق والسداد ..
نتابع معكم أثر حي الكيلانية في أعمال الفنانين التشكيليين ...
ونتطرق اليوم في حلقتنا هذه على فناناً جميلاً متألقاً في أعماله وفنه، وشغوفاً بحبه لوطنه، ويحمل في روحه حب بلده التي ترعرع فيها،وطبع في أحاسيسه عشق الوطن والطبيعة، وتراث بلده الجميل في لوحاته المتألقة، التي فاحت أعذوبتها في حنايا وطنه وخارجها ..
إنه الفنان الخلوق الأستاذ المهندس أديب خليل .. كتب بقلمه
ولدت في مدينة حماه عام 1960 في مخيم العائدين الواقع على الضفة اليمنى لتهر العاصي المحاط بالبساتين الجميلة وبصوت النواعير والعصافير التي تصدح دوماً هنا في بيوت صغيرة متلاصقة متراكبة تضيق بهموم ساكنيها وكثرة عيالهم وقلة مواردهم أزقة ضيقة تعج بالأطفال والجالسون والمارة والباعة … الكل يجمعهم هم واحد ينزف دوماً مع كل شهيد وأسير ودمار في وطنهم الأم كنت دوماً أجوب الطرقات أبحث في المخيم … أتأمل … أخزن الصور … أتألم وأهرب إلى البساتين وإلى طبيعة هذه المدينة الساحرة منبت الشعراء والفنانين المبدعين.
وعن الطابع الذي غلب على لوحاته، قال: «لوحاتي كانت تحت تأثير وإلهام جمال الطبيعة في مدينتي "حماة"، حيث نهر "العاصي" والبساتين حوله والنواعير، إضافة إلى وجود عدة مواقع أثرية من الحضارات السابقة جعلتني محباً للفن والجمال، وبرأيي إن الفنان الناجح لا ينفصل عن بيئته؛ فكل مرحلة من حياته تفرض حالة شعورية، وأخرى لا شعورية معينة تنعكس على أعماله، ويمكن ملاحظتها مباشرة بعين الناظر، فأغلب رسوماتي تعبّر عن الواقع والبيئة الطبيعية تكبير الصورةمن أعماله التشكيليةالتي نشأت فيها، إضافة إلى الأساطير والحضارات التي مرت على مجتمعنا، فقد رسمت الإرث الحضاري والزخرفة الإسلامية والمنمنمات، وفن التطريز الفلسطيني كان مصدر إلهام لي لتقديم لوحة معاصرة من بوابة التراث.
فالفنان التشكيلي السوري / الفلسطيني:أديب خليل. Adib Khalil * مواليد حماه 1960 *خريج كلية الهندسة الزراعية بحلب 1986م *عمل عقب تخرجه في حقل دراسته مهندساً زراعياً، دفعته موهبته الفطرية لدراسة فنون التصوير دراسة خاصة مكنته من صقل مواهبه والمشاركة الدائمة في معارض اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين بسورية منذ عام 1987م. *خريج معهد الثقافة الشعبية قسم الخط العربي 1990م *عضو اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين عام 1988 *عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في القطر العربي السوري *بدأ "أديب خليل" تجربته مع بداية الثمانينيات من القرن الماضي بإنتاج الملصق السياسي الذي أخذ حيزاً كبيراً من اهتمامه *حائز على الجائزة الأولى لمسابقة يوم القدس العالمي - إيران – عام 2002م - تصوير زيتي *حائز على الجائزة الثالثة جائزة الأمام الخميني للإبداع و الفنون 2004م - تصوير زيتي *حائز على الجائزة الثانية لمسابقة المقاومة الإسلامية اللبنانية 2006 – تصوير زيتي *جائزة ماجد أبو شرار للإبداع و الثقافة 1999 – تصوير زيتي *جائزة مؤسسة عيبال في الذكرى العشرين لاستشهاد غسان كنفاني 1992 *جائزة مجلة الحرية 1984م. فيقول عنه الدكتور حازم السعيدي ’’له كل الإحترام والتقدير (فنتازيا الوجود السردي) وقراءة في لوحات الفنان أديب خليل بقلم تضطلع لوحات الفنان (أديب خليل ) بالسرد التشكيلي بوصفه استراتيجية فنية ومهارة في صناعة المحتوى فضلاً عن توصيل المعنى بمؤولات المتلقي، والتي يستخدمها الفنان في ترتيب جزئيات الموضوع وثيماته بشكل غير منظم في التوزيع، وكأنه يناثرها بعد ان خطط لها بقصدية عالية وبمبالغة عالية ليس على مستوى الخط وحده وإنما اللون أيضا ،وهي تختلف تماماعن أي سرد قصصي في تتابعه، وبالتالي تمتلك تلك السردية أهدافاً ونتائج لا بد من تحقيقها ،تمحورت في أغلب لوحاته تحت مسميات واقعية أظهرها ملياً في غاية تأثيرية تعزز ارتباط الشكل بمحيطه ،وهو ماتحتاجه اللوحة الفنية أو الفن، ويهدف إلى ترسيخ المفاهيم المجردة "الرموز" وتبسيطها ، ومن خلال تلك الثيمات في جوانب اللوحة فانها شاءت أن تحرك العقل وتثير الاحاسيس بل وتؤثر في التحفيز حيث هي تعمل في جوانب منها التثقيف الفني ،
ومن بين ثنايا ذكرياته ، رد الجميل لأساتذته الأفاضل في مركز سهيل أحدب بعبارات صادقة لأصحاب الشأن في صقل مواهبه الفذة ، والتي تحن دائماً إلى الذكريات الجميلة والخالدة في ذاكرته، ومن بينهم ذكرياتي معه عندما كنت أدرس في المركز، حيث يكرمني بقوله: ((كنت أستاذنا في مركز سهيل الأحدب للفنون، وكنت تعاملنا بروح الأخوة والصداقه، وليس مجرد أستاذ لنا كنا نحبك جميعاً ،و هذا الحب انعكس إلى مزيد من عشق الجمال، و حب حماه ،وحب الوطن والإنسان والإنسانية والسلام ، شكل حافزا لإبداع اللوحة)).
ونعيش مع فناناً جميلاً وأنيقاً بخلقه وأخلاقه الذي داعب الطبيعة بريشته الجميلة وبسحر ألوانه المخملية، إنه الفنان محمد نور رشواني ،فهو من مواليد "حماة" /1967/ م في حي "البياض"، ظهرت موهبته مبكراً، إذ كان يهتم برسومات العلوم الطبيعية بشكل عفوي، وأبدع في بعض الأشغال اليدوية، حيث يقول: «أذكر أننا صنعنا في إحدى المرات بركاناً وأعجب فيه أستاذنا، كما قدمت إلى معرض المدرسة لوحة مائية لأستاذ الفنون الذي لم يصدق أنني أنا من رسمها».
وفي المرحلة الإعدادية انتبهت العائلة وخاصة والدته إلى انشغاله بالرسم في أغلب أوقاته، فقامت باستضافة إحدى قريباته التي لها إطلاع فنّي إلى حدّ ما، فرسمت أمامه موضوعاً بالألوان الزيتية، فعاد ورسم نفس الموضوع، وكانت هذه المرة الأولى التي يتعرف فيها إلى إمكانيات هذا اللون، يقول: «من وقتها لم أستطع مفارقة الألوان الزيتية، محاولاً في كل مرّة اكتشاف القدرات الغريبة التي تصنعها هذه الألوان، كنت أضع على اللوحة ضربة ريشة على اللوحة وأراقبها، أدرسها، وأستمتع بجماليتها».
انتسب إلى مركز "سهيل الأحدب" للفنون التشكيلية وظل فيه حوالي /4/ سنوات لاكتساب المعرفة والخبرات من خلال أستاذه "فايز عبد المولى"، والأستاذ "بديع العوير"، وبعد التخرج بدأ يرسم في المنزل، حتى استطاع تجهيز مرسماً في دار الفنانين التشكيليين، شارك في أغلب المعارض الجماعية في مدينة "حماة"، واتجه بعدها للرسم بشكل حرّ ومحترف، لقدانتسب لعضوية اتحاد الفنانين التشكيليين بصفة متمرن وشارك في العديد من المعارض الجماعية التي أقامها اتحاد الفنانين التشكيليين قبل أن يحصل على عضوية عاملة بعد سنتين، حين قدم للنقابة مجموعة أعمال نالت رضاهم.
يقول الفنان "رشواني": «لا توجد مدرسة محددة يمكن أن استقي منها أعمالي، قد تجتمع أكثر من مدرسة في عمل واحد، الفنان عموماً يجب أن يكون خارج هذه الأطر والمحددات وخارج أسلوبية المدارس، أنا أنتمي لكل جديد في مجال الرسم والفن».
أما عن رؤيته للفن فيقول: «الفن التشكيلي يعزز كثيراً من الحقائق وله دور في صقل الذائقة العامة، ويلعب دوراً اجتماعياً بكل الأحداث التي تجري في العالم، بدون أن يكون العمل مباشراً وإعلانياً، الفنان ليس معزولاً عن العالم هو جزء من العالم وإلى العالم، ويتفاعل ضمن جزئياته وتكون مخرجاته هي إبداعاته، أعمال الفنان التشكيلي هي إحدى العيون التي تشكل رؤيا جديدة لهذا العالم».
ونتابع أيضاً في ذلك المشوار ،مع فنان رائع ومبدع، إنه الفنان الأستاذ عزام فران ،الذي جعل من فنه وريشته لمسات سحرية جذابة ، وعاشت معه في خلجاته بأساليب جميلة، أعطىت للطبيعة سحرها وجمالها بانطباعات رائعة ، بريشته الآخاذة وأوانه الساحرة ..
"عزام فرّان" ، درس في عثمان الحوراني..
- هو من مواليد مدينة "حماة" في العام 1971
- خريج مركز "سهيل الأحدب" للفنون التشكيلية
- عضو اتحاد الفنانين التشكيليين.
- شارك في العديد من المعارض المحلية على مستوى القطر.
ويقول عن نفسه أنه (( إنسان مرهف الإحساس عاطفي، ويجب أن يكون صاحب قضية ورسالة، يدافع عن المظلوم، ويناصر الضعيف، أو يطرح بعض القضايا من واقعه الإجتماعي وأستطيع القول أن الفنان التشكيلي هو "داعية للسلام"، فهو يعرف جيداً كيف يجب أن تكون عليه الصورة الجميلة للحياة، بحسه المرهف، وعقليته التي ما يزال يقحمها في كل الزوايا)).، ويقول : يمكن معرفة ذلك من خلال سبرٍ معلوماتيّ يطبق على المتلقي، لذلك فإنني أتابع أعمالي بعين المشاهد لا المنتج لهذه المادة الفنية، فتعتريني عفوية طفل يعبث أمام المرآة، كذلك هي اللوحة مرآة أراها كأني ما زلت طفلاً، فأجمل لحظة يعيشها الفنان ساعة يتابع في أعين الناس سر نجاحه، فأنا أرسم منذ نعومة أظفاري، وصقلت موهبتي في مركز "سهيل الأحدب" للفنون التشكيلية على يد أعظم فنان برأيي الشخصي، هو الأستاذ "بديع عوير"... فعندما أجلس وحيداً أنا وصديقتي (اللوحة) أكلمها وتكلمني، أكلمها بلغة اللمس، فترد عليّ بلغة اللون، وأكتمها أسراري لأنها الصديق الوحيد .. فالنواعير موجودة في لوحات كل فناني "حماة"، فيقول أيضاً:
ليس للفنان وطن يكبله بأعرافه والتي ربما لن تواتيه، له وطن أو مكان محدد يثبت انتماءه، فالكون كله وطن له، بشرقه وغربه، شماله وجنوبه، و"الناعورة" هي أم لكل فنان، وليس الحموي بالضرورة، فعندما يراها لا يستطيع إلا أن يرسمها ففيها جاذبية خاصة، لهذا لا عجب إن رأيت في رصيد كل فنان حموي عدداً كبيراً من اللوحات التي تتحدث عن الناعورة، أو أنها حارس في كل لوحة لتكون شاهدة على الزمن الذي رسمت فيه، ويتحدث عن المدارس الفنية التي نهجها.. ولعت بمختلف مدارس وأساليب الرسم إلى أن أدركت أن على الفنان أن يبحث عن الهدف الذي يضعه نصب عينيه في لحظة وقوفه أمام اللوحة وهناك عليه أن يختار ما يحلو له من وسائل لتحقيق هدفه، فقد جربت كل ما يمكن أن يقودني إلى تكوين شخصيتي الفنية، ومتى وجدت نفسي في أسلوب ارتحت له وجدت نفسي داخل هذا النوع من المدارس، رغم أني لا أجد في التسميات ما يبرر أن يكون ما أقدمه هو فنّ أم لا بغض النظر عن التسميات النقدية التي ظهرت لاحقة للفن
بعونه تعالى .. سيتم اليوم نثر زهور وردية من صفحات كتابي ..
(تاريخ العمارة الإسلامية في حماه) .. بقلم الدكتور حسان فائز السراج ..
راجياً من الله التوفيق والسداد ..
نتابع معكم أثر حي الكيلانية في أعمال الفنانين التشكيليين ...
ونتطرق اليوم في حلقتنا هذه على فناناً جميلاً متألقاً في أعماله وفنه، وشغوفاً بحبه لوطنه، ويحمل في روحه حب بلده التي ترعرع فيها،وطبع في أحاسيسه عشق الوطن والطبيعة، وتراث بلده الجميل في لوحاته المتألقة، التي فاحت أعذوبتها في حنايا وطنه وخارجها ..
إنه الفنان الخلوق الأستاذ المهندس أديب خليل .. كتب بقلمه
ولدت في مدينة حماه عام 1960 في مخيم العائدين الواقع على الضفة اليمنى لتهر العاصي المحاط بالبساتين الجميلة وبصوت النواعير والعصافير التي تصدح دوماً هنا في بيوت صغيرة متلاصقة متراكبة تضيق بهموم ساكنيها وكثرة عيالهم وقلة مواردهم أزقة ضيقة تعج بالأطفال والجالسون والمارة والباعة … الكل يجمعهم هم واحد ينزف دوماً مع كل شهيد وأسير ودمار في وطنهم الأم كنت دوماً أجوب الطرقات أبحث في المخيم … أتأمل … أخزن الصور … أتألم وأهرب إلى البساتين وإلى طبيعة هذه المدينة الساحرة منبت الشعراء والفنانين المبدعين.
وعن الطابع الذي غلب على لوحاته، قال: «لوحاتي كانت تحت تأثير وإلهام جمال الطبيعة في مدينتي "حماة"، حيث نهر "العاصي" والبساتين حوله والنواعير، إضافة إلى وجود عدة مواقع أثرية من الحضارات السابقة جعلتني محباً للفن والجمال، وبرأيي إن الفنان الناجح لا ينفصل عن بيئته؛ فكل مرحلة من حياته تفرض حالة شعورية، وأخرى لا شعورية معينة تنعكس على أعماله، ويمكن ملاحظتها مباشرة بعين الناظر، فأغلب رسوماتي تعبّر عن الواقع والبيئة الطبيعية تكبير الصورةمن أعماله التشكيليةالتي نشأت فيها، إضافة إلى الأساطير والحضارات التي مرت على مجتمعنا، فقد رسمت الإرث الحضاري والزخرفة الإسلامية والمنمنمات، وفن التطريز الفلسطيني كان مصدر إلهام لي لتقديم لوحة معاصرة من بوابة التراث.
فالفنان التشكيلي السوري / الفلسطيني:أديب خليل. Adib Khalil * مواليد حماه 1960 *خريج كلية الهندسة الزراعية بحلب 1986م *عمل عقب تخرجه في حقل دراسته مهندساً زراعياً، دفعته موهبته الفطرية لدراسة فنون التصوير دراسة خاصة مكنته من صقل مواهبه والمشاركة الدائمة في معارض اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين بسورية منذ عام 1987م. *خريج معهد الثقافة الشعبية قسم الخط العربي 1990م *عضو اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين عام 1988 *عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في القطر العربي السوري *بدأ "أديب خليل" تجربته مع بداية الثمانينيات من القرن الماضي بإنتاج الملصق السياسي الذي أخذ حيزاً كبيراً من اهتمامه *حائز على الجائزة الأولى لمسابقة يوم القدس العالمي - إيران – عام 2002م - تصوير زيتي *حائز على الجائزة الثالثة جائزة الأمام الخميني للإبداع و الفنون 2004م - تصوير زيتي *حائز على الجائزة الثانية لمسابقة المقاومة الإسلامية اللبنانية 2006 – تصوير زيتي *جائزة ماجد أبو شرار للإبداع و الثقافة 1999 – تصوير زيتي *جائزة مؤسسة عيبال في الذكرى العشرين لاستشهاد غسان كنفاني 1992 *جائزة مجلة الحرية 1984م. فيقول عنه الدكتور حازم السعيدي ’’له كل الإحترام والتقدير (فنتازيا الوجود السردي) وقراءة في لوحات الفنان أديب خليل بقلم تضطلع لوحات الفنان (أديب خليل ) بالسرد التشكيلي بوصفه استراتيجية فنية ومهارة في صناعة المحتوى فضلاً عن توصيل المعنى بمؤولات المتلقي، والتي يستخدمها الفنان في ترتيب جزئيات الموضوع وثيماته بشكل غير منظم في التوزيع، وكأنه يناثرها بعد ان خطط لها بقصدية عالية وبمبالغة عالية ليس على مستوى الخط وحده وإنما اللون أيضا ،وهي تختلف تماماعن أي سرد قصصي في تتابعه، وبالتالي تمتلك تلك السردية أهدافاً ونتائج لا بد من تحقيقها ،تمحورت في أغلب لوحاته تحت مسميات واقعية أظهرها ملياً في غاية تأثيرية تعزز ارتباط الشكل بمحيطه ،وهو ماتحتاجه اللوحة الفنية أو الفن، ويهدف إلى ترسيخ المفاهيم المجردة "الرموز" وتبسيطها ، ومن خلال تلك الثيمات في جوانب اللوحة فانها شاءت أن تحرك العقل وتثير الاحاسيس بل وتؤثر في التحفيز حيث هي تعمل في جوانب منها التثقيف الفني ،
ومن بين ثنايا ذكرياته ، رد الجميل لأساتذته الأفاضل في مركز سهيل أحدب بعبارات صادقة لأصحاب الشأن في صقل مواهبه الفذة ، والتي تحن دائماً إلى الذكريات الجميلة والخالدة في ذاكرته، ومن بينهم ذكرياتي معه عندما كنت أدرس في المركز، حيث يكرمني بقوله: ((كنت أستاذنا في مركز سهيل الأحدب للفنون، وكنت تعاملنا بروح الأخوة والصداقه، وليس مجرد أستاذ لنا كنا نحبك جميعاً ،و هذا الحب انعكس إلى مزيد من عشق الجمال، و حب حماه ،وحب الوطن والإنسان والإنسانية والسلام ، شكل حافزا لإبداع اللوحة)).
ونعيش مع فناناً جميلاً وأنيقاً بخلقه وأخلاقه الذي داعب الطبيعة بريشته الجميلة وبسحر ألوانه المخملية، إنه الفنان محمد نور رشواني ،فهو من مواليد "حماة" /1967/ م في حي "البياض"، ظهرت موهبته مبكراً، إذ كان يهتم برسومات العلوم الطبيعية بشكل عفوي، وأبدع في بعض الأشغال اليدوية، حيث يقول: «أذكر أننا صنعنا في إحدى المرات بركاناً وأعجب فيه أستاذنا، كما قدمت إلى معرض المدرسة لوحة مائية لأستاذ الفنون الذي لم يصدق أنني أنا من رسمها».
وفي المرحلة الإعدادية انتبهت العائلة وخاصة والدته إلى انشغاله بالرسم في أغلب أوقاته، فقامت باستضافة إحدى قريباته التي لها إطلاع فنّي إلى حدّ ما، فرسمت أمامه موضوعاً بالألوان الزيتية، فعاد ورسم نفس الموضوع، وكانت هذه المرة الأولى التي يتعرف فيها إلى إمكانيات هذا اللون، يقول: «من وقتها لم أستطع مفارقة الألوان الزيتية، محاولاً في كل مرّة اكتشاف القدرات الغريبة التي تصنعها هذه الألوان، كنت أضع على اللوحة ضربة ريشة على اللوحة وأراقبها، أدرسها، وأستمتع بجماليتها».
انتسب إلى مركز "سهيل الأحدب" للفنون التشكيلية وظل فيه حوالي /4/ سنوات لاكتساب المعرفة والخبرات من خلال أستاذه "فايز عبد المولى"، والأستاذ "بديع العوير"، وبعد التخرج بدأ يرسم في المنزل، حتى استطاع تجهيز مرسماً في دار الفنانين التشكيليين، شارك في أغلب المعارض الجماعية في مدينة "حماة"، واتجه بعدها للرسم بشكل حرّ ومحترف، لقدانتسب لعضوية اتحاد الفنانين التشكيليين بصفة متمرن وشارك في العديد من المعارض الجماعية التي أقامها اتحاد الفنانين التشكيليين قبل أن يحصل على عضوية عاملة بعد سنتين، حين قدم للنقابة مجموعة أعمال نالت رضاهم.
يقول الفنان "رشواني": «لا توجد مدرسة محددة يمكن أن استقي منها أعمالي، قد تجتمع أكثر من مدرسة في عمل واحد، الفنان عموماً يجب أن يكون خارج هذه الأطر والمحددات وخارج أسلوبية المدارس، أنا أنتمي لكل جديد في مجال الرسم والفن».
أما عن رؤيته للفن فيقول: «الفن التشكيلي يعزز كثيراً من الحقائق وله دور في صقل الذائقة العامة، ويلعب دوراً اجتماعياً بكل الأحداث التي تجري في العالم، بدون أن يكون العمل مباشراً وإعلانياً، الفنان ليس معزولاً عن العالم هو جزء من العالم وإلى العالم، ويتفاعل ضمن جزئياته وتكون مخرجاته هي إبداعاته، أعمال الفنان التشكيلي هي إحدى العيون التي تشكل رؤيا جديدة لهذا العالم».
ونتابع أيضاً في ذلك المشوار ،مع فنان رائع ومبدع، إنه الفنان الأستاذ عزام فران ،الذي جعل من فنه وريشته لمسات سحرية جذابة ، وعاشت معه في خلجاته بأساليب جميلة، أعطىت للطبيعة سحرها وجمالها بانطباعات رائعة ، بريشته الآخاذة وأوانه الساحرة ..
"عزام فرّان" ، درس في عثمان الحوراني..
- هو من مواليد مدينة "حماة" في العام 1971
- خريج مركز "سهيل الأحدب" للفنون التشكيلية
- عضو اتحاد الفنانين التشكيليين.
- شارك في العديد من المعارض المحلية على مستوى القطر.
ويقول عن نفسه أنه (( إنسان مرهف الإحساس عاطفي، ويجب أن يكون صاحب قضية ورسالة، يدافع عن المظلوم، ويناصر الضعيف، أو يطرح بعض القضايا من واقعه الإجتماعي وأستطيع القول أن الفنان التشكيلي هو "داعية للسلام"، فهو يعرف جيداً كيف يجب أن تكون عليه الصورة الجميلة للحياة، بحسه المرهف، وعقليته التي ما يزال يقحمها في كل الزوايا)).، ويقول : يمكن معرفة ذلك من خلال سبرٍ معلوماتيّ يطبق على المتلقي، لذلك فإنني أتابع أعمالي بعين المشاهد لا المنتج لهذه المادة الفنية، فتعتريني عفوية طفل يعبث أمام المرآة، كذلك هي اللوحة مرآة أراها كأني ما زلت طفلاً، فأجمل لحظة يعيشها الفنان ساعة يتابع في أعين الناس سر نجاحه، فأنا أرسم منذ نعومة أظفاري، وصقلت موهبتي في مركز "سهيل الأحدب" للفنون التشكيلية على يد أعظم فنان برأيي الشخصي، هو الأستاذ "بديع عوير"... فعندما أجلس وحيداً أنا وصديقتي (اللوحة) أكلمها وتكلمني، أكلمها بلغة اللمس، فترد عليّ بلغة اللون، وأكتمها أسراري لأنها الصديق الوحيد .. فالنواعير موجودة في لوحات كل فناني "حماة"، فيقول أيضاً:
ليس للفنان وطن يكبله بأعرافه والتي ربما لن تواتيه، له وطن أو مكان محدد يثبت انتماءه، فالكون كله وطن له، بشرقه وغربه، شماله وجنوبه، و"الناعورة" هي أم لكل فنان، وليس الحموي بالضرورة، فعندما يراها لا يستطيع إلا أن يرسمها ففيها جاذبية خاصة، لهذا لا عجب إن رأيت في رصيد كل فنان حموي عدداً كبيراً من اللوحات التي تتحدث عن الناعورة، أو أنها حارس في كل لوحة لتكون شاهدة على الزمن الذي رسمت فيه، ويتحدث عن المدارس الفنية التي نهجها.. ولعت بمختلف مدارس وأساليب الرسم إلى أن أدركت أن على الفنان أن يبحث عن الهدف الذي يضعه نصب عينيه في لحظة وقوفه أمام اللوحة وهناك عليه أن يختار ما يحلو له من وسائل لتحقيق هدفه، فقد جربت كل ما يمكن أن يقودني إلى تكوين شخصيتي الفنية، ومتى وجدت نفسي في أسلوب ارتحت له وجدت نفسي داخل هذا النوع من المدارس، رغم أني لا أجد في التسميات ما يبرر أن يكون ما أقدمه هو فنّ أم لا بغض النظر عن التسميات النقدية التي ظهرت لاحقة للفن