خردوات وأشياء عديمة النفع هو حال فن ما بعد الحداثة عند "باول صابور"

خردوات وأشياء عديمة النفع هو حال فن ما بعد الحداثة عند "باول صابور"

• لينا يوسف

اللاذقيّة
يقوم بمزاوجة المواد الطبيعية من خشب وجلد وقماش وما شابه ذلك مع مواد تركيبية صنعية كالخزف والحديد والقصدير في جسد واحد من أجل إخراج لوحات تشمل موضوعات اجتماعية وفلسفية مستخدماً تارة التجديد وأخرى الغرافيك أو البورتريه وغيرها، حيث يوجد تطور تقني في لوحاته فيعتمد الحركة والتكوين في صنعها، رحلة بحث طويلة لجمع القطع المختارة لفكرته ولوحته، قد تطول هذه الرحلة لعدة أشهر من البحث المضني عن قطعة مناسبة لإكمال اللوحة كالخردوات والأشياء عديمة النفع والتالفة في سلات المهملات، كان ذلك ما يقوم به الفنان الشاب المبدع "باول صابور" من أبناء مدينة "جبلة"، الذي يحاول أن يخلق أسلوبه الفني الخاص المنفرد في رسم وتشكيل لوحاته.

eLatakia زار الفنان "باول صابور" في مرسمه والذي يبدو عليه وكأنه ورشة تصليح مليئة بأكوام من البراغي والمسامير والعزق وقطع صغيرة وأشياء أخرى، وبدأ حديثه معنا عن حبه وشغفه لهذا الفن فقال: «منذ طفولتي كانت تشدني المجسمات والتكوينات المادية، وكثيرا ما كنت أحاول تشكيل تكوينات معينة من مختلف المواد المتاحة والطرية التي تناسب إمكاناتي الطفولية حينها كالطين والمعجون والورق وغير ذلك من المواد، ومع الزمن بدأت تلك الاهتمامات تتضج شيئاً فشيئاً وتأخذ بالتالي مسارا أكثر جدية وعقلانية، حيث بدأت بربط ما أقوم بتشكيله بمبررات منطقية هادفة ملتزمة بقضايا المجتمع كمحاولة لخلق ما هو قيّم ويخدم البيئة والمجتمع».
أما عن هذا الاتجاه الخاص في الفن التشكيلي قال: «ربما هو النزوع نحو الابتكار والابداع والتطرق لمواضيع قد تكون جديدة ومفاجئة للمجتمع، وكذلك خدمة للبيئة العالمية ومحاولة خلق حياة جديدة في عناصر مضى عليها الزمن (توالف)».


جميع مواضيعه التي يختارها في لوحاته تعبيرية إنسانية فقال: «أنتقي مواضيعي التي تتناول النقد البناء للمجتمع بالاضافة للمواضيع التي تتناول قضايا تاريخية بطريقة الترميز والتحوير».

"باول صابور" يعتبر النقد الفني ضرورياً جداً لأنه يقيّم عمل الفنان وقد يصحح مساره عند حدوث بعض الانحراف شرط أن يكون نزيها صادرا عن ناقد مشهود بخبرته وصدقه وكفايته في مجال النقد.


وتابع قائلاً: «النقد الفني يجب أن يكون خالياً من التجريح ومن أي هدف فيه مصلحة من دعاية أو غيرها».

أخبرنا الفنان "صابور" أنه حصل على عدة ثناءات وشهادات تقدير من نقاد وأدباء وفنانين، وحاز على الجائزة الأولى في المسابقة الفنية في مجال النحت الحديث للعام 2007 "بوب أرت" في سورية كما أنه شارك في العديد من المعارض الجماعية.


ولكن هل يطول بحثه عن الأشياء القديمة النفع أو الخردوات لبناء بحثه حيث قال: «أحياناً كثيرة أبحث عن ميزة معينة تكون مهمة جداً لإغناء الشكل والموضوع لدي، وهذه الميزة قد يطول البحث عنها لأنه يجب أن يكون لها صفات محددة لتصلح بالتالي لإغناء العمل الفني، وإذا لم أجد تلك الخامة المحددة الصفات قد ألجأ إلى بعض التغيير في مكونات العمل وعناصره الجزئية بحيث تغدو قادرة على استيعاب العنصر البديل لأن اللوحة "كل متكامل" وتغيير أي مواصفة جزئية سوف يتبعها بالتأكيد تغييرات كلية شاملة أو جزئية».

الفنان "باول صابور" يمتلك مشروعاً فنياً هدفه الارتقاء بالذوق العام، فلنعمل على الاحتفاظ بالخردوات والأشياء عديمة النفع ليحولها لنا الفنان "صابور" إلى مواضيع للوحات لا تخطر ببال أحد.