اللوحة الحروفية العمارة والهندسة .. تجربة التشكيلي صالح الهجر
فاطمة بن بشرى
انطلق التشكيلي السوري صالح الهجر في تنفيذ رؤية بحث بصري جديدة ومختلفة من حيث الأسلوب، ارتكزت على الهندسة والزخرف في العمارة العربية القديمة والتراثية ومدى تأثيرها في التشكل الحروفي وتوافقها مع البنية التشكيلية للعمارة وتوظيفاتها في اللوحة الحروفية المعاصرة من حيث التمازج مع الخطوط والتفاعل مع البناء وفق الابتكار المنسجم مع الهندسة والزخرف.
حيث اعتبر الهجر أن التعمّق في الهوية التشكيلية للحرف العربي يعدّ مبحثا مهما على مستوى الدقة والتفصيل البنّاء والتماثل البصري مع خصوصياتها قادر بشكل طيّع ومرن على الجمع بين الفنيات التشكيلية والجماليات التراثية والحضارية بكل تفاصيلها التركيبية بما يسهّل الابتكار ويعلي من شأن الحرف عند تماسكه مع الاتجاهات والخطوط والانحناءات على مستوى البناء وكذلك مع التفاعل المعنوي مع طبيعة الحرف المستقل عن النص والمتوافق مع بقية الحروف كمعنى مستقل بذاته البصرية.
فالحرف العربي استطاع أن يساكن اللوحة ويتماهى مع قيمها بما يتفاعل مع خصوصياته التي ارتكزت على تصوّر تماثلها مع الهندسة والعمارة التراثية التي تساكن البيئة والحضارة والتاريخ الشرقي وبالتالي تقديم تجربة جديدة لامست التراكيب المتوازنة في القراءة البصرية للحرف ومدى طواعيّته في تحمّل البناء والتشييد فقد حوّلته من حضور معنوي إلى حضور رئيسي في تركيب وبناء وهندسة اللوحة بكل جوانبها الثابتة والحيوية.
فمن خلال هذا المشروع يرتحل بنا صالح الهجر نحو التعمق في خصوصيات هذه التجربة التشكيلية مع الحرف وما يقدّمه من بحث وتطوير وتنوّع ودراسة جمالية خاصة، خلقت في تجربته التفرّد مع خصوصية الاتكاء على الحرف بشكل يلتقي مع الأمكنة والأزمنة مع اللون والتدريج الضوء والعمق من خلال الفراغ والمساحة وكذلك من حيث اكتساب المكان والتعمق فيه عن طريق الإيهام بالعمق والتسطيح والتفاعل البصري بين الألوان التدريج واختيار اللون الخاص بالحرف ولون العمق بما يثير تناغمات داخلية بين مستوى لوني وآخر.
فاللوحة الحروفية التي يشكّلها الهجر تحمل التصوّرات الزخرفية بدهشة تحاكي الهندسة الكلية التي تمتلئ مع العمل وتندمج مع الهندسة الخاصة للحرف ومع المساحة المخصّصة له في تداخلات الترتيب المفهومي في عمق اللوحة.
وهو ما يمنح المنجز تناغم إيقاعي بصري بين مساحة وأخرى تتداخل معها، بما يترك أثره الجمالي في بناء العمل وفق تفرّد وتأثير وخصوصية، فالجوانب المعاصرة التي يقدّم من خلالها الحرف لم يخرجها عن القواعد الخطية ولا عن معانيها التي تتشكّل بالتفرد والاتصال وبالتالي اللجوء للحرف كعنصر بصري محض بما يخلق توازنا بين التشكيل والخط، خاصة بتوظيف الوسائط المتاحة تقنيا، فالبعد الخطي تقمّص حضوره مع التقنيات واتسعت رؤاه للتكنيك البنيوي وتوليفاته، حتى يمنح اللوحة آفاقا جديدة وأبعادا أكثر عمقا ومساحات معمارية ذات تشكيلات مختلفة توافقت بالخصوص مع مستوى المادة والفراغ والصياغة التشكيلية التي اتسعت للأساليب الفنية المختلفة ما عكس داخلها الابتكار والتأليف ضمن البنية التصويرية للوحة الحروفية المعاصرة.
تبدو التفاصيل التي يبحث صالح الهجر ترتيبها بالتنسيق بين العمارة والزخرف مرنة ومتوافقة بين الأمكنة والأزمنة بين الدقة والعمق، حيث أن الحرف بدا رئيسيا في إتمام عملية البناء والصياغة التوليفية بين الشكل والزخرف ليتمازج مع الطبيعة والعمارة بين اللون والضوء والتدرج التكويني فيها، فالتصميم الذي يحاول أن يندمج معه يتفاعل مع تحليل تكويني وتوازن بين الرؤية البنيوية في الحرف وبين العمارة وهندستها من حيث الأبعاد، لأن التكوين الخطي يتمّ عن طريق الفكرة في التنفيذ العام للعمل الفني فبين المسموع والمقروء والبصري كان لهذه الفكرة رؤية وقراءة وصياغة وتأويل.
إن الشكل الأولي للحرف يبدأ برسم خطوط مساره من خلال الشكل العام للعمارة التي تفرض عليه مسار الهندسة التي سيكون عليها فينفلت برقة الأسلوب لإثبات مدى قوّته في اكتساب المساحة وتطويع حضوره فيها وهنا تقع الرؤى البصرية والتشكيلية في علاقة تمازج أسلوبي يفرض مقاييس معاصرة في التشكّل الداخلي للدلالات البصرية للحرف واكتساب روحانية موقّعة باللون والزخارف التي تحدّد تلك الميلوديا التي تسرد الأزمنة العابرة لأمكنة لها ذاكرة وحنين وتصوّر استشرافي للتفاعل الجمالي معها من خلال الجدران والأبواب البيوت والأزقة لتبدو في الذاكرة مألوفة في الأسلوب متجدّدة الابتكارات الحيوية التي تنساب بأريحية نحو المتلقي الذي يغوص في كثافتها وعمق توازناتها الحسية والذهنية.
فاطمة بن بشرى
انطلق التشكيلي السوري صالح الهجر في تنفيذ رؤية بحث بصري جديدة ومختلفة من حيث الأسلوب، ارتكزت على الهندسة والزخرف في العمارة العربية القديمة والتراثية ومدى تأثيرها في التشكل الحروفي وتوافقها مع البنية التشكيلية للعمارة وتوظيفاتها في اللوحة الحروفية المعاصرة من حيث التمازج مع الخطوط والتفاعل مع البناء وفق الابتكار المنسجم مع الهندسة والزخرف.
حيث اعتبر الهجر أن التعمّق في الهوية التشكيلية للحرف العربي يعدّ مبحثا مهما على مستوى الدقة والتفصيل البنّاء والتماثل البصري مع خصوصياتها قادر بشكل طيّع ومرن على الجمع بين الفنيات التشكيلية والجماليات التراثية والحضارية بكل تفاصيلها التركيبية بما يسهّل الابتكار ويعلي من شأن الحرف عند تماسكه مع الاتجاهات والخطوط والانحناءات على مستوى البناء وكذلك مع التفاعل المعنوي مع طبيعة الحرف المستقل عن النص والمتوافق مع بقية الحروف كمعنى مستقل بذاته البصرية.
فالحرف العربي استطاع أن يساكن اللوحة ويتماهى مع قيمها بما يتفاعل مع خصوصياته التي ارتكزت على تصوّر تماثلها مع الهندسة والعمارة التراثية التي تساكن البيئة والحضارة والتاريخ الشرقي وبالتالي تقديم تجربة جديدة لامست التراكيب المتوازنة في القراءة البصرية للحرف ومدى طواعيّته في تحمّل البناء والتشييد فقد حوّلته من حضور معنوي إلى حضور رئيسي في تركيب وبناء وهندسة اللوحة بكل جوانبها الثابتة والحيوية.
فمن خلال هذا المشروع يرتحل بنا صالح الهجر نحو التعمق في خصوصيات هذه التجربة التشكيلية مع الحرف وما يقدّمه من بحث وتطوير وتنوّع ودراسة جمالية خاصة، خلقت في تجربته التفرّد مع خصوصية الاتكاء على الحرف بشكل يلتقي مع الأمكنة والأزمنة مع اللون والتدريج الضوء والعمق من خلال الفراغ والمساحة وكذلك من حيث اكتساب المكان والتعمق فيه عن طريق الإيهام بالعمق والتسطيح والتفاعل البصري بين الألوان التدريج واختيار اللون الخاص بالحرف ولون العمق بما يثير تناغمات داخلية بين مستوى لوني وآخر.
فاللوحة الحروفية التي يشكّلها الهجر تحمل التصوّرات الزخرفية بدهشة تحاكي الهندسة الكلية التي تمتلئ مع العمل وتندمج مع الهندسة الخاصة للحرف ومع المساحة المخصّصة له في تداخلات الترتيب المفهومي في عمق اللوحة.
وهو ما يمنح المنجز تناغم إيقاعي بصري بين مساحة وأخرى تتداخل معها، بما يترك أثره الجمالي في بناء العمل وفق تفرّد وتأثير وخصوصية، فالجوانب المعاصرة التي يقدّم من خلالها الحرف لم يخرجها عن القواعد الخطية ولا عن معانيها التي تتشكّل بالتفرد والاتصال وبالتالي اللجوء للحرف كعنصر بصري محض بما يخلق توازنا بين التشكيل والخط، خاصة بتوظيف الوسائط المتاحة تقنيا، فالبعد الخطي تقمّص حضوره مع التقنيات واتسعت رؤاه للتكنيك البنيوي وتوليفاته، حتى يمنح اللوحة آفاقا جديدة وأبعادا أكثر عمقا ومساحات معمارية ذات تشكيلات مختلفة توافقت بالخصوص مع مستوى المادة والفراغ والصياغة التشكيلية التي اتسعت للأساليب الفنية المختلفة ما عكس داخلها الابتكار والتأليف ضمن البنية التصويرية للوحة الحروفية المعاصرة.
تبدو التفاصيل التي يبحث صالح الهجر ترتيبها بالتنسيق بين العمارة والزخرف مرنة ومتوافقة بين الأمكنة والأزمنة بين الدقة والعمق، حيث أن الحرف بدا رئيسيا في إتمام عملية البناء والصياغة التوليفية بين الشكل والزخرف ليتمازج مع الطبيعة والعمارة بين اللون والضوء والتدرج التكويني فيها، فالتصميم الذي يحاول أن يندمج معه يتفاعل مع تحليل تكويني وتوازن بين الرؤية البنيوية في الحرف وبين العمارة وهندستها من حيث الأبعاد، لأن التكوين الخطي يتمّ عن طريق الفكرة في التنفيذ العام للعمل الفني فبين المسموع والمقروء والبصري كان لهذه الفكرة رؤية وقراءة وصياغة وتأويل.
إن الشكل الأولي للحرف يبدأ برسم خطوط مساره من خلال الشكل العام للعمارة التي تفرض عليه مسار الهندسة التي سيكون عليها فينفلت برقة الأسلوب لإثبات مدى قوّته في اكتساب المساحة وتطويع حضوره فيها وهنا تقع الرؤى البصرية والتشكيلية في علاقة تمازج أسلوبي يفرض مقاييس معاصرة في التشكّل الداخلي للدلالات البصرية للحرف واكتساب روحانية موقّعة باللون والزخارف التي تحدّد تلك الميلوديا التي تسرد الأزمنة العابرة لأمكنة لها ذاكرة وحنين وتصوّر استشرافي للتفاعل الجمالي معها من خلال الجدران والأبواب البيوت والأزقة لتبدو في الذاكرة مألوفة في الأسلوب متجدّدة الابتكارات الحيوية التي تنساب بأريحية نحو المتلقي الذي يغوص في كثافتها وعمق توازناتها الحسية والذهنية.