مدينة خيبر السعودية تسعى لتقديم نفسها موقعًا سياحيّا
السعودية تدشن مركزا جديدا للزوار يسلط الضوء على تاريخ المدينة العريق.
الاثنين 2022/12/19
شموخ تاريخي
خيبر (السعودية) - تُعرف مدينة خيبر السعودية خصوصاً بالمعركة التي دارت بين جيوش المسلمين أيام النبي محمد وقبائل يهودية، لكنها تسعى اليوم إلى إعادة تقديم نفسها موقعا سياحيا جذّبا.
وتقع خيبر في واحة وسط صخور بركانية شمال المدينة المنورة. وكانت تعيش فيها قبائل يهودية هُزمت في معركة شهيرة في القرن السابع الميلادي خلال غزوة جيش النبي إبّان تمدّد الإٍسلام في شبه الجزيرة.
ولا يزال شعار “خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود” يتردد حتى اليوم في المظاهرات المعادية لإسرائيل، ما يثير استياء منظمات يهودية من بينها “رابطة مكافحة التشهير” التي ترى أنه قد يشكّل “تهديدا بالعنف المسلح”.
وفي الشهر الماضي دشنت السعودية مركزا جديدا للزوار في خيبر يسلط الضوء على تاريخ المنطقة بشكل أوسع، ويشير إلى نصوص قديمة أتت على ذكرها. وبإمكان الزوار التمتع بالأنشطة المختلفة، من بينها سلوك مسارات مشي طويلة وزيارة البراكين القريبة أو التنزه عبر الينابيع أو القيام بجولات بالمروحيات فوق المقابر القديمة.
ولا تذكر العروض المعركة الشهيرة التي دارت قبل نحو أربعة عشر قرناً.
ويأتي المشروع في إطار حملة تقوم بها المملكة التي بدأت في 2019 بإصدار تأشيرات سياحية لجذب 30 مليون سائح من الخارج سنوياً بحلول عام 2030، أحد أعمدة رؤية 2030 لولي العهد الأمير محمد بن سلمان الهادفة إلى تنويع الاقتصاد المرتهن بالنفط والانفتاح على العالم.
وتقول المرشدة السياحية إيناس الشريف إنه من المهم تسليط الضوء على تاريخ المنطقة بأكمله.وتوضح “معروف أن خيبر لها علاقة قوية بالدين”، لكن للمدينة “أيضا علاقة قوية بالتاريخ والحضارة. جُمعت كل هذه الأشياء في مكان واحد، ما يجذب الكثير من السياح”.
ويقدّر علماء الآثار أن خيبر مأهولة بالسكان منذ أكثر من 200 ألف عام، وشكلت ذات يوم محطة حيوية على طول ما عرف بـ”طريق البخور” القديم لتجارة القوافل الذي يربطها بالمدينة المنورة في الجنوب، ومدينة العلا في الشمال.
ولكن في سبعينات القرن العشرين بدأت الحكومة بدفع السكان إلى مغادرة المنشآت القديمة والانتقال إلى مبان جديدة تتوفر فيها خدمات مثل الكهرباء والصرف الصحي.
ويقول صيفي الشلالي، الذي كان في العشرينات من عمره عندما غيّرت عائلته مكان سكنها، إن التحول السياحي يشكل “نقلة نوعية وأمراً كنا ننتظره منذ وقت طويل”.