الهندسة التجريدية Geometric Abstraction .. خصوصيات التعبير ورمزيات التواصل الأسلوبي
للهندسة حضورها المُلفت في الفنون التشكيلية وبالخصوص في التجريد لما تثيره في قواعده من غموض يطغى على المفاهيم والأفكار ويٌحدّد صياغاتها، بتصوراته الحداثية وتطوراته المابعد حداثية، حيث يتخذ من تشكيلاتها رموزا وعلامات بصرية متطوّرة المقاسات والقياسات أرضخها لمنطقه المتماهي مع التجريب والحداثة والتطوير المستمر، ما مكّنها من التفاعل الفكري مع المفاهيم والقيم التعبيرية.
sonia-terk-delaunay-1885-1979
وهو ما جعلها تيارا مستفزّ القراءات والتشكيلات اعتمده الفنانون ليحدثوا رجة في عالم الفكر التعبيري التجريدي وعالمه البصري الذهني الذي اخترق منافذ جمالية بمسارات أفقية وعمودية للتواصل مع المساحة والفراغ واللون والضوء والتداخل مع مفاهيمها وضروراتها، فمكن التعبير الفني التشكيلي من خلق أساليب جديدة من عمق التجريد نفسه وذلك بالامتزاج المتكامل بينه وبين الأشكال الهندسية.
adolph-frederick-reinhardt-1913-1967
لتتحوّل العملية الابتكارية في هذا التيار إلى مسمى الهندسة التجريدية التي اعتمدت لفرض تصوّراتها وتوافقاتها الحسيّة والذهنية على التوليفات التجريدية بفرض الأشكال وابتكار العلامات وخلق توازنات بينها وبين القراءة الجمالية للرمز.
John-Pearson
إن التوافق والتداخل الهندسي والتجريدي استطاع أن يثير نوعا من الدهشة في التفاعلات المتباينة في الترتيب التعبيري كسر قواعد الرؤى المألوفة واستدرج العمل الفني نحو تواتر متوتر كثيف في انحداره نحو التداخل ومتنافر في بحثه عن اللون والخطوط والمساحات الهندسية وهو يستفز من خلالها فلسفة الفراغ بمحاولاته الافلات أبعد في تلك المساحات والتطلّع أكثر نحو الخطوط ما تفرضه بينها من الالتحام والنفور والانفصال، كمحاولات ميّزت هذا الأسلوب الذي انطلق كأول مسارات التعبير المعاصرة التي ابتكرها فنانون مثل كاندانسكي وكوبكا وماندريان، حيث اعتبروا أن لكل عنصر في الفن دلالة ولكل تكوين مفهوم ومعنى ومجاز من المساحة والخط إلى الشكل والهندسة واللون ما يتيح فرص التعبير عن أدوارها الفاعلة والمتكاملة في مسار المفهومية الجمالية التي تحدّد المقصد التحليلي من كل وظيفة.
David-Teachout
إن الهندسة التجريدية تحمل في تداخلاتها التعبيرية البصرية فلسفة تستدرج المعنى نحو الفوضى في جوانب تستلهم التشويش لتنتفض بعده في استفزاز بصري ينجذب للجمال بشكله الماورائي من حيث الصورة والخيال والمعنى في علاماته المتصادمة من خلال اللون وحدود الترتيب الداخلي في خطوطه وحيث العواطف الذهنية التي يعبّر عنها رمزيا مع كل شكل هندسي وكل تكويناته قابلة للتأويل والتفسير واستيعاب المفاهيم المنطلقة نحو الحركة التي تحمل بدورها معنى آخر يستخرج الشكل من جموده، وينطلق به أبعد من الصور المألوفة نحو احتمالاتها الشكلية.
Gerardo-Sisco
عندما يتقاسم المنجز الفني الخط واللون والضوء ليثير حركاته وتحرّكاته وجموده بين التدريج الداكن أو الفاتح حسب متطلبات الفكرة ومداها التعبيري الذي يقع على حدود الفكرة والتسريب الممنهج لتلك التحركات الداخلية وتفاعلها المنطلق أبعد في التفرّد بنشاط المساحة والفضاء سواء الذي يستدرجه نحوه اللون أو الفراغ التكويني للعناصر المتكاملة في هندسة المنجز الفني.
Richard-Ironmonger
إن التداخلات الفكرية والفهمية التي يثيرها الأسلوب الهندسي في التجريد تلقي ظلال تقييمها على الانسان والوجود الواقع والطبيعة والكون والانتماء والحالات والقلق والتذكر والانتظار والزمن في عناصر تمتلك قوالبها لتصنع حضورها في اللون من خلال الشكل الذي قد يبدو أحيانا في صياغاته مثل قصاصات ترتيبية ملونة تختار مكانتها ومكانها لتمتلأ في الفراغ وتستوعبه.
John Thomas Axton
إن امتزاج مقامات الهندسة وجديّتها ومقاييسها وتوازناتها المنحنية والمنكسرة في فضاءه وتفاعلها مع الفن التشكيلي ومع التجريد منح التصورات الفلسفية في تعبيراتها مرونة خاصة وخصوصية مرنة حافظت على جديّتها وكانت وفيّة لتطلعاتها الاستمرارية في التعبير والتجريد وهو ما جعلها أول منافذ الفنون المعاصرة وتدرجات الاستمراريات البحثية.
Sidney-Jonas-Budnick-1921-1994
يُدخل التجريد الخط واللون والضوء مع عمق الهندسة في محاورة الفكرة بحدّة وجدلية جريئة في البحث المستفز لعمق تناقضاتها وبحثها عن منافذها التي تسعى للانعتاق من جمودها الشكلي الجاد الذي قد يفرض عليها في الكثير من الترتيبات التوظيفية الصمت الذي يفرضه التوظيف الزخرفي والشكلي فمن خلال كل شكل تكون التصورات من المثلث الذي يتوافق مع المثالية في الهندسة المتوازنة والوضوح المباشر مع الدوائر التي قد تثير الاستمرارية في الترتيب أو الفوضى من خلال ما ينتابها من اخلالات حسية وتفاعلات ذهنية.
Adnan Al Masri
فالأشكال المثلثة والرباعية والسداسية والدوائر تتعمّد أحيانا أن تتكاثف بحثا عن ذاتها ومساحتها المجتمعة في الفكرة بعيدا عن القواعد لتثبت كيانها المكتمل والمتكامل مع الألوان التي تثير الواقع والمجاز والدلالة والإيحاء الرمزي، لذلك فهي تتحرّر مع التجريد في مفاهيمها لتتدفق بنورها خارج المسطح نحو أفق آخر ولون آخر يتجانس من الداكن إلى الفاتح ومن القاتم إلى المشع حسب الدرجات التعبيرية ومقاصد البحث الجمالي في التجريد المفهومي لتغوص أعمق في تداخلات الخطوط محمّلة بالظلال والنور الذي يتدرّج مع الاشكال الدقيقة والمصفوفة والمتغيّرة عبر مراحلها التكوينية منذ البداية التي تحرّكها إلى آخر الوصف الذي يهب بدوره مفاهيمها فلسفة الحضور.
Eva-Tartaroff-Brown
للهندسة حضورها المُلفت في الفنون التشكيلية وبالخصوص في التجريد لما تثيره في قواعده من غموض يطغى على المفاهيم والأفكار ويٌحدّد صياغاتها، بتصوراته الحداثية وتطوراته المابعد حداثية، حيث يتخذ من تشكيلاتها رموزا وعلامات بصرية متطوّرة المقاسات والقياسات أرضخها لمنطقه المتماهي مع التجريب والحداثة والتطوير المستمر، ما مكّنها من التفاعل الفكري مع المفاهيم والقيم التعبيرية.
sonia-terk-delaunay-1885-1979
وهو ما جعلها تيارا مستفزّ القراءات والتشكيلات اعتمده الفنانون ليحدثوا رجة في عالم الفكر التعبيري التجريدي وعالمه البصري الذهني الذي اخترق منافذ جمالية بمسارات أفقية وعمودية للتواصل مع المساحة والفراغ واللون والضوء والتداخل مع مفاهيمها وضروراتها، فمكن التعبير الفني التشكيلي من خلق أساليب جديدة من عمق التجريد نفسه وذلك بالامتزاج المتكامل بينه وبين الأشكال الهندسية.
adolph-frederick-reinhardt-1913-1967
لتتحوّل العملية الابتكارية في هذا التيار إلى مسمى الهندسة التجريدية التي اعتمدت لفرض تصوّراتها وتوافقاتها الحسيّة والذهنية على التوليفات التجريدية بفرض الأشكال وابتكار العلامات وخلق توازنات بينها وبين القراءة الجمالية للرمز.
John-Pearson
إن التوافق والتداخل الهندسي والتجريدي استطاع أن يثير نوعا من الدهشة في التفاعلات المتباينة في الترتيب التعبيري كسر قواعد الرؤى المألوفة واستدرج العمل الفني نحو تواتر متوتر كثيف في انحداره نحو التداخل ومتنافر في بحثه عن اللون والخطوط والمساحات الهندسية وهو يستفز من خلالها فلسفة الفراغ بمحاولاته الافلات أبعد في تلك المساحات والتطلّع أكثر نحو الخطوط ما تفرضه بينها من الالتحام والنفور والانفصال، كمحاولات ميّزت هذا الأسلوب الذي انطلق كأول مسارات التعبير المعاصرة التي ابتكرها فنانون مثل كاندانسكي وكوبكا وماندريان، حيث اعتبروا أن لكل عنصر في الفن دلالة ولكل تكوين مفهوم ومعنى ومجاز من المساحة والخط إلى الشكل والهندسة واللون ما يتيح فرص التعبير عن أدوارها الفاعلة والمتكاملة في مسار المفهومية الجمالية التي تحدّد المقصد التحليلي من كل وظيفة.
David-Teachout
إن الهندسة التجريدية تحمل في تداخلاتها التعبيرية البصرية فلسفة تستدرج المعنى نحو الفوضى في جوانب تستلهم التشويش لتنتفض بعده في استفزاز بصري ينجذب للجمال بشكله الماورائي من حيث الصورة والخيال والمعنى في علاماته المتصادمة من خلال اللون وحدود الترتيب الداخلي في خطوطه وحيث العواطف الذهنية التي يعبّر عنها رمزيا مع كل شكل هندسي وكل تكويناته قابلة للتأويل والتفسير واستيعاب المفاهيم المنطلقة نحو الحركة التي تحمل بدورها معنى آخر يستخرج الشكل من جموده، وينطلق به أبعد من الصور المألوفة نحو احتمالاتها الشكلية.
Gerardo-Sisco
عندما يتقاسم المنجز الفني الخط واللون والضوء ليثير حركاته وتحرّكاته وجموده بين التدريج الداكن أو الفاتح حسب متطلبات الفكرة ومداها التعبيري الذي يقع على حدود الفكرة والتسريب الممنهج لتلك التحركات الداخلية وتفاعلها المنطلق أبعد في التفرّد بنشاط المساحة والفضاء سواء الذي يستدرجه نحوه اللون أو الفراغ التكويني للعناصر المتكاملة في هندسة المنجز الفني.
Richard-Ironmonger
إن التداخلات الفكرية والفهمية التي يثيرها الأسلوب الهندسي في التجريد تلقي ظلال تقييمها على الانسان والوجود الواقع والطبيعة والكون والانتماء والحالات والقلق والتذكر والانتظار والزمن في عناصر تمتلك قوالبها لتصنع حضورها في اللون من خلال الشكل الذي قد يبدو أحيانا في صياغاته مثل قصاصات ترتيبية ملونة تختار مكانتها ومكانها لتمتلأ في الفراغ وتستوعبه.
John Thomas Axton
إن امتزاج مقامات الهندسة وجديّتها ومقاييسها وتوازناتها المنحنية والمنكسرة في فضاءه وتفاعلها مع الفن التشكيلي ومع التجريد منح التصورات الفلسفية في تعبيراتها مرونة خاصة وخصوصية مرنة حافظت على جديّتها وكانت وفيّة لتطلعاتها الاستمرارية في التعبير والتجريد وهو ما جعلها أول منافذ الفنون المعاصرة وتدرجات الاستمراريات البحثية.
Sidney-Jonas-Budnick-1921-1994
يُدخل التجريد الخط واللون والضوء مع عمق الهندسة في محاورة الفكرة بحدّة وجدلية جريئة في البحث المستفز لعمق تناقضاتها وبحثها عن منافذها التي تسعى للانعتاق من جمودها الشكلي الجاد الذي قد يفرض عليها في الكثير من الترتيبات التوظيفية الصمت الذي يفرضه التوظيف الزخرفي والشكلي فمن خلال كل شكل تكون التصورات من المثلث الذي يتوافق مع المثالية في الهندسة المتوازنة والوضوح المباشر مع الدوائر التي قد تثير الاستمرارية في الترتيب أو الفوضى من خلال ما ينتابها من اخلالات حسية وتفاعلات ذهنية.
Adnan Al Masri
فالأشكال المثلثة والرباعية والسداسية والدوائر تتعمّد أحيانا أن تتكاثف بحثا عن ذاتها ومساحتها المجتمعة في الفكرة بعيدا عن القواعد لتثبت كيانها المكتمل والمتكامل مع الألوان التي تثير الواقع والمجاز والدلالة والإيحاء الرمزي، لذلك فهي تتحرّر مع التجريد في مفاهيمها لتتدفق بنورها خارج المسطح نحو أفق آخر ولون آخر يتجانس من الداكن إلى الفاتح ومن القاتم إلى المشع حسب الدرجات التعبيرية ومقاصد البحث الجمالي في التجريد المفهومي لتغوص أعمق في تداخلات الخطوط محمّلة بالظلال والنور الذي يتدرّج مع الاشكال الدقيقة والمصفوفة والمتغيّرة عبر مراحلها التكوينية منذ البداية التي تحرّكها إلى آخر الوصف الذي يهب بدوره مفاهيمها فلسفة الحضور.
Eva-Tartaroff-Brown