John Axton تجربة الأمريكي .. تجريب التجريد وابتكار المفاهيم التعبيرية
التعايش التجدّد والتجريب هي السمات التي تميّزت بها التجربة التشكيلية العميقة للأمريكي جون أكستون John Axton (1922-2009) حيث خاض تجريبها لينوّع صيغ التعبير ويركّز على مرونة التعامل الحر مع الخامة من واقعية الطبيعة الصامتة Realism still life إلى التجريد ومنه إلى التجريد التعبيري.
تفاعلت اللغة البصرية وتفتّتت العلامات من خلال أسلوبه المُتعمّق في الفراغ والموظّف للتداخلات لتعبّر عن الواقع الإنساني ومعايشاته وحضوره وليتكاثف مع مفاهيم الوجود والإنسانية المتغيّرة والتقنية التي بدورها غيّرت الفن وشكّلته في تلك الفترة الحداثية الصاخبة، بحسب توافقاتها المُختلفة بين التناقضات العامة للفكرة ونقيضها وهو ما جعله يهتم بالهندسة في تشكيل القطع وتوظيف الألوان وابتكار الحركة والانقلاب على الأشكال من طبيعتها الصامتة إلى ماورائياتها التعبيرية من خلال المجسّم والأحجام والأشكال وبالتالي صاغ من ذاته الحرّة في بحثها عن الدور الذي يعمّقه تفاوت الشكل في العناصر الحاضرة داخل اللوحة وفي تداخلاتها ليكوّن ميزته التجريبية العميقة التي دعّمت المدرسة التجريدية والتعبيرية الأمريكية بقوّة مُحفّزة أثّرت على بقية التجارب التشكيلية وجعلت من فنّه وأسلوبه نموذجا في تاريخ الفنون الحديثة في الولايات المتحدة الامريكية وفي العالم، خاصة وأنه عبر بين مرحلتين وهو يرسّخ بصمة عميقة.
فقد جسّد رؤى الطبيعة الصامتة في الحياة المتنوّعة للهندي الأمريكي من خلال عالمه وأشيائه وتراثه وهويّته فكانت أعماله استنطاقا حيّا لذلك العالم بكل خصوصياته وميزاته في الزخرف والأواني في الخزف والعلامات وكأنها لحظات موثّقة بصريا حملت دور التفاعل والحسي الأليف بين الأشياء الجامدة.
إن الخصوصية التي انطلق منها جون أوكستون فعّلت التوازن الحركي والتشكيلي بين المحمل والخامة والتقنية والتعبير والمضمون الداخلي العميق للوحة وهو ما خلق روح الابتكار التجريبي في كل أعماله بمرحلتين مختلفتي المسار انسانيتي التوافق التعبيري خاصة وأن فترة التحول التجريبي كانت في بداية الخمسينات عندما اكتسب التجريد مسارا ابتكاريا في التجربة التشكيلية الامريكية تكوّن بعده الأسلوب الذي دمجه مع التعبيرية.
منذ انطلاقته انشغل اوكستون بالطبيعة وحملته إلى عوالمها فاندمج في التجربة التي فعّلت عنده الحركة والألوان والواقعية ومنها تجربة الطبيعة الصامتة حيث تنقّل في أفكاره بفلسفته الخاصة واستلهم من هويّة الهنود حضوره وملامح الواقع والهوية من خلال كل الأشياء الخاصة من تماثيل صغيرة وأواني فخارية وخزف وأيقونات، فركّز على تجميد كل لحظة وقيادتها بحركة استدرجت عين المتلقي وتجوّلت به عبر كل ركن في اللوحة بتآلف بصري، خلق موازنة مثيرة للاهتمام في هذه التجربة الصاخبة بالدلالات والرموز الواقعية والحسية التي تفاعلت مع طبيعتها خلق التوازن التصويري والهدوء الداخلي في اللوحة تناغما بين البصريات والحسيات حسب المزاج والحالات التي تنتابه أو التي يفجّرها الواقع والأحداث سواء على نفسيّته أو على أفكاره ومزاجه، فعادة ما تكون خلفيات العمل داكنة لتوفّر للعين راحة بصرية تحيل على البداية والواقع كدلالة على أن الخلفية الداكنة لا تغطي الضوء بل تساعده على الحركة والانعكاس والعمق وهو ما مهّد له الأسلوب المتفرّد لترك بصمة مهمة في التوثيق البصري والتشكيلي تفاعل معها بدقة، ما حوّل وظيفية الأشياء المجسّدة إلى ذاكرة وهوية.
كانت هذه المرحلة مهمة جدا عند جون أوكستون لتكوين مواقفه من الفن ومن الإنسانية والتعامل التعبيري معها ما جعله يجرّد رؤى الواقع مع مفاهيم التجريد وعلامته وتكويناته العميقة وكثافتها المتوافقة مع الدلالات المتجدّدة التي وجد فيها ذاته وفضوله البصري مع التيار الجديد التعبيرية التجريدية.
حيث تطوّر مع تطوّر هذا التيار واستطاع أن يكتسب معه منافسة فكرية وجودية كان لها صداها بين الفنانين في أمريكا حيث باتت هذه المدرسة التيار الأكثر انتشارا الذي انتشل الفكر والبحث من كساد ما بعد الحرب في التعبير الواقعي والإنساني وفي التعمّق الشعوري في الأفكار وفلسفة المشاهد البصرية، حيث أن مثل هذا الانكماش والتناقض والتوافق والنفور ميّز التناقض النفسي والفني والاجتماعي والواقعي لرواد هذه المرحلة المشحونة بقلق اللاعقلانية والحروب والظروف البشرية المختلفة ورغم أن السريالية وقتها كانت المنفذ الأول للتحرّر من العقل الواعي وامتلاك الإيماءات وإطلاق العنان للتلقائية الذهنية والبصرية، إلا أن التحوّل التعبيري الذي ميّز مرحلة بداية الخمسينات غيّر في الفكرة البصرية ورؤاها الماورائية وأخذها نحو تجريب التعبيرية التجريدية من حيث المواضيع والخامات والهندسة والتشكيل في نواح وزوايا وانعكاسات وصخب وهو المنهج الذي حاكاه اوكستون خلال مراحل تكوينه الفني ليُميّز تجريبه البصري وخصوصيته الانتقالية في الفكرة وتوظيفاتها الحسيّة والذهنية، الأمر الذي جعل أعماله ترصد تجربته وتوثّقها.
اعتمد أوكستون خصوصية الإنسانية في الوجود وعانق الأفق البصري في اختراق الحدود الزمنية التي كسرت أسطورة الذاكرة والماضي والحنين وبالتالي حوّلت اللون والعمق والتفعيل إلى استمرارية بشرية قادرة على توثيق حركاتها والتنقّل بها عبر الأزمنة والأمكنة والفضاءات المُعبّر من خلالها.
فقد أجاز أوكستون خلق تمازج حر وعميق بين الأسلوبين مستغلا سلطة الفراغ وقدرته على ترويضه من خلال الشكل واللون والضوء ليجد موازينه ثقيلة في تشكيل المفاهيم خفيفة في تجريدها الداخلي من خلال العلامات حتى وصل إلى فضاءات أوسع بملامح جديدة عميقة في الحركة محلّقة في استيعاب ماورائياتها وتوقّعاتها التعبيرية.
التعايش التجدّد والتجريب هي السمات التي تميّزت بها التجربة التشكيلية العميقة للأمريكي جون أكستون John Axton (1922-2009) حيث خاض تجريبها لينوّع صيغ التعبير ويركّز على مرونة التعامل الحر مع الخامة من واقعية الطبيعة الصامتة Realism still life إلى التجريد ومنه إلى التجريد التعبيري.
تفاعلت اللغة البصرية وتفتّتت العلامات من خلال أسلوبه المُتعمّق في الفراغ والموظّف للتداخلات لتعبّر عن الواقع الإنساني ومعايشاته وحضوره وليتكاثف مع مفاهيم الوجود والإنسانية المتغيّرة والتقنية التي بدورها غيّرت الفن وشكّلته في تلك الفترة الحداثية الصاخبة، بحسب توافقاتها المُختلفة بين التناقضات العامة للفكرة ونقيضها وهو ما جعله يهتم بالهندسة في تشكيل القطع وتوظيف الألوان وابتكار الحركة والانقلاب على الأشكال من طبيعتها الصامتة إلى ماورائياتها التعبيرية من خلال المجسّم والأحجام والأشكال وبالتالي صاغ من ذاته الحرّة في بحثها عن الدور الذي يعمّقه تفاوت الشكل في العناصر الحاضرة داخل اللوحة وفي تداخلاتها ليكوّن ميزته التجريبية العميقة التي دعّمت المدرسة التجريدية والتعبيرية الأمريكية بقوّة مُحفّزة أثّرت على بقية التجارب التشكيلية وجعلت من فنّه وأسلوبه نموذجا في تاريخ الفنون الحديثة في الولايات المتحدة الامريكية وفي العالم، خاصة وأنه عبر بين مرحلتين وهو يرسّخ بصمة عميقة.
فقد جسّد رؤى الطبيعة الصامتة في الحياة المتنوّعة للهندي الأمريكي من خلال عالمه وأشيائه وتراثه وهويّته فكانت أعماله استنطاقا حيّا لذلك العالم بكل خصوصياته وميزاته في الزخرف والأواني في الخزف والعلامات وكأنها لحظات موثّقة بصريا حملت دور التفاعل والحسي الأليف بين الأشياء الجامدة.
إن الخصوصية التي انطلق منها جون أوكستون فعّلت التوازن الحركي والتشكيلي بين المحمل والخامة والتقنية والتعبير والمضمون الداخلي العميق للوحة وهو ما خلق روح الابتكار التجريبي في كل أعماله بمرحلتين مختلفتي المسار انسانيتي التوافق التعبيري خاصة وأن فترة التحول التجريبي كانت في بداية الخمسينات عندما اكتسب التجريد مسارا ابتكاريا في التجربة التشكيلية الامريكية تكوّن بعده الأسلوب الذي دمجه مع التعبيرية.
منذ انطلاقته انشغل اوكستون بالطبيعة وحملته إلى عوالمها فاندمج في التجربة التي فعّلت عنده الحركة والألوان والواقعية ومنها تجربة الطبيعة الصامتة حيث تنقّل في أفكاره بفلسفته الخاصة واستلهم من هويّة الهنود حضوره وملامح الواقع والهوية من خلال كل الأشياء الخاصة من تماثيل صغيرة وأواني فخارية وخزف وأيقونات، فركّز على تجميد كل لحظة وقيادتها بحركة استدرجت عين المتلقي وتجوّلت به عبر كل ركن في اللوحة بتآلف بصري، خلق موازنة مثيرة للاهتمام في هذه التجربة الصاخبة بالدلالات والرموز الواقعية والحسية التي تفاعلت مع طبيعتها خلق التوازن التصويري والهدوء الداخلي في اللوحة تناغما بين البصريات والحسيات حسب المزاج والحالات التي تنتابه أو التي يفجّرها الواقع والأحداث سواء على نفسيّته أو على أفكاره ومزاجه، فعادة ما تكون خلفيات العمل داكنة لتوفّر للعين راحة بصرية تحيل على البداية والواقع كدلالة على أن الخلفية الداكنة لا تغطي الضوء بل تساعده على الحركة والانعكاس والعمق وهو ما مهّد له الأسلوب المتفرّد لترك بصمة مهمة في التوثيق البصري والتشكيلي تفاعل معها بدقة، ما حوّل وظيفية الأشياء المجسّدة إلى ذاكرة وهوية.
كانت هذه المرحلة مهمة جدا عند جون أوكستون لتكوين مواقفه من الفن ومن الإنسانية والتعامل التعبيري معها ما جعله يجرّد رؤى الواقع مع مفاهيم التجريد وعلامته وتكويناته العميقة وكثافتها المتوافقة مع الدلالات المتجدّدة التي وجد فيها ذاته وفضوله البصري مع التيار الجديد التعبيرية التجريدية.
حيث تطوّر مع تطوّر هذا التيار واستطاع أن يكتسب معه منافسة فكرية وجودية كان لها صداها بين الفنانين في أمريكا حيث باتت هذه المدرسة التيار الأكثر انتشارا الذي انتشل الفكر والبحث من كساد ما بعد الحرب في التعبير الواقعي والإنساني وفي التعمّق الشعوري في الأفكار وفلسفة المشاهد البصرية، حيث أن مثل هذا الانكماش والتناقض والتوافق والنفور ميّز التناقض النفسي والفني والاجتماعي والواقعي لرواد هذه المرحلة المشحونة بقلق اللاعقلانية والحروب والظروف البشرية المختلفة ورغم أن السريالية وقتها كانت المنفذ الأول للتحرّر من العقل الواعي وامتلاك الإيماءات وإطلاق العنان للتلقائية الذهنية والبصرية، إلا أن التحوّل التعبيري الذي ميّز مرحلة بداية الخمسينات غيّر في الفكرة البصرية ورؤاها الماورائية وأخذها نحو تجريب التعبيرية التجريدية من حيث المواضيع والخامات والهندسة والتشكيل في نواح وزوايا وانعكاسات وصخب وهو المنهج الذي حاكاه اوكستون خلال مراحل تكوينه الفني ليُميّز تجريبه البصري وخصوصيته الانتقالية في الفكرة وتوظيفاتها الحسيّة والذهنية، الأمر الذي جعل أعماله ترصد تجربته وتوثّقها.
اعتمد أوكستون خصوصية الإنسانية في الوجود وعانق الأفق البصري في اختراق الحدود الزمنية التي كسرت أسطورة الذاكرة والماضي والحنين وبالتالي حوّلت اللون والعمق والتفعيل إلى استمرارية بشرية قادرة على توثيق حركاتها والتنقّل بها عبر الأزمنة والأمكنة والفضاءات المُعبّر من خلالها.
فقد أجاز أوكستون خلق تمازج حر وعميق بين الأسلوبين مستغلا سلطة الفراغ وقدرته على ترويضه من خلال الشكل واللون والضوء ليجد موازينه ثقيلة في تشكيل المفاهيم خفيفة في تجريدها الداخلي من خلال العلامات حتى وصل إلى فضاءات أوسع بملامح جديدة عميقة في الحركة محلّقة في استيعاب ماورائياتها وتوقّعاتها التعبيرية.