وفقًا لمختبر تواصل الأسرة والعلاقة بين أفرادها في جامعة ولاية أوتا، يبدأ الجفاء الأسري والعلاقة السامة بين أفرادها عندما يقل التواصل بين الأجيال كمًا ونوعًا.
تقول إحدى الأمهات عن ابنتها البالغة من العمر 27 عامًا: «اعتادت ابنتي مشاركتي كل شيء أما الآن فأنا أتلقى رسالةً أو هاتفًا سريعًا عندما تحتاج إلى شيء فقط، وأشعر بأنها دائمًا تنتقدني وتحكم عليّ وهذا ما يجعلني أفقد أعصابي وأنهي النقاش، فتمضي عدة أسابيع دون تواصل بيننا. وأخيرًا عندما أتصل بها لم أعد أخبرها عن أي شيء مهم حقًا»، إنها علاقة سامة.
قلة التواصل الكلامي ليست بالضرورة مؤشرًا على الجفاء، لكنه بالنسبة للعديد من الشباب أول خطوة في اضطراب العلاقة الذي قد يدوم أسبوعًا أو شهرًا أو ربما سنةً أو عقودًا وقد يؤدي لتطوير علاقة سامة.
تقترح بعض البيانات أن الجفاء بين الأهل وأطفالهم الصغار يؤثر في الأسرة كتأثير الطلاق فيها. في حين يتحدث كلا الجيلين سواء في مكاتب المختصين أو مع أقرانهم أو حتى على مجموعات التواصل الاجتماعي عن أسباب هذه العلاقة السامة، تصور كاثرين تشارف مديرة المختبر الجفاء بوصفه سلسلةً تتكون عناصرها من سلوكيات الابتعاد التي يتبعها الأطفال مع آبائهم.
صنّفت تشارف بعبارة «ليس مرحب بك هنا» ثمانية تصرفات يتبعها المراهقون للحفاظ على الاستقلال الجسدي والعقلي والعاطفي عن والديهم ما يعزز وجود علاقة سامة. صنفت على مقياس متغير 52 مشاركًا -إذ يشير الرقم صفر إلى أقل السلوكيات شدةً ويشير الرقم 19 إلى أكثرها شدةً- وتشكل المكونات الثمانية تتابع مراحل الجفاء التي تقاس من 0 إلى 80.
يحدد اجتماع هذه المكونات وتنوعها درجة الجفاء أكثر من أي سلوك فردي، ولأن الجفاء عملية أكثر من كونه حدث لحظي فإن الانتقال في مراحل الجفاء متغير وغير ثابت.
يسهّل خلق البعد الجسدي وإبقاؤه حفاظ الأطفال على الفصل الداخلي بين وجود وغياب المشاعر الناتجة عن التفاعل مع الوالدين، يقول أحدهم البالغ من العمر 32 عامًا في وصفه لعلاقة سامة «لن أسمح له بإغضابي بعد الآن، أبتسم له فقط وهذا ما يثير جنونه حتى عندما أبذل كل ما بوسعي لا يجب أن أبدي رد فعل، لقد أرهقني حقًا».
على نحو مماثل فإن التوقع للعاقبة الإيجابية أو السلبية للتواصل استراتيجية ابتعاد فعّالة يمارسها العديد من الأطفال إذ يقول أحد الشبان: «عندما أردت إخبار والديّ بشيء أعرف مسبقًا أنه لا يعجبهم ويتعارض مع قيمهم أرسلته عبر رسالة نصية، كانوا مخيفين حقًا عندما أتيت، وإثر ذلك لم نتحدث منذ ثلاث سنوات».
تجاهل الدور المعتاد منك والمفروض عليك مكوّن آخر من مكونات السلسلة لبناء علاقة سامة، تقول ابنة عمرها 35 عامًا: «توقفت عن كوني الفتاة الهادئة واللطيفة والمطيعة ولم يستطيعوا تحمل ذلك، رفضت تحقيق أحلامهم وتوقعاتهم ومضيت لتحقيق أحلامي، تطَلقت من زواجي الأمر الذي لم يُغتفر لي ثم أنجبت طفلًا غير شرعي ما زاد الأمر سوءًا، لم أحضر جنازة أبي بعد أن رفض وجودي في العائلة، لكنني الآن أحاول إيجاد الطريق تدريجيًا لأمي».
كانت رغبة تلك الابنة في التصالح مع عائلتها، لا أمها فقط بل أخوتها الذين شاركوا أيضًا في القطيعة، أحيانًا حافزًا وأحيانًا أخرى ألمًا بحسب مشاعر الضعف التي شعرت بها، تقول: «أردت في كثير من الأوقات أن أكون جزءًا من العائلة مجددًا، رغم استبدالي لهم بعائلة أخرى، لكن العودة يجب أن تكون وفقًأ لشروطي الخاصة».
يُعد الجفاء عادةً أحد جوانب علاقة الآباء مع المراهقين وليس كلها، تشمل الاستراتيجيات التي يطبقها المراهقون لخلق مسافة وعلاقة سامة مع آبائهم والحفاظ عليها: تقليل التواصل الهادف وتقليل مقدار التواصل والانتقال للسكن بعيدًا والحد من المشاعر المتبادلة مع زيادة السلبية منها والتشبث بها في أعماقهم، يقلل البعض الجهود المبذولة في العلاقة في حين يتخذ آخرون إجراءات قانونية لقطع أي روابط رسمية متبقية بينهم.
تخدم مشاعر الكره هدفًا للمراهقين إذ تساعدهم في مقاومة محاولات المصالحة وتحميهم من تجديد علاقة سامة مع آبائهم، يقول كاتب الدراسة: «عند التحدث علنًا عن آبائهم فهم يخلقون عائلةً جديدة».
من المعلومات غير المتوقعة والمثيرة للاهتمام أن عدم التحدث مع الوالدين المتكرر وقلة التواصل معهم لا يؤدي دائمًا إلى علاقة سيئة إذ قد تعزز هذه المسافة القرب من الوالدين.
ومع أن تجاهل الطفل المطلوبَ منه وتقليل جهوده المبذولة في العلاقة يصبح أسهل بعد الانتقال، أظهر العديد من المشاركين في الدراسة أن الانتقال أسهل من الابتعاد العاطفي.
في حين قال بعضهم إن أكثر الطرق فعاليةً لتقليل تأثير الوالدين في الاستقرار العاطفي للطفل هي رفضه تحمل مسؤولية تصرفات أهله والتركيز في حياته عوضًا عن ذلك.
تعيش كل العائلات التعيسة التعاسة على طريقتها الخاصة ما يفسر اختلاف تجربة الابتعاد لأحد أفراد الأسرة عن تجارب الآخرين، يظهر البحث طريقة ممكنةً للمصالحة أو على الأقل لتقليص فجوة الأجيال والتقارب وتقليل وجود علاقة سامة بين الأهل وأطفالهم.
المصدر:ibelieveinsci
تقول إحدى الأمهات عن ابنتها البالغة من العمر 27 عامًا: «اعتادت ابنتي مشاركتي كل شيء أما الآن فأنا أتلقى رسالةً أو هاتفًا سريعًا عندما تحتاج إلى شيء فقط، وأشعر بأنها دائمًا تنتقدني وتحكم عليّ وهذا ما يجعلني أفقد أعصابي وأنهي النقاش، فتمضي عدة أسابيع دون تواصل بيننا. وأخيرًا عندما أتصل بها لم أعد أخبرها عن أي شيء مهم حقًا»، إنها علاقة سامة.
قلة التواصل الكلامي ليست بالضرورة مؤشرًا على الجفاء، لكنه بالنسبة للعديد من الشباب أول خطوة في اضطراب العلاقة الذي قد يدوم أسبوعًا أو شهرًا أو ربما سنةً أو عقودًا وقد يؤدي لتطوير علاقة سامة.
تقترح بعض البيانات أن الجفاء بين الأهل وأطفالهم الصغار يؤثر في الأسرة كتأثير الطلاق فيها. في حين يتحدث كلا الجيلين سواء في مكاتب المختصين أو مع أقرانهم أو حتى على مجموعات التواصل الاجتماعي عن أسباب هذه العلاقة السامة، تصور كاثرين تشارف مديرة المختبر الجفاء بوصفه سلسلةً تتكون عناصرها من سلوكيات الابتعاد التي يتبعها الأطفال مع آبائهم.
صنّفت تشارف بعبارة «ليس مرحب بك هنا» ثمانية تصرفات يتبعها المراهقون للحفاظ على الاستقلال الجسدي والعقلي والعاطفي عن والديهم ما يعزز وجود علاقة سامة. صنفت على مقياس متغير 52 مشاركًا -إذ يشير الرقم صفر إلى أقل السلوكيات شدةً ويشير الرقم 19 إلى أكثرها شدةً- وتشكل المكونات الثمانية تتابع مراحل الجفاء التي تقاس من 0 إلى 80.
يحدد اجتماع هذه المكونات وتنوعها درجة الجفاء أكثر من أي سلوك فردي، ولأن الجفاء عملية أكثر من كونه حدث لحظي فإن الانتقال في مراحل الجفاء متغير وغير ثابت.
يسهّل خلق البعد الجسدي وإبقاؤه حفاظ الأطفال على الفصل الداخلي بين وجود وغياب المشاعر الناتجة عن التفاعل مع الوالدين، يقول أحدهم البالغ من العمر 32 عامًا في وصفه لعلاقة سامة «لن أسمح له بإغضابي بعد الآن، أبتسم له فقط وهذا ما يثير جنونه حتى عندما أبذل كل ما بوسعي لا يجب أن أبدي رد فعل، لقد أرهقني حقًا».
على نحو مماثل فإن التوقع للعاقبة الإيجابية أو السلبية للتواصل استراتيجية ابتعاد فعّالة يمارسها العديد من الأطفال إذ يقول أحد الشبان: «عندما أردت إخبار والديّ بشيء أعرف مسبقًا أنه لا يعجبهم ويتعارض مع قيمهم أرسلته عبر رسالة نصية، كانوا مخيفين حقًا عندما أتيت، وإثر ذلك لم نتحدث منذ ثلاث سنوات».
تجاهل الدور المعتاد منك والمفروض عليك مكوّن آخر من مكونات السلسلة لبناء علاقة سامة، تقول ابنة عمرها 35 عامًا: «توقفت عن كوني الفتاة الهادئة واللطيفة والمطيعة ولم يستطيعوا تحمل ذلك، رفضت تحقيق أحلامهم وتوقعاتهم ومضيت لتحقيق أحلامي، تطَلقت من زواجي الأمر الذي لم يُغتفر لي ثم أنجبت طفلًا غير شرعي ما زاد الأمر سوءًا، لم أحضر جنازة أبي بعد أن رفض وجودي في العائلة، لكنني الآن أحاول إيجاد الطريق تدريجيًا لأمي».
كانت رغبة تلك الابنة في التصالح مع عائلتها، لا أمها فقط بل أخوتها الذين شاركوا أيضًا في القطيعة، أحيانًا حافزًا وأحيانًا أخرى ألمًا بحسب مشاعر الضعف التي شعرت بها، تقول: «أردت في كثير من الأوقات أن أكون جزءًا من العائلة مجددًا، رغم استبدالي لهم بعائلة أخرى، لكن العودة يجب أن تكون وفقًأ لشروطي الخاصة».
يُعد الجفاء عادةً أحد جوانب علاقة الآباء مع المراهقين وليس كلها، تشمل الاستراتيجيات التي يطبقها المراهقون لخلق مسافة وعلاقة سامة مع آبائهم والحفاظ عليها: تقليل التواصل الهادف وتقليل مقدار التواصل والانتقال للسكن بعيدًا والحد من المشاعر المتبادلة مع زيادة السلبية منها والتشبث بها في أعماقهم، يقلل البعض الجهود المبذولة في العلاقة في حين يتخذ آخرون إجراءات قانونية لقطع أي روابط رسمية متبقية بينهم.
تخدم مشاعر الكره هدفًا للمراهقين إذ تساعدهم في مقاومة محاولات المصالحة وتحميهم من تجديد علاقة سامة مع آبائهم، يقول كاتب الدراسة: «عند التحدث علنًا عن آبائهم فهم يخلقون عائلةً جديدة».
من المعلومات غير المتوقعة والمثيرة للاهتمام أن عدم التحدث مع الوالدين المتكرر وقلة التواصل معهم لا يؤدي دائمًا إلى علاقة سيئة إذ قد تعزز هذه المسافة القرب من الوالدين.
ومع أن تجاهل الطفل المطلوبَ منه وتقليل جهوده المبذولة في العلاقة يصبح أسهل بعد الانتقال، أظهر العديد من المشاركين في الدراسة أن الانتقال أسهل من الابتعاد العاطفي.
في حين قال بعضهم إن أكثر الطرق فعاليةً لتقليل تأثير الوالدين في الاستقرار العاطفي للطفل هي رفضه تحمل مسؤولية تصرفات أهله والتركيز في حياته عوضًا عن ذلك.
تعيش كل العائلات التعيسة التعاسة على طريقتها الخاصة ما يفسر اختلاف تجربة الابتعاد لأحد أفراد الأسرة عن تجارب الآخرين، يظهر البحث طريقة ممكنةً للمصالحة أو على الأقل لتقليص فجوة الأجيال والتقارب وتقليل وجود علاقة سامة بين الأهل وأطفالهم.
المصدر:ibelieveinsci