يجب أن تقلل نغمة رنين المنبه المثالية قدر الإمكان من ظاهرة قصور النوم، وهي حالة من الخمول والدوار، يصاب بها من لم ينل قسطًا كافيًا من النوم، فلا هو بالنائم ولا هو بكامل وعيه وتركيزه.
عاد الجميع للعمل في مكاتبهم على أرض الواقع بعد انتهاء أزمة كورونا، فأصبحوا مجبرين على الاستيقاظ باكرًا، وبهذا لا بد لهم من نغمة منبه مثالية للّحاق بأعمالهم صباحًا، بعد أن كانوا ينجزونها خلف الشاشة في منازلهم بعد الاستيقاظ مباشرةً.
دعنا نتخيل أننا نختار النغمة المثالية للمنبه، ما الميزات التي يجب أن توجد فيها؟
سبق وأن طرح فيثاغورس هذا السؤال عام 500 قبل الميلاد، فقد آمن بوجود موسيقى تساعدنا على مقاومة النعاس عند الاستيقاظ، والتقليل من الرغبة في المعاودة إلى الفراش، وعلى هذا اتضح امتلاكه وجهة نظر مهمة، إذ أثبتت الدراسات اليوم وجود بعض النغمات التي تزيد من تيقظنا.
ترفع نغمات المنبه التي تتمتع بالعذوبة الموسيقية -كأغنية ABC لفرقة The Jackson 5- طاقة المستيقظ وتزيد من وعيه؛ ولفهم آلية عمل المنبهات السابقة لابد لنا من فهم كيفية استجابة دماغنا للمنبهات المعقدة عند الاستيقاظ من النوم.
للاستيقاظ بصورة صحيحة أهمية خاصة، فالخمول والدوار أسوأ ما قد يعانيه المستيقظ، إذ تؤثر الحالة التي نستيقظ بها من النوم على مظهرنا الخارجي ومزاجنا، وكذلك على إدراكنا وكفاءتنا العقلية. فيشكل ضعف يقظتنا تهديدًا حقيقيًا في الحالات الطارئة التي تتطلب حكمة في اتخاذ القرارات (في أثناء القيادة مثلًا أو في الحالات الصحية المفاجئة أو الحوادث التي تهدد السلامة).
ويُشار إلى الحالة السابقة من ضعف الإدراك عند الاستيقاظ بـ(ظاهرة قصور النوم)، التي تبدي أهمية خاصة في أثناء أداء المهمات ذات الخطورة العالية كالقيادة مثلًا.
كيف يستيقظ الدماغ؟
أخطأت تقنيات تصوير الدماغ في احتسابها أن الدماغ يتبع نظام (إيقاف/تشغيل) عند الانتقال من السبات إلى اليقظة.
يعتمد الاستيقاظ على عمليات حيوية معقدة، تتضمن زيادة في حصة الدماغ من الجريان الدموي.
تظهر الدراسات أهمية مناطق الدماغ في تفعيل وضعية اليقظة، فمن الممكن في لحظة ما ألّا تكون متيقظًا تمامًا، إذ تستغرق المنطقة أمام الجبهية وقتًا أطول من بقية المناطق -كالعقد العصبية القاعدية- لبدء العمل، فتظهر أهمية هذه العقد في التنبّه.
وأظهرت الدراسات تضاؤل الجريان الدموي إلى الدماغ بعد الاستيقاظ مباشرةً مقارنة بكميته قبل النوم، ما يتطلب وسائل تسهم في إعادة توزيع الدم عند الاستيقاظ؛ هنا تظهر أهمية بعض الأصوات في قدرتها على تسهيل ذلك.
ويؤثر طور النوم عند الاستيقاظ في درجة تنبّهنا ويقظتنا، يقلل الاستيقاظ في طور النوم الخفيف من الشعور بالدوار مقارنة بالاستيقاظ في أثناء مرحلة النوم العميق أو المرحلة التي تُعرف بـ REM sleep؛ مرحلة من النوم تتميز بحركة العين السريعة.
يتميز طور النوم الخفيف بظهور ترددات الموجة ثيتا الدماغية عند قياس النشاط الكهربائي للدماغ، ويكون ذا صلة بالشعور بالنعاس، يسهُل الوصول لحالة اليقظة في هذه المرحلة استجابة لمنبه خارجي.
بالمقابل نواجه صعوبة بالغة في الاستيقاظ الكامل في أثناء مرحلة النوم العميق أو مرحلة الموجات البطيئة، التي تتميز بارتسام ترددات الموجة ديلتا على مخطط النشاط الكهربائي للدماغ، ونكون حينها في حالة من اللا وعي.
للعمر أهمية خاصة في تحديد فاعلية المنبه، يتطلب المراهقون منبهات بشدة تفوق ما يحتاج إليه البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عامًا، في حين يعد كبار السن الأقل حاجةً للمنبهات بشدات عالية، قد تحتاج في الخامسة والعشرين من عمرك إلى منبه بشدة أكبر بـ 20 ديسيبل ممّا ستحتاج إليه عندما تبلغ ثمانين عامًا.
هل للترددات الصوتية واللحن أهمية في نغمة رنين المنبه ؟
تُرى ما الخيار الأمثل إذا أردنا انتقاء نغمة رنين المنبه؟
تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى التأثير الإيجابي لبعض الأصوات في أداء الإنسان عند الاستيقاظ.
أظهرت الدراسة المنهجية التي نشرناها عام 2020 التردد الصوتي المناسب للمنبه. المنبهات بتردد 500 هرتز أفضل في إيقاظ الشباب من المنبهات ذات التردد الذي يفوق 2000 هرتز.
ما زلنا نعاني نقصًا في الأبحاث التي تؤكد نغمة الرنين المثلى للبالغين، لكن من المفترض أن تكون منبهات الشباب ذات فاعلية جيدة في إيقاظ البالغين أيضًا.
صراخ شخص ما كأن يقول لك «استيقظ» بصوت مرتفع أفضل من المنبهات ذات الترددات العالية، لكن لا شيء يضاهي نغمات رنين المنبه بتردد 500 Hz، كالنغمات المتعددة المثبتة في الهواتف المحمولة.
نتناول في هذا البحث أيضًا الدور الهام لنوعية الموسيقى لا سيما الألحان في إثارة حالة اليقظة.
كما تؤثر الطريقة التي يفسر فيها الأشخاص العذوبة الموسيقية لنغمات رنين المنبه في مدى شعورهم بالدوار عند الاستيقاظ، فاستخدام إحدى الألحان التي تدندن معها بسهولة يقلل من احتمال إصابتك بالدوار مقارنة باستخدام إحدى نغمات الرنين الأساسية المثبتة في الهاتف، انطلاقًا من هذا صممنا لحنًا إيقاعيًا مخصصًا لتحسين الكفاءة في أثناء الاستيقاظ وبعده.
وجدت دراسات أخرى أن الموسيقى الشعبية فعالة في التغلب على ظاهرة قصور النوم بعد قيلولة قصيرة، ولا سيما إن كانت الموسيقى من النوع المفضل للفرد.
كيف يمكنني اختيار نغمة رنين المنبه ؟
بالنظر إلى ما سبق ذكره يمكننا اختيار نغمة رنين المنبه المثالية التي تتمتع بالمواصفات التالية :
ولا تنس أن البالغين أو أصحاب النوم الثقيل يحتاجون إلى منبهات ذات أصوات أعلى.
تحتاج نغمات الرنين المثبتة على أجهزتنا المحمولة إلى المزيد من التطوير لكون معظم الأبحاث في هذا المجال جديدة نسبيًا، لذلك نتوقع زيادة نغمات رنين المخصصة للتنبيه.
وأخيرًا كل نغمات الرنين ذات الصوت المرتفع قادرة على إيقاظك، لكن التفاصيل التي تكلمنا عنها مخصصة لتعيد لك إدراكك وتنبّهك الكامل عند الاستيقاظ.
المصدر:ibelieveinsci
عاد الجميع للعمل في مكاتبهم على أرض الواقع بعد انتهاء أزمة كورونا، فأصبحوا مجبرين على الاستيقاظ باكرًا، وبهذا لا بد لهم من نغمة منبه مثالية للّحاق بأعمالهم صباحًا، بعد أن كانوا ينجزونها خلف الشاشة في منازلهم بعد الاستيقاظ مباشرةً.
دعنا نتخيل أننا نختار النغمة المثالية للمنبه، ما الميزات التي يجب أن توجد فيها؟
سبق وأن طرح فيثاغورس هذا السؤال عام 500 قبل الميلاد، فقد آمن بوجود موسيقى تساعدنا على مقاومة النعاس عند الاستيقاظ، والتقليل من الرغبة في المعاودة إلى الفراش، وعلى هذا اتضح امتلاكه وجهة نظر مهمة، إذ أثبتت الدراسات اليوم وجود بعض النغمات التي تزيد من تيقظنا.
ترفع نغمات المنبه التي تتمتع بالعذوبة الموسيقية -كأغنية ABC لفرقة The Jackson 5- طاقة المستيقظ وتزيد من وعيه؛ ولفهم آلية عمل المنبهات السابقة لابد لنا من فهم كيفية استجابة دماغنا للمنبهات المعقدة عند الاستيقاظ من النوم.
للاستيقاظ بصورة صحيحة أهمية خاصة، فالخمول والدوار أسوأ ما قد يعانيه المستيقظ، إذ تؤثر الحالة التي نستيقظ بها من النوم على مظهرنا الخارجي ومزاجنا، وكذلك على إدراكنا وكفاءتنا العقلية. فيشكل ضعف يقظتنا تهديدًا حقيقيًا في الحالات الطارئة التي تتطلب حكمة في اتخاذ القرارات (في أثناء القيادة مثلًا أو في الحالات الصحية المفاجئة أو الحوادث التي تهدد السلامة).
ويُشار إلى الحالة السابقة من ضعف الإدراك عند الاستيقاظ بـ(ظاهرة قصور النوم)، التي تبدي أهمية خاصة في أثناء أداء المهمات ذات الخطورة العالية كالقيادة مثلًا.
كيف يستيقظ الدماغ؟
أخطأت تقنيات تصوير الدماغ في احتسابها أن الدماغ يتبع نظام (إيقاف/تشغيل) عند الانتقال من السبات إلى اليقظة.
يعتمد الاستيقاظ على عمليات حيوية معقدة، تتضمن زيادة في حصة الدماغ من الجريان الدموي.
تظهر الدراسات أهمية مناطق الدماغ في تفعيل وضعية اليقظة، فمن الممكن في لحظة ما ألّا تكون متيقظًا تمامًا، إذ تستغرق المنطقة أمام الجبهية وقتًا أطول من بقية المناطق -كالعقد العصبية القاعدية- لبدء العمل، فتظهر أهمية هذه العقد في التنبّه.
وأظهرت الدراسات تضاؤل الجريان الدموي إلى الدماغ بعد الاستيقاظ مباشرةً مقارنة بكميته قبل النوم، ما يتطلب وسائل تسهم في إعادة توزيع الدم عند الاستيقاظ؛ هنا تظهر أهمية بعض الأصوات في قدرتها على تسهيل ذلك.
ويؤثر طور النوم عند الاستيقاظ في درجة تنبّهنا ويقظتنا، يقلل الاستيقاظ في طور النوم الخفيف من الشعور بالدوار مقارنة بالاستيقاظ في أثناء مرحلة النوم العميق أو المرحلة التي تُعرف بـ REM sleep؛ مرحلة من النوم تتميز بحركة العين السريعة.
يتميز طور النوم الخفيف بظهور ترددات الموجة ثيتا الدماغية عند قياس النشاط الكهربائي للدماغ، ويكون ذا صلة بالشعور بالنعاس، يسهُل الوصول لحالة اليقظة في هذه المرحلة استجابة لمنبه خارجي.
بالمقابل نواجه صعوبة بالغة في الاستيقاظ الكامل في أثناء مرحلة النوم العميق أو مرحلة الموجات البطيئة، التي تتميز بارتسام ترددات الموجة ديلتا على مخطط النشاط الكهربائي للدماغ، ونكون حينها في حالة من اللا وعي.
للعمر أهمية خاصة في تحديد فاعلية المنبه، يتطلب المراهقون منبهات بشدة تفوق ما يحتاج إليه البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عامًا، في حين يعد كبار السن الأقل حاجةً للمنبهات بشدات عالية، قد تحتاج في الخامسة والعشرين من عمرك إلى منبه بشدة أكبر بـ 20 ديسيبل ممّا ستحتاج إليه عندما تبلغ ثمانين عامًا.
هل للترددات الصوتية واللحن أهمية في نغمة رنين المنبه ؟
تُرى ما الخيار الأمثل إذا أردنا انتقاء نغمة رنين المنبه؟
تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى التأثير الإيجابي لبعض الأصوات في أداء الإنسان عند الاستيقاظ.
أظهرت الدراسة المنهجية التي نشرناها عام 2020 التردد الصوتي المناسب للمنبه. المنبهات بتردد 500 هرتز أفضل في إيقاظ الشباب من المنبهات ذات التردد الذي يفوق 2000 هرتز.
ما زلنا نعاني نقصًا في الأبحاث التي تؤكد نغمة الرنين المثلى للبالغين، لكن من المفترض أن تكون منبهات الشباب ذات فاعلية جيدة في إيقاظ البالغين أيضًا.
صراخ شخص ما كأن يقول لك «استيقظ» بصوت مرتفع أفضل من المنبهات ذات الترددات العالية، لكن لا شيء يضاهي نغمات رنين المنبه بتردد 500 Hz، كالنغمات المتعددة المثبتة في الهواتف المحمولة.
نتناول في هذا البحث أيضًا الدور الهام لنوعية الموسيقى لا سيما الألحان في إثارة حالة اليقظة.
كما تؤثر الطريقة التي يفسر فيها الأشخاص العذوبة الموسيقية لنغمات رنين المنبه في مدى شعورهم بالدوار عند الاستيقاظ، فاستخدام إحدى الألحان التي تدندن معها بسهولة يقلل من احتمال إصابتك بالدوار مقارنة باستخدام إحدى نغمات الرنين الأساسية المثبتة في الهاتف، انطلاقًا من هذا صممنا لحنًا إيقاعيًا مخصصًا لتحسين الكفاءة في أثناء الاستيقاظ وبعده.
وجدت دراسات أخرى أن الموسيقى الشعبية فعالة في التغلب على ظاهرة قصور النوم بعد قيلولة قصيرة، ولا سيما إن كانت الموسيقى من النوع المفضل للفرد.
كيف يمكنني اختيار نغمة رنين المنبه ؟
بالنظر إلى ما سبق ذكره يمكننا اختيار نغمة رنين المنبه المثالية التي تتمتع بالمواصفات التالية :
- أن تكون ذات لحن تتماشى معه وتغنيه بسهولة.
- أن يبلغ التردد المسيطر على لحنها حوالي 500 Hz أو بعبارة أخرى أن تحمل اللحن الموافق للمفتاح الموسيقي C5.
- ألا تكون سريعة جدًا أو بطيئة جدًا (الإيقاع المثالي حوالي 100 إلى 200 ضربة بالدقيقة)
ولا تنس أن البالغين أو أصحاب النوم الثقيل يحتاجون إلى منبهات ذات أصوات أعلى.
تحتاج نغمات الرنين المثبتة على أجهزتنا المحمولة إلى المزيد من التطوير لكون معظم الأبحاث في هذا المجال جديدة نسبيًا، لذلك نتوقع زيادة نغمات رنين المخصصة للتنبيه.
وأخيرًا كل نغمات الرنين ذات الصوت المرتفع قادرة على إيقاظك، لكن التفاصيل التي تكلمنا عنها مخصصة لتعيد لك إدراكك وتنبّهك الكامل عند الاستيقاظ.
المصدر:ibelieveinsci