"فاتن عبود".. مشوارُ عملٍ بدأ بالخيط والصنارة فوصل إلى الريادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "فاتن عبود".. مشوارُ عملٍ بدأ بالخيط والصنارة فوصل إلى الريادة

    "فاتن عبود".. مشوارُ عملٍ بدأ بالخيط والصنارة فوصل إلى الريادة


    رهان حبيب



    السويداء
    اكتسبت "فاتن عبود" وأخواتها حبّ العمل وتقديسه منذ الصغر، وتعلمت أنّ للوقت قيمته التي لا يجب أن تُهدر، وبالرغم من عدم إكمال دراستها بحكم زواجها المبكر، إلا أنها صنعت لنفسها مكانةً متميزةً في محيطها، ما جعل منها رائدةً في تبني وتنفيذ المشاريع الصغيرة التي بدأتها بحياكة السجاد اليدوي مروراً بصنع الحقائب والعلب الفنيّة، وليس انتهاءً بطحين الآريبا وتجفيف الملوخية.
    استثمارُ الوقت


    تزوجت "فاتن" -مواليد 1974- بعد الإعدادية وفق رغبة والدها، ولم تتمكن من إكمال دراستها، إذ كان حلمها أن تصبح مذيعة، لكنها بالمقابل اكتسبت القوة لتكرّس كل وقتها في البداية لأطفالها ومن ثم لمشاريعها الصغيرة.
    خلال المعارض التي كنت أشارك فيها، والتي كان الفضل فيها لمدربة تدوير الأقمشة "جنان كمال الدين" منسقة هذه المعارض، وللمنسق العام "كنان أبو حمرا" في ملتقى "فن الحياة"، وبالتعاون والدعم من قبل ملتقى "صناع التغيير العرب"، والدكتور "محمد خليفة"، نجحت بمسابقة الملتقى الثاني من بين 22 مشتركة ونال عملي -وهو عبارة عن حقيبة صغيرة (جزدان) بخيوط صوفية ومن نوعية خاصة- المرتبة الأولى من حيث الشكل والتكوين وبناء عليه سيمثل هذا العمل سورية خارجياً

    تقول: «تربيت في بيت يقدّس العمل والمصداقية بأي عمل نقوم به، تعوّدنا تنظيم الوقت منذ نعومة أظفارنا، كنا نستغل جميع المواسم لنساعد والدنا في أعمال الأرض، من زراعة وحصاد وري، وكل ما تتطلب الأرض من رعاية، هذا الشيء ولّد بداخلي رغبة دائمة لاستثمار وقتي بالمفيد واحترام الوقت وعدم هدره، ومن خلال وجودي بهذه البيئة المنتجة تعلمت شغل السجاد اليدوي في عمر العشر سنوات، وبالتعاون مع أخواتي صنعنا سجادة يدوية كبيرة من الصوف العربي، وبعد زواجي بأشهر قليلة تعلمت شغل الإبرة والصنارة، وأمضيت حوالي ثلاثين عاماً بهذا النوع من الأعمال لأساعد بيتي بشيء مادي ولو بسيط مثل حياكة أو تطريز مفرش طاولة أو الأغطية صوفية».


    فاتن عبود تعرض عملها الذي سيمثل سوريةمشاريع صغيرة



    من أعمالها

    تابعت "فاتن" تعليم أولادها ورعايتهم ومنهم الذين حصلوا على الشهادات الجامعية، وخلال هذه السنوات اختبرت تجارب مختلفة أهمها تجربة (البوكسس)، العلب الكرتونية الأنيقة التي نفذتها مع بناتها خلال فترة حجر "كورونا" ليصنعن العلب المزركشة والمصممة بإتقان للهدايا الصوفية -المصممة من قبلها- ولاقت طلباً كبيراً وحققت دخلاً جيداً.

    وتضيف: «تجربة "البوكسس" كانت فكرة بناتي وتولدت الفكرة من وجود أوقات فراغ وانقطاع الطلاب عن الدوام، إذ فكرنا بشيء يعود علينا بالفائدة المادية وبرأس مال بسيط، لنستثمر أحياناً توالف البيئة في تصميم أشكال جميلة، بناتي يصنعن العلبة، وأنا أشتغل الهدية التي بداخلها بالصنارة والأشغال، وطورنا الهدية لتكون عبارة عن قبعة، شال، كنزة، حقيبة صغيرة، قفازات، جوارب أو قلادة للمفاتيح وحسب طلب الزبون، كنا ننسق الهدية كاملة لتكون ملبية لكل المناسبات وهكذا نجحت الفكرة ولاقت صداً جيداً في الأسوق».


    ماجدة الحلبيبيتُ الحرف


    بعد زواج ابنتها توقف المشروع، وأكملت "فاتن" في عمل الصنارة بتشجيع من الكثيرين ودعيت لمجموعة خاصة بالأعمال اليدوية، وأسست مع خمس عشرة سيدة مشروع "بيت الحرف" وهن بالمجمل من متعددات المواهب وفنانات بعدة اختصاصات، وكان اهتمامها منصباً على حياكة الحقائب الكبيرة والصغيرة، وهنا تشير إلى أنها حاولت تصميم الحقيبة المدرسية أو الصغيرة من الأقمشة المزركشة، ورغم أنها لم توفّق في البداية، لكنها صممت على الاستمرار بالعمل حتى وصلت لنتيجة ترضيها خصوصاً بعدما قررت تصميم شيء خاص مستخدمة جميع الخيوط من الصوف والقطن و"الدي أم سي" والحرير والخيش وخيوط "الكليم".

    وتضيف: «خلال المعارض التي كنت أشارك فيها، والتي كان الفضل فيها لمدربة تدوير الأقمشة "جنان كمال الدين" منسقة هذه المعارض، وللمنسق العام "كنان أبو حمرا" في ملتقى "فن الحياة"، وبالتعاون والدعم من قبل ملتقى "صناع التغيير العرب"، والدكتور "محمد خليفة"، نجحت بمسابقة الملتقى الثاني من بين 22 مشتركة ونال عملي -وهو عبارة عن حقيبة صغيرة (جزدان) بخيوط صوفية ومن نوعية خاصة- المرتبة الأولى من حيث الشكل والتكوين وبناء عليه سيمثل هذا العمل سورية خارجياً».
    "أفكارٌ شرقيّة"


    تعرض "فاتن" اليوم أعمالها في ركن خاص بمعرض "أفكار شرقية" ولديها زبائن من شرائح مختلفة من المجتمع، حيث احترفت شغل الحقائب النسائية الصوفية التي تطلب لعدة مناسبات، ويمكن تصميمها حسب الطلب ليكون لكل حقيبة تصميمٌ وحجمٌ ولونٌ واستخدامٌ معين وفق طلب الزبونة، ولا تتذكر "فاتن" أنها تركت العمل إلا للضرورة فقد ساعدت أختها بمحلها التجاري لسنوات، وكل وقت امتلكته استثمرته بأعمال الصنارة ومشاريع صغيرة مثل صناعة المنظفات أو صناعة الكشكة وهي من الأكلات التراثية، أو تجفيف الملوخية وتعليبها أو صنع طحين "الأريبا" (دقيق الذرة المخصص للفطائر)، والكثير من الأعمال المفيدة التي لا تحتاج لرأس مال كبير.
    بحاجةٍ للدعم


    "ماجدة الحلبي" مديرة معرض للأعمال اليدوية تميل دائماً لعرض أعمال السيدة "فاتن" كونها مميزة وأنيقة وتظهر فيها الحرفية والإتقان، وترى أنها أجادت في كل المهارات التي طبقتها واستطاعت تقديمها بالشكل اللائق الذي يظهر لمستها.

    وتضيف: «طبّقت "فاتن" "الجيكار" (الحياكة مع إدخال أكثر من لون)، و"الباتسيري" (حياكة "جيكار" مع حشوة وأنواع وطرق مختلفة)، وكافحت لتحافظ على عمل دائم وتطوير حرفتها، ودائماً يكون لحضورها في المعارض تميز وأداء مختلف بحيث تتواصل من خلال عملها الذي يعبر عن نشاط دائم وثقة بالنفس، وهي قادرة على القيام بعدة أعمال وإنجازها بجودة عالية.. "فاتن" كحرفية ومثلها سيدات كثيرات كافحن لتقديم أعمال متقنة، وحققن انتشاراً بجهود ذاتية تحتاج أنواعاً مختلفة من الدعم والإقراض، للتمكن من تحقيق التطور المنشود لضمان مستقبل الحرفيات واستمرار تألق الحرفة».

    تأملُ "فاتن" ومثلها كثير من السيدات اللاتي صنعن مشاريعهن الخاصة وخرجن للعمل اليدوي واكتسبن مهارات حرف خاصة وفريدة، وجودَ خطط تسويقية ناجحة لاستثمار هذه الحرف والأيادي المخلصة التي ترسم الحياة بخيط حاكته صنارة أو حقيبة جدلت بخيوط "كليم" تعود برزق لأسرة مكافحة.
يعمل...
X