"سهير ديوب".. تقنيات الرواية الحديثة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "سهير ديوب".. تقنيات الرواية الحديثة

    "سهير ديوب".. تقنيات الرواية الحديثة
    • كمال شاهين


    اللاذقيّة
    انتقلت من المسرح إلى الرواية بعد أن وقعت في فخ إغواء الأخيرة، تكتب مستخدمة تقنيات الرواية الحديثة.

    مدونة وطن eSyria التقت الكاتبة السورية "سهير ديوب" بعد توقيعها روايتها الأولى: "ترتدي الانتظار" قبل أيام في نادي الأوركسترا في اللاذقية.
    ترتكز كتابة سهير على نمط الكتابة عبر النوعية، وهو نمط متعب ويحتاج صبراً من القارئ والروائي في آن واحد، ويتداخل لديها بشكل واضح المتخيل السردي مع الواقعي وإن كانت تألف دائماً الدخول في العوالم النفسية لشخصياتها وتندمج معها في لعبة المرايا
    • انتقلت من كتابة مسرح اليافعين إلى الرواية، فكيف تم ذلك؟


    ** ليست الكتابة لليافعين بأقل أهمية من الكتابة الروائية، فعادة ما يكون أو من المستحب أن يكون الكاتب أسير الفكرة وليس العكس، الكاتب ليس ميكانيكياً، أو خياطاً أو إسكافياً كي يفصّل أعمالاً تصلح لهذا أو لذاك. الكتابة فن مرهون باللحظة الإبداعية، وبإملاءات اللحظة الإبداعية، وليس بإملاءات الكاتب على اللحظة الإبداعية على الأقل، وهذا شرط من شروط الإبداع في الكتابة.
    • ولكن هناك خصوصية واضحة للكتابة إلى اليافعين تفترض فيمن يكتب فهم نفسية الجيل الذي يكتب له النص، ما هي مرجعياتك في هذه الكتابة؟


    ** خصوصية الكتابة لليافعين تتأتى من كونهم كائنات ماتزال في مرحلة عمرية معينة، وبعد لحظة عمرية غير طويلة سينتقلون إلى موقع آخر. بمعنى بعد قليل ثمة نقطة افتراق زمني ما بين مرحلة ومرحلة. عند هذا الافتراق علينا أن نعيش أو نحاول العيش مع اليافع كل مرحلة على حدة مستفيدين بذلك من كوننا كنا يافعين ذات لحظة، أو مرحلة.
    • في روايتك "ترتدي الانتظار" لغة سردية تحكي سيرة ذاتية فهل تقصدت ذلك؟


    ** ليس هناك من كاتب على وجه الأرض لا يكتب جزءا منه في عمل من أعماله، لكن من المستحيل أن يكتب ذاته كاملة، وإلا فسيكون نرجسيا بامتياز. الكتابة روائية كانت أم غير ذلك يوجد فيها كائنات، تحملها كائنات إلى كائنات. في الرواية ليس من الضروري أن يغرق الكاتب في الماضي، فمن يغرق في الماضي يموت، ولذلك مات جزء كبير من الرواية العربية التي تعتاش بمعظمها على الماضي أو التاريخ إن شئت. الكتابة ضوء أو أكثر هناك في الآتي من الزمن.
    • كيف رسمت مسارات الواقع والمتخيل في هذه الرواية؟

    ** في الحقيقة قل وندر أن يكون هناك فهم دقيق أو معمق للشخصية الروائية في الرواية، المتلقي ضحية ذهانية لمفهوم الشخصية في الرواية. ليس أي اسم علم مهماً في الرواية لأن يكون شخصية روائية. هذا دور يمكن أن تتكفل به اللغة، أو المغامرة في اللغة بهذا المعنى، يمكن للغة أن تكون هي الشخصية المحورية في الرواية، أما اسماء العلم قدرية كانت أو غير ذلك فما هي إلا تزيينات أو كماليات روائية، من هنا نفترض كتابة روائية جديدة أو إبداعا ما في بنية الرواية بشكل عام.
    • هل هناك تعدد أصوات في عملك الجديد؟

    ** هناك دائماً امتزاج ما بين الذاتي واللاذاتي لإنتاج طينة جديدة تمتلك مواصفات خاصة بها. لا يمكنك أن تكون خاصاً ما لم تفترق عن الآخر. لا يمكنك أن تكون خاصاً ما لم تختلط، أو تفهم أو تعي الآخر ضمن لغته أو ضمن شروطه الحياتية أو الفنية، أو غيرها إن شئت.
    • كيف يمكنك تصور مشروعك الابداعي بعد سنوات من الآن؟ وهل يرتبط بالحياة برأيك؟

    ** ما من مشروع إبداعي خارج الحياة أو خارج الكائن سواء أكان بشرياً أم غير ذلك، لا يمكن للمرء أن يكون عرف نفسه. ليس بإمكان أحد أن يعرف ما سيكتب غداً إلا إذا كان مهنياً بارعاً أو فاشلاً، حين يصل الكاتب إلى هنا عليه أن يصمت، أو أن يخرس تماماً. الإبداع ليس تنجيماً ولا مؤامرة يدخل فيها التخطيط الدقيق لاغتيال مجريات الغد.
    • ما أبرز مهام الرواية المعاصرة خاصة في ظل ما يحدث في سورية؟

    ** من هو العاقل الذي يحارب الجنون الإنساني إن كان إبداعياً. الإبداع في لحظته فقط مرتبط بلحظة لا يمكن السيطرة عليها إرادياً. الإرادة في اللحظة الإبداعية تفسد اللغة، تفسد العقل وتفسد الكتابة، خارج اللحظة الإبداعية لا يضر الكاتب أن يكون عاقلاً حتى بالمفاهيم المبتذلة الشائعة عن الكائن العاقل. ليس من وظائف الرواية محاربة الجنون، ولا محاربة الفقر، ولا محاربة السلطة. وظيفة الرواية إن كان لها من وظيفة، هي محاربة اللغة البدائية في الرواية عموماً، من أجل انتاج لغة جديدة ترتقي بلغة متلقيها إلى مصافها.

    بالعموم الرواية المعاصرة ما عدا قلة من الحالات المغامرة تجريباً وتخريباً، في بنية الرواية العربية ليس لها من سمات غير تقليدية. أما بالنسبة لما يحدث في سورية. لم تحن اللحظة بعد كي يكون للرواية مهمات، المهم الآن هو مراقبة ما يجري من طقوس الدم، والرعب، والهلع، الانفلات اللاعقلي للغرائز.. إلى تلك اللحظة، أي اللحظة الأخيرة.

    يتحدث الناقد الدكتور "وفيق سليطين" عن أعمال "سهير ديوب" فيقول: «ترتكز كتابة سهير على نمط الكتابة عبر النوعية، وهو نمط متعب ويحتاج صبراً من القارئ والروائي في آن واحد، ويتداخل لديها بشكل واضح المتخيل السردي مع الواقعي وإن كانت تألف دائماً الدخول في العوالم النفسية لشخصياتها وتندمج معها في لعبة المرايا».

    يذكر أن الكاتبة "سهير ديوب" من مواليد اللاذقية، صدر لها عن وزارة الثقافة عملان مسرحيان لليافعين هما "مطهى الألوان"، و"جنون الشياطين" ضمن سلسلة مسرحيات عربية.
يعمل...
X