د. نايف الياسين" الرواية فن التجريب والحداثة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • د. نايف الياسين" الرواية فن التجريب والحداثة

    د. نايف الياسين" الرواية فن التجريب والحداثة


    معين حمد العماطوري


    السويداء
    «يعتبر الدكتور "نايف الياسين" من المدرسين الذين أعتبرهم مميزين في قسم اللغة الإنكليزية وآدابها من خلال أسلوب تعامله مع المادة والطلاب، إذ إنه لا يحلل النص بنفسه ويلقن الطلاب نتيجة تحليله الخاص، بل يعطي أي طالب فرصة تحليل النص وفقاً لأفكاره وتوقعاته»..

    هذا ما تحدثت به إحدى طالباته في كلية الآداب جامعة دمشق قسم اللغة الإنكليزية الآنسة "نيبال الشوفي" لموقع eSyria بتاريخ 17/1/2009 وأضافت قائلةً: «لقد أعجبت بأسلوبه فهو ليس محاضراً ومدرساً فحسب بل أشبه بالقائد للحوار الذي نحن كطلاب أطرافه، وهو جدير بالأحترام والتقدير كاستاذ جامعي متميزفي نقد الرواية الغربية.

    موقع eSyria التقى الدكتور"نايف الياسين" وأجرى معه الحوار التالي:


    نيبال الشوفي
    • ذكرت أنك تخصصت في الرواية الإنكليزية في القرن التاسع عشر. كيف كانت رواية وروائيي ذاك القرن؟

    ** يعتقد كثير من النقاد بأن القرن التاسع عشر كان العصر الذهبي للرواية؛ فقد كتبت فيه الروائع، ليس في بريطانيا وحدها، بل في سائر أوروبا. ففي بريطانيا كان هناك تشارلز ديكنز الذي أصبح مؤسسة وليس مجرد مؤلف. وهناك أيضاً جورج إليوت، ووليام ثاكاري، وأنتوني ترولوب، وإيميلي برونتي وغيرهم كثير.


    كتور نايف الياسين

    ونحن المدرسون في الجامعة لهذه المادة نقع في مشكلة عند اختيارنا لعدد محدود من الروايات لتدريسها لطلابنا، كون القرن التاسع عشر يعج بالأعمال العظيمة والهامة في بريطانيا.

    وهذا ينطبق أيضاً على فرنسا؛ فقد كان هناك بلزاك، وفلوبير، وأميل زولا؛ وفي روسيا دوستويفسكي وتولستوي وغيرهم ممن كتبوا الرواية في القرن التاسع عشر. إذ الرواية عرفت باسم "نوفل" باللغة الإنكليزية، ومعناها الشيء الجديد والشكل الجديد؛ وقد أعتبرها كثيرون دخيلة في البداية، عندما اختلطت الكتابة الروائية بالكتابة الصحفية، كما نرى عند "دانييل ديفو" على سبيل المثال، الذي كان من الروائيين الأوائل. فهو كان صحفياً بارعاً قبل أن يكون روائياً، مما أثر على أسلوبه في كتابة الرواية.


    أحد أعماله المترجمة

    لذا، عندما نشأت الرواية كان ينظر إليها بكثير من التشكك بصفتها جنس أدبي جديد بالمقارنة مع الأجناس الأدبية الأخرى كالمسرح والشعر. فقد نشأت الرواية في أوروبا في أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر، مع روائيين مثل "دانييل ديفو" وهنري فيلدنغ. في القرن التاسع عشر نضج شكل الرواية. لكنها كانت ومازالت شكل أدبي إشكالي.

    وفي العصر الحديث كتب الكاتب البريطاني "جون فولز" رواية بعنوان "عشيقة الملازم الفرنسي" نشرت في عام 1969. وهو يحاول في هذه الرواية أن يتصدى لمن يقول بموت الرواية، وكتب مقالاً عن هذه الرواية ذكر فيه أن الرواية نعيت عدة مرات من قبل، وهو يحاول إثبات أن الرواية جنس أدبي حي. وأنا مهتم بشكل أساسي بالأدب ليس كمنتج منفصل عن سياقه الاجتماعي والثقافي والسياسي، لأنني من مدرسة قديمة حديثة تنظر إلى الرواية بوصفها نتاج اجتماعي.
    • ترجمت كتاب "مدخل إلى دراسة الرواية" لـجيريمي هاوثورن الذي يتصدى لدراسة نشأة الرواية وعناصرها الفنية والمقاربات النقدية لدراستها. في هذا السياق، أليست الرواية العربية إشكالية أيضاً؟

    ** عندما نتحدث عن الرواية العربية لابد من ذكر إشكاليات كثيرة بعلاقتنا مع الآخر. أعتقد أن عدداً من الروائيين العرب اتكؤا على الرواية الغربية أو استعاروا منها وتأثروا بإشكالياته. لكن هناك بالطبع روائيين عربي كثر استندوا إلى واقعهم وتجاربهم، وعبروا عن مشاغلهم، وأخرجوا أعمالاً أدبية عميقة الجذور في واقعهم من أمثال حنا مينا، ونجيب محفوظ، وعبد الرحمن منيف وغيرهم كثير. وبالطبع، فكلما كانت الرواية متجذرة في واقعها ونابعة من ثقافته كلما كانت أكثر أصالة وتأثيراً. ولذلك، فعندما ظهرت رواية أميركا اللاتينية تلقفتها أوروبا بحماسة بالغة، لأنها تشكل روحاً جديدة، وتبحث قضايا جديدة. وفي الوقاع فقد بات هناك هاجس لدى الكاتب الغربي لإيجاد موضوع يتحدث عنه ويثير حماسة الآخرين ورغبتهم في القراءة. من المهم أن نلاحظ أن هناك كتاب بريطانيين معاصرين ليسوا إنكليزاً، أمثال الكتاب "سلمان رشدي من الهند، وكازو إيشي غورو من اليابان، وبن أوكري من نيجيريا، إلخ. والآن بات هناك تحفظ في الحديث عن الأدب الإنكليزي، وأصبح هناك كتب تتحدث عن الأدب المكتوب باللغة الإنكليزية، لأن ليس كل ما يكتب بالإنكليزية أدب إنكليزي، وقبلها عن أدب بريطاني.
    • يقولون إن هذا زمن الرواية، ما رأيك؟

    ** يبدو لي أن الرواية استطاعت على مدى ثلاثة قرون من الزمن أن تعيد إنتاج نفسها وتتخذ أشكالاً مختلفة، وهي تقرأ أكثر من أي صنف أدبي آخر لأن شكلها ومرونتها يجعلها قابلة للحياة أكثر لتضمنها الشعر، والسياسية، والمجتمع، والفكر، وفي نفس الوقت تبقى رواية. في مرحلة الحداثة خضعت الرواية لكثير من التجريب في اللغة والسرد والتشخيص وما إلى ذلك من عناصر روائية. وفي مرحلة ما بعد الحداثة، استمر التجريب، فكان هناك عودة إلى الأشكال التقليدية، وتركيز على عنصر الحكاية من جهة، واستكشاف أساليب سرد جديدة من جهة أخرى.
    • ما انعكاس الرواية الغربية على الرواية العربية، وهل تأخذ شكلها الصحيح بالمقارنة مع الأجناس الأخرى؟

    ** لا أستطيع أن أحكم على مدى هذا التأثير، لكن ما يكتب بالآداب الأجنبية حالياً قد لا يكون بنفس الجاذبية التي كان عليها قبل خمسين أو مئة عام من حيث الموضوع، لكن لا شك أن ثمة الكثير مما يمكن تبادله من حيث التقنية الروائية.
    • هل تطورت الرواية في بنيتها منذ القرن التاسع عشر إلى وقتنا الحالي؟

    ** بالطبع، لقد تطورت بشكل كبير من حيث عناصرها التقنية، التي تشمل الحبكة والتشخيص، والزمن الروائي، والسرد وما إلى ذلك، وأيضاً من حيث شواغلها الفكرية والسياسية والأخلاقية.
يعمل...
X