تعالوا نتعرف .. لماذا نصبح أغبياء عندما نقع في الحب؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعالوا نتعرف .. لماذا نصبح أغبياء عندما نقع في الحب؟

    لماذا نصبح أغبياء عندما نقع في الحب؟

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%86%D8%B5%D8%A8%D8%AD-%D8%A3%D8%BA%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D9%86%D9%82%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8-1.jpg 
مشاهدات:	18 
الحجم:	62.3 كيلوبايت 
الهوية:	43162
    يحبني.. لا يحبني.. يحبني.. لا يحبني.. هكذا كنا نختار محبوبينا في الصّغر.. اقطف زهرة وجرّب حظّك.. ولكن عندما نكبر، تصبح تساؤلاتنا أوسع، يكون السؤال غالبًا: “هل أنا غبي؟ لماذا أتصرّف بهذا الشكل الغريب مع تلك الفتاة.. أو لماذا أشعر وكأني إنسانة أخرى عندما يحادثني ذاك الصديق؟!”.. كلّنا عندما نبدأ بمعاركة تلك المشاعر التي لا توصف، يرتفع لدينا هرمون الغباء.. لماذا؟ هل هو مجرّد ردة فعل تجاه كائن غريب يدخل عقلك وقلبك، وليس هناك من آلية دفاع تردعه؟ قد تحدّثت في مقالٍ سابق عن مصطلح الفيلوفوبيا، وهو رهاب الوقوع في الحب.. هل يا تُرى هناك صلة وصل بين الخوف من الوقوع في الحب، وغباء الوقوع في الحب؟


    نحن هنا سنتحدث عن الحب الحقيقي والذي يوجد من يؤمن به، وبأنه موجود.. حقيقةً، شخصيًا لم أؤمن به بعد، ولكن لا ينفِ ذلك وقوع صراعات بيني وبين نفسي حيال الإعجاب بشخصٍ ما، جميعنا نُعجَب ونحب، ولكن إلى أي مدى بإمكان هذا الشعور أن يتملكك ويفرض سيطرته عليك لدرجة أنك قد تفضل موت مشاعرك على تركها تخوض معركة ربما تعتبرها مقدّمًا خاسرة؛ إذ أنها أحيانًا تكون معركة بطرف واحد هو حتمًا أنت؛ المغلوب!

    في وقتٍ ما، تجلس أنت مع نفسك، تسرح في خيالك بما يلي “أنا شخصٌ ذكي إلى حدٍّ ما؛ أو لن أكون نرجسيًا كثيرًا، أنا شخصٌ يفكر بشكلٍ جيد، جميل إلى حدٍّ ما أيضًا، حاصلٌ على درجة الماجستير في دراستي، وبالتأكيد عندما أريد أن أحب سيكون الطرف الآخر مجنونًا بي وبالصفات التي أملكها”.. نعم، تحكم على نفسك بأنك المرغوب، ولاحظ أنك قد تستخدم كلمة ((أريد أن أحب)). لا أعتقد أنك عندما تحبّ أحدًا فستريد ذلك.

    ثم تمرّ الأيام ويخفق قلبك.. يداك تتعرق.. تفقد شهيتك.. لا يمكنك التركيز أو النوم! قليل من المشاعر، وقليل من الأغاني الرومانسية، وقليلٌ من التلهّف لمحادثة أو لقاء ذاك الشخص أو تلك الفتاة في العمل أو الجامعة.. لا يهم.. ما هذا الغباء؟؟ تعبيرٌ مجازي عن بداية وقوعك في الحب. أريد منك الآن أن تبتعد عن إلقاء فلسفتك العظيمة -مع احترامي لها- بأن تقول لي “ولماذا تحصرين الحب بالأشخاص؟ أنا واقعٌ في حبّ الشاورما وورق العنب!”. اصمت رجاءً، كلّنا يحبّ أهله وأصدقاءه وحيوانه الأليف بدرجاتٍ متفاوتة، إنما الحب الروحي له معنى آخر.

    يقول الكاتب محمد طارق:


    وكأنك في خلافٍ أبدي مع الحب.. إما أن تجد من يحبك وأنت لا تحبه، أو أنك تحب من لا يحبك، ولو شاء القدر والتقيت بمن يحبك وتحبه.. لا تحبكما الحياة معًا.

    أحقًا هو كذلك الأمر؟ ليس لدي من العمر والخبرة ما يكفي لأحكم، ولكن للأسف، أعتقد أن هناك مكانٌ لهذه المقولة في حياتنا جميعًا. أظن أن الحب الحقيقي يجب أن يكون موجودًا، لا تضرب لي مثلًا عن أشخاص أحبوا أزواجهم أو زوجاتهم! أعتقد أن هذا الحب هو منحى آخر بشكلٍ جزئي، مبنيٌّ على الاحترام والثقة وغيرها من الأمور الواجب تواجدها لتبني عائلة محترمة. نحن نتحدث هنا عن “سهم كيوبيد Cupid’s Arrow” الذي يخترق قلبك عندما تقع في الحب.. ما هو سهم كيوبيد؟!! بالتأكيد ليس سهمًا حقيقيًا، إليك هذه الأسطورة الجميلة عن سهم كيوبيد قبل أن نفسر غباء الحب.

    أسطورة سهم العشق “كيوبيد”


    كيوبيد هو ذلك الطفل الملاك، الطفل الصغير البريء ذو الجناحين، يحمل قوسًا وسهمًا صغيرين. لا بدّ وأنك رأيته من قبل في روايةٍ ما أو في برامج الأطفال الصغار أو فيلم أو غيرها. كان كيوبيد معروفًا لدى اليونانيين باسم “إيروس” وتعني “إله الحب”.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	%D8%B3%D9%87%D9%85-%D9%83%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%AF.jpg 
مشاهدات:	6 
الحجم:	50.6 كيلوبايت 
الهوية:	43163

    أحد المؤلفين الأوائل لآلهة الحب إيروس هو هسيود (Hesiod)، وكان ذلك حوالي 700 عام قبل الميلاد، إذ وصفه في كتابه ثيوغونيا (Theogony) بأنه أحد الآلهة الكونية في العصور البدائية، وقد وُلد من بيضة العالم. اختلفت الروايات اللاحقة مع هذه الرواية، إذ ادعى البعض أن إيروس هو ابن أفروديت “آلهة الحب والجمال” وحبيبها آريس “إله الحرب”. بأسلحته الفتّاكة، تلك السّهام الذهبية، ضرب إيروس قلوب الآلهة والبشر جميعًا، ولعب بمشاعرهم ليثير الحب بينهم.

    أعاد بعض المؤلفين الرومان سرد أسطورة إيروس اليونانية فيما بعد. يُقال: أطلق كيوبيد الصغير سهمًا ذهبيًا على إله النور أبولو (Apollo)، وكان ذلك انتقامًا من أبولو الذي حصل على سهمٍ من أحد التنانين المسمى بايثون، وأصبح متعجرفًا لدرجة أنه أمر إيروس بترك سهامه والتقليل من واجبه في دبّ الحب والعاطفة بين الناس. وقع أبولو على إثر سهم الحب في حب الحورية الجميلة دافني (Daphne)، وكان إيروس قد أطلق في المقابل سهم الكره في قلب دافني لتنفر من أبولو، وبالفعل، كانت ترفض حبّه على الدوام.

    كانت تلك بعض أساطير كيوبيد إله الحب. بالتأكيد، فإن تلك مجرّد أساطير للتعبير عن مشاعر الحب التي تخترق قلبك وعقلك، ولكن علميًا، يمكننا وصف سهم كيوبيد بالشكل التالي:

    “عندما يصيبك سهم كيوبيد لأول مرة، فإنه يخترق قلبك، وينزف كميات كبيرة من المواد الكيميائية المسؤولة عن الشعور بالسعادة، ومنها الدوبامين والأدرينالين. يترك ذلك أثرًا في دماغك، ويصبح غير قادر على التفكير العقلاني الطبيعي”.

    دعنا من هذا الآن، لماذا تصبح غبيًا عندما تقع في الحب؟ ألا تلاحظ ذلك؟ تراك شخصًا طبيعيًا عاديًا عندما يكلّمك صديقك المفضل على الواتساب مثلًا، أو إذا رأيت جارك وتبادلتما بعض الأحاديث، ستكون أنت.. إنما عندما تبدأ بمحادثة ذلك الذي يهيمن على عقلك وقلبك، فيبدو وكأنه أحاط التلافيف المخية والأجزاء المسؤولة عن التفكير، بغلاف بلاستيكي هشّ.. هشّ ولكن، ستصبح غبيًا لدرجة أنك تخاف أن تمزّقه.

    غباء الحب درجات!!

    نعم.. كما يوجد طالب ذكيّ في الرياضيات، وطالبٌ أقل ذكاءً، وآخر لا يفهمها إطلاقًا.. يوجد درجات متفاوتة لغباء الحب. إذا كنت محبًا على درجة ما من الذكاء؛ فغالبًا ستفهم تلميحات الشريك، سواء بالموافقة أو الرفض، وهذا يليه إما شجاعة على إبراز الشعور، أو القيام بانسحاب تكتيكي.. بينما إذا كنت غبيًا صديقي، فستبدأ بخلق واختلاق وبثق الأعذار في نفسك، لأي تصرف قد يتصرفه الطرف الآخر.. قد لا تبادلك “الكراش” الشعور، ولكنك ستبرر لها أي ردة فعل أبدت فيها كرهها لك.. هنا، تزيد حربك النفسية الطاحنة.
    بعض التفسيرات المنطقية لغباء الحب


    نحن لا نريد أن تفسّر لنا جدّتنا لماذا نبدو أو نصبح أغبياءً في نظرية الحب، ننتظر تفسيرًا علميًا منطقيًا، إذ من المنطق عندما يكون هناك آفة جماعية، أن يكون المسبّب واحد. صديقي، لنرى بعض تلك التفسيرات، لعلّك تحتاجها يومًا ما لتبرر “الغباء المُبتكر” هذا:

    الدراسة الأولى

    في دراسة لعام 2013، أجراها الدكتور هينك فان ستينبرغن (Henk van Steenbergen) في جامعة ليدن (Leiden) في هولندا، وبالاشتراك مع باحثين آخرين في جامعة ماريلاند (Maryland)، كانت نتائجها أن الرومانسية اليانعة أو الناشئة حديثًا تقلل مؤقتًا من الموارد المعرفيّة. وبالطبع، كأي دراسة علمية أخرى، كانت لهذه الدراسة اختبارات عديدة.

    أجريت الدراسة على 51 شخصًا ممن شاركوا في علاقات رومانسية (وبشكلٍ خاص تلك التي استمرّت لمدة ستة شهور أو أقل)، بدايةً، أُعطي كل منهم بعض المعلومات، وطُلب منهم التمييز بين المعلومات المهمة والمعلومات غير المهمة بسرعة وبأقل وقت ممكن. استكمل الخبراء الاختبار بجعل الأشخاص يستمعون لموسيقى رومانسية، وطبعًا كان الهدف من ذلك هو تذكير كلٍّ منهم بشريكه، وإثارة مشاعر الحب، ومراقبة كل شخص بغض النظر عن الجنس (ذكر أو أنثى)، لمعرفة درجة الحب التي تهيمن عليه.

    أما النتيجة، فأفضت إلى وجود علاقة وثيقة بين الأداء الضعيف عند البعض في الاختبار، وحالة الشخص (مشاعره) بعد سماع الموسيقى والدخول في حالة الحب. كانت العلاقة عكسية تمامًا بين درجة الحب والأداء الجيد في الاختبار، واتضح أنه كلّما كان الشخص أقل حبًا أو اهتمامًا بالشريك، كانت نتيجة الاختبار لديه أعلى وأفضل، والعكس صحيح، كانت نتائج الغارقين في الحب سيئة.

    يبدو أن الانخراط في مشاعر الحب، يقلل من قدرتنا على التركيز وإنجاز المهام أيضًا، ذلك أن الشخص الذي يهمنا، يشغل بعضًا من المساحة الحيوية في الدماغ. يمكنك تشبيه ذلك بكمبيوترك حرفيًا، عندما تقع في الحب، يصبح الشخص الآخر مهمًا بالنسبة لك، ويشغل مساحة من “القرص الصلب” الخاص بدماغك. لا يزال بإمكانك العمل والتقدم بشكل جيد، إنما أبطأ مما كنت عليه.
    الدراسة الثانية


    كانت هذه الدراسة نتيجة وقوع العالم الذي أجراها نفسه في الحب، آرثر آرون (Arthur Aron)، وهو عالم نفس أمريكي. عندما شعر آرون نفسه يغرق في خضمّ مشاعر الحب، لم يقف عاجزًا أو مستسلمًا للغباء، بل فعل شيئًا مختلفًا، شرع إلى التحقيق فيما يحدث لكيميائية الدماغ.

    وقع آرون في حبّ زميلته عندما كان يكمل دراسته للحصول على درجة الماجستير في علم النفس، عانى من جميع أعراض الحب، فقدان الشهية، والأرق، والاشتياق، والرغبة الكبيرة في أن يكون بالقرب من زميلته. الجدير بالذكر، قبل أن نبدأ بالأبحاث التي قام بها آرون، أنه تزوّج من حبيبته تلك.

    ركّز آرون في دراسته على طريقة عمل الناس، وعلاقاتهم في مجموعات صغيرة، تعاون مع مجموعة صغيرة من العلماء لرسم خارطة تبيّن تأثير الحب على دماغ الإنسان. أجريت الدراسة على عدد من الأشخاص من كِلا الجنسين، إذ كان العلماء يضعون صورة مكتوبٌ عليها “Sweety” والتي تعني حبيبي/حبيبتي، ولاحظوا أن أدمغة هؤلاء الأشخاص تستجيب وتعمل في المناطق نفسها التي تعمل بها عند توقّع تناول الطعام المفضّل، أو ربح الكثير من المال، أو أي شيء جيّد يفرحهم. يقول آرون: “الحب ليس عاطفة، إنما دافع كالجوع أو الإدمان مثلًا، ليس عاطفة إنما يفضي بك إلى جميع العواطف الأخرى في حال لم تستطع التعامل معه”.

    في إحدى الدراسات التي أجراها آرون مع مجموعة من العلماء، نسّقوا استبيانًا خاصًا للناس الذين يعانون من الحب، يحتوي الاستبيان أسئلة حول معلومات تتعلق بالشخص نفسه، وذلك لقياس شدّة المشاعر لديه. طبعًا كان ذلك الاختبار آلة التصوير بالرنين المغناطيسي، أعتقد أنك تعرفها مسبقًا أو تعرف آلية عملها.. باختصار، تُستخدم آلة التصوير الأسطوانية هذه لتحديد مناطق الألم أو أي عوارض صحية.. هنا، استخدم العلماء هذه الآلة لكشف مناطق الدماغ الأكثر تأثرًا بالحب، ذلك عن طريق معرفة تغيّرات تدفّق الدم في أجزاء مختلفة من الدماغ. بشكل عام، أي تزايد واضح في كمية الدم في منطقة من الدماغ يفضي إلى أن هذه المنطقة أصبحت أكثر نشاطًا.

    جرى الاختبار بطلبٍ من كل متطوّع/ متطوعة أن ينظر إلى صورة حبيبته/ حبيبها، ويتذكّر بعض اللحظات الرومانسية بينهما، وبعد ذلك أن ينظر كل منهما أيضًا إلى صورة أحد أصدقائه ويتذكر لحظات عادية جرت بينهم. كان الغرض من هذا الاستبدال الدوري بين الصور هو الحفاظ على فصل الاستجابتين العاطفيتين المختلفتين اللتين حصل عليهما العلماء من التصوير بعد كل نظرة إلى الصور؛ إذ كانت آلة التصوير المغناطيسي تحافظ على مستوى نشاط التسجيل في دماغ كل شخص.

    مناطق الدماغ التي تُضيء عندما تحب

    في نشاط الحب، تعمل منطقتان في الدماغ على وجه الخصوص:
    1. منطقة الغدة البطنية: مجموعة من الخلايا العصبية وتتميز بوجود الخلايا العصبية الدوبامينية، وتقع في الدماغ المتوسط. هذه المنطقة هي المسؤول الرئيس عن مشاعر المكافأة للنفس، ودوافع الرغبة بالحب.
    2. النِّوى الذليلية: وتقع بالقرب من مقدمة الرأس، أسفل القشرة الدماغية. تشارك هذه النواة في مجموعة متنوعة من الوظائف المعرفية والعاطفية.

    إن كلًا من الغدة البطنية والنوى الذليلية تشارك في وظائف أساسية في أجسامنا، الأكل والشرب والبلع، وكما نلاحظ؛ هذه الأفعال يمكننا اعتبارها لا إرادية بالنسبة لنظام الجسم. في الواقع، معظم الأنشطة التي تحدث في هذه المناطق تتم على مستوى اللاوعي، أو اللاإدراك، وهذا ما يجعلنا منطقيًا من الصعب أن نتحكم في مشاعرنا المرتبطة بالحب.

    من جهة أخرى، كِلا المنطقتين أيضًا مليئتين بالخلايا التي تنتج أو تتلقى المادة الكيميائية المساهمة في الشعور بالسعادة والمتعة وهي الدوبامين (Dopamine). يعمل الدوبامين مع الخلايا العصبية الأخرى ويساعدك على التركيز فيما تريده حقًا، ويشمل ذلك السعي وراء الاهتمام الرومانسي.

    تعمل أيضًا بعض المواد الكيميائية الأخرى إلى جانب الدوبامين في تنشيط استجابتك، مثل الأدرينالين (Adrenaline)، عند إفراز هذا الهرمون بشكل كبير؛ فإنه يزيد من معدل ضربات القلب ويزوّد عضلات الجسم بالمزيد من الأكسجين، وهذا ما يجعل لدى جسمنا ردات فعل مختلفة، كتعرّق راحتي اليدين عند تذكر الحبيب أو محادثته، والأرق وفقدان الشهية، ويشجعك أيضًا على فعل أشياء لا إرادية بدون التفكير في النتيجة، إرسال رسائل نصية كثيرة بحجج سخيفة، وقد تصبح مهووسًا (لن تشعر أنت بذلك بل من حولك غالبًا).

    هل ستستمر حالة الغباء هذه؟!

    لحسن الحظ، لا تستمر هذه المرحلة المحمومة من الحب. أنا لا أقول أن الحب يختفي، ولكن في حال دخلت في خضمّ العلاقة، فتزول هذه المرحلة الهوسية شيئًا فشيئًا، إذ تعود مستويات دوبامينك لطبيعتها، ويندفع الأدرينالين بشكل أقل.

    كما قلت، الحب لا يزول؛ إنما يترسخ.. بمعنى علمي أيضًا، إذا دخلت في علاقة الحب واستمرّت هذه العلاقة لأكثر من عدة أشهر أو ربما عام، فإن انخفاض مستويات اندفاع الدوبامين والأدرينالين فيما بعد، غالبًا ما سيرافقه ارتفاع في مستوى مادة كيميائية أخرى تظهر في ساحة المعركة، وهي الأوكسيتوسين (Oxytocin). كمعلومة صغيرة، يلعب هذا الهرمون دورًا مهمًا في عملية الولادة، يؤثر على انقباضات المخاض، وله دور في إنتاج الحليب لدى الأمهات المرضعات، ويعمل على التقارب العاطفي الاستثنائي بين الأم وطفلها، إذًا ليس من المستغرب أن يكون لهذا الهرمون دور في شعور الحب.

    يبدأ إفراز هذه المادة بعد مستويات متقدمة من الحب، فأنت أصبحت ترى محبوبتك كثيرًا، وأحيانًا قد تقبّلها، تمسك يديها، وهذا ما يكسر حاجز الدوبامين ويحلّ محله الأوكسيتوسين. يلعب هذا الهرمون دورًا مهمًا في بناء الثقة وتقليل التوتر، ما يجعل هذا حبيبك مصدر ثقة لا إرادية بالنسبة لك.

    يقول ستينبرغن، إنه من أجل إقامة طويلة المدى مع من نحب، يجب إعادة السيطرة المعرفيّة على أدمغتنا، عندما ينضج حبّك ليتحوّل إلى شُعلة مضيئة ثابتة، بدلًا من الألعاب النارية التي تفرقع في عقلك. لا بأس ببعض الغباء فهو ليس أسوأ شيء ممكن حصوله، غباؤك هنا يعطيك قليلًا من التواضع، أو صفاء القلب.

    قد لا يكون كلامي هذا كافيًا، وقد لا يوافقني البعض، نعم لن أستطيع إقناع الجميع ولكن على الأقل، جئنا ببعض التبريرات لمن يريد. أنت لست وحدك، ملايين الأغبياء من حولك، استرخِ يا عزيزي أو عزيزتي، مهما يكن، استرخوا يا أغبياء الحب.
يعمل...
X