التّشكيليّ "سائد سلوم".. رماديّة الرّيشة تستشرف المستقبل في "ورد وحجر"
رامه الشويكي
دمشق
مرت لوحاته بعدة مراحل بدءاً من الكلاسيكية والتعبيرية فالسريالية، وصولاً إلى التجريدية التعبيرية التي تعكس رؤيته للواقع، إذ تتميز لوحات الفنان "سائد سلوم" بتكنيك عالٍ جعلها في الصف الأول، وهذا ما بدا جلياً في معرضه الأخير والذي عكس تجربته الشخصية والنفسية خلال فترة الحرب.
"ورد وحجر"
حول معرضه الفردي الأخير الذي أقيم في 19 تشرين الأول 2022 في البيت الأزرق ضمن احتفالية أيام الفن التشكيلي السوري يقول الدكتور "سائد سلوم" في حديثه لـ"مدونة وطن": «ضم معرض "ورد وحجر" حوالي 41 لوحة فنية من أحجام متنوعة، بعضها كبير جداً يصل لحدود المترين منفذة بمادة الأكريليك وأتربة مختلطة مع وسيط مائي، وهو يعكس تجربتي الشخصية والنفسية ومشاعرنا خلال فترة معينة مرتبطة بالحرب، ويمكن ملاحظة الألوان الترابية والرمادية المرتبطة بالإحساس وقضية التقشف اللوني في اللوحة وهو أقرب لتكثيف الدلالة التعبيرية التي نعيشها».
ويتابع: «ليس القصد إبراز حالة أو رؤية سوداوية للمستقبل بل استشراف للواقع المعاش ليس في "سورية" فقط بل في العالم أجمع، وحاولت من خلال مشاعري الخاصة التعبير عن التغيرات والتحولات المؤدية للتغيير في الفكر البشري والتساؤل حول مستقبل الإنسان في ظلّ التطورات التي تطغى عليها الحروب والقتال وتفسخ العلاقات الإنسانية والاجتماعية، وحاولت من خلاله تقديم رسالة للإنسانية أجمع بأن ننتبه لمستقبل البشرية والمسارات الحالية إلى أين تقود الإنسانية بشكل عام».
من لوحاتهمسرح جديد
د."فؤاد دحدوح" عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق"
وحول تجربته التشكيلية يقول "سلوم": «في مراحل سابقة تناولت قضية الحرف والكتابة العربية في اللوحة وكان لها ترتيبها الخاص، لكن لاحقاً قدمت تجربة إنسان يعيش الأحاسيس، وكانت هناك نقاط انعطاف من خلال المعارض التي قدمتها سواءً من ناحية الموضوعات المطروحة أو على صعيد الأحداث الموجودة أو التشكيل وبنية العمل الفني، مثلاً نلاحظ اختلاف حجم اللوحات التي أصبحت مرتبطة بمسرح جديد تنفلت فيه الريشة والألوان والأداء الانفعالي تجاه ما يحدث في الواقع».
خصوصية الشباب
وحول تجربة الفنانين الشباب يقول: «ألاحظ من خلال مشروعات التخرج اهتمامات الشباب وأحاول فهمهم من خلالها والتعرف إلى أهدافهم، حيث ينطلق الطالب من خلال هذه المشروعات بحرية تجاه ذاته الداخلية ورؤيته الإبداعية تجاه الواقع، وأجد أن ثمة كثيراً من الأعمال الفنية تعكس واقعاً مختلفاً وغريباً، حيث نتنبه للمستقبل من خلال هؤلاء الشباب، وعلى صعيد التشكيل يقدمون تجارب تقنية مهمة جداً من حيث استخدام المواد المحلية كالأتربة والخامات المحلية بالعمل الفني والتي تضيف له خصوصية، بالإضافة إلى اختلافهم عن الآخرين في الموضوعات وفق التسلسل العمري نلاحظ أن لكل مرحلة اهتماماتها ومشكلاتها».
من معرضه الفردي الأخيرالمسيرة الجامعية
الصعوبات التي تواجه الفن التشكيلي في "سورية" هي الحصار الخارجي الذي يفرض معاناة في الوضع الاجتماعي والاقتصادي وحول ذلك يقول: «يشكل هذا الوضع البنية الأولى للطالب أو الفنان الشاب لتأمين مواد عمله الفني، لذلك نرى كثيرين يعملون في مجالات أخرى لتأمين نفقات الدراسة، صحيح أن الفن التشكيلي صادق جداً في التعبير عن الواقع لكنه من دون مردود مادي لجيل الشباب وهذه نقطة مهمة جداً، حيث أدرس للطلاب من السنة الأولى وحتى الرابعة قسم التصوير ولدي مواد اختصاصية للسنة الثالثة وهي "التحليل والنقد" وهي مهمة جداً تعرفهم إلى فنون الحداثة وكيفية تذوق هذه الأعمال ونقدها وفق مناهج نقدية، وللسنة الرابعة أدرس مواد تتعلق بعلم الجمال ونحاول تهيئة الطلاب وتقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات لهم ليكونوا مهيئين لسوق العمل».
رمادية
بدوره يرى الفنان التشكيلي وعميد كلية الفنون الجميلة الدكتور "فؤاد دحدوح" أن الفنان التشكيلي "سائد سلوم" يعمل بطريقة جميلة جداً وهي الإيحاء بالتعبير التجريدي.
ويضيف: «في بداية عمله الفني كانت لوحته أقرب إلى "السكيتش" لكن مع الوقت نضجت تجربته التشكيلية بشكل كبير وأصبحت لوحاته مختمرة، فهو يمتلك تكنيكاً عالياً جداً واعتبر لوحاته في الصف الأول، كان معرضه الأخير نموذجاً لاكتمال ونضج التجربة التشكيلية، استخدم في لوحاته الألوان الرمادية والبنية التي تعبر عن الواقع الذي نعيشه، لأن أي عمل حتى ولو كان تجريبياً فهو انعكاس للواقع».
نذكر أن الفنان التشكيلي د."سائد سلوم" من مواليد "دمشق" عام 1970، تخرج من كلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 1993، حصل على دبلوم دراسات عليا عام 1995 ثم حصل على الماجستير عام 2003، وبعدها الدكتوراه، وهو محاضر ورئيس قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق وله العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل "سورية" وخارجها.
رامه الشويكي
دمشق
مرت لوحاته بعدة مراحل بدءاً من الكلاسيكية والتعبيرية فالسريالية، وصولاً إلى التجريدية التعبيرية التي تعكس رؤيته للواقع، إذ تتميز لوحات الفنان "سائد سلوم" بتكنيك عالٍ جعلها في الصف الأول، وهذا ما بدا جلياً في معرضه الأخير والذي عكس تجربته الشخصية والنفسية خلال فترة الحرب.
"ورد وحجر"
حول معرضه الفردي الأخير الذي أقيم في 19 تشرين الأول 2022 في البيت الأزرق ضمن احتفالية أيام الفن التشكيلي السوري يقول الدكتور "سائد سلوم" في حديثه لـ"مدونة وطن": «ضم معرض "ورد وحجر" حوالي 41 لوحة فنية من أحجام متنوعة، بعضها كبير جداً يصل لحدود المترين منفذة بمادة الأكريليك وأتربة مختلطة مع وسيط مائي، وهو يعكس تجربتي الشخصية والنفسية ومشاعرنا خلال فترة معينة مرتبطة بالحرب، ويمكن ملاحظة الألوان الترابية والرمادية المرتبطة بالإحساس وقضية التقشف اللوني في اللوحة وهو أقرب لتكثيف الدلالة التعبيرية التي نعيشها».
ضم معرض "ورد وحجر" حوالي 41 لوحة فنية من أحجام متنوعة، بعضها كبير جداً يصل لحدود المترين منفذة بمادة الأكريليك وأتربة مختلطة مع وسيط مائي، وهو يعكس تجربتي الشخصية والنفسية ومشاعرنا خلال فترة معينة مرتبطة بالحرب، ويمكن ملاحظة الألوان الترابية والرمادية المرتبطة بالإحساس وقضية التقشف اللوني في اللوحة وهو أقرب لتكثيف الدلالة التعبيرية التي نعيشها
ويتابع: «ليس القصد إبراز حالة أو رؤية سوداوية للمستقبل بل استشراف للواقع المعاش ليس في "سورية" فقط بل في العالم أجمع، وحاولت من خلال مشاعري الخاصة التعبير عن التغيرات والتحولات المؤدية للتغيير في الفكر البشري والتساؤل حول مستقبل الإنسان في ظلّ التطورات التي تطغى عليها الحروب والقتال وتفسخ العلاقات الإنسانية والاجتماعية، وحاولت من خلاله تقديم رسالة للإنسانية أجمع بأن ننتبه لمستقبل البشرية والمسارات الحالية إلى أين تقود الإنسانية بشكل عام».
من لوحاتهمسرح جديد
د."فؤاد دحدوح" عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق"
وحول تجربته التشكيلية يقول "سلوم": «في مراحل سابقة تناولت قضية الحرف والكتابة العربية في اللوحة وكان لها ترتيبها الخاص، لكن لاحقاً قدمت تجربة إنسان يعيش الأحاسيس، وكانت هناك نقاط انعطاف من خلال المعارض التي قدمتها سواءً من ناحية الموضوعات المطروحة أو على صعيد الأحداث الموجودة أو التشكيل وبنية العمل الفني، مثلاً نلاحظ اختلاف حجم اللوحات التي أصبحت مرتبطة بمسرح جديد تنفلت فيه الريشة والألوان والأداء الانفعالي تجاه ما يحدث في الواقع».
خصوصية الشباب
وحول تجربة الفنانين الشباب يقول: «ألاحظ من خلال مشروعات التخرج اهتمامات الشباب وأحاول فهمهم من خلالها والتعرف إلى أهدافهم، حيث ينطلق الطالب من خلال هذه المشروعات بحرية تجاه ذاته الداخلية ورؤيته الإبداعية تجاه الواقع، وأجد أن ثمة كثيراً من الأعمال الفنية تعكس واقعاً مختلفاً وغريباً، حيث نتنبه للمستقبل من خلال هؤلاء الشباب، وعلى صعيد التشكيل يقدمون تجارب تقنية مهمة جداً من حيث استخدام المواد المحلية كالأتربة والخامات المحلية بالعمل الفني والتي تضيف له خصوصية، بالإضافة إلى اختلافهم عن الآخرين في الموضوعات وفق التسلسل العمري نلاحظ أن لكل مرحلة اهتماماتها ومشكلاتها».
من معرضه الفردي الأخيرالمسيرة الجامعية
الصعوبات التي تواجه الفن التشكيلي في "سورية" هي الحصار الخارجي الذي يفرض معاناة في الوضع الاجتماعي والاقتصادي وحول ذلك يقول: «يشكل هذا الوضع البنية الأولى للطالب أو الفنان الشاب لتأمين مواد عمله الفني، لذلك نرى كثيرين يعملون في مجالات أخرى لتأمين نفقات الدراسة، صحيح أن الفن التشكيلي صادق جداً في التعبير عن الواقع لكنه من دون مردود مادي لجيل الشباب وهذه نقطة مهمة جداً، حيث أدرس للطلاب من السنة الأولى وحتى الرابعة قسم التصوير ولدي مواد اختصاصية للسنة الثالثة وهي "التحليل والنقد" وهي مهمة جداً تعرفهم إلى فنون الحداثة وكيفية تذوق هذه الأعمال ونقدها وفق مناهج نقدية، وللسنة الرابعة أدرس مواد تتعلق بعلم الجمال ونحاول تهيئة الطلاب وتقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات لهم ليكونوا مهيئين لسوق العمل».
رمادية
بدوره يرى الفنان التشكيلي وعميد كلية الفنون الجميلة الدكتور "فؤاد دحدوح" أن الفنان التشكيلي "سائد سلوم" يعمل بطريقة جميلة جداً وهي الإيحاء بالتعبير التجريدي.
ويضيف: «في بداية عمله الفني كانت لوحته أقرب إلى "السكيتش" لكن مع الوقت نضجت تجربته التشكيلية بشكل كبير وأصبحت لوحاته مختمرة، فهو يمتلك تكنيكاً عالياً جداً واعتبر لوحاته في الصف الأول، كان معرضه الأخير نموذجاً لاكتمال ونضج التجربة التشكيلية، استخدم في لوحاته الألوان الرمادية والبنية التي تعبر عن الواقع الذي نعيشه، لأن أي عمل حتى ولو كان تجريبياً فهو انعكاس للواقع».
نذكر أن الفنان التشكيلي د."سائد سلوم" من مواليد "دمشق" عام 1970، تخرج من كلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 1993، حصل على دبلوم دراسات عليا عام 1995 ثم حصل على الماجستير عام 2003، وبعدها الدكتوراه، وهو محاضر ورئيس قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق وله العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل "سورية" وخارجها.