الطباعة والحفر عند "ديب"... تفرد بفلسفة أنثى
نورس علي
طرطوس
فضولها الفني دفعها للغوص بمنهجية الغرافيك والطباعة التشكيلية بشكل علمي أكاديمي باستخدام الأسود ومشتقات الرمادي، فمنحت لوحاتها فلسفة سريالية ميّزت أعمالها.
مدونة وطن eSyria التقت الفنانة "ليندا نسيم ديب" وأجرت معها الحوار التالي:
لوحة الخلق والحياة
** بدأت في مركز "أحمد خليل للفنون التشكيلية" بالرسم العادي بقلم الرصاص والألوان الزيتية، ومنها بدأت محبتي للتشكيل التي دفعتني لاختيار كلية "الفنون الجميلة"، وخلال الدراسة الأكاديمية تعلمت كيفية قراءة اللوحة التشكيلية وماهية اللون ورمزيته على السطح الغرافيكي وكيف يمكن توظيفه إيجاباً أو سلباً، ومنها درست طبيعة المدارس الفنية وماهيتها، لأتمكن فيما بعد من اختيار خطي الفني ومناسبة قدراتي ومهاراتي وتوافقها معها، ومن ثم تطويرها وفق رؤى خاصة.
ليندا خلال معرضها الجماعي الأول
** تجسيد الفكرة الموجودة في المخيلة وصبها على الأوراق هي أصعب المراحل بالنسبة للفنان، لأنه خلال مراحل التجسيد من الممكن أن تتغير ويطرأ عليها تعديلات تخدمها أكثر، فمن الممكن أن تأخذ من ذات الشخص ونفسيته الداخلية شيئاً، إذاً مرحلة صب الفكرة على الأوراق وإخراجها بمنهجية فكرية فلسفية تحتاج إلى دراسة أكاديمية، وبما أني اخترت اختصاص الغرافيك أحاول إظهارها بمهارات هذا الاختصاص كالحفر والطباعة، ومن الممكن أن أدخل على التصوير الفني لأقوي عملي الفني به.
من لوحاتها
** كان قسم الغرافيك محدثاً وجديداً بمنهجيته الفكرية عليّ، والفضول دفعني للخوض فيه ومعرفة ماهيته وفلسفة التعامل معه، خاصة أنه في الحياة التشكيلية العامة لم يكن شائعاً كما الرسم والتصوير، فأدواته الأسيد والأحماض والمعادن واللينينيون والخشب، وكلها جديدة بالنسبة لي واستهوتني للخوض فيها.
** لم أجد صعوبة بالتعامل معها، خاصة أنه لم يعد هناك فرق كبير بين اختصاص الذكور والأناث في التعليم الأكاديمي، فالتقنيات الجديدة والمواد العازلة خففت كثيراً من نتائجها وانعكاساتها، وهي لا تحتاج للقوة العضلية بل لريشة فقط، وبالنسبة للأحماض فهي أحماض ممدة ويمكن التعامل معها بسهولة، وكذلك الحفر فيمكن الحفر بالإبرة يدوياً وببساطة.
** قدمت لوحة مستوحاة من البيئة الريفية السورية محفورة بالأحماض، وهي بالأسود ودرجات الرمادي فقط لا غير دون إدخال أي لون آخر، فيمكن بالغرافيك والحفر الدخول على مختلف المدارس التشكيلية بكل سهولة وبساطة، ولكن بتعاملات وأدوات مختلفة، وهذا دفعني للغوص في السريالية كما في لوحة "الخلق والحياة".
وبالنسبة للوحة "الخلق والحياة" اخترت منهجية الفلسفة العامة من الواقع والطبيعة وعلاقتها مع الإنسان، وكيف بدأ الإنسان بها، وتعامل معها، وما هو ارتباطه بها، وهي كما العنوان العريض مستمدة من الواقع، ولكن دمجت معها العوامل والعناصر الواقعية الطبيعية بفلسفة السريالية، والمهارة فيها أننا لو نظرنا إليها في الواقع فقد لا نجد هذا الدمج، ولكن من خلال السريالية تمكنت من مدمجها بعضها ببعض بكل نجاح، وهنا يمكن القول إن الأفكار مستمده من المجتمع والعلم بكل منهجية فكرية فلسفية.
والجميل في الأمر أن هذه اللوحات تحتمل مختلف القراءات، فيمكن للطبيب أن يقرأها بطريقة تختلف عن الرجل المتدين وتختلف أيضاً بقراءتها عن المتلقي العادي أو الأكاديمي المختص.
** المشاركة الجماعية نشاط رائع للحوار فيما بيننا، خاصة أنني مختلفة في طبيعة لوحاتي عن البقية، وهنا من المهم الاستفادة من تجاربهم وأفكارهم بالرسم التصويري، ومن الممكن أن استوحي من أفكارهم الزيتية رؤى أظهرها بالغرافيك ونظرة الرماديات.
وفي لقاء مع التشكيلي "أحمد خليل" قال: «اختصاص الغرافيك الذي تعمل عليه الفنانة "ليندا ديب" قليل جداً في "سورية" وهذا بشكل عام، فهو يعيدنا إلى حوالي /1836/ سنة عندما استخدمت الطباعة الحجرية أو مرة، والتي تحولت فيما بعد إلى الحفر والطباعة على المعادن ومن ثم إعادة طباعتها على السطوح البيضاء بالشكل المطلوب، وهذا أمر رائع من فتاة شابة في مقتبل العمر.
ففكرة توضيح الأفكار الفنية التشكيلية بالأسود والأبيض هي حرفية عالية تقدمها ضمن مجالها الاختصاصي بالغرافيك، ففي الطباعة يستطيع الفنان أن يعطي للمتلقي لوحة أو مشهداً لم يعتد على رؤيته منذ مئات السنين وهنا لعبة الغرافيك».
نورس علي
طرطوس
فضولها الفني دفعها للغوص بمنهجية الغرافيك والطباعة التشكيلية بشكل علمي أكاديمي باستخدام الأسود ومشتقات الرمادي، فمنحت لوحاتها فلسفة سريالية ميّزت أعمالها.
مدونة وطن eSyria التقت الفنانة "ليندا نسيم ديب" وأجرت معها الحوار التالي:
اختصاص الغرافيك الذي تعمل عليه الفنانة "ليندا ديب" قليل جداً في "سورية" وهذا بشكل عام، فهو يعيدنا إلى حوالي /1836/ سنة عندما استخدمت الطباعة الحجرية أو مرة، والتي تحولت فيما بعد إلى الحفر والطباعة على المعادن ومن ثم إعادة طباعتها على السطوح البيضاء بالشكل المطلوب، وهذا أمر رائع من فتاة شابة في مقتبل العمر. ففكرة توضيح الأفكار الفنية التشكيلية بالأسود والأبيض هي حرفية عالية تقدمها ضمن مجالها الاختصاصي بالغرافيك، ففي الطباعة يستطيع الفنان أن يعطي للمتلقي لوحة أو مشهداً لم يعتد على رؤيته منذ مئات السنين وهنا لعبة الغرافيك
- كيف بدأ تعاملك مع السطوح الغرافيكية فنياً؟
لوحة الخلق والحياة
** بدأت في مركز "أحمد خليل للفنون التشكيلية" بالرسم العادي بقلم الرصاص والألوان الزيتية، ومنها بدأت محبتي للتشكيل التي دفعتني لاختيار كلية "الفنون الجميلة"، وخلال الدراسة الأكاديمية تعلمت كيفية قراءة اللوحة التشكيلية وماهية اللون ورمزيته على السطح الغرافيكي وكيف يمكن توظيفه إيجاباً أو سلباً، ومنها درست طبيعة المدارس الفنية وماهيتها، لأتمكن فيما بعد من اختيار خطي الفني ومناسبة قدراتي ومهاراتي وتوافقها معها، ومن ثم تطويرها وفق رؤى خاصة.
- تطوير الأدوات الفنية والتمكن منها بمنهجية علمية يحتاج إلى الكثير من المتابعة، حدثينا عن هذا الجانب؟
ليندا خلال معرضها الجماعي الأول
** تجسيد الفكرة الموجودة في المخيلة وصبها على الأوراق هي أصعب المراحل بالنسبة للفنان، لأنه خلال مراحل التجسيد من الممكن أن تتغير ويطرأ عليها تعديلات تخدمها أكثر، فمن الممكن أن تأخذ من ذات الشخص ونفسيته الداخلية شيئاً، إذاً مرحلة صب الفكرة على الأوراق وإخراجها بمنهجية فكرية فلسفية تحتاج إلى دراسة أكاديمية، وبما أني اخترت اختصاص الغرافيك أحاول إظهارها بمهارات هذا الاختصاص كالحفر والطباعة، ومن الممكن أن أدخل على التصوير الفني لأقوي عملي الفني به.
- لماذا اخترت اختصاص الغرافيك، هل لأنها تناسبت مع مهاراتك؟
من لوحاتها
** كان قسم الغرافيك محدثاً وجديداً بمنهجيته الفكرية عليّ، والفضول دفعني للخوض فيه ومعرفة ماهيته وفلسفة التعامل معه، خاصة أنه في الحياة التشكيلية العامة لم يكن شائعاً كما الرسم والتصوير، فأدواته الأسيد والأحماض والمعادن واللينينيون والخشب، وكلها جديدة بالنسبة لي واستهوتني للخوض فيها.
- خامات الغرافيك خامات صعبة فمنها كما ذكرت الأسيد والمعادن والأحماض، فهل وجدت صعوبة بالتعامل معها وأنت الأنثى؟
** لم أجد صعوبة بالتعامل معها، خاصة أنه لم يعد هناك فرق كبير بين اختصاص الذكور والأناث في التعليم الأكاديمي، فالتقنيات الجديدة والمواد العازلة خففت كثيراً من نتائجها وانعكاساتها، وهي لا تحتاج للقوة العضلية بل لريشة فقط، وبالنسبة للأحماض فهي أحماض ممدة ويمكن التعامل معها بسهولة، وكذلك الحفر فيمكن الحفر بالإبرة يدوياً وببساطة.
- في أول معرض فني لك قدمت لوحتان إحداهما لوحة "الخلق والحياة" حدثينا عنها؟
** قدمت لوحة مستوحاة من البيئة الريفية السورية محفورة بالأحماض، وهي بالأسود ودرجات الرمادي فقط لا غير دون إدخال أي لون آخر، فيمكن بالغرافيك والحفر الدخول على مختلف المدارس التشكيلية بكل سهولة وبساطة، ولكن بتعاملات وأدوات مختلفة، وهذا دفعني للغوص في السريالية كما في لوحة "الخلق والحياة".
وبالنسبة للوحة "الخلق والحياة" اخترت منهجية الفلسفة العامة من الواقع والطبيعة وعلاقتها مع الإنسان، وكيف بدأ الإنسان بها، وتعامل معها، وما هو ارتباطه بها، وهي كما العنوان العريض مستمدة من الواقع، ولكن دمجت معها العوامل والعناصر الواقعية الطبيعية بفلسفة السريالية، والمهارة فيها أننا لو نظرنا إليها في الواقع فقد لا نجد هذا الدمج، ولكن من خلال السريالية تمكنت من مدمجها بعضها ببعض بكل نجاح، وهنا يمكن القول إن الأفكار مستمده من المجتمع والعلم بكل منهجية فكرية فلسفية.
والجميل في الأمر أن هذه اللوحات تحتمل مختلف القراءات، فيمكن للطبيب أن يقرأها بطريقة تختلف عن الرجل المتدين وتختلف أيضاً بقراءتها عن المتلقي العادي أو الأكاديمي المختص.
- كيف هي المشاركة الجماعية في المعارض الفنية؟
** المشاركة الجماعية نشاط رائع للحوار فيما بيننا، خاصة أنني مختلفة في طبيعة لوحاتي عن البقية، وهنا من المهم الاستفادة من تجاربهم وأفكارهم بالرسم التصويري، ومن الممكن أن استوحي من أفكارهم الزيتية رؤى أظهرها بالغرافيك ونظرة الرماديات.
وفي لقاء مع التشكيلي "أحمد خليل" قال: «اختصاص الغرافيك الذي تعمل عليه الفنانة "ليندا ديب" قليل جداً في "سورية" وهذا بشكل عام، فهو يعيدنا إلى حوالي /1836/ سنة عندما استخدمت الطباعة الحجرية أو مرة، والتي تحولت فيما بعد إلى الحفر والطباعة على المعادن ومن ثم إعادة طباعتها على السطوح البيضاء بالشكل المطلوب، وهذا أمر رائع من فتاة شابة في مقتبل العمر.
ففكرة توضيح الأفكار الفنية التشكيلية بالأسود والأبيض هي حرفية عالية تقدمها ضمن مجالها الاختصاصي بالغرافيك، ففي الطباعة يستطيع الفنان أن يعطي للمتلقي لوحة أو مشهداً لم يعتد على رؤيته منذ مئات السنين وهنا لعبة الغرافيك».