النحت باب الحضارات ونوافذها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النحت باب الحضارات ونوافذها


    النحت باب الحضارات ونوافذها
    • ضياء الصحناوي


    السويداء
    اكتشف "ربيع قرعوني" مع الزمن أن النحت هو الباب لمعرفة الحضارات القديمة التي خلدتها الحياة، واكتشاف عوالمها، وتبقى أحلامه قائمة في صنع نصب تذكاري عملاق مكانه الطبيعي قريته "بريكة".

    اختار الحجر البازلتي صديقاً دائماً لإحساسه بالقرب من تلك الكتل الصماء الداكنة التي تخبئ في أعماقها عوالم من السحر الخالص. وعلى الرغم من تجربته التي لا تتعدى ثماني سنوات في التعامل مع الحجر والخشب إلا أنه أثبت قدرة كبيرة وشهرة وصلت خارج الحدود.
    في العادة إذا سئل المرء عن مكان ما يحبه، يتباهى بمعالمه وآثاره التي خلّفها الأقدمون، ونحن في قرية "بريكة" نعرف قيمة الآثار التي تزين الأرض، ونفتخر بما ينجزه الفنان "ربيع" الذي صنع نفسه بنفسه، ودائماً ما نأتي إلى منزله لنرى اللوحة الكبيرة المنجزة، والموضوعة على جدار المضافة، والذي تحيطه رؤوس الأسود، والأحصنة بتفاصيل دقيقة تكاد تنطق. ولدينا أمل كبير في إنجاز عمل مخصص للقرية. وهو ما يعمل عليه مع مجموعة من الأصدقاء ليكون كآثار القرية معلماً نعتز به دائماً

    مدونة وطن eSyria التقت الأستاذ "فواز عامر" فتحدّث عن معرفته بالنحت وبالفنان "ربيع قرعوني"، فقال: «في العادة إذا سئل المرء عن مكان ما يحبه، يتباهى بمعالمه وآثاره التي خلّفها الأقدمون، ونحن في قرية "بريكة" نعرف قيمة الآثار التي تزين الأرض، ونفتخر بما ينجزه الفنان "ربيع" الذي صنع نفسه بنفسه، ودائماً ما نأتي إلى منزله لنرى اللوحة الكبيرة المنجزة، والموضوعة على جدار المضافة، والذي تحيطه رؤوس الأسود، والأحصنة بتفاصيل دقيقة تكاد تنطق. ولدينا أمل كبير في إنجاز عمل مخصص للقرية. وهو ما يعمل عليه مع مجموعة من الأصدقاء ليكون كآثار القرية معلماً نعتز به دائماً».


    ملتقى حوار بين جيلين.

    الفنان "ربيع قرعوني" المولود في قرية "بريكة" في العام 1984 باح لمدونتنا بالكثير مما يعتمل في داخله من هواجس نحتية وفنية في اللقاء التالي:
    • متى كانت لوثة الفن التي أصابت كيانك، وكيف حولتها إلى ترياق؟


    ربيع مع منحوتة كبيرة لسيدة من البازلت.

    ** منذ الطفولة كنت مولعاً بالأشكال والتشكيل، وكانت ميولي تشدني نحو الفن ومجاله الرحب، بالإضافة إلى ساعات التأمل الطويلة التي كانت تنتابني، (وما زالت تنتابني حتى هذه اللحظة). كانت الأحجار ترتسم أمامي أشكالاً من لحم ودم، وكل ذلك بتشجيع من الأهل الذين مازالوا يؤمنون بقدرتي على تحويل الجنون إلى إبداع.
    • كل موهبة بحاجة للصقل والعناية! كيف صقلت موهبتك الفنية؟


    طاولة خشبية من ابتكاره وتصميمه.

    ** عندما نلت شهادة الدراسة الثانوية التحقت بمعهد الفنون التطبيقية الذي يشرف عليه مجموعة كبيرة من المبدعين السوريين في الفنون المختلفة، وكان النحت هاجسي الأول، إن كان في الحجر أو الخشب، حيث بدأت مرحلة التفكير النحتي وتطوير الأدوات تأخذ الحيز الأكبر مني، ورحت مع زملائي نجسد الأفكار بالمنحوتة التي نريد تحويلها إلى واقع حقيقي، وكان المعهد المصدر الأساسي للمعرفة والدخول إلى العمق والتكوين الذاتي من خلال البحث الدائم عن التميز والإبداع.
    • ما الذي يحتاج إليه النحات غير الأدوات التقليدية المعتادة؟

    ** يحتاج الفنان بشكل دائم إلى ثقافة بصرية وفكرية، يستمدها من المطالعة الدائمة في كافة العلوم والعوالم، والقراءة العميقة للواقع والمجتمع المحيط، ويبقى البحث الدؤوب عن الفكرة، والعمل المتواصل الذي يكسبك الخبرة والاستمرارية في الإبداع.
    • ما أهم المعارض والمشاركات التي ساهمت بها خلال مسيرتك الفنية؟

    ** لقد شاركت عندما كنت في السنة الأخيرة في المعهد في أول معرض جماعي، ولكني لم أخض بعد تجربة المعرض الفني الفردي لعدة أسباب لا تخفى على أحد بالنسبة للفنانين النحاتين، خاصة أن الجانب المادي أساسي في عملنا، ما يتطلب بيع عدد من الأعمال للاستمرار في الفن. وأهم هذه المشاركات والمعارض: معارض الفنون التطبيقية 2005 معرض الشباب في "دمشق" 2006م، والمعرض السنوي لوزارة الثقافة بدمشق 2006م، ومعارض تحية إلى تشرين عام 2005– 2006- 2008- 2009- 2010- 2011م، ومعرض "الربيع" لوزارة الثقافة في "دمشق" 2010م، و2012م، و2013م، ومعرض المنحوتة الصغيرة صالة "الرواق" في "القشلة" في العام 2011م، ومعرض الحب والوفاء للوطن صالة "الرواق العربي" في العام 2011م، ومعرض الشباب صالة "الرواق العربي" في العام 2012م. أما أهم الملتقيات النحتية التي شاركت فيها: ملتقى النحت الأول في "الزبداني" في العام 2005م. وملتقى النحت في مدينة "جبلة" 2006م. وملتقى السنديان الثقافي في محافظة "طرطوس" منطقة "الملاجة" في العام 2007م. وملتقى الحدائق النحتية السورية في مدينة "المونيكار" في الأندلس (إسبانيا) في العام 2006م، وملتقى حوار بين جيلين في "دمشق" 2010م. وملتقى الشباب السوري (خشب) في قلعة "دمشق" 2011م. وملتقى إبداعات شبابية (خشب) في قلعة "دمشق" 2012م.
    • ما المدارس التي خضت غمارها في مجال النحت سواء على الحجر أم الخشب؟

    ** في البداية كانت المدرسة الواقعية تأخذ الكثير من وقتي، ويبدو أن المصادفة كانت وراء ذلك! خاصة مع الأعمال التجارية التي كانت مطلوبة مني، كالقوالب التي صنعتها مثل رأس لأسد وحصان كامل، ولوحات إغريقية توضع في الصالونات الكبيرة حسب الطلب، وبعد ذلك كانت المرحلة الفراغية التي كانت تأخذ مني كل التفكير والتأمل، فقد شاركت في "ملتقى إسبانيا" بمنحوتة كبيرة تمثل كتلة كبيرة من الشرق، تحمل روح الحضارة العربية والمخزون الثقافي العربي إلى الغرب. وكذلك المنحوتة التي اقتنتها محافظة "دمشق"، والموجودة في جسر "الزاهرة" التي تمثل حواراً بين الكتل كدليل على الحضارات المتعاقبة، والقاسم المشترك والانسجام بينها. وعلى الخشب كانت المدرسة التعبيرية هاجسي، وخاصة تلك التي نفذتها لوجوه نساء، تناقش مثالية المرأة في كل مراحلها.
    • كم عملاً فنياً أنتجت، وما أهم الأعمال المقتناة لمصلحة الجهات العامة والخاصة؟

    ** لدي ما يزيد على 100 عمل فني بين النحت على الخشب وعلى الحجر، (هذا غير الأعمال الخاصة التي أقوم بها مع مجموعة من الأساتذة والأصدقاء الفنانين في مجال التحف الفنية على الخشب كمصدر للعيش، مثل الفنان "نصر ليشو"، والفنان "صالح نمر"، وهو ما تحول مع الوقت إلى أشكال فنية غير مألوفة في مجتمعنا، وبات المشغل الموجود في مدينة "دمشق" مزاراً للمهتمين). ولدي عشرة أعمال مقتناة لمصلحة وزارة الثقافة، وعدد من الأعمال التي اقتنتها وزارة الدفاع، ولدى بعض الأفراد.
    • ما الذي تسعى إليه في كل ذلك، ولماذا تؤجله إذا كنت تعرف الطريق إليه؟

    ** مازلت في بداية الطريق! وأنا مقتنع أنني أسير بشكل سليم على الرغم من كل المعوقات التي أصادفها! فأدوات النحت تتطلب الكثير من المال، والحجر المطلوب لأي فكرة خلاقة يتطلب البحث عنه وشراءه ونقله إلى مكان مناسب. وهو ما يفرض على الفنان العمل طويلاًً حتى يجد الفرصة المناسبة للقيام بما يحلم به
يعمل...
X