مسرحيتان جزائرية ورومانية تتقاسمان الجائزة الكبرى لمهرجان المونودراما النسائية في الجزائر
التظاهرة الثقافية تخللت خمس ورشات تطبيقية تكوينية لفائدة المهتمين بفن المونودراما.
المونودراما مساحة أكبر لإظهار القدرات المسرحية
الوادي (الجزائر) - توج العرضان المسرحيان "ميرا" من الجزائر، و"لا تنتقم منا" من رومانيا، مناصفة بجائزة أحسن عرض متكامل في ختام الطبعة الثانية للمهرجان الدولي للمونودراما النسائي الذي انعقد في مدينة الوادي الجزائرية.
وافتك العرضان المونودراميان “ميرا” (الجزائر) من إنتاج فرقة موزاييك للمسرح تأليف وإخراج هشام بوسهلة وتمثيل سعاد جناتي، و”لا تنتقم منا” (رومانيا) من إخراج ميرال نستور وسيلفيا رليانو، بجدارة، حسب تقرير لجنة التحكيم، جائزة أحسن عرض متكامل للإبداع المسرحي المونودرامي.
وتناول عرض “ميرا” الذي اعتمد سينوغرافيا على المزج بين معزوفات موسيقية وإضاءات إيحائية تعددت ألوانها، قصة فتاة تبلغ من العمر ثماني وعشرين سنة يتيمة الوالدين تربت في بيت إحدى قريباتها ورغم حالتها الاجتماعية القاسية لم يفقدها ذلك براءتها ونقاوة السريرة، امتهنت الفتاة بيع الدمى للأطفال لتحاكي شخصيتها، لكنها سرعان ما تجد نفسها في مواجهة واقع اجتماعي أفرزته تأثيرات سياسية طارئة عانت خلالها ويلات التشرد والاستبداد الاجتماعي في ظل انعدام الموجه لخارطة العيش أمام مجتمع لا يرحم.
الجزائر شاركت في المهرجان بعرضين بعنوان “ميرا” و”مريومة” وهما عرضان مونودراميان يحاكيان الواقع الذي يعيشه المواطن
وتمت محاكاة الواقع في هذه المونودراما من خلال تعاقب الممثلة على أدوار (الطفل، الجد، العم، رجل السلطة، المتطرف، الضفدع، الدجاجة، الخنزير).
وتطرقت مونودراما “لا تنتقم منا” (رومانيا) إلى قصة حقيقية عالجت المعاناة المريرة للمجتمع الروماني في زمن الحكم الشيوعي خلال الأربعينات من القرن الماضي ذهبت إلى حد إجبار المواطنين على مغادرة وطنهم.
واعتمد في العرض على الموسيقى الصاخبة للمعدات الحربية وصور وفيديوهات توثيقية لتلك الفترة المأساوية مصاحبة لأداء الممثلة سيلفيا ريليانو.
وذهبت جائزة لجنة التحكيم للعرض المونودرامي “قمرا” لفرقة دروب للإنتاج الفني بتونس وجائزة أحسن سينوغرافيا وإخراج لمونودراما “صورة ماريا” من إنتاج فرقة “أوبن مايند” بمصر وتأليف ليديا شيرمان وإخراج منار زين وبطولة نادين خالد.
وفازت مونودراما “بكاء الموناليزا” بجائزة أحسن نص وتوظيف موسيقي، وهي من إنتاج فرقة المسرح الحر البيضاء من تأليف ذوالفقار خضر وإخراج شرح البال عبدالهادي وتمثيل رندة عبداللطيف. فيما توجت بجائزة أحسن ممثلة التونسية نورهان صدقي عن مونودراما “دمية مفككة”.
وشاركت على مدار خمسة أيام كاملة في تفعيل فقرات برنامج هذه التظاهرة المسرحية 10 فرق تنشط في مجال مسرح (مونودراما) قادمة من دول عربية وأوروبية (فلسطين، مصر، تونس، مصر، ليبيا، بلجيكا، فرنسا، رومانيا) وضيف الشرف الأردن بالإضافة إلى الجزائر البلد المنظم.
وشاركت الجزائر في المهرجان بعرضين الأول بعنوان “ميرا” لفرقة موزاييك والثاني بعنوان “مريومة” لتعاونية “أنيس” الثقافية وهما عرضان مونودراميان يحاكيان الواقع الذي يعيشه المواطن. في حين شاركت تونس بعرضين الأول “قمرة” لشركة دروب للإنتاج والتوزيع الفني، والثاني “وما ملكت” للجمعية الوطنية للثقافة والفنون. وشاركت ليبيا بعرض “بكاء الموناليزا” لفرقة المسرح الحر البيضاء.
كما شاركت فلسطين بعرض “امرأة وحيدة” لفرقة مسرح كنعان الوطني، ومصر من خلال عرض “صورة ماريا” لفرقة أوين مايند، واليمن بعرض “قمر” لفرقة موليير المسرحية.
وشاركت فرنسا بعرض “شظايا” لفرقة لاماريا لاكولبا، بالإضافة إلى مشاركة بلجيكا بعرض “حاول مرة أخرى”.
وتخللت هذه التظاهرة الثقافية التي حملت اسم الفنانة الراحلة عائشة عجوري المعروفة فنيا باسم كلثوم خمس ورشات تطبيقية تكوينية لفائدة المهتمين بفن المونودراما (المسرح والسينما، الكتابة الدرامية، المسرح الفردي بين تفرد الممثل والمونودراما، الإخراج المسرحي)، إلى جانب محاضرات أكاديمية يؤطرها العديد من الأساتذة المختصين في فن المونودراما.
والراحلة عجوري ممثلة جزائرية (1916 – 2010)، اشتهرت أكثر باسم كلثوم. يصفها الكثيرون بعميدة الفن في الجزائر وسيدة المسرح والسينما والتلفزيون.
الجدير بالذكر أن النسخة الثانية من المهرجان الدولي للمونودراما الذي انعقد من الخامس حتى العاشر من نوفمبر الجاري والذي تحتضنه دار الثقافة محمد الأمين العمودي تنظمها جمعية الستار للإبداع المسرحي.