مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي السابع يحتفي بالعراق ضيف شرف
المهرجان يكرم نجوم المسرح العربي ويقدم فعاليات وعروضا متنوعة.
المسرح الشبابي رؤى متجددة
يواصل مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي عاداته في الاحتفاء سنويا مع كل دورة بدولة عربية ومسرحها، مستضيفا العديد من العروض من عدة دول ومن مختلف الأنماط المسرحية، وهذا العام اختار المهرجان الاحتفاء بالمسرح العراقي، نظرا إلى ما قدمه ويقدمه الأخير من تجارب فارقة.
وسط حضور عراقي فاعل ومتنوع تقدّمه نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي، افتتحت فعاليات الدورة السابعة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، التي أقيمت مساء الجمعة الخامس والعشرين من نوفمبر الجاري برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني ومحافظ جنوب سيناء اللواء خالد فوده.
وتضمن افتتاح المهرجان عددا من الفقرات التي احتضنها قصر ثقافة شرم الشيخ وقدمته الإعلامية بوسي شلبي، حيث تشهد هذه الدورة اختيار العراق ضيف شرف بفعاليات وبرامج وأنشطة متنوعة تكشف عن طاقات وقدرات وتاريخ المسرح العراقي المؤثر والعميق والمتواصل منذ عقود، حاصدا مواقع الصدارة والعديد من الجوائز المهمة والمراكز المتقدمة في المشهد المسرحي العربي والعالمي.
وبدأ المهرجان خارج المسرح بأجواء احتفالية تهادى فيها نجوم وفنانو المسرح العراقي والعربي والعالمي على السجادة الحمراء، وتضمن تقديم فقرات فنية غنائية استعراضية راقصة في المسرح المكشوف من بعض الفرق المشاركة من سلوفاكيا وغيرها، والتقى النجوم المكرمون بجماهيرهم الكبيرة وقاموا بالتقاط بعض الصور التذكارية أمام قصر ثقافة شرم الشيخ.
افتتاح المهرجان
داخل المسرح بدأ الحفل بأوبريت غنائي بعنوان “لأن الحلم عاش” غناء المطربة مروة ناجي والمطرب وائل الفشني، والكلمات والأشعار للدكتور مصطفى سليم، والألحان والتوزيع لأحمد مصطفى، وإخراج محمد هشام ميدو بلبل، وهو أحد الفائزين بجائزة عصام السيد للعمل الأول في إحدى دورات المهرجان السابقة. وأعقبه تقديم فيلم قصير عن الفنان الراحل الدكتور نبيل الألفي الذي تحمل هذه الدورة اسمه، وتسلم تكريمه حفيده، وقد تضمن الفيلم لقطات من أشهر أعماله الفنية، ومن ثم عُرضت فيديوهات تعريفية للنجوم المكرمين في هذه الدورة.
بعدها اعتلت خشبة المسرح الدكتورة إنجي البستاوي مدير عام المهرجان وقالت في كلمتها “دائما الذي يحركنا في دورات المهرجان هو الحب، فالجميع هنا يعمل بالحب، سواء فريق العمل أو الإدارة أو حتى الحضور، ونتمنى أن يصل إليكم حبنا للمسرح وللمهرجان وتنال هذه الدورة كل النجاح، وأن تستمتعوا بالعروض المشاركة من مختلف دول العالم”.
وقال مؤسس ورئيس المهرجان المخرج مازن الغرباوي “اليوم نصل إلى المحطة الأصعب في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم”، وعقبت البستاوي “نعمل جميعا في هذا المهرجان بالحب ونقدم لكم دورة أحببناها.. وسعداء جدا بهذه الدورة لأن دولة العراق الشقيق تحل ضيفا شرفياً عزيزاً على قلوبنا، بالتعاون مع نقابة الفنانين العراقيين”.
وألقى نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي كلمة بهذا المناسبة قال فيها “هذا الشاب الجميل بكل معنى الكلمة يجمعنا في كل سنة بمهارة وبمهنة العارف الحاذق والعارف أن يجمع النجوم من كل الوطن العربي والعالم، ليقول إن هنالك مسرحا وهناك لقاء سنويا محتدما بجمال المسرح وجمال وجوهكم الحبيبة”.
في إطار اختيار العراق ضيف شرف للمهرجان تقام عدة فعاليات متنوعة من ندوات وحفلات توقيع وعروض مسرحية
وألقيت بعد ذلك كلمات عدة، كان من ضمنها كلمة الفنانة سميحة أيوب سيدة المسرح العربي، وقدم المهرجان لفتة خاصة وإنسانية عبر كلمة لمديرة المهرجان أهدتها للفنان والشاعر والأكاديمي مصطفى سليم، الذي أصر على الحضور رغم الوعكة الصحية الشديدة التي يمر بها وإصراره على العمل وكتابة كل كلمات أفلام المكرمين.
واعتلى إثر ذلك خشبة مسرح الافتتاح عدد من القامات الفنية والمسرحية الهامة، والذين أثرت أعمالهم الحركة المسرحية في مختلف الدول، من بينها “نفرتيتي الفن المصري” كما تلقب النجمة سوسن بدر عن مسيرتها الفنية الحافلة، وقالت بعد استلام تكريمها “ما الحب إلا للحبيب الأول. المسرح هو الحب الأول والأخير والأبدي وشكرا لكل المهرجان، وسعيدة بهذا التكريم على خشبة المسرح، حيث له مكانة خاصة وحب مختلف عن كل تكريماتي السابقة. وكل الأمنيات لهذه الدورة بالنجاح”.
كما أهدى المهرجان للفنان العراقي مازن محمد مصطفى درع سميحة أيوب التقديري، الذي قدمته له الفنانة سميحة أيوب، حيث أكد أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها مصر وأنه سعيد بهذا التكريم، الذي يعد أول تكريم من نوعه يحظى به خارج العراق.
وشمل التكريم النجمة الأردنية أمل الدباس والفنان عبدالله راشد من الإمارات العربية المتحدة. وقال الفنان المصري رياض الخولي “من الجميل جدا أن يُقام مهرجان للمسرح في مدينة ساحلية، لأن المسرح أبو الفنون وبه تنمو الشعوب بشكل أرقى وأفضل”.
وكرم النجم الشاب محمد عادل، وشمل التكريم رؤساء وأعضاء لجان المشاهدة والتحكيم المختلفة، وكان من ضمنهم النجمة آلاء حسين عضو لجنة تحكيم المسابقة الكبرى، والدكتور صميم حسب الله يحيى عضو لجنة تحكيم مسابقة مسرح الشارع التي ترأسها النجوم المصريون مصطفى شعبان ومجدي كامل ومحمود حجازي. وتلاها تقديم أول عروض مسابقة المهرجان الكبرى “آل كرمازوف الأعداء” إنتاج أكاديمية الفنون في المعهد العالي للفنون المسرحية المصري إعداد وإخراج عبدالرحمن محسن عن رائعة فيودور دوستويفسكي.
ضيف شرف وفعاليات
◙ المهرجان يواصل فعالياته رغم الظروف الاقتصادية الصعبة ويقدم عروضا مختلفة الأنماط من عدة دول في مسابقاته
في إطار اختيار العراق ضيف شرف للمهرجان تقام عدة فعاليات مهمة ومؤثرة، إذ يشهد المهرجان يوم الاثنين الثامن والعشرين من نوفمبر عقد ندوة عن تاريخ المسرح العراقي ورموزه وأهم وأبرز الظواهر التي شهدها هذا المسرح العريق، وما حققه من منجزات إبداعية كبيرة على الأصعدة المحلية والعربية والعالمية، يتحدث فيها الأكاديميون عبدالكريم عبود وحيدر منعثر وصميم حسب الله، والمخرج جبار المشهداني، وكذلك يقام حفل توقيع كتابين عراقيين مهمين أحدهما للناقد والمخرج حليم هاتف بعنوان “هجنة الأداء التمثيلي في عروض مسرح ما بعد الحداثة”، والثاني للكاتب والمخرج منير راضي بعنوان “شكسبير في جبل الأوليمب”.
ويتناول كتاب هاتف مصطلح الهجنة ضمن مفاهيم ما بعد الحداثة ويرتبط ذلك بآراء بعض المفكرين والفلاسفة مثل ميخائيل باختين، إدوارد سعيد، هومي. ك. بابا، جوليل كرستيفا، رولان بارت وجيرار جينت، ليؤكدوا لنا أن الأجناس الفنية هي أجناس ليست نقية بل ظلت في تداخلات واختلاطات وتمازجات، إذ ساهمت هذه التداخلات في تفعيل الجوانب الجمالية والإبداعية في تلك الأجناس والمسرح بوصفه جنسا فنيا أخذت الهجنة أثرا ثيميا واضحا لعناصر العرض المسرحي والأداء التمثيلي واحدا من تلك العناصر المهمة في العرض، وانطلق الباحث من هذه المفاهيم وانعكاساتها على الفنون وهو يتناول الهجنة كمفهوم، والهجنة في أداءاتها الفنية عبر عناوين: المثاقفة، التثاقف، التناص، الحوارية، الكرنفال والإشهار.
في حين يتناول الكاتب والمخرج منير راضي في كتابه الإنسان في صراعاته ما بين الحب تارة ومقاومته تارة أخرى من أجل البقاء للدفاع عن كينونته وحلمه ووجوده. أحيانا بعض الكلمات تتحول إلى قطع يابسة حين يكون الحديث عن حياة رجل اختلف فيه الكثيرون وهو شكسبير، وها هو الناقد يتوسط جميع الفرقاء ولكن برؤيته الخاصة وتفحصه الدقيق ويذهب إلى ما لم يقل في تشخيص الإرث الشكسبيري.
ويقول راضي “أبحرت في أشرعة كانت الرياح فيها تتطاير هنا وهناك في الأدب الإنجليزي حيث يقف المدعو شكسبير شامخا بشاربه المعقوف يتلصص وينتهز المواقف المريبة والدسائس وحمامات الدم في بلاط الملوك والنبلاء والقادة والأمراء وبيوت السحرة والشعوذة ليختفي شكسبير عن الوجود عن كل معارفه ولمدة عشر سنين ثم يظهر وهو يدس أعماله بين خشبات المسارح هنا وهناك بشكل مريب”.
وضمن الاحتفاء بالمسرح العراقي في هذه الدورة سيتم الإعلان عن تكريم الكاتب العراقي الدكتور ميثم هاشم طاهر الفائز بالمركز الأول في مسابقة يسري الجندي للتأليف المسرحي عن نصه “سادل الحياة الظريف”، والذي يشتغل في مساحة مشتركة بين الفلسفة والأدب، ويحاول المؤلف من خلال “ضرورة السلوان في العالم” أن يمنح للموت بُعدا آخر، لمن ينتظرونه، بُعداً يكرّس الخفّة إزاء ثقل سؤال الموت المبهم والغامض، هذه الخفة كان بطليها شخصيتان، أحدهما راهب لجأ إلى الصحراء “معبد الرب الكبير” ليعيش وحدته وعزلته هربا من لوثة العالم، بينما الآخر كان “طيف الموت”، الموت/ الفعل لا ملاك الموت. وقد ظهر شخصيةً تناقض الصورة المخيفة السائدة له، ولقاء البطلين كان في لحظات احتضار الراهب، ليُسدل ستار حياته، لكن الموت ظهر في النصّ ليس بوصفه سادلا بغيضا ومخيفا، بل سادلا طريفا وفكها، يرقص ويدخن ويلقي المُزح، ويلعب.
كما سيتم عرض المسرحية العراقية “مخدة” تأليف وإخراج منتظر سعدون نعمة ضمن المسابقة الكبرى للمهرجان. وتجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام قد احتفت بالوفد العراقي وأجرت لقاءات متعددة كان في مقدمتها مكتب قناة الشرقية.
ويذكر أن المهرجان قد شهد يوم السبت السادس والعشرين من نوفمبر حفل توقيع بروتكول شراكة وتعاون بين مهرجان “ايبار” وحفل توقيع بروتوكول مع جمعية “جايا” بكرواتيا، كما افتتح معرض للفن التشكيلي لفنانين كويتيين مصحوباً بندوة للاحتفاء بالمسرح الكويتي ورموزه، وفي إطار تكريم النجمة سوسن بدر أقام المهرجان ندوة احتفاءً بها وأدارها الكاتب والناقد جمال عبدالناصر، ومؤتمراً صحافيا للفنان المسرحي الإماراتي المُكرم عبدالله راشد أدارته الصحافية مريم فارس.
وبدأت في اليوم ذاته فعاليات الورش: التمثيل والارتجال والتي يقدمها المخرج خالد جلال، والمدرب العالمي المخرج والكاتب الأميركي سكوت تورست مدير معهد مايزنر في فن الأداء التمثيلي. وقدمت عروض المهرجان ضمن مسابقة العروض الكبرى مسرحية “August” من المجر إخراج Zoltan Balazs، وضمن مسابقة محور مسرح الشارع قدم عرض “السجناء الأحرار” من السعودية إخراج تركي با عيسى، وضمن مسابقة المونودراما عرضت مسرحية “Yiss“ من الولايات المتحدة إخراج ليلى عوض الله.
عبدالعليم البناء
ناقد فني عراقي
المهرجان يكرم نجوم المسرح العربي ويقدم فعاليات وعروضا متنوعة.
المسرح الشبابي رؤى متجددة
يواصل مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي عاداته في الاحتفاء سنويا مع كل دورة بدولة عربية ومسرحها، مستضيفا العديد من العروض من عدة دول ومن مختلف الأنماط المسرحية، وهذا العام اختار المهرجان الاحتفاء بالمسرح العراقي، نظرا إلى ما قدمه ويقدمه الأخير من تجارب فارقة.
وسط حضور عراقي فاعل ومتنوع تقدّمه نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي، افتتحت فعاليات الدورة السابعة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، التي أقيمت مساء الجمعة الخامس والعشرين من نوفمبر الجاري برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني ومحافظ جنوب سيناء اللواء خالد فوده.
وتضمن افتتاح المهرجان عددا من الفقرات التي احتضنها قصر ثقافة شرم الشيخ وقدمته الإعلامية بوسي شلبي، حيث تشهد هذه الدورة اختيار العراق ضيف شرف بفعاليات وبرامج وأنشطة متنوعة تكشف عن طاقات وقدرات وتاريخ المسرح العراقي المؤثر والعميق والمتواصل منذ عقود، حاصدا مواقع الصدارة والعديد من الجوائز المهمة والمراكز المتقدمة في المشهد المسرحي العربي والعالمي.
وبدأ المهرجان خارج المسرح بأجواء احتفالية تهادى فيها نجوم وفنانو المسرح العراقي والعربي والعالمي على السجادة الحمراء، وتضمن تقديم فقرات فنية غنائية استعراضية راقصة في المسرح المكشوف من بعض الفرق المشاركة من سلوفاكيا وغيرها، والتقى النجوم المكرمون بجماهيرهم الكبيرة وقاموا بالتقاط بعض الصور التذكارية أمام قصر ثقافة شرم الشيخ.
افتتاح المهرجان
داخل المسرح بدأ الحفل بأوبريت غنائي بعنوان “لأن الحلم عاش” غناء المطربة مروة ناجي والمطرب وائل الفشني، والكلمات والأشعار للدكتور مصطفى سليم، والألحان والتوزيع لأحمد مصطفى، وإخراج محمد هشام ميدو بلبل، وهو أحد الفائزين بجائزة عصام السيد للعمل الأول في إحدى دورات المهرجان السابقة. وأعقبه تقديم فيلم قصير عن الفنان الراحل الدكتور نبيل الألفي الذي تحمل هذه الدورة اسمه، وتسلم تكريمه حفيده، وقد تضمن الفيلم لقطات من أشهر أعماله الفنية، ومن ثم عُرضت فيديوهات تعريفية للنجوم المكرمين في هذه الدورة.
بعدها اعتلت خشبة المسرح الدكتورة إنجي البستاوي مدير عام المهرجان وقالت في كلمتها “دائما الذي يحركنا في دورات المهرجان هو الحب، فالجميع هنا يعمل بالحب، سواء فريق العمل أو الإدارة أو حتى الحضور، ونتمنى أن يصل إليكم حبنا للمسرح وللمهرجان وتنال هذه الدورة كل النجاح، وأن تستمتعوا بالعروض المشاركة من مختلف دول العالم”.
وقال مؤسس ورئيس المهرجان المخرج مازن الغرباوي “اليوم نصل إلى المحطة الأصعب في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم”، وعقبت البستاوي “نعمل جميعا في هذا المهرجان بالحب ونقدم لكم دورة أحببناها.. وسعداء جدا بهذه الدورة لأن دولة العراق الشقيق تحل ضيفا شرفياً عزيزاً على قلوبنا، بالتعاون مع نقابة الفنانين العراقيين”.
وألقى نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي كلمة بهذا المناسبة قال فيها “هذا الشاب الجميل بكل معنى الكلمة يجمعنا في كل سنة بمهارة وبمهنة العارف الحاذق والعارف أن يجمع النجوم من كل الوطن العربي والعالم، ليقول إن هنالك مسرحا وهناك لقاء سنويا محتدما بجمال المسرح وجمال وجوهكم الحبيبة”.
في إطار اختيار العراق ضيف شرف للمهرجان تقام عدة فعاليات متنوعة من ندوات وحفلات توقيع وعروض مسرحية
وألقيت بعد ذلك كلمات عدة، كان من ضمنها كلمة الفنانة سميحة أيوب سيدة المسرح العربي، وقدم المهرجان لفتة خاصة وإنسانية عبر كلمة لمديرة المهرجان أهدتها للفنان والشاعر والأكاديمي مصطفى سليم، الذي أصر على الحضور رغم الوعكة الصحية الشديدة التي يمر بها وإصراره على العمل وكتابة كل كلمات أفلام المكرمين.
واعتلى إثر ذلك خشبة مسرح الافتتاح عدد من القامات الفنية والمسرحية الهامة، والذين أثرت أعمالهم الحركة المسرحية في مختلف الدول، من بينها “نفرتيتي الفن المصري” كما تلقب النجمة سوسن بدر عن مسيرتها الفنية الحافلة، وقالت بعد استلام تكريمها “ما الحب إلا للحبيب الأول. المسرح هو الحب الأول والأخير والأبدي وشكرا لكل المهرجان، وسعيدة بهذا التكريم على خشبة المسرح، حيث له مكانة خاصة وحب مختلف عن كل تكريماتي السابقة. وكل الأمنيات لهذه الدورة بالنجاح”.
كما أهدى المهرجان للفنان العراقي مازن محمد مصطفى درع سميحة أيوب التقديري، الذي قدمته له الفنانة سميحة أيوب، حيث أكد أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها مصر وأنه سعيد بهذا التكريم، الذي يعد أول تكريم من نوعه يحظى به خارج العراق.
وشمل التكريم النجمة الأردنية أمل الدباس والفنان عبدالله راشد من الإمارات العربية المتحدة. وقال الفنان المصري رياض الخولي “من الجميل جدا أن يُقام مهرجان للمسرح في مدينة ساحلية، لأن المسرح أبو الفنون وبه تنمو الشعوب بشكل أرقى وأفضل”.
وكرم النجم الشاب محمد عادل، وشمل التكريم رؤساء وأعضاء لجان المشاهدة والتحكيم المختلفة، وكان من ضمنهم النجمة آلاء حسين عضو لجنة تحكيم المسابقة الكبرى، والدكتور صميم حسب الله يحيى عضو لجنة تحكيم مسابقة مسرح الشارع التي ترأسها النجوم المصريون مصطفى شعبان ومجدي كامل ومحمود حجازي. وتلاها تقديم أول عروض مسابقة المهرجان الكبرى “آل كرمازوف الأعداء” إنتاج أكاديمية الفنون في المعهد العالي للفنون المسرحية المصري إعداد وإخراج عبدالرحمن محسن عن رائعة فيودور دوستويفسكي.
ضيف شرف وفعاليات
◙ المهرجان يواصل فعالياته رغم الظروف الاقتصادية الصعبة ويقدم عروضا مختلفة الأنماط من عدة دول في مسابقاته
في إطار اختيار العراق ضيف شرف للمهرجان تقام عدة فعاليات مهمة ومؤثرة، إذ يشهد المهرجان يوم الاثنين الثامن والعشرين من نوفمبر عقد ندوة عن تاريخ المسرح العراقي ورموزه وأهم وأبرز الظواهر التي شهدها هذا المسرح العريق، وما حققه من منجزات إبداعية كبيرة على الأصعدة المحلية والعربية والعالمية، يتحدث فيها الأكاديميون عبدالكريم عبود وحيدر منعثر وصميم حسب الله، والمخرج جبار المشهداني، وكذلك يقام حفل توقيع كتابين عراقيين مهمين أحدهما للناقد والمخرج حليم هاتف بعنوان “هجنة الأداء التمثيلي في عروض مسرح ما بعد الحداثة”، والثاني للكاتب والمخرج منير راضي بعنوان “شكسبير في جبل الأوليمب”.
ويتناول كتاب هاتف مصطلح الهجنة ضمن مفاهيم ما بعد الحداثة ويرتبط ذلك بآراء بعض المفكرين والفلاسفة مثل ميخائيل باختين، إدوارد سعيد، هومي. ك. بابا، جوليل كرستيفا، رولان بارت وجيرار جينت، ليؤكدوا لنا أن الأجناس الفنية هي أجناس ليست نقية بل ظلت في تداخلات واختلاطات وتمازجات، إذ ساهمت هذه التداخلات في تفعيل الجوانب الجمالية والإبداعية في تلك الأجناس والمسرح بوصفه جنسا فنيا أخذت الهجنة أثرا ثيميا واضحا لعناصر العرض المسرحي والأداء التمثيلي واحدا من تلك العناصر المهمة في العرض، وانطلق الباحث من هذه المفاهيم وانعكاساتها على الفنون وهو يتناول الهجنة كمفهوم، والهجنة في أداءاتها الفنية عبر عناوين: المثاقفة، التثاقف، التناص، الحوارية، الكرنفال والإشهار.
في حين يتناول الكاتب والمخرج منير راضي في كتابه الإنسان في صراعاته ما بين الحب تارة ومقاومته تارة أخرى من أجل البقاء للدفاع عن كينونته وحلمه ووجوده. أحيانا بعض الكلمات تتحول إلى قطع يابسة حين يكون الحديث عن حياة رجل اختلف فيه الكثيرون وهو شكسبير، وها هو الناقد يتوسط جميع الفرقاء ولكن برؤيته الخاصة وتفحصه الدقيق ويذهب إلى ما لم يقل في تشخيص الإرث الشكسبيري.
ويقول راضي “أبحرت في أشرعة كانت الرياح فيها تتطاير هنا وهناك في الأدب الإنجليزي حيث يقف المدعو شكسبير شامخا بشاربه المعقوف يتلصص وينتهز المواقف المريبة والدسائس وحمامات الدم في بلاط الملوك والنبلاء والقادة والأمراء وبيوت السحرة والشعوذة ليختفي شكسبير عن الوجود عن كل معارفه ولمدة عشر سنين ثم يظهر وهو يدس أعماله بين خشبات المسارح هنا وهناك بشكل مريب”.
وضمن الاحتفاء بالمسرح العراقي في هذه الدورة سيتم الإعلان عن تكريم الكاتب العراقي الدكتور ميثم هاشم طاهر الفائز بالمركز الأول في مسابقة يسري الجندي للتأليف المسرحي عن نصه “سادل الحياة الظريف”، والذي يشتغل في مساحة مشتركة بين الفلسفة والأدب، ويحاول المؤلف من خلال “ضرورة السلوان في العالم” أن يمنح للموت بُعدا آخر، لمن ينتظرونه، بُعداً يكرّس الخفّة إزاء ثقل سؤال الموت المبهم والغامض، هذه الخفة كان بطليها شخصيتان، أحدهما راهب لجأ إلى الصحراء “معبد الرب الكبير” ليعيش وحدته وعزلته هربا من لوثة العالم، بينما الآخر كان “طيف الموت”، الموت/ الفعل لا ملاك الموت. وقد ظهر شخصيةً تناقض الصورة المخيفة السائدة له، ولقاء البطلين كان في لحظات احتضار الراهب، ليُسدل ستار حياته، لكن الموت ظهر في النصّ ليس بوصفه سادلا بغيضا ومخيفا، بل سادلا طريفا وفكها، يرقص ويدخن ويلقي المُزح، ويلعب.
كما سيتم عرض المسرحية العراقية “مخدة” تأليف وإخراج منتظر سعدون نعمة ضمن المسابقة الكبرى للمهرجان. وتجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام قد احتفت بالوفد العراقي وأجرت لقاءات متعددة كان في مقدمتها مكتب قناة الشرقية.
ويذكر أن المهرجان قد شهد يوم السبت السادس والعشرين من نوفمبر حفل توقيع بروتكول شراكة وتعاون بين مهرجان “ايبار” وحفل توقيع بروتوكول مع جمعية “جايا” بكرواتيا، كما افتتح معرض للفن التشكيلي لفنانين كويتيين مصحوباً بندوة للاحتفاء بالمسرح الكويتي ورموزه، وفي إطار تكريم النجمة سوسن بدر أقام المهرجان ندوة احتفاءً بها وأدارها الكاتب والناقد جمال عبدالناصر، ومؤتمراً صحافيا للفنان المسرحي الإماراتي المُكرم عبدالله راشد أدارته الصحافية مريم فارس.
وبدأت في اليوم ذاته فعاليات الورش: التمثيل والارتجال والتي يقدمها المخرج خالد جلال، والمدرب العالمي المخرج والكاتب الأميركي سكوت تورست مدير معهد مايزنر في فن الأداء التمثيلي. وقدمت عروض المهرجان ضمن مسابقة العروض الكبرى مسرحية “August” من المجر إخراج Zoltan Balazs، وضمن مسابقة محور مسرح الشارع قدم عرض “السجناء الأحرار” من السعودية إخراج تركي با عيسى، وضمن مسابقة المونودراما عرضت مسرحية “Yiss“ من الولايات المتحدة إخراج ليلى عوض الله.
عبدالعليم البناء
ناقد فني عراقي