سارة كوبيل تتبع الفراشات المهددة بالانقراض في شوارع القاهرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سارة كوبيل تتبع الفراشات المهددة بالانقراض في شوارع القاهرة

    سارة كوبيل تتبع الفراشات المهددة بالانقراض في شوارع القاهرة


    فنانة تسخر الرسم التقليدي والتكنولوجيا للتعبير عن خطر الفناء.
    السبت 2022/12/10


    صور للفراشات على واجهات المباني

    يوظف بعض الفنانين موهبتهم في تسليط الضوء على قضايا إنسانية مهمة، منها تغير المناخ وانقراض بعض الكائنات الذي يهدد مستقبل الحياة البشرية، وهذا ما فعلته الفنانة سارة كوبيل التي زينت شوارع القاهرة بجداريات عملاقة عن الفراشات التي تحيل المشاهد إلى كائنات مهددة بالانقراض.

    في فيلم الرسوم المتحركة الذي أنجزته عام 2015 تحت عنوان “الصمت القاتل” تعرض الفنانة الدنماركية سارة كوبيل ستين نوعاً من الكائنات الحية المهددة بالانقراض.

    تمر الصور المرسومة لهذه الكائنات على نحو سريع أمام عين المشاهد خلال دقيقة واحدة، وهي مدة عرض الفيلم. لا يتيح لنا هذا المرور السريع للصور فرصة التأمل أو استكشاف كل نوع من هذه الأنواع على حدة، لكنه يترك في نفوسنا بلا شك أثراً حزيناً ومُربكاً حول مصير الحياة على هذا الكوكب، ومصيرنا نحن أيضاً كجزء من هذا العالم الذي يتداعى بشكل سريع دون أن نشعر.

    يريدنا الفيلم أن ننتبه إلى هذا الخطر الداهم، فالكائنات التي تمر صورها سريعاً أمام أعيننا كانت تشكل ذات يوم جزءاً من ملامح هذا العالم، وهي اليوم في طريقها إلى الفناء.

    الفنانة سارة كوبيل من الفنانين الحريصين على الاحتفاظ بطريقة الرسم التقليدية على الورق، دون معاداة للتكنولوجيا بالطبع، فجانب كبير من أعمالها ومشاريعها يعتمد على التكنولوجيا والواقع المُعزز.

    العمل يسلط الضوء على أحد أهم التحديات التي تواجهها البشرية والمتمثل في تزايد وتيرة انقراض الكائنات الحية

    وتعتبر قضية المناخ والأنواع المهددة بالفناء إحدى القضايا التي تحاول الفنانة لفت الانتباه إليها من خلال أعمالها، ويعد هذا الفيلم واحداً من تلك المشاريع الممتدة التي تدور حول هذا السياق.

    وقد أدت كوبيل زيارة إلى مصر قبل نحو عام تقريباً مع زوجها ضمن إقامة فنية لمدة خمسة أشهر، فوقعا معاً في عشق هذه البلاد رغم طبيعتها المختلفة عن حياتهما في الدنمارك. وخلال إقامتها تلك لم تتوقف كوبيل عن الرسم أثناء تجوالها اليومي بين شوارع القاهرة، كما شاركت بأعمالها ضمن برنامج الفنون البصرية لمهرجان وسط البلد العام الماضي.

    وعادت سارة كوبيل هذا العام للمشاركة من جديد في مهرجان وسط البلد بمصر، وذلك بعمل مختلف عرضته تحت عنوان “كائنات في طور الانقراض”، وهو أحد أبرز الأعمال المشاركة في برنامج الفنون البصرية ضمن أنشطة المهرجان هذا العام. العمل الذي شاركت به كوبيل يعد امتدادا لاهتمامها بقضية التغير المناخي وانقراض الكائنات الحية، والذي بدأته في عام 2015 بفيلم “الصمت القاتل”. في هذا العمل الجديد قامت الفنانة برسم مجموعة من الفراشات على واجهات عدد من المباني والممرات في شوارع وسط القاهرة.

    ويمكن للزائر تتبع أماكن هذه الرسوم عبر الخارطة، وعن طريق أحد التطبيقات على الإنترنت يستطيع توجيه الكاميرا إلى الفراشة المرسومة على الحائط كي يتحول الرسم على شاشة الهاتف إلى فيلم رسوم متحركة عن أحد الأنواع المهددة بالانقراض. كل فراشة من هذه الفراشات المرسومة تُحيلك إلى نوع من الكائنات المهددة بالانقراض.

    ويسلط العمل بالطبع الضوء على أحد أهم التحديات التي تواجهها البشرية في تاريخها والمتمثل في تزايد وتيرة انقراض الكائنات الحية، كأحد تبعات التغير المناخي الذي يعاني منه كوكب الأرض، إذ يقدر العلماء أن وتيرة انقراض الأنواع النباتية والحيوانية زادت خلال العقد الماضي بمعدل أربعة أضعاف عما كانت عليه سابقاً. ومن هنا تأتي أهمية العمل الذي قدمته كوبيل.


    الفنانة سارة كوبيل أثناء زيارة مصر


    يذكر أن سارة كوبيل من مواليد عام 1970 وهي تعمل عبر وسائط مختلفة كالإخراج والرسوم المتحركة والتصوير والكتابة. شاركت برسومها وأفلامها في العديد من المهرجانات الدولية المخصصة للرسوم المتحركة، وهي تهتمّ كثيرا بالأعمال المنفذة عن طريق الواقع الافتراضي.

    شاركت كوبيل في مهرجان وسط البلد العام الماضي بعمل تحت عنوان “احتضان”، وهو عمل تفاعلي يعتمد على توظيف أحد تطبيقات الواقع الافتراضي، وضم مجموعة من الصور المعبرة عن العلاقات الإنسانية كالحب والأمومة والصداقة وغيرها.

    يُذكر أن مهرجان وسط البلد احتفل هذا العام بدورته العاشرة التي استمرت حتى 31 أكتوبر الماضي. وضمت هذه الدورة مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي شملت عروضاً مسرحية وراقصة، كما استضاف عدداً من الأنشطة المختلفة المعتمدة على الميديا الحديثة؛ وهي أنشطة فنية تمزج بين المألوف وغير المألوف من صيغ الفن المعاصر على اختلافها.



    ياسر سلطان
    صحافي مصري
يعمل...
X