التقسية لتحمل الاجهاد المائي و البيئي:-
=================
نتحدث اليوم عن التوازن المائي داخل النباتات من النواحي الفسيولوجية و المورفولوجية. و يعتبر موضوع اليوم هام للمزارعين و سوف اقوم بتفسير ما جاء بهذا المنشور في منشورات تالية ان شاء الله تعالى.
تعرف النسبة بين امتصاص الماء بواسطة الجذور وفقده من خلال المجموع الخضري بالتوازن المائي للنبات ) وتوجد مظاهر خارجية وأخرى داخلية للتوازن المائي بالنبات والمظاهر الخارجية هي كمية الماء المتاح للأعضاء الماصة والعوامل التى تساعد على زيادة النتح وينخفض المحتوى المائي لدرجة قد تصل الى 40 % من الوزن الرطب فى بعض النباتات فى المناطق الجافة (المحتوى المائي للنباتات يكون ما بين 80 الى 90% من الوزن الطازج للنبات).
تقوم النباتات بعمل توازن بين معدل فقد وامتصاص الماء من خلال ميكانيكيتين مخلفتين.
1- تكوين الأغطية غير المنفذة حيث يعيق السوبرين والكيوتين فقد الماء من سطح الورقة كما يمنع خروج الاكسجين و بخار الماء و دحول ثاني اكسيد الكربون (التبادل الغازي) ولكن تمكن النبات من التغلب على هذه الصعوبة عن طريق الثغور والعديسات.
2- قدرة الجذور النباتية الكبيرة على سحب الماء من الارض بصورة مستمرة و ذلك بتوفر الماء الميسر الذي يستطيع النبات امتصاصه دون بذل طاقة كبيرة و استهلاك المخزون الغذائي لديه.
لا يجب النظر لوظيفة الثغور على أنها تعمل فقط على فقد الماء ولكن هذا الفقد أمر لابد منه عند القيام بعملية النتح لتسمح بتبادل الغازات كما يفيد النتح النباتات فهو يرفع معدل صعود الماء و العناصر الغذائية التي امتصتها الجذور النباتية لأجزاء النبات ولكن إذا حدث النتح بدرجة أعلى من اللازم كان آثره سلبياً على النبات فتفقد الخلايا ضغطها و امتلائها وتتعطل الوظائف المعتادة للبروتوبلازم و يحدث ما يطلق عليه الذبول الفسيولوجي.
قد تسبب زيادة النتح بدرجة كبيرة الى تجفيف البروتوبلازم لأقل من الحد الأدنى الذي يسمح ببقائه حيا ويتغير معدل النتح بتغير القوة التبخيرية للهواء التى يحددها نقص الرطوبة النسبية للهواء ودرجة تشبع انسجة الورقة بالماء التى تؤثر على معدل فتح الثغر وقدرة غرويات البروتوبلازم على إعطاء الماء واستجابة الخلايا الحارسة للضوء الذي يعمل على فتح الثغور وزيادة نفاذية البروتوبلازم.
التقسية و الاجهاد المائي :
تعتبر الزيادة الفجائية أو الارتفاع الفجائي لمعدل الاجهاد المائي يرجع إليه اكثر ضرر و على العكس الزيادة التدريجية لفترة طويلة من الزمن ممكن ان يمكن النباتات من تحمل الاجهاد المائي و ذلك يحدث لاشجار الفاكهة التي يعتمد في انتاجها على الامطار فان تلك الاشجار لها القدرة نتيجة لتعرضها للاجهاد المائي لفترات طويلة على الاستفادة القصوى من كميات المياه المتوفرة من الامطار خلال فصل الشتاء و بعض المزارعين يقوموا بما يسمى بالري التكميلي مرة او مرتين خلال الصيف خصوصاُ في المواسم التي يقل فيها معدل الامطار خلال فصل الشتاء و معظم الاشجار التي يتم زراعتها بتلك الطريقة اشجار اللوز و التين و الزيتون و الخوخ.
حيث تم عمل تقسية لتلك النباتات من خلال تعرض تلك النباتات لنقص توافر المياه لفترة أو اكثر من النقص للماء وهذه النباتات عادة يمكن أن تبقي حية تحت ظروف الاجهاد المائي دون حدوث ضرر كبير على عكس النباتات التي لم تتعرض لتلك الظروف (التقسية).
من الناحية الفسيولوجية فان النباتات التي تعرضت للتقسية تحدث بها تغيرات رئيسية في البروتوبلازم كزيادة لزوجته ونقص في النفاذية لزيادة مقاومة النباتات للجفاف. كما وجد ان تلك النباتات اصبح لديها جذور اكثر تعمقاً و اصبح نسبة المجموع الجذري الى المجموع الخضري اعلى من النباتات التي لا تتعرض للتقسية . كما تتميزالتي تم تقسيتها بمعدل نتح اقل لكل واحدة من سطح الورقة حيث ان الثغور تغلق عند التعرض للاجهاد المائي ولذا ظن ان هذه النباتات تكون قادرة علي التحكم في فقد الماء عن تلك النباتات التي لم تتعرض حيث ان معظم النباتات الاقتصادية ليس لها قدرة كاملة على وقف فقد المياه تحت ظروف الاجهاد المائي بمعدل اكثر من 20% و لذا لابد من الاستمرار في توفير المياه للنباتات التي لم يتم تقسيتها خلال مراحل نموها الاولى. و على نطاق زراعة الخضر فان العديد من المزارعين يقوموا بري النباتات جيدا بعد نقل الشتلة ثم الامتناع عن الري لمدة 3 الى 5 أيام بعد ذلك لدفع الجذور النباتية الى التعمق و زيادة قدرة النباتات على تحمل الاجهاد.
الخلاصة:-
1- التقسية تساعد النباتات على تحمل الاجهاد لنقص المياه و تحمل الظروف المناخية السيئة.
2- تعتبر النباتات التي تعتمد على مياه الامطار اكثر النباتات تم عملية التقسية لها و بالتالي فان لها قدرة عالية على تاحمل الظروف المناخية السيئة بجانب تحمل نقص الامداد المائي مقارنتاً بالنباتات التي لم يتم تقسيتها.
3- يمكن عمل التقسية للنباتات التي تم زراعتها خلال الموسم الاول من النمو و ذلك من خلال توسيع الفترة بين الريات و هو ما يدفع النباتات الى تعمق الجذور النباتية و تحمل نقص المياه الى حد معين.
4- يتم عمل ذلك لنباتات الخضر بعد الزراعة و ري الشتلات جيدا من خلال التوقف عن الري لفترة من ثلاثة الى خمسة ايام حسب الظروف المناخية السائدة.
5- يتم عمل عملية تسمى بالتصويم لبعض الاشجار مثل الليمون و المانجو و البرتقال خلال شهر نوفمبر و ديسمبر في بعض المزارع و التي تحسن من قدرة النباتات على تحمل الاجهاد المناخي و تزيد من معدل التزهير خلال الربيع التالي.
=================
نتحدث اليوم عن التوازن المائي داخل النباتات من النواحي الفسيولوجية و المورفولوجية. و يعتبر موضوع اليوم هام للمزارعين و سوف اقوم بتفسير ما جاء بهذا المنشور في منشورات تالية ان شاء الله تعالى.
تعرف النسبة بين امتصاص الماء بواسطة الجذور وفقده من خلال المجموع الخضري بالتوازن المائي للنبات ) وتوجد مظاهر خارجية وأخرى داخلية للتوازن المائي بالنبات والمظاهر الخارجية هي كمية الماء المتاح للأعضاء الماصة والعوامل التى تساعد على زيادة النتح وينخفض المحتوى المائي لدرجة قد تصل الى 40 % من الوزن الرطب فى بعض النباتات فى المناطق الجافة (المحتوى المائي للنباتات يكون ما بين 80 الى 90% من الوزن الطازج للنبات).
تقوم النباتات بعمل توازن بين معدل فقد وامتصاص الماء من خلال ميكانيكيتين مخلفتين.
1- تكوين الأغطية غير المنفذة حيث يعيق السوبرين والكيوتين فقد الماء من سطح الورقة كما يمنع خروج الاكسجين و بخار الماء و دحول ثاني اكسيد الكربون (التبادل الغازي) ولكن تمكن النبات من التغلب على هذه الصعوبة عن طريق الثغور والعديسات.
2- قدرة الجذور النباتية الكبيرة على سحب الماء من الارض بصورة مستمرة و ذلك بتوفر الماء الميسر الذي يستطيع النبات امتصاصه دون بذل طاقة كبيرة و استهلاك المخزون الغذائي لديه.
لا يجب النظر لوظيفة الثغور على أنها تعمل فقط على فقد الماء ولكن هذا الفقد أمر لابد منه عند القيام بعملية النتح لتسمح بتبادل الغازات كما يفيد النتح النباتات فهو يرفع معدل صعود الماء و العناصر الغذائية التي امتصتها الجذور النباتية لأجزاء النبات ولكن إذا حدث النتح بدرجة أعلى من اللازم كان آثره سلبياً على النبات فتفقد الخلايا ضغطها و امتلائها وتتعطل الوظائف المعتادة للبروتوبلازم و يحدث ما يطلق عليه الذبول الفسيولوجي.
قد تسبب زيادة النتح بدرجة كبيرة الى تجفيف البروتوبلازم لأقل من الحد الأدنى الذي يسمح ببقائه حيا ويتغير معدل النتح بتغير القوة التبخيرية للهواء التى يحددها نقص الرطوبة النسبية للهواء ودرجة تشبع انسجة الورقة بالماء التى تؤثر على معدل فتح الثغر وقدرة غرويات البروتوبلازم على إعطاء الماء واستجابة الخلايا الحارسة للضوء الذي يعمل على فتح الثغور وزيادة نفاذية البروتوبلازم.
التقسية و الاجهاد المائي :
تعتبر الزيادة الفجائية أو الارتفاع الفجائي لمعدل الاجهاد المائي يرجع إليه اكثر ضرر و على العكس الزيادة التدريجية لفترة طويلة من الزمن ممكن ان يمكن النباتات من تحمل الاجهاد المائي و ذلك يحدث لاشجار الفاكهة التي يعتمد في انتاجها على الامطار فان تلك الاشجار لها القدرة نتيجة لتعرضها للاجهاد المائي لفترات طويلة على الاستفادة القصوى من كميات المياه المتوفرة من الامطار خلال فصل الشتاء و بعض المزارعين يقوموا بما يسمى بالري التكميلي مرة او مرتين خلال الصيف خصوصاُ في المواسم التي يقل فيها معدل الامطار خلال فصل الشتاء و معظم الاشجار التي يتم زراعتها بتلك الطريقة اشجار اللوز و التين و الزيتون و الخوخ.
حيث تم عمل تقسية لتلك النباتات من خلال تعرض تلك النباتات لنقص توافر المياه لفترة أو اكثر من النقص للماء وهذه النباتات عادة يمكن أن تبقي حية تحت ظروف الاجهاد المائي دون حدوث ضرر كبير على عكس النباتات التي لم تتعرض لتلك الظروف (التقسية).
من الناحية الفسيولوجية فان النباتات التي تعرضت للتقسية تحدث بها تغيرات رئيسية في البروتوبلازم كزيادة لزوجته ونقص في النفاذية لزيادة مقاومة النباتات للجفاف. كما وجد ان تلك النباتات اصبح لديها جذور اكثر تعمقاً و اصبح نسبة المجموع الجذري الى المجموع الخضري اعلى من النباتات التي لا تتعرض للتقسية . كما تتميزالتي تم تقسيتها بمعدل نتح اقل لكل واحدة من سطح الورقة حيث ان الثغور تغلق عند التعرض للاجهاد المائي ولذا ظن ان هذه النباتات تكون قادرة علي التحكم في فقد الماء عن تلك النباتات التي لم تتعرض حيث ان معظم النباتات الاقتصادية ليس لها قدرة كاملة على وقف فقد المياه تحت ظروف الاجهاد المائي بمعدل اكثر من 20% و لذا لابد من الاستمرار في توفير المياه للنباتات التي لم يتم تقسيتها خلال مراحل نموها الاولى. و على نطاق زراعة الخضر فان العديد من المزارعين يقوموا بري النباتات جيدا بعد نقل الشتلة ثم الامتناع عن الري لمدة 3 الى 5 أيام بعد ذلك لدفع الجذور النباتية الى التعمق و زيادة قدرة النباتات على تحمل الاجهاد.
الخلاصة:-
1- التقسية تساعد النباتات على تحمل الاجهاد لنقص المياه و تحمل الظروف المناخية السيئة.
2- تعتبر النباتات التي تعتمد على مياه الامطار اكثر النباتات تم عملية التقسية لها و بالتالي فان لها قدرة عالية على تاحمل الظروف المناخية السيئة بجانب تحمل نقص الامداد المائي مقارنتاً بالنباتات التي لم يتم تقسيتها.
3- يمكن عمل التقسية للنباتات التي تم زراعتها خلال الموسم الاول من النمو و ذلك من خلال توسيع الفترة بين الريات و هو ما يدفع النباتات الى تعمق الجذور النباتية و تحمل نقص المياه الى حد معين.
4- يتم عمل ذلك لنباتات الخضر بعد الزراعة و ري الشتلات جيدا من خلال التوقف عن الري لفترة من ثلاثة الى خمسة ايام حسب الظروف المناخية السائدة.
5- يتم عمل عملية تسمى بالتصويم لبعض الاشجار مثل الليمون و المانجو و البرتقال خلال شهر نوفمبر و ديسمبر في بعض المزارع و التي تحسن من قدرة النباتات على تحمل الاجهاد المناخي و تزيد من معدل التزهير خلال الربيع التالي.