خريطة العالم .. خمسة قرون من التزييف أم مُعطيات جغرافية؟!
غرينلاند.. جزيرة كبيرة متجمدة في أغلبها، تقع في أقصى شمال الأطلسي بين أوروبا و أمريكا، تتبع الدنمارك سياسياً..
أثناء تصفح خرائط العالم، فإن القليل منا ألقى بالاً لهذه الجزيرة الهادئة، لكنني أجزم أن القلة القليلة جداً لاحظوا أن غرينلاند تساوي أو تفوق أستراليا في المساحة، بل وتتطاول على إفريقيا وتكاد تساويها!
طبعاً لا يبدو هذا منطقياً. وبالفعل، عند رجوعنا إلى الأرقام الرسمية نجد أن مساحة غرينلاند أقل من ثلث مساحة أستراليا، وحوالي جزء من 14 جزء من مساحة إفريقيا.
لنتأمل الخريطة مرة أخرى!! اطمئنوا، لا يوجد خداع بصري، بل نحن بصدد “خريطة كونية خاطئة” كما وصفها المؤرخ أرنو بيترز في العام 1974.
خريطة العالم الحقيقية لـ”أرنو بيترز” … لاحظ حجم غرينلاند و طول افريقيا !!!
التمثيل الجغرافي لأرضنا “الكروية” على خرائط مسطحة طالما مثّل تحدياً عويصاً للجغرافيين على مر القرون. لذا فإن معظم الخرائط المتداولة اليوم في الكتب والمجلات وجدران أقسام المدارس بل حتى خرائط العم جوجل تحتوي على هفوات وأخطاء بعضها متعمد لدواعي تقنية وفنية.
و البعض الآخر أملته العوامل الإيديولوجية من باب التحكم في “كيف نرى العالم”!! هذه الفرضية التي تبدو من مشتقات“نظرية المؤامرة” طرحها “جيمس وان” كبير محرري مجلة Think Africa Press التي يبدو أنها لم تستسغ تقزيم إفريقيا جغرافياً!!
لو نعود بضعة قرون إلى الوراء لاستقصاء أصل هذه الخرائط نجد أن أشهر محاولات “إسقاط” هذا العالم الكروي على تمثيل مسطح كانت في القرنين السادس عشر والسابع عشر عندما بلغت الرحلات البحرية الى العوالم الجديدة -سواء للاستكشاف أو التجارة- أوجها، حيث تعددت محاولات الإسقاط واتخذت أشكال أنصاف دوائر ومعينات وقلوب وغيرها!
كل تلك الإسقاطات تلاشت عندما تمكن أحدها من إزاحة البقية وتربع على عرش الجغرافيا في العالم، وأصبح اليوم يعرف بـ “خريطة العالم”. إنه الإسقاط الذي اقترحه الجغرافي الفلمنكي “جيراردوس ميركاتور” سنة 1569
السبب الرئيسي لانتشار خريطة ميركاتور هي منافعها الملاحية الجزيلة! إذ تم رسم الخريطة بشكل يسهل استعمال البوصلة في الملاحة البحرية –طويلة المدى طبعاً- .. هذا التلاعب سبب “تحريفاً” في أحجام العديد من الدول، بل إن “النصف” الجنوبي للكرة الأرضية يبدو أصغر بكثير في خرائطنا!
طبعاً الضحية كالعادة هي إفريقيا، سيكون من الصادم بعض الشيء إن قلت لكم إن إفريقيا بإمكانها استيعاب أمريكا الشمالية والهند والأرجنتين و”تونس أخرى” وبعض الدويلات المجهرية الأخرى!
لم أكن يوماً من المهللين لـ “نظرية المؤامرة” لكن، هل فعلاً ما تعرض له “الكارتوجرافيا” –أي علم الخرائط- هو مجرد تلاعبات تقنية؟ أم إن معطيات تاريخية وإيديولوجية لعبت دوراً في ذلك؟
هل الصدفة وحدها وضعت النصف الشمالي في الأعلى والجنوبي في الأسفل؟
هل هي نفس الصدفة التي وضعت الشرق –الذي يحوي جنة عدن حسب الإنجيل- في الجهة العلوية من الخرائط المعتمدة من أوروبا المسيحية في العصور الوسطى؟
دون أن ننسى الخرائط الإسلامية لنفس الحقبة التي وضعت الجنوب في الأعلى! هل فعلاً خريطة مرسومة بإمكانها تغيير وتوجيه نظرتنا للعالم؟؟
لنجرب التمعن في الخريطة في الأسفل و لنقرر..
غرينلاند.. جزيرة كبيرة متجمدة في أغلبها، تقع في أقصى شمال الأطلسي بين أوروبا و أمريكا، تتبع الدنمارك سياسياً..
أثناء تصفح خرائط العالم، فإن القليل منا ألقى بالاً لهذه الجزيرة الهادئة، لكنني أجزم أن القلة القليلة جداً لاحظوا أن غرينلاند تساوي أو تفوق أستراليا في المساحة، بل وتتطاول على إفريقيا وتكاد تساويها!
طبعاً لا يبدو هذا منطقياً. وبالفعل، عند رجوعنا إلى الأرقام الرسمية نجد أن مساحة غرينلاند أقل من ثلث مساحة أستراليا، وحوالي جزء من 14 جزء من مساحة إفريقيا.
لنتأمل الخريطة مرة أخرى!! اطمئنوا، لا يوجد خداع بصري، بل نحن بصدد “خريطة كونية خاطئة” كما وصفها المؤرخ أرنو بيترز في العام 1974.
خريطة العالم الحقيقية لـ”أرنو بيترز” … لاحظ حجم غرينلاند و طول افريقيا !!!
التمثيل الجغرافي لأرضنا “الكروية” على خرائط مسطحة طالما مثّل تحدياً عويصاً للجغرافيين على مر القرون. لذا فإن معظم الخرائط المتداولة اليوم في الكتب والمجلات وجدران أقسام المدارس بل حتى خرائط العم جوجل تحتوي على هفوات وأخطاء بعضها متعمد لدواعي تقنية وفنية.
و البعض الآخر أملته العوامل الإيديولوجية من باب التحكم في “كيف نرى العالم”!! هذه الفرضية التي تبدو من مشتقات“نظرية المؤامرة” طرحها “جيمس وان” كبير محرري مجلة Think Africa Press التي يبدو أنها لم تستسغ تقزيم إفريقيا جغرافياً!!
لو نعود بضعة قرون إلى الوراء لاستقصاء أصل هذه الخرائط نجد أن أشهر محاولات “إسقاط” هذا العالم الكروي على تمثيل مسطح كانت في القرنين السادس عشر والسابع عشر عندما بلغت الرحلات البحرية الى العوالم الجديدة -سواء للاستكشاف أو التجارة- أوجها، حيث تعددت محاولات الإسقاط واتخذت أشكال أنصاف دوائر ومعينات وقلوب وغيرها!
كل تلك الإسقاطات تلاشت عندما تمكن أحدها من إزاحة البقية وتربع على عرش الجغرافيا في العالم، وأصبح اليوم يعرف بـ “خريطة العالم”. إنه الإسقاط الذي اقترحه الجغرافي الفلمنكي “جيراردوس ميركاتور” سنة 1569
السبب الرئيسي لانتشار خريطة ميركاتور هي منافعها الملاحية الجزيلة! إذ تم رسم الخريطة بشكل يسهل استعمال البوصلة في الملاحة البحرية –طويلة المدى طبعاً- .. هذا التلاعب سبب “تحريفاً” في أحجام العديد من الدول، بل إن “النصف” الجنوبي للكرة الأرضية يبدو أصغر بكثير في خرائطنا!
طبعاً الضحية كالعادة هي إفريقيا، سيكون من الصادم بعض الشيء إن قلت لكم إن إفريقيا بإمكانها استيعاب أمريكا الشمالية والهند والأرجنتين و”تونس أخرى” وبعض الدويلات المجهرية الأخرى!
لم أكن يوماً من المهللين لـ “نظرية المؤامرة” لكن، هل فعلاً ما تعرض له “الكارتوجرافيا” –أي علم الخرائط- هو مجرد تلاعبات تقنية؟ أم إن معطيات تاريخية وإيديولوجية لعبت دوراً في ذلك؟
هل الصدفة وحدها وضعت النصف الشمالي في الأعلى والجنوبي في الأسفل؟
هل هي نفس الصدفة التي وضعت الشرق –الذي يحوي جنة عدن حسب الإنجيل- في الجهة العلوية من الخرائط المعتمدة من أوروبا المسيحية في العصور الوسطى؟
دون أن ننسى الخرائط الإسلامية لنفس الحقبة التي وضعت الجنوب في الأعلى! هل فعلاً خريطة مرسومة بإمكانها تغيير وتوجيه نظرتنا للعالم؟؟
لنجرب التمعن في الخريطة في الأسفل و لنقرر..