تفسير الاحلام و علم النفس
جميعنا يحلم، قد تكون هذه الأحلام مسليّة وجميلة وقد تكون سيئةً ومزعجةً، قد نرويها للأصدقاء صباحًا بعد الاستيقاظ وقد لا نتذكّرها أبدًا. ولكن لماذا نحلم، وما دلالات أحلامنا، هل لها معنى حقًّا؟ نتعرّف على رأي علم النفس في تفسير الاحلام في هذا المقال.
ماهي الأحلام ولماذا نحلم
الأحلام هي قصصٌ وصورٌ تخلقها أذهاننا خلال النّوم، يمكن لهذه الأحلام أن تكون واقعيّةً تمامًا أو خياليّةٍ، ويمكن في الكثير من الأحيان أن تكون مزعجةً وغير محببةٍ. تحدث الأحلام في أي وقتٍ خلال دورة النوم، ولكنّها تكون أكثر عمقًا ووضوحًا أثناء فترة الريم REM (وهي مرحلة الحركات السريعة للعين). تكون بعض أحلامنا واضحة (أيّ أننا نعلم خلالها بأننا نحلم) وهي حالةٌ متوسّطةٌ بين الحلم واليقظة يكون خلالها الدّماغ بأقصى درجات نشاطه وفعاليّته. ولكن لماذا نحلم؟
هناك العديد من النظريات التي تحاول تفسير سبب وجود الأحلام، بعضها يعتبر الاحلام غير مهمّةٍ وتمثّل مجرّد فعالية دماغية غير منطقيّة خلال النوم، بينما تنظر إليها بعض النظريات الأخرى كضرورةٍ للصحّة العقلية والنفسية للأشخاص.
آراء أعلام علم النفس في الاحلام وكيفيّة تفسيرها
يختلف علماء علم النّفس في رأيهم بالأحلام وكيفيّة تفسيرها. فحسب فرويد ومتبعي نهجه؛ تعتبر الأحلام طريقة اللاوعي واللاشعور في التعبير عن الرغبات. بينما يدعو آخرون، من بينهم كالفين هول (Calvin S. Hall) إلى اعتبار الاحلام انعكاسًا لما نمر به في حياتنا أثناء اليقظة.
يحظى رأي فرويد والذي طرحه من خلال كتابه "تفسير الاحلام" بشعبيّةٍ واسعةٍ حتى اليوم. يعتبر فرويد أن الحلم هو أحد وسائل تحقيق الرّغبات غير الواعية أو غير الممكنة للحالم، يدّعي كذلك بأن الحلم الواضح والمنطقي ليس إلّا تقنيعًا لمعنىً آخرَ خفيّ.
منهج سيجموند فرويد في كتاب "تفسير الاحلام"
فمن تفسيرات فرويد -على سبيل المثال- أن الحلم بالطيران يعتبر ترميزًا لرغبة الحالم بالتحرر من قيدٍ معيّنٍ يعيشه في حياته الحقيقيّة. ويسمّي فرويد عملية تحويل المعاني الرمزيّة في الحلم إلى معانٍ واضحة بـ "dreamwork".
نهج كارل يونج في تفسير الاحلام
يعتبر يونج واحدًا من تلاميذ فرويد الذين خرجوا عن نهجه وتبنّوا آراءَ مختلفةً وأحيانًا منافسة لأستاذهم. يتفق يونج مع فرويد فيما يخص تفسير الاحلام و علم النفس بأن الأحلام تحتوي على معانٍ كامنةٍ وتأويلاتٍ، لكنّه وعلى عكس فرويد، يعتقد بأن الأحلام هي وسيلةُ الحالم في تحقيق التوّازن بين اللاوعي الخاص به والعالم الحقيقي، بدلًا من أن تكون وسيلته لتحقيق ما لا يمكن تحقيقه في الواقع (وفقًا لاعتقاد فرويد).
من الأمثلة على تفسيرات يونج للأحلام هو تفسيره لأحلام أحد الشباب على الشكل التالي: في الحلم كان الشاب بصحبة والده في السيّارة، وكان الوالد يقود بطريقةٍ عشوائيةٍ لأنّه كان مخمورًا ليصطدم في نهاية المطاف بجدارٍ ويحطّم السيارة. وتأتي غرابة الحلم في كون علاقة الشاب بوالده جيّدةً جدّا فلماذا يراه بهذه الصورة غير الملتزمة والفوضويّة؟! يفسّر منهج يونغ هذا الحلم بأنّ الشّاب لا يزال يعيش تحت جناح والده، وأن هذا الحلم كان طريقة اللاوعي في تنبيهه بأن يتولّى زمام حياته من خلال إسقاط سلطة الأب على حياة ابنه.
مقاربة كالفن هول في تفسير الاحلام
خالف كالفن هول رأي كلٍّ من يونج وفرويد بأن للأحلام معنىً كامنًا، بل اقترح نظريّةً جديدةً تعتبر الأحلام إسقاطًا مباشرًا للأفكار التي ينسجها العقل خلال النّوم. وتتضمّن نظرية هول عدّة أفكار أساسيّة تشكل فهمًا مختلفًا لنظرية الترابط بين تفسير الاحلام و علم النفس وهي:
تفسيرات محتملة لأكثر الاحلام شيوعًا
استخدام الاحلام في العلاج النّفسي
يساعد تفسير الاحلام في التحليل النفسي والفهم الأوضح لشخصّية الأفراد. ومنذ أن نشر فرويد كتابه الشّهير حول تفسير الاحلام، تبنّت العديد من أساليب العلاج النفسي مبدأه القائل بأن الأحلام هي الطريق الأفضل للوصول إلى الأنشطة غير الواعية للعقل.
عمومًا تبقى هذه الطريقة من العلاج غامضةً نوعًا ما ومحكومةً بالمنهج الذي يتبعه المعالج في تفسير الحلم، كذلك لمعتقداته وآرائه الخاصّة، ولا تزال تحتاج للكثير من العمل والمزيد من الأبحاث.
جميعنا يحلم، قد تكون هذه الأحلام مسليّة وجميلة وقد تكون سيئةً ومزعجةً، قد نرويها للأصدقاء صباحًا بعد الاستيقاظ وقد لا نتذكّرها أبدًا. ولكن لماذا نحلم، وما دلالات أحلامنا، هل لها معنى حقًّا؟ نتعرّف على رأي علم النفس في تفسير الاحلام في هذا المقال.
ماهي الأحلام ولماذا نحلم
الأحلام هي قصصٌ وصورٌ تخلقها أذهاننا خلال النّوم، يمكن لهذه الأحلام أن تكون واقعيّةً تمامًا أو خياليّةٍ، ويمكن في الكثير من الأحيان أن تكون مزعجةً وغير محببةٍ. تحدث الأحلام في أي وقتٍ خلال دورة النوم، ولكنّها تكون أكثر عمقًا ووضوحًا أثناء فترة الريم REM (وهي مرحلة الحركات السريعة للعين). تكون بعض أحلامنا واضحة (أيّ أننا نعلم خلالها بأننا نحلم) وهي حالةٌ متوسّطةٌ بين الحلم واليقظة يكون خلالها الدّماغ بأقصى درجات نشاطه وفعاليّته. ولكن لماذا نحلم؟
هناك العديد من النظريات التي تحاول تفسير سبب وجود الأحلام، بعضها يعتبر الاحلام غير مهمّةٍ وتمثّل مجرّد فعالية دماغية غير منطقيّة خلال النوم، بينما تنظر إليها بعض النظريات الأخرى كضرورةٍ للصحّة العقلية والنفسية للأشخاص.
آراء أعلام علم النفس في الاحلام وكيفيّة تفسيرها
يختلف علماء علم النّفس في رأيهم بالأحلام وكيفيّة تفسيرها. فحسب فرويد ومتبعي نهجه؛ تعتبر الأحلام طريقة اللاوعي واللاشعور في التعبير عن الرغبات. بينما يدعو آخرون، من بينهم كالفين هول (Calvin S. Hall) إلى اعتبار الاحلام انعكاسًا لما نمر به في حياتنا أثناء اليقظة.
يحظى رأي فرويد والذي طرحه من خلال كتابه "تفسير الاحلام" بشعبيّةٍ واسعةٍ حتى اليوم. يعتبر فرويد أن الحلم هو أحد وسائل تحقيق الرّغبات غير الواعية أو غير الممكنة للحالم، يدّعي كذلك بأن الحلم الواضح والمنطقي ليس إلّا تقنيعًا لمعنىً آخرَ خفيّ.
منهج سيجموند فرويد في كتاب "تفسير الاحلام"
فمن تفسيرات فرويد -على سبيل المثال- أن الحلم بالطيران يعتبر ترميزًا لرغبة الحالم بالتحرر من قيدٍ معيّنٍ يعيشه في حياته الحقيقيّة. ويسمّي فرويد عملية تحويل المعاني الرمزيّة في الحلم إلى معانٍ واضحة بـ "dreamwork".
نهج كارل يونج في تفسير الاحلام
يعتبر يونج واحدًا من تلاميذ فرويد الذين خرجوا عن نهجه وتبنّوا آراءَ مختلفةً وأحيانًا منافسة لأستاذهم. يتفق يونج مع فرويد فيما يخص تفسير الاحلام و علم النفس بأن الأحلام تحتوي على معانٍ كامنةٍ وتأويلاتٍ، لكنّه وعلى عكس فرويد، يعتقد بأن الأحلام هي وسيلةُ الحالم في تحقيق التوّازن بين اللاوعي الخاص به والعالم الحقيقي، بدلًا من أن تكون وسيلته لتحقيق ما لا يمكن تحقيقه في الواقع (وفقًا لاعتقاد فرويد).
من الأمثلة على تفسيرات يونج للأحلام هو تفسيره لأحلام أحد الشباب على الشكل التالي: في الحلم كان الشاب بصحبة والده في السيّارة، وكان الوالد يقود بطريقةٍ عشوائيةٍ لأنّه كان مخمورًا ليصطدم في نهاية المطاف بجدارٍ ويحطّم السيارة. وتأتي غرابة الحلم في كون علاقة الشاب بوالده جيّدةً جدّا فلماذا يراه بهذه الصورة غير الملتزمة والفوضويّة؟! يفسّر منهج يونغ هذا الحلم بأنّ الشّاب لا يزال يعيش تحت جناح والده، وأن هذا الحلم كان طريقة اللاوعي في تنبيهه بأن يتولّى زمام حياته من خلال إسقاط سلطة الأب على حياة ابنه.
مقاربة كالفن هول في تفسير الاحلام
خالف كالفن هول رأي كلٍّ من يونج وفرويد بأن للأحلام معنىً كامنًا، بل اقترح نظريّةً جديدةً تعتبر الأحلام إسقاطًا مباشرًا للأفكار التي ينسجها العقل خلال النّوم. وتتضمّن نظرية هول عدّة أفكار أساسيّة تشكل فهمًا مختلفًا لنظرية الترابط بين تفسير الاحلام و علم النفس وهي:
- نظرة الشّخص لذاته وقدراته: فحلم الرّجل بأنّه أصبح ثريًّا جدًا ثم خسر ماله فجأةً، يعني وفق هول، بأنّ هذا الرّجل ضعيف الثّقة بنفسه وبقدرته على الحفاظ على الأشياء التي يملكها.
- نظرة الشّخص للآخرين وللأفراد المهمين من حوله: فإذا اعتقد المراهق بأنّ أمّه مزعجةٌ فستظهر في أحلامه بالهيئة نفسها (أي كما يراها ويشعر تجاهها هو).
- نظرة الشّخص للعالم والبيئة من حوله: مثلًا إذا كان الشّخص يشعر بالوحدة ويرى العالم من حوله متبلّد الشعور، فمن الممكن أن تكون أحلامه في بيئةٍ ثلجيّةٍ ومظلمةٍ.
- نظرة الشّخص للدوافع والرغبات المكبوتة بداخله: يركّز هول في هذه النقطة على أن الأحلام ليست انعكاسًا لرغباتنا وإنّما للطريقة التي نتعامل بها مع هذه الرغبات ونفهمها.
- نظرة الشّخص للمشاكل والعقبات التي يواجهها في حياته.
تفسيرات محتملة لأكثر الاحلام شيوعًا
- أحلام المطاردة: وهو حلمٌ شائعٌ لما يعيشه الحالم من توتّرٍ وقلقٍ شديدَين خلال الحلم، قد يشير إلى خوف الشّخص من أمرٍ ما أو تهرّبه من مسألةٍ معيّنةٍ في حياته الواقعيّة.
- أحلام السّقوط: يرتبط هذا الحلم بانعدام شعور الشّخص بالأمان أو الشعور بالفشل (أو الخوف منه).
- أحلام الامتحانات والمقابلات: كأن تكون في مقابلةٍ وتنسى ما يجب عليك أن تقوله، أو تجد نفسك في امتحانٍ غريبٍ لا تعرف سبب وجودك فيه أو أيّ من معاني الأسئلة الموجودة. يحمل هذا الحلم العديد من التفسيرات المحتملة؛ فقد يشير إلى أنّك أمام تحدٍّ في حياتك الواقعيّة، أو أنّك في موقفٍ عليك فيه اتخاذ قرار وغيرها..
- الطّيران: له عدّة تفسيراتٍ محتملةٍ، منها توق الشّخص إلى التحرر من قيدٍ معيّنٍ، أو شعور الشّخص بالرّضى عن حياته وبأنه في القمّة. وتختلف التفسيرات وفقًا لتفاصيل الحلم المختلفة.
استخدام الاحلام في العلاج النّفسي
يساعد تفسير الاحلام في التحليل النفسي والفهم الأوضح لشخصّية الأفراد. ومنذ أن نشر فرويد كتابه الشّهير حول تفسير الاحلام، تبنّت العديد من أساليب العلاج النفسي مبدأه القائل بأن الأحلام هي الطريق الأفضل للوصول إلى الأنشطة غير الواعية للعقل.
عمومًا تبقى هذه الطريقة من العلاج غامضةً نوعًا ما ومحكومةً بالمنهج الذي يتبعه المعالج في تفسير الحلم، كذلك لمعتقداته وآرائه الخاصّة، ولا تزال تحتاج للكثير من العمل والمزيد من الأبحاث.