"سوزانا سارة".. للرسم مع الأطفال حكاية
حمص
يُصنّف الرسم ضمن الفنون الأولى التي قد يتقنها الإنسان في مراحل عمره المبكرة، وهو الأقرب إلى قلوب الأطفال، ولشدة محبتها للأطفال والرسم في آن واحد، امتهنت السيدة "سوزانا سارة" تعليم الرسم للصغار، وأصبحت المعارض الخاصّة بلوحات ورسومات الأطفال التي تقيمها معروفة لدى الكثيرين في "حمص".
eHoms التقى السيدة "سوزانا" لتبدأ حديثها عن الهواية التي أصبحت فيما بعد مجالاً للعمل: «أعتقد أن الجميع بمرحلة ما من الطفولة أحبَّ الرسم والفنون التي تتضمنها، ولكن مسيرة الاحتراف قد تكون هدفاً للبعض، أما بالنسبة لي فقد كان تعليم الرسم للصغار هو ما أردته، وربما ساعدتني الظروف بطريقة أو بأخرى على بلوغ ذلك، فعلى الرغم من أن أمنيتي التي كانت الدراسة في كلية "الفنون الجميلة" لم تتحقق لكونها في "دمشق"، وأنا الابنة الكبرى في العائلة فلم يسمح لي بالسفر خارج مدينتي، لكنني درست عوضاً عنها في معهد إعداد المدرسين- قسم الرسم- في "حمص"، ورغم ذلك لم أبدأ العمل بهذا المجال بشكل فعلي حتى عام /2007/، بسبب ظروف زواجي، وتربية الأولاد».
بوجود الميل نحو الرسم، ومساعدة ودعم والدها الدائم لها، تعلمت "سوزانا" الكثير من القواعد الأساسية في الرسم، ومن ثمّ أتت الدراسة والعمل الميداني لتصقلها وتتابع بالقول:
السيدة "سوزانا" في إحدى معارض الأطفال
«أراد والدي من قبل أن يكون رساماً أيضاً، لكن عدم قبوله في معهد الفنون الجميلة جعله يدرس الهندسة في دولة "تشيكيا"، ليتعرف على والدتي هناك ويتزوجها، وبفضله تعلمت الكثير من الأساسيات اللازمة لفن الرسم، ولكن دراستي في المعهد وفّرت لي معرفة أكبر بالتقنيات والمواد المناسبة لكل صنف من أصناف الرسم، فللقماش نوع ألوان معين، وللزجاج ألوان أخرى، وغير ذلك، إضافةً إلى أن اطلاعي على ثقافة "تشيكيا" لكون والدتي من هناك، وما يحتويه تراثهم من رسوم وزخارف جميلة جداً، وسّع الأفق لدي ودفعني ذلك لامتهان نوع من الفن هو الزخرفة على القماش، وعملت فيه مدّة ثلاث سنوات أصبح إنتاجي خلالها مطلوب من الكثيرين، وعلى الرغم من محاولة البعض تقليدي في هذا المجال، إلا أنني أستطيع اكتشاف أعمالي بوضوح مهما كان التقليد متقناً».
الزخارف النباتية والرسوم التجريدية التي تحتوي ألواناً حارة ولافتة ومواضيع هادئة، وهي ما يهم السيدة "سوزانا" في اللوحات التي ترسمها، أو حتى التي تلاقي إعجابها، بغض النظر عن الفنان الذي رسمها، وهذا ما كان موضوع لوحاتها التي شاركت بها في معارض متعددة، كان أولها المشاركة بلوحة تمثل "السيدة العذراء" رسمتها في السنة الأولى للدراسة، ولكن ذلك الأمر توقف عندما بدأت عملها مع الأطفال، وعن هذا الموضوع تتحدث السيدة "سارة":
"سوزانا" في إحدى الرحلات إلى "تشيكيا"
«التعامل مع الأطفال وتعليمهم هو هدفي الأساسي، وقد ازداد تعلّقي بهذا الأمر عندما بدأت العمل كمدرّسة لحصة الرسم في ابتدائية "الغسانية الخاصة" في حي "الحميدية"، وهي فرصة ذهبية أمنت لي التواصل مع أولئك الصغار، خاصّة أن الكثير منهم يمتلك موهبة فريدة، ولكن للأسف مدّة الحصة الدراسية في المدرسة، وعدم الاهتمام بتلك المادة، ومدى فائدتها في الترفيه عن الطفل، وإعطائه الفرصة للتعبير عما يريد فعله، غير موجودة في معظم المدارس، فعندما لمست ذلك قررت أن أحول اهتمامي لمزيد من العناية بهوايتهم، وافتتاح دورات خاصّة بمادة الرسم في المدرسة ذاتها، ولكن بعد انتهاء الدوام المدرسي، والآن أصبح لي مرسمي الخاص الذي أتمنى أن يتسع ليصبح داراً لتعليم الرسم، خاصّة أن عدد دور الرسم أو التي تعنى بالفنون التشكيلية عامةً في "حمص" تقتصر للأسف على معهد "صبحي شعيب" وبعض المراكز الخاصة، وهي في أغلب الأوقات لا تستطيع استيعاب العدد المتقدم للطلاب، ولاسيما للأعمار المتوسطة وأنا شخصياً عانيت لأسجل ابني في إحدى دورات الصالة».
الدورات والمعارض التي تقيمها "سوزانا" أصبحت تقليداً دائماً على مدار العام، ينتظرها الأطفال ليقدموا للزوار ما صنعوه وما الجديد المضاف عليها، وعن ذلك تقول: «المعارض التي نقيمها أصبحت تقليدنا الخاص والعدد يزداد يوماً بعد يوم وعلى الرغم من كونها متعبة جداً في إمكانية تأمين المكان وتوفير المواد للأطفال، إلا أن الفرحة التي ترتسم على وجوههم ومدى حماستهم التي تظهر عندما يرى ذووهم ما أنتجوه تستحق المحاولة، والجميل أن الأطفال لديهم استعداد دائم للتعلم، ففي آخر معرض قمنا به، أدخلنا الرسم على الزجاج وعلى القماش وصناعة بعض المنتجات الخشبية كزينة للأعياد، وهذا يعد إنجازاً بالنسبة لأعمارهم الصغيرة التي تبدأ من خمسة أعوام».
اعتماد الحوار مع الطفل حول ما يحبه، وأخذ رأيه بشكل مستمر، ومعرفة ما يريد إيصاله عبر الرسومات التي يقدمها، أهم ما تصر عليه السيدة "سوزانا" في التعامل مع الطلاب الصغار، فقد تتاح لأحدهم فرصة بسيطة في المستقبل ليغدو رساماً محترفاً.
- أمارة طعمة
حمص
يُصنّف الرسم ضمن الفنون الأولى التي قد يتقنها الإنسان في مراحل عمره المبكرة، وهو الأقرب إلى قلوب الأطفال، ولشدة محبتها للأطفال والرسم في آن واحد، امتهنت السيدة "سوزانا سارة" تعليم الرسم للصغار، وأصبحت المعارض الخاصّة بلوحات ورسومات الأطفال التي تقيمها معروفة لدى الكثيرين في "حمص".
eHoms التقى السيدة "سوزانا" لتبدأ حديثها عن الهواية التي أصبحت فيما بعد مجالاً للعمل: «أعتقد أن الجميع بمرحلة ما من الطفولة أحبَّ الرسم والفنون التي تتضمنها، ولكن مسيرة الاحتراف قد تكون هدفاً للبعض، أما بالنسبة لي فقد كان تعليم الرسم للصغار هو ما أردته، وربما ساعدتني الظروف بطريقة أو بأخرى على بلوغ ذلك، فعلى الرغم من أن أمنيتي التي كانت الدراسة في كلية "الفنون الجميلة" لم تتحقق لكونها في "دمشق"، وأنا الابنة الكبرى في العائلة فلم يسمح لي بالسفر خارج مدينتي، لكنني درست عوضاً عنها في معهد إعداد المدرسين- قسم الرسم- في "حمص"، ورغم ذلك لم أبدأ العمل بهذا المجال بشكل فعلي حتى عام /2007/، بسبب ظروف زواجي، وتربية الأولاد».
المعارض التي نقيمها أصبحت تقليدنا الخاص والعدد يزداد يوماً بعد يوم وعلى الرغم من كونها متعبة جداً في إمكانية تأمين المكان وتوفير المواد للأطفال، إلا أن الفرحة التي ترتسم على وجوههم ومدى حماستهم التي تظهر عندما يرى ذووهم ما أنتجوه تستحق المحاولة، والجميل أن الأطفال لديهم استعداد دائم للتعلم، ففي آخر معرض قمنا به، أدخلنا الرسم على الزجاج وعلى القماش وصناعة بعض المنتجات الخشبية كزينة للأعياد، وهذا يعد إنجازاً بالنسبة لأعمارهم الصغيرة التي تبدأ من خمسة أعوام
بوجود الميل نحو الرسم، ومساعدة ودعم والدها الدائم لها، تعلمت "سوزانا" الكثير من القواعد الأساسية في الرسم، ومن ثمّ أتت الدراسة والعمل الميداني لتصقلها وتتابع بالقول:
السيدة "سوزانا" في إحدى معارض الأطفال
«أراد والدي من قبل أن يكون رساماً أيضاً، لكن عدم قبوله في معهد الفنون الجميلة جعله يدرس الهندسة في دولة "تشيكيا"، ليتعرف على والدتي هناك ويتزوجها، وبفضله تعلمت الكثير من الأساسيات اللازمة لفن الرسم، ولكن دراستي في المعهد وفّرت لي معرفة أكبر بالتقنيات والمواد المناسبة لكل صنف من أصناف الرسم، فللقماش نوع ألوان معين، وللزجاج ألوان أخرى، وغير ذلك، إضافةً إلى أن اطلاعي على ثقافة "تشيكيا" لكون والدتي من هناك، وما يحتويه تراثهم من رسوم وزخارف جميلة جداً، وسّع الأفق لدي ودفعني ذلك لامتهان نوع من الفن هو الزخرفة على القماش، وعملت فيه مدّة ثلاث سنوات أصبح إنتاجي خلالها مطلوب من الكثيرين، وعلى الرغم من محاولة البعض تقليدي في هذا المجال، إلا أنني أستطيع اكتشاف أعمالي بوضوح مهما كان التقليد متقناً».
الزخارف النباتية والرسوم التجريدية التي تحتوي ألواناً حارة ولافتة ومواضيع هادئة، وهي ما يهم السيدة "سوزانا" في اللوحات التي ترسمها، أو حتى التي تلاقي إعجابها، بغض النظر عن الفنان الذي رسمها، وهذا ما كان موضوع لوحاتها التي شاركت بها في معارض متعددة، كان أولها المشاركة بلوحة تمثل "السيدة العذراء" رسمتها في السنة الأولى للدراسة، ولكن ذلك الأمر توقف عندما بدأت عملها مع الأطفال، وعن هذا الموضوع تتحدث السيدة "سارة":
"سوزانا" في إحدى الرحلات إلى "تشيكيا"
«التعامل مع الأطفال وتعليمهم هو هدفي الأساسي، وقد ازداد تعلّقي بهذا الأمر عندما بدأت العمل كمدرّسة لحصة الرسم في ابتدائية "الغسانية الخاصة" في حي "الحميدية"، وهي فرصة ذهبية أمنت لي التواصل مع أولئك الصغار، خاصّة أن الكثير منهم يمتلك موهبة فريدة، ولكن للأسف مدّة الحصة الدراسية في المدرسة، وعدم الاهتمام بتلك المادة، ومدى فائدتها في الترفيه عن الطفل، وإعطائه الفرصة للتعبير عما يريد فعله، غير موجودة في معظم المدارس، فعندما لمست ذلك قررت أن أحول اهتمامي لمزيد من العناية بهوايتهم، وافتتاح دورات خاصّة بمادة الرسم في المدرسة ذاتها، ولكن بعد انتهاء الدوام المدرسي، والآن أصبح لي مرسمي الخاص الذي أتمنى أن يتسع ليصبح داراً لتعليم الرسم، خاصّة أن عدد دور الرسم أو التي تعنى بالفنون التشكيلية عامةً في "حمص" تقتصر للأسف على معهد "صبحي شعيب" وبعض المراكز الخاصة، وهي في أغلب الأوقات لا تستطيع استيعاب العدد المتقدم للطلاب، ولاسيما للأعمار المتوسطة وأنا شخصياً عانيت لأسجل ابني في إحدى دورات الصالة».
الدورات والمعارض التي تقيمها "سوزانا" أصبحت تقليداً دائماً على مدار العام، ينتظرها الأطفال ليقدموا للزوار ما صنعوه وما الجديد المضاف عليها، وعن ذلك تقول: «المعارض التي نقيمها أصبحت تقليدنا الخاص والعدد يزداد يوماً بعد يوم وعلى الرغم من كونها متعبة جداً في إمكانية تأمين المكان وتوفير المواد للأطفال، إلا أن الفرحة التي ترتسم على وجوههم ومدى حماستهم التي تظهر عندما يرى ذووهم ما أنتجوه تستحق المحاولة، والجميل أن الأطفال لديهم استعداد دائم للتعلم، ففي آخر معرض قمنا به، أدخلنا الرسم على الزجاج وعلى القماش وصناعة بعض المنتجات الخشبية كزينة للأعياد، وهذا يعد إنجازاً بالنسبة لأعمارهم الصغيرة التي تبدأ من خمسة أعوام».
اعتماد الحوار مع الطفل حول ما يحبه، وأخذ رأيه بشكل مستمر، ومعرفة ما يريد إيصاله عبر الرسومات التي يقدمها، أهم ما تصر عليه السيدة "سوزانا" في التعامل مع الطلاب الصغار، فقد تتاح لأحدهم فرصة بسيطة في المستقبل ليغدو رساماً محترفاً.