تويت
الرسم بالرمل فن حديث بتقنيات مختلفة
- دوران جاسم
دمشق
إذا كنت من زائري سوق "القباقبية" بدمشق، فلابد أن يجذبك مشهد بانورامي في غاية الروعة، حيث هناك رسامون عدتهم رمل ملون وزجاجات فارغة يرسمون مباشرة وأمامك لوحة فنية في غاية الجمال.
"eDamascus" التقى "ادريس حسن" أحد الزبائن الذي كان يقتني لوحة زجاجية، فيقول: «إنه فن في غاية الإبداع والحرفية، لأنهم يقومون بالرسم أمامك مباشرةً ودون تحضير مسبق ما يعجز عن رسمه أكثر الرسامين في العالم شهرةً، فكان هذا أشبه بعرض سحري لدي في أول الأمر، وظننت أنها خدعة لكي يجذبوا الزبائن، انتظرت قليلاً حتى استفيق من دهشتي، بعدها قررت أن آخذ معي لوحة فنية تحتوي على اسمي واسم من أحب، ولوحة آخرى لكي أهديها لأحد أصدقائي لأنني لن أجد أجمل وأروع من هذا الشيء لأهديه لمن أحب، وأتمنى أن يحظى هذا الفن بالأهمية التي تستحقه من وزارة الثقافة لكي يدرس في معاهدها وكلياتها إلى جانب بقية الفنون التطبيقية في "سورية"، لأنه يستحق أن يهتم به وأن يتطور».
إن الإقبال والإعجاب الكبيرين اللذين أشاهدهما من الزبائن والمارة جعلاني أعشق هذا الفن الرائع أكثر، الذي تعلمته منذُ حوالي 5 سنوات، والآن أصبح هذا الفن مصدر رزقي الوحيد، كما أقوم حالياً بتعليمه لأحد إخوتي علماً أنه طالب في كلية الفنون الجميلة "بدمشق"، وسوف يقوم بتقديم لوحة فنية مرسومة بالرمل كمشروع تخرج له في الكلية
أما الفنان "محمد أحمد علي" أحد الرسامين بالرمل في سوق القباقبية شمالي الجامع الأموي، فبدأ حديثه قائلاً: «الرسم بالرمل هو فن صناعة أشكال ولوحات فنية مختلفة عن طريق سكب الرمل ذي ألوان معبرة عن الحالة أو الشكل مراد رسمه داخل زجاجة مخصصة لهذا الغرض، والرسم بالرمل الملون يعتبر أحد الفنون القديمة التي عرفها العرب مع اكتشاف الساعة الرملية التي كانت ملهماً لهذا الفن الرائع، ولكن أجمالاً لم ينتشر هذا الفن "الرسم بالرمل" في "دمشق" إلا قبل حوالي 20 عاماً عندما هاجر بعض الشبان العراقيين المتقنين لهذا الفن الجميل من بلدهم إلى سورية بحثاً عن العمل، وأخذوا من سوق "القباقبية" مكاناً لعرض هذا الفن الذي شهد إقبالاً كبيراً من أبناء دمشق وزوارها من بقية المدن السورية وسياحها، وبعد مغادرة الشبان العراقيين لسورية وعودتهم إلى بلدهم، كان عدد من الشبان الدمشقيين قد استهواهم هذا الفن اليدوي الجميل، فقرروا متابعة ما بدأ به هؤلاء الشبان العراقيين وفي نفس المكان الذي عرضوا فيه فنهم الراقي، لهذا يعتبر "سوق القباقبية" مركزاً لهذا الفن، وقد أخذ هذا الفن شهرة كبيرة في دمشق، ومنهم من قام بدراسته في معهد الفنون التطبيقية "بدمشق"، أما أنا فقد تعلمته منذ 10 سنوات من أحد أصدقائي، ومنذٌ ذلك الوقت أقوم بعرض فني هذا في سوق القباقبية، كما أنني لستُ الوحيد الذي يقوم بالرسم بالرمل هنا، فهناك أكثر من 5 رسامين يقدمون خدماتهم مثلي لزائري مدينة القديمة مباشرةً وحسب رغبتهم».
بعض النماذج
ويضيف "علي": «نقوم بكتابة الأسماء، الأحرف وتصوير الأشخاص بالرمل الملون داخل الزجاجة خلال دقائق وأمام الزبون، وهذا ما جعل هذا الفن يأخذ شهرته الحالية والإعجاب الذي حظي به من الزائرين والسياح على حد سواء.
أدواتنا هي "طاولة صغيرة، رمل، قمعة وريشة"، أولاً نأتي بالرمل المازار أو الرمل البحري وبعدها نقوم بطحن الرمل حتى يصبح ناعماً جداً، ثم نضيف إليه الألوان الترابية ونخلطه جيداً حتى نحصل على اللون الذي نريده، ثم نأتي بالقنينة الزجاجية الفارغة التي تكون عريضة من أسفلها ونسكب الرمل بداخلها، ثم نبدأ بالرسم بالريشة التي تحتوي على شريط رفيع بداخلها لكتابة الأسماء ورسم الأشكال الفنية التي نريد رسمها».
في المدينة القديمة
وعلى بعد خطوات منه فقط التقينا الرسام "سامر مولوي"، الذي بدأ حديثه قائلاً: «نرسم بالرمل لوحات فنية مختلفة، فنرسم أشخاصاً على شاطئ البحر، جمالاً في الصحراء، شجر النخيل، كتابة الأسماء والأحرف، طبعاً كل ذلك حسب رغبة الزبون.
ويعتبر لونا الأحمر والموف من أجمل الألوان وأكثرها استخداماً، فنستخدم اللون الأحمر مع البرتقالي والأخضر، والبنفسجي مع الزهر والأبيض، الأخضر نعبر به عن الخضار، والأزرق عن البحر، والأسود نستخدمه لرسم الأشخاص وكتابة الأسماء والأحرف.
أدوات العمل
ويتراوح سعر هذه اللوحات الفنية بين 100 ليرة سورية و900 ليرة، حسب حجم وشكل القنينة الزجاجية».
يضيف "مولوي": «إن الإقبال والإعجاب الكبيرين اللذين أشاهدهما من الزبائن والمارة جعلاني أعشق هذا الفن الرائع أكثر، الذي تعلمته منذُ حوالي 5 سنوات، والآن أصبح هذا الفن مصدر رزقي الوحيد، كما أقوم حالياً بتعليمه لأحد إخوتي علماً أنه طالب في كلية الفنون الجميلة "بدمشق"، وسوف يقوم بتقديم لوحة فنية مرسومة بالرمل كمشروع تخرج له في الكلية».
شاركغرّدأرسلأرسل