بسام المنيزلة".. صناعة التجريد الضوئي
اللاذقيّة
رسم الفنان "بسام المنيزلة" بالعدسة لوحات فنية وقال إنها تشكيل ضوئي تتمازج فيه الألوان والأشكال ويسرح الخيال في تفسير تفاصيل هذا التشكيل.
وتحدث الفنان "بسام محمود" المعروف بـ"المنيزلة" لمدونة وطن "eSyria" عن تجربته قائلاً: «حاولت في هذه التجربة أن أرسم خطاً خاصاً بي في عالم التصوير الضوئي، حيث أقوم بتجميع وتركيب مواد مختلفة منها الصلب والمرن والشفاف، وأبدأ بتركيب الإضاءة والمؤثرات اللازمة ومن ثم ألتقط الصورة.
وفي بعض الصور استخدمت حوالي /600/ مادة وأكثر من /200/ مصدر إضاءة، وقد استغرقت إحدى الصور /5/ أشهر حتى ظهرت على الشكل المطلوب، وأحاول في هذا الأسلوب أثناء التصوير أن تذوب المادة بالإضاءة ما يجعل منها تجريداً كاملاً مشابهاً للتجريد الزيتي وقد أطلقت على تجربتي هذه اسم "التجريد الضوئي"».
من أعماله
وعن طريقة اكتشاف هذا الأسلوب الفريد في التصوير قال "المنيزلة": «الاكتشاف جاء عن طريق التجريب، حيث كنت أعمل على الخروج عن النمط التقليدي في التصوير- رغم أهميته- بحثاً عن التميز، إذ إن أي إنسان بإمكانه أن يمسك الكاميرا ويلتقط صوراً للبحر والغروب أو مشهداً في الطبيعة.
أما تجربتي هذه فتقوم على صناعة المشهد ومن ثم تصويره بطريقة مختلفة وبتقنية خاصة، ويمكن القول إنني بدأت بتجربة ومن ثم وصلت إلى رؤية أخذتني إلى عمل فني شبيه بـ"التجريد" الذي ترسمه الكاميرا وليست الريشة».
وأضاف "المنيزلة": «في لوحتي لا يوجد خلط للألوان بالمعنى المتعارف عليه، إنما هي عملية صدام بين عشرات الإضاءات المتساقطة على التكوين المراد تصويره ومواجهته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع العدسة».
المصور الضوئي لا يعتمد على قاعدة واحدة في التصوير وقال: «لكل لوحة أسلوبها وتقنيتها الخاصة وإضاءتها الخاصة، ومن الناحية الأكاديمية فإن لوحتي تعتمد على قاعدة واحدة وهي تجريد الواقع بالكاميرا وجعله أكثر خصوصية وإثارة للاهتمام، حيث ينظر المتلقي إلى اللوحة ويطرح أفكاره أو رؤيته الخاصة لما يشاهد».
من معرضه
وعن كيفية استقبال الجمهور لأعماله قال "المنيزلة": «كما تعلم الجمهور ليس شخصاً واحداً أو فكراً وثقافةً واحدة، فهناك من هو مثقف فنياً وهناك المتلقي العادي وهناك الناقد، ولكل من هؤلاء رؤية أو زاوية للنظر لما يشاهد، وأؤكد لك أن الجميع وقف متسائلاً ومستغرباً أن يكون ما رآه تصويراً بالكاميرا وليس رسماً بالريشة، وهذا ما جعلني أبذل جهداً كبيراً لإقناعهم بذلك، وأعتقد أنني وصلت إلى ما كنت أرغب في إيصاله، وذلك من خلال الآراء التي سمعتها خلال المعرض وما بعده والصدمة الايجابية التي أحدثتها لديهم».
ورداً على سؤالنا حول طقوس التصوير الخاصة به، أجاب "المنيزلة": «أكثر ما أقوم به من عمليات التصوير تتم في الهواء الطلق والقليل منها يتم داخل الجدران، التصوير في الهواء الطلق وفي أوقات مختلفة يعطي لكل صورة خصوصيتها».
المصور الضوئي المتميز يصنف تجربته على أنها فن قائم بحد ذاته ويتمنى أن تتحول إلى فن شائع، وقال: «في الحقيقة لدي أمل كبير في أن تستمر وتكرس هذه التجربة ولابد من استمرارية الفن وعدم حرمان أي موهوب من المعلومة والنصيحة، وأعتقد أنه إذا حصل ذلك أكون قد وصلت إلى الهدف الذي أنشده، وهو أن يصبح الفن في متناول الجميع».
وختم صاحب التجربة الجديدة: «مشاريع فينة جديدة كهذه يجب أن تنال الاهتمام من قبل مؤسسات فنية وثقافية مختصة، فالفنان يقدم فكرة وأسلوباً خاصا لكنه لا يكون قادراً على تقديمه على نطاق واسع للمتلقي، ما يجعله بحاجة إلى مؤسسات تتبنى مشروعه الفني وتدعمه».
قالوا في "بسام المنيزلة" وتجربته:
الفنان "أنور الرحبي" أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين في "سورية" قال عنه: «"بسام" يقدم مفردته الخاصة التي تعنى بعين لحمية، فقد استطاع أن يلتقط الكثير من المفردات الحية بوهج جديد غامزاً بعين الكاميرا واستطاع أن يركز على بعض البؤر التي كثيراً لا يستطيع المرء العادي التقاطها، فكان أكثر صدقاً في إسقاط بعض الزوايا وإظهارها على أنها أشكال جديدة فرحة تنير للمتلقي زمن اللوحة الواعدة القادمة.
"بسام" دائماً مجددٌ في مفرداته التي يرتكز عليها ارتكازاً كلياً حتى يستطيع إدارة الضغط على العين بشيء مصور مسبقاً وفوتو مؤخراً، فتحية لهذا الفنان الذي أتمنى له مساحة أكبر في "التشكيل"».
الفنان "باول صابور" قال عنه: «تشدني التكوينات الغريبة في صوره التي تذكرني بأعمال "التجريد" بالألوان الزيتية ففيها الكثير من التقنية والتعقيدات التي تجعلها حالة استثنائية، إنه بارع في اقتناص اللحظة المناسبة لتجسيد اللقطة أو الحركة.
في لوحاته الضوئية مزيج لوني متآلف وشفاف ملتف، وكأنه يدور أبداً مشكلاً دوامات لونية تشعر الناظر بحركة اللوحة ونشاطها الدائمين.
يتجلى الإبداع الحقيقي في الطريقة التي يعمل من خلالها على صنع تشكيل ضوئي متجدد في مخبره الذي كلما تناولناه بحديثنا معه يلفه بشيء من التعتيم ليترك للمتلقي فسحة كبيرة من الخيال للتفكير في أصل ما هو مجسد على اللوحة».
الفنان التشكيلي وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفنانين التشكيليين "حمود السليمان" قال عنه: «يخوض "بسام" تجربة لإقامة مدرسة في عالم "التشكيل" بالصورة الضوئية يحدد معالمها من خلال إحساسه باللون المرسوم على الصفحة البيضاء الملساء ذات الشكل المطبوع، مبتعداً عن ريشتنا اليدوية ومعتمداً حركة عيونه بدلاً من أصابعه.
لقد استطاع أن يخدر أصابعه ويحرك ببصره هذه الألوان التي من خلالها يوصلنا إلى التجانس العفوي الذي اخترق من خلاله أبعاد اللوحة ذات الطابع العام فحقق شكلاً جديداً ومدرسة في "التشكيل" المبتكر».
وأضاف "السليمان": «في الصورة التي ابتكرها الفنان استطاع أن يختزل زمناً من اللون والفكرة حيث تتجانس لديه أبعاد وأفكار، والمفردات التي يريد أن يطرحها عنوةً فاختار الأشكال الملموسة وصورها لنا بإحساسه البصري ليحولها إلى لوحة تشكيلية مبتعداً عن فلسفة "الفكر التشكيلي"، فابتعد عن المباشرة في طرح مفرداته "الوجه واليد والشجرة" واعتمد الفكرة التي تخضع لها كاميرته.
إنه يصنع لوحةً تشكيلية جديدة إن تطورت سيدخل في مدرسة "التشكيل" الضوئي مبتعداً عن التصوير كفكر وفن مقترباً من الريشة البصرية التي اختارها ليحقق قيمة جديدة للون فيها إحساسه وإلكترونية أصابعه وصفاء عيونه التي يقدم بها أعماله».
- بلال سليطين
اللاذقيّة
رسم الفنان "بسام المنيزلة" بالعدسة لوحات فنية وقال إنها تشكيل ضوئي تتمازج فيه الألوان والأشكال ويسرح الخيال في تفسير تفاصيل هذا التشكيل.
وتحدث الفنان "بسام محمود" المعروف بـ"المنيزلة" لمدونة وطن "eSyria" عن تجربته قائلاً: «حاولت في هذه التجربة أن أرسم خطاً خاصاً بي في عالم التصوير الضوئي، حيث أقوم بتجميع وتركيب مواد مختلفة منها الصلب والمرن والشفاف، وأبدأ بتركيب الإضاءة والمؤثرات اللازمة ومن ثم ألتقط الصورة.
أكثر ما أقوم به من عمليات التصوير تتم في الهواء الطلق والقليل منها يتم داخل الجدران، التصوير في الهواء الطلق وفي أوقات مختلفة يعطي لكل صورة خصوصيتها
وفي بعض الصور استخدمت حوالي /600/ مادة وأكثر من /200/ مصدر إضاءة، وقد استغرقت إحدى الصور /5/ أشهر حتى ظهرت على الشكل المطلوب، وأحاول في هذا الأسلوب أثناء التصوير أن تذوب المادة بالإضاءة ما يجعل منها تجريداً كاملاً مشابهاً للتجريد الزيتي وقد أطلقت على تجربتي هذه اسم "التجريد الضوئي"».
من أعماله
وعن طريقة اكتشاف هذا الأسلوب الفريد في التصوير قال "المنيزلة": «الاكتشاف جاء عن طريق التجريب، حيث كنت أعمل على الخروج عن النمط التقليدي في التصوير- رغم أهميته- بحثاً عن التميز، إذ إن أي إنسان بإمكانه أن يمسك الكاميرا ويلتقط صوراً للبحر والغروب أو مشهداً في الطبيعة.
أما تجربتي هذه فتقوم على صناعة المشهد ومن ثم تصويره بطريقة مختلفة وبتقنية خاصة، ويمكن القول إنني بدأت بتجربة ومن ثم وصلت إلى رؤية أخذتني إلى عمل فني شبيه بـ"التجريد" الذي ترسمه الكاميرا وليست الريشة».
وأضاف "المنيزلة": «في لوحتي لا يوجد خلط للألوان بالمعنى المتعارف عليه، إنما هي عملية صدام بين عشرات الإضاءات المتساقطة على التكوين المراد تصويره ومواجهته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع العدسة».
المصور الضوئي لا يعتمد على قاعدة واحدة في التصوير وقال: «لكل لوحة أسلوبها وتقنيتها الخاصة وإضاءتها الخاصة، ومن الناحية الأكاديمية فإن لوحتي تعتمد على قاعدة واحدة وهي تجريد الواقع بالكاميرا وجعله أكثر خصوصية وإثارة للاهتمام، حيث ينظر المتلقي إلى اللوحة ويطرح أفكاره أو رؤيته الخاصة لما يشاهد».
من معرضه
وعن كيفية استقبال الجمهور لأعماله قال "المنيزلة": «كما تعلم الجمهور ليس شخصاً واحداً أو فكراً وثقافةً واحدة، فهناك من هو مثقف فنياً وهناك المتلقي العادي وهناك الناقد، ولكل من هؤلاء رؤية أو زاوية للنظر لما يشاهد، وأؤكد لك أن الجميع وقف متسائلاً ومستغرباً أن يكون ما رآه تصويراً بالكاميرا وليس رسماً بالريشة، وهذا ما جعلني أبذل جهداً كبيراً لإقناعهم بذلك، وأعتقد أنني وصلت إلى ما كنت أرغب في إيصاله، وذلك من خلال الآراء التي سمعتها خلال المعرض وما بعده والصدمة الايجابية التي أحدثتها لديهم».
ورداً على سؤالنا حول طقوس التصوير الخاصة به، أجاب "المنيزلة": «أكثر ما أقوم به من عمليات التصوير تتم في الهواء الطلق والقليل منها يتم داخل الجدران، التصوير في الهواء الطلق وفي أوقات مختلفة يعطي لكل صورة خصوصيتها».
المصور الضوئي المتميز يصنف تجربته على أنها فن قائم بحد ذاته ويتمنى أن تتحول إلى فن شائع، وقال: «في الحقيقة لدي أمل كبير في أن تستمر وتكرس هذه التجربة ولابد من استمرارية الفن وعدم حرمان أي موهوب من المعلومة والنصيحة، وأعتقد أنه إذا حصل ذلك أكون قد وصلت إلى الهدف الذي أنشده، وهو أن يصبح الفن في متناول الجميع».
وختم صاحب التجربة الجديدة: «مشاريع فينة جديدة كهذه يجب أن تنال الاهتمام من قبل مؤسسات فنية وثقافية مختصة، فالفنان يقدم فكرة وأسلوباً خاصا لكنه لا يكون قادراً على تقديمه على نطاق واسع للمتلقي، ما يجعله بحاجة إلى مؤسسات تتبنى مشروعه الفني وتدعمه».
قالوا في "بسام المنيزلة" وتجربته:
الفنان "أنور الرحبي" أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين في "سورية" قال عنه: «"بسام" يقدم مفردته الخاصة التي تعنى بعين لحمية، فقد استطاع أن يلتقط الكثير من المفردات الحية بوهج جديد غامزاً بعين الكاميرا واستطاع أن يركز على بعض البؤر التي كثيراً لا يستطيع المرء العادي التقاطها، فكان أكثر صدقاً في إسقاط بعض الزوايا وإظهارها على أنها أشكال جديدة فرحة تنير للمتلقي زمن اللوحة الواعدة القادمة.
"بسام" دائماً مجددٌ في مفرداته التي يرتكز عليها ارتكازاً كلياً حتى يستطيع إدارة الضغط على العين بشيء مصور مسبقاً وفوتو مؤخراً، فتحية لهذا الفنان الذي أتمنى له مساحة أكبر في "التشكيل"».
الفنان "باول صابور" قال عنه: «تشدني التكوينات الغريبة في صوره التي تذكرني بأعمال "التجريد" بالألوان الزيتية ففيها الكثير من التقنية والتعقيدات التي تجعلها حالة استثنائية، إنه بارع في اقتناص اللحظة المناسبة لتجسيد اللقطة أو الحركة.
في لوحاته الضوئية مزيج لوني متآلف وشفاف ملتف، وكأنه يدور أبداً مشكلاً دوامات لونية تشعر الناظر بحركة اللوحة ونشاطها الدائمين.
يتجلى الإبداع الحقيقي في الطريقة التي يعمل من خلالها على صنع تشكيل ضوئي متجدد في مخبره الذي كلما تناولناه بحديثنا معه يلفه بشيء من التعتيم ليترك للمتلقي فسحة كبيرة من الخيال للتفكير في أصل ما هو مجسد على اللوحة».
الفنان التشكيلي وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفنانين التشكيليين "حمود السليمان" قال عنه: «يخوض "بسام" تجربة لإقامة مدرسة في عالم "التشكيل" بالصورة الضوئية يحدد معالمها من خلال إحساسه باللون المرسوم على الصفحة البيضاء الملساء ذات الشكل المطبوع، مبتعداً عن ريشتنا اليدوية ومعتمداً حركة عيونه بدلاً من أصابعه.
لقد استطاع أن يخدر أصابعه ويحرك ببصره هذه الألوان التي من خلالها يوصلنا إلى التجانس العفوي الذي اخترق من خلاله أبعاد اللوحة ذات الطابع العام فحقق شكلاً جديداً ومدرسة في "التشكيل" المبتكر».
وأضاف "السليمان": «في الصورة التي ابتكرها الفنان استطاع أن يختزل زمناً من اللون والفكرة حيث تتجانس لديه أبعاد وأفكار، والمفردات التي يريد أن يطرحها عنوةً فاختار الأشكال الملموسة وصورها لنا بإحساسه البصري ليحولها إلى لوحة تشكيلية مبتعداً عن فلسفة "الفكر التشكيلي"، فابتعد عن المباشرة في طرح مفرداته "الوجه واليد والشجرة" واعتمد الفكرة التي تخضع لها كاميرته.
إنه يصنع لوحةً تشكيلية جديدة إن تطورت سيدخل في مدرسة "التشكيل" الضوئي مبتعداً عن التصوير كفكر وفن مقترباً من الريشة البصرية التي اختارها ليحقق قيمة جديدة للون فيها إحساسه وإلكترونية أصابعه وصفاء عيونه التي يقدم بها أعماله».