"برصوم برصوما": لوحة الحياة مشبعة بالألوان
- إسماعيل النجم
دمشق
يشتغل الفنان "برصوم برصوما" في لوحاته على الأسطورة، ويحاول تفسير الظواهر الكونية من خلال الرسم، حيث يعيد بناء الحياة في اللوحة عبر تكوينات تراجيدية مشبعة بالعاطفة والألوان.
مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "برصوم برصوما" الذي تحدث قائلاً: «في سنوات الطفـولة كان يدهشني كل ما هو غريب وجميل، ومن هنا نما لدي حب الرسم، فانطلقت موهبتي منذ الصغر، إلى أن تخرجت في كلية الفنون. العمل الفني حسب رأيي يمتلك الحياة والجمال، وكلما ازدادت تجربة العمل والوعي وامتلاك الجانب التقني حققت اللوحة شروطها الجمالية وحيويتها وصدقها».
إن جغرافية الأمكنة لعبت دوراً في شكل النتاج الفني والفكري لحضارات كاملة وعديدة، والبيئة الطبيعية تترك بصماتها الواضحة في خيال ووجدان المبدع، والموروث الثقافي والاجتماعي لبيئة ما تراه قد شكل سمة في شتى مجالات العمل الإبداعي من فكر وفن وموسيقا
ويضيف: «اللون لغة يتراقص على مفرداتها الضوء، وباللون ودرجاته تتشكل الدراما البصرية، وأحب كل درجة لون تأخذ بعدها في التأليف، وربما الأحمر والأصفر عندي أكثر امتداداً في مساحة العمل، فالأحمر يشعل الحريق، ويدخل الأصفر محاوراً "فيمسرح المشهد لعمل"، إضافة إلى المساحات البيضاء التي ألوّنها بمخيلتي وأحاسيسي وأحلامي لتشكل نسيجاً متعدّد الألوان والأطياف في خيمة الوطن الواحد».
من أعمال الفنان برصوم
ويتابع: «وعي الفنان لدور الفن ووظيفته الاجتماعية وضرورته هو الالتزام، وفي لغة التشكيل المعاصر والحداثة لم يعد مفهوم المدرسة الفنية إلاَّ تصنيف مدرسي، فلا فنان يخط اليوم حاجزاً لمفرداته ولغته، وفي أغلب أعمالي تجد الإنسان حاضراً، وأجسد الأمور التي تتعلق بالإنسان حصراً من مشكلات وهموم وأطرحها في مواضيع كثيرة كالحب والموت والتمرد عبر صيغ وتعابير شرقية مكتظة بروح الأساطير الشرقية وبرؤية خاصة، وفي المحصلة أصل إلى إعادة بناء الحياة في اللوحة عبر تكوينات تراجيدية مشبعة بالعاطفة والألوان، ومن خلال هذه الرؤية أعلن عن موقفي الشخصي في الحياة وما يحدث فيها، وأعلن عن وظيفة الفن التي هي برأيي وظيفة اجتماعية وضرورة إنسانية، لأني أحب أن أطرح كل ما هو جميل وجديد وأكثر تقدماً باتجاه الحق والجمال؛ ما يشكل دراما إنسانية أعتبرها الوصفة التشكيلية لأعمالي».
وعن أعماله يشير الفنان "أسامة الخلف" بالقول: «الفنان التشكيلي "برصوم برصوما" فنان شرقي، لوحاته العصرية تحمل في طياتها عبق التراث والتاريخ، وهو يشتغل في أعماله على الأسطورة ويتناولها من زوايا متعددة؛ حيث لها دلالاتها الفكرية والفلسفية ومن خلالها يحاول تفسير ظواهر كونية مختلفة ومتشابكة إلى حد الغموض».
الفنان أمام إحدى لوحاته
ويتابع: «إن جغرافية الأمكنة لعبت دوراً في شكل النتاج الفني والفكري لحضارات كاملة وعديدة، والبيئة الطبيعية تترك بصماتها الواضحة في خيال ووجدان المبدع، والموروث الثقافي والاجتماعي لبيئة ما تراه قد شكل سمة في شتى مجالات العمل الإبداعي من فكر وفن وموسيقا».
ويشير الفنان "وليد العاني" بالقول: «لكل فنان أسلوب خاص به في الرسم أي الخط والتلوين، وتجد في أعمال "برصوم" منمنمات وزخرفات لها جذورها التاريخية التي يتناولها كإكسسوارات في لوحته، وهي مجموعة من الحلي والآلات الموسيقية والأزهار، والمطر، والتأملات، والنباتات (النخيل) والطيور والكتب، وكل هذه المفردات التي وظفها في لوحاته تعطي لمسة أسطورية وخصوصية شرقية، وهذا ما يعطي زمان الحدث والمكان هوية تاريخية شرقية، كما أنه لا ينفي وجود لحظة المعاصرة في العمل، التي تنوجد بقوة وتعلن عن نفسها في العمل».
لوحة أخرى من أعمال الفنان
يذكر أن "برصوما" من مواليد "الحسكة" 1947، خريج كلية الفنون الجميلة بـ"دمشق" 1977 قسم التصوير، يعمل خبيراً في الزخرفة والترميم لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف بـ"دمشق"، وعضو نقابة الفنون الجميلة، وعضو اتحاد التشكيليين العرب، شارك في أغلب معارض وزارة الثقافة ونقابة الفنون بـ"سورية".