عزّ الدين شمّوط ... ما بين باريس ودمشق
رحلة بصرية ومعرفية غنية ...
غازي عانا
عزّ الدين شمّوط الفنان السوري المقيم في باريس، والأكثر تواصلاً مع الحركة التشكيلة السورية، حتى لم نشعر في يوم بانفصاله عنها، منذ مغادرته بداية السبعينات، وهذا التواصل بقي راسخاً دائماً، ومرتهناً بأواصر محبة وتقدير كبيرين لهذه العلاقة الحميمة مع "الوطن" اللوحة الأجمل في مشروعه الثقافي على مدى السنين الخمسين الماضية، من خلال تردده أكثر من مرة في العام الى دمشق ليشارك أو يعرض منفرداً أحدث نتاجه الفني في إحدى صالتها، وعلى هذا تعتبر تجربة الفنان عزّ الدين شمّوط من التجارب الطليعية المتميّزة في سوريا والوطن العربي، متابعاً بجدّية تطور مسارات بحوثها التقنية المختلفة، نظرياّ وعملياً في باريس، مروراً بمراحلها اليدوية التقليدية وحتى دخولها عالم التكنولوجيا المعقّدة والكمبيوتر والأقمار الصناعية .
وزيارة للمعرض الإستعادي الأحدث للفنان " شمّوط " - موضوع سطورنا اليوم - والذي أقامه مؤخّراً في صالة ( دمشق ) للفنون بمناسبة افتتاحها بدمشق - برج الروس، تعيد الى الذاكرة وإن بشكل مكثّف مراحل تلك التجربة التي أغنت بلا شكّ المشهد البصري التشكيلي السوري المعاصر بعوامل ومؤثرات فيها الجدّة والتنوّع والأصالة الفنية التي لم يتخلّى عنها الفنان في أي وقت، رغم اغترابه وتغريبه في فضاءات التشكيل العالمية، ووجوده وعيشه في عاصمة النور والفن " باريس "، فقد تضمّن أعمالاً تعود لأكثر من مرحلة فنية وزمنية، ربما أراد من خلاله أن يقدّم بانوراما مكثّفة لتجربته الغنية تقنياً وتشكيلياً خلال هذه السنوات،
وأهمّ ما في المعرض تنوّع تلك الأعمال بدءا من أيام التخرج إلى الأحدث في تجربته، تلك اللوحات الجديدة التي ضمّنها أكثر من أسلوب، وبواقعية سحرية قدم موضوعاً معقّداً ومتداخلاً، يشبه الملحمة فيها دراما الأداء التشكيلي رغم شفافية الألوان والإضاءة المتوهّجة التي تكشف بوضوح عن ذلك الحلم الأسطوري، أو ما يشبه مسرح اللامعقول المزدحم بأفكار المدن الفاضلة، وديكور قصور ألف ليلة وليلة .
في لوحات الطبيعة الصامتة للفنان "شمّوط"، والتي يبدو فيها أكثر براعة في تصويره للمشهد، بدءاً من اختياره للتكوين الذي غالباً ما يتجاوز في تأليفه عقلانية وواقعية الأشياء والعناصر التي يستدعيها إلى مربعاته منفصلة كلّ واحدة عن الأخرى، ليعيد ترتيبها وتوليفها من جديد بأناقة و صياغة واقعية تسجيلية تعتمد على الخيال كأساس وعلى الواقع كأنه حلم، لتنتهي اللوحة كتحفةٍ بصريةٍ ملفتة جمالياً ومدهشة تقنياً .
عزّ الدين شمّوط ..في هذا المعرض يُمسرح اللوحة بامتياز وعلى هواه، والمتفرّد بهذا العمل منذ تفجّر الفكرة الى لحظة العرض، فينقل كلّ هذه المؤثّرات بمتعة بصرية عالية ودهشة الى المتلقي، ليتركه يغوص مستمعاً في متاهات الإغواء في شفافيات اللون وجماليات الشكل، أو رشاقة التكوين .... الخ .
الفنان عزّ الدين شمّوط مازال يسعى مجتهداً بكلّ معارفه وخبراته لتقديم ولو فسحة من الرؤية نستطيع من خلالها أن نعيش بعض الحلم في لوحته بكلّ مشاعرنا وإحساسنا بأن ما نشاهده هو واقع وليس خيال، إنها الواقعية السحرية بامتياز.
مبارك للصالة هذا الافتتاح المميّز وللفنان تحية وتقدير كبير لهذا المعرض الذي اعاد إلى أذهاننا وذاكرتنا نكهة الزمن الجميل وزهوة الفن الأصيل .
• عزّ الدين شـّموط :
مواليد دمشق 1940 .
خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق 1966 .
خريج البوزار – باريس 1974 .
درّس في كلية الفنون بدمشق 1974 .
دكتوراه الحلقة الثالثة في الفن التشكيلي باريس عام 1984.
دكتوراه دولة في الفن التشكيلي باريس عام 1987.
اقام العديد من المعارض الفردية والجماعية.
أصدر ست كتب بعناوين مميّزة بالفنون التشكيلية، كما شارك في كثير من التظاهرات الفنية والبينالات فناناً أو محاضراً في العديد من البلدان .
رحلة بصرية ومعرفية غنية ...
غازي عانا
عزّ الدين شمّوط الفنان السوري المقيم في باريس، والأكثر تواصلاً مع الحركة التشكيلة السورية، حتى لم نشعر في يوم بانفصاله عنها، منذ مغادرته بداية السبعينات، وهذا التواصل بقي راسخاً دائماً، ومرتهناً بأواصر محبة وتقدير كبيرين لهذه العلاقة الحميمة مع "الوطن" اللوحة الأجمل في مشروعه الثقافي على مدى السنين الخمسين الماضية، من خلال تردده أكثر من مرة في العام الى دمشق ليشارك أو يعرض منفرداً أحدث نتاجه الفني في إحدى صالتها، وعلى هذا تعتبر تجربة الفنان عزّ الدين شمّوط من التجارب الطليعية المتميّزة في سوريا والوطن العربي، متابعاً بجدّية تطور مسارات بحوثها التقنية المختلفة، نظرياّ وعملياً في باريس، مروراً بمراحلها اليدوية التقليدية وحتى دخولها عالم التكنولوجيا المعقّدة والكمبيوتر والأقمار الصناعية .
وزيارة للمعرض الإستعادي الأحدث للفنان " شمّوط " - موضوع سطورنا اليوم - والذي أقامه مؤخّراً في صالة ( دمشق ) للفنون بمناسبة افتتاحها بدمشق - برج الروس، تعيد الى الذاكرة وإن بشكل مكثّف مراحل تلك التجربة التي أغنت بلا شكّ المشهد البصري التشكيلي السوري المعاصر بعوامل ومؤثرات فيها الجدّة والتنوّع والأصالة الفنية التي لم يتخلّى عنها الفنان في أي وقت، رغم اغترابه وتغريبه في فضاءات التشكيل العالمية، ووجوده وعيشه في عاصمة النور والفن " باريس "، فقد تضمّن أعمالاً تعود لأكثر من مرحلة فنية وزمنية، ربما أراد من خلاله أن يقدّم بانوراما مكثّفة لتجربته الغنية تقنياً وتشكيلياً خلال هذه السنوات،
وأهمّ ما في المعرض تنوّع تلك الأعمال بدءا من أيام التخرج إلى الأحدث في تجربته، تلك اللوحات الجديدة التي ضمّنها أكثر من أسلوب، وبواقعية سحرية قدم موضوعاً معقّداً ومتداخلاً، يشبه الملحمة فيها دراما الأداء التشكيلي رغم شفافية الألوان والإضاءة المتوهّجة التي تكشف بوضوح عن ذلك الحلم الأسطوري، أو ما يشبه مسرح اللامعقول المزدحم بأفكار المدن الفاضلة، وديكور قصور ألف ليلة وليلة .
في لوحات الطبيعة الصامتة للفنان "شمّوط"، والتي يبدو فيها أكثر براعة في تصويره للمشهد، بدءاً من اختياره للتكوين الذي غالباً ما يتجاوز في تأليفه عقلانية وواقعية الأشياء والعناصر التي يستدعيها إلى مربعاته منفصلة كلّ واحدة عن الأخرى، ليعيد ترتيبها وتوليفها من جديد بأناقة و صياغة واقعية تسجيلية تعتمد على الخيال كأساس وعلى الواقع كأنه حلم، لتنتهي اللوحة كتحفةٍ بصريةٍ ملفتة جمالياً ومدهشة تقنياً .
عزّ الدين شمّوط ..في هذا المعرض يُمسرح اللوحة بامتياز وعلى هواه، والمتفرّد بهذا العمل منذ تفجّر الفكرة الى لحظة العرض، فينقل كلّ هذه المؤثّرات بمتعة بصرية عالية ودهشة الى المتلقي، ليتركه يغوص مستمعاً في متاهات الإغواء في شفافيات اللون وجماليات الشكل، أو رشاقة التكوين .... الخ .
الفنان عزّ الدين شمّوط مازال يسعى مجتهداً بكلّ معارفه وخبراته لتقديم ولو فسحة من الرؤية نستطيع من خلالها أن نعيش بعض الحلم في لوحته بكلّ مشاعرنا وإحساسنا بأن ما نشاهده هو واقع وليس خيال، إنها الواقعية السحرية بامتياز.
مبارك للصالة هذا الافتتاح المميّز وللفنان تحية وتقدير كبير لهذا المعرض الذي اعاد إلى أذهاننا وذاكرتنا نكهة الزمن الجميل وزهوة الفن الأصيل .
• عزّ الدين شـّموط :
مواليد دمشق 1940 .
خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق 1966 .
خريج البوزار – باريس 1974 .
درّس في كلية الفنون بدمشق 1974 .
دكتوراه الحلقة الثالثة في الفن التشكيلي باريس عام 1984.
دكتوراه دولة في الفن التشكيلي باريس عام 1987.
اقام العديد من المعارض الفردية والجماعية.
أصدر ست كتب بعناوين مميّزة بالفنون التشكيلية، كما شارك في كثير من التظاهرات الفنية والبينالات فناناً أو محاضراً في العديد من البلدان .