Haitham Almoghrabi
مقدمة في محور الصورة كفن معاصر
The Photograph as Contemporary art
يعيش الفوتوغراف منذ أواسط القرن الماضي و حتى ايامنا هذه حالة استثنائية حيث بات العالم الفني و بشكل غير مسبوق لباقي الفنون يتبناه وسيطا تعبيريا فنيا حاضرا ضمن الساحة الفنية جنبا الى جنب مع الرسم و النحت و بات ينافس هذين الفنين العريقين في السيطرة على دور العرض و امتاز عنهما بالدوريات المطبوعة و الكتب و الالبومات و التي بات المصورون يعتبرونها من أهم وسائط ايصال فنهم الى العامة حيث يمتاز هذا الفن بقربه من الطبقات الغير نخبوية فنيا و قدرته على ملامسة افكارها و التعبير عنها و إمتاعها على حد سواء و يمكن ان يكون المنتج الفوتوغرافي في قمة البساطة و يمكن ان يوغل في التعبير و الترميز بينما تحتاج باقي الفنون الى نظرة خبيرة تستقرئ دواخلها لعدم وجود توجهات تبسيطية في هذه الفنون كالرسم و النحت في يومنا هذا بعد ابتعاد هذين الفنين عن المدرسة الواقعية او فلنقل تحجيمها على حساب التشكيل و مما يزيد قرب الفوتوغراف من الشريحة الاكبر للناس هو التطور التكنولوجي المرعب الذي حصل خلال السنوات الاخيرة فبعد ان كان التصوير حكرا على فئة مختصة بات اليوم متاحا لكل من يرغب في ممارسته بعد تطور مواقع التواصل الاجتماعي و كاميرات الهاتف و الكاميرات المدمجة و لهذا شق ايجابي و ٱخر سلبي، ايجابا بات هذا الفن فنا شعبويا يدخل في جميع مناحي الحياة و يسجل كل لحظاتها، و سلبا فقد اغرقت الساحة بملايين الصور ان لم تكن بالمليارات و اختلط فيها الحابل بالنابل، انما ما سنتحدث عنه في تالي مقالاتنا هو الحراك الفني الذي تقوده نخبة من الفنانين الذين اختاروا هذا الوسيط السهل الممتنع كأداتهم المفضلة للتعبير.
و هنا تجب الإشارة الى ظهور مصطلح
Art Photography
في مقابل
Photography Art
حيث يعني الأول فن الفوتوغراف اي أنه يخضع للحالة الفنية كوسيط تعبير و بالتالي يخضع لقوانين هذه الحالة من حيث التكوين و الترميز و التسجيل سواء كان لحظيا
/İnstant/ Street photography /landscape ....
او تكوينيا مقصودا
Staged
بينما يرمز المصطلح الثاني الفوتوغراف الفني الى مجموعة المهارات التكنيكية اللازمة لامتهان فن الفوتوغراف ضمن الحالة التسجيلية و التوثيقية بشكل مثالي دون التفكير في اي شكل من اشكال التعبير الفني او الرمزي و للوصول الى المصطلح الأول يجب المرور عبر المصطلح الثاني و ذلك لحاجة الممتهن لفن الفوتوغراف الى امتلاك مهارات الفوتوغراف الفني كي يستطيع تجسيد الموقف و الفكرة بحيث تصل الى المتلقي بالطريقة و الاسلوب الذي يريده هذا الفنان الفوتوغرافي و هو كما الرسم يحتمل الرسالة المباشرة او التورية اذ يمكن ان يكون مباشرا صريحا أو أن يترك الباب مفتوحا على مصراعيه للاستقراء و التأويل.
ما سنتحدث عنه في المقالات التالية هو:
الصورة كجزء من الفن المعاصر عبر استقراء اعمال المصورين الرواد منذ اواسط القرن الماضي أمثال
William eggleston
Stephen shore
Bernd and hilla becher
و محاولة استقراء افكارهم و الحالة الفنية التي تعمقوا بها آخذين بعين الاعتبار تحدي هؤلاء الرواد للطريقة التقليدية و النظرة التي اعتمدت على ان يقوم المصور بسبر اغوار الحياة اليومية و تسجيل هذه اللحظات مقتنصا ما يظهر فيها امامه من تكوينات جمالية يمكن تأطيرها او احداث معيشية او اجتماعية يمكن تسجيلها حيث سيذهب اهتمامنا و انتباهنا الى تركيز هؤلاء الفنانين الفوتوغرافيين على تعديل رؤيتنا للعالم الفيزيائي و الاجتماعي من حولنا بل و اخذنا الى فضاءات و عوالم استثنائية، وقد تطور هذا الشق المعاصر من الفوتوغراف جنبا الى جنب مع الفوتوغراف التوثيقي للأعمال الفنية المعاصرة في ستينيات و سبعينيات القرن الماضي مع اختلافات مهمة فيما بينهما سنراها جلية امامنا خطوة بخطوة كلما تعمقنا في هذه الأعمال.
***********************
صباح الجماسي، وSamir Mizban
- نشط
Hiba AL-Homsi
معلومات قيمه جدا.. شكرا دكتور