أهرامات الجيزة .. معجزات في البناء والتخطيط والإدارة
الإدارة في مفهومها البسيط هي.. إنجاز الأهداف من خلال القيام بالوظائف الإدارية الخمسة الأساسية، (التخطيط، التنظيم، التنسيق، التوجيه، الرقابة).
تدل جميع الشواهد على أن مصر عرفت أصول الإدارة منذ مئات السنين قبل الميلاد، ونجد في أهرامات الجيزة خيرَ دليلٍ على ذلك.
اهرامات الجيزة الثلاثة
بُنيت أهرامات الجيزة الثلاثة أو أهرامات مصر القديمة بهضبة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل قبل حوالي 25 قرنًا قبل الميلاد بين 2480 – 2550 ق.م، لتعد مثالًا رائعًا وواضحًا لكيفية التعاون بين مجموعاتٍ مختلفةٍ من البشر لتحقيق هدفٍ محددٍ، وهو اكتمال عملية البناء على هذا النحو المبهر والخالد على مرِّ العصور.
حيث ظهرت فكرة بناء الأهرامات في البداية اعتقادًا من قدماء المصريين بالحياة الأبدية، وأن الروح سوف تعود إلى صاحبها مرةً أخرى بعد زمنٍ معينٍ، لذلك قاموا بتشييد هذا العمل الرائع، حتى يدفن فيه الملوك من الأسر المختلفة – خوفو، خفرع، منقرع -.
وقاموا بوضع كل مايحتاج إليه المتوفي من ملابسَ وحليٍّ وأوانيٍّ … إلخ، لكي يستخدمها الشخص المتوفي حينما تعود الروح إليه مرةً أخرى، ويلاحظ أن عملية التفكير في بناء الأهرامات، وتحديد الهدف من عملية البناء، والفترة الزمنية التي تستغرقها عملية البناء تمثل في أبسط صورها وظيفة “التخطيط”، والتي تعتبر أولى العناصر الإدارية اللازمة لأداء مختلف الأعمال.
نقطة .. ومن بداية العمر !
فكرة الإدارة
مما لا شك فيه أن عملية البناء تتطلب الاستعانة بمجهودات مجموعاتٍ مختلفةٍ من عمال البناء بما يمثل الموارد البشرية، بالإضافة إلى العديد من الأدوات، والمعدات، والأرض، والأموال، … إلخ.
بما يمثل الموارد المادية، وإن تدبير تلك الموارد المادية والبشرية اللازمة لأداء العمل، وتحديد الاختصاصات المختلفة لكل فردٍ يشترك في عملية البناء، مع وضوح أشكال التفاعل التي تتم من أجل تحقيق الهدف المحدد في اكتمال عملية بناء الأهرامات، يمثل في أبسط صورة وظيفة “التنظيم”، والتي تعتبر العنصر الثاني من عناصر الإدارة.
ومع وجود مجموعاتٍ مختلفةٍ من البشر تقوم بعملية البناء، واختلاف هؤلاء الأفراد فيما بينهم من حيث القدرات، والمهارات، والكفاءات، والخبرات … إلخ، فإن الأمر يتطلب إرشاد وتوجيه هؤلاء الأفراد إلى أفضل الطرق لأداء العمل بالشكل الذي يحقق الهدف، ويساعد على اكتمال البناء على هذا النحو الرائع والخالد على مرِّ العصور، وأيضًا مع تعدد العمليات والأعمال التي يقوم بها المجموعات المختلفة من العاملين.
يتطلب الأمر تنسيق المجهودات، وتحقيق الانسجام والتعاون بين الأفراد، حتى نضمن تنفيذ جميع الأنشطة بكفاءةٍ واقتدارٍ تامٍ، وأيضًا قيام المسؤولين عن تنفيذ عملية بناء أهرامات الجيزة بإزالة أي تعارض ينشأ بين مجموعات العمل المختلفة لتحقيق التعاون والانسجام بينهم، وبهذا فإن هذه الإرشادات التي توجه إلى العاملين لإنجاز العمل، والتنسيق المحكم بينهم يمثل في أبسط صورة العنصر الثالث من عناصر الإدارة وهو وظيفة “التوجيه”.
ومع تعدد العمليات والأعمال التى يقوم بها المجموعات المختلفة من العاملين، يتطلب الأمر تنسيق المجهودات، وتحقيق الانسجام والتعاون بين الأفراد؛ حتى نضمن تنفيذ جميع الأنشطة بكفاءةٍ واقتدارٍ تامٍ، وأيضًا قيام المسؤولين عن تنفيذ عملية بناء الأهرام بإزالة أي تعارض ينشأ بين مجموعات العمل المختلفة؛ لتحقيق التعاون والانسجام بينهم يمثل في أبسط صوره العنصر الرابع من عناصر الإدارة وهو وظيفة “التنسيق”.
وحتى يتأكد المسؤولون عن عملية بناء الأهرامات من دقة تنفيذ الأعمال المختلفة، وأنها تتفق تمامًا مع الأهداف السابق تحديدها، يقومون بمراقبة أداء العاملين، ومتابعة أنشطتهم اليومية للتأكد من أنها تحقق في النهاية الهدف، وهو اكتمال عملية البناء وفقًا للخطة، أو الأهداف المحددة مسبقًا.
وفي حدود الجدول الزمني والتكاليف المقررة، وهذه العملية تمثل في أبسط صورها العنصر الخامس من عناصر الإدارة، وهو “الرقابة”، والتي تستهدف التحقق من أن التنفيذ وفقًا للخطة المحددة مسبقًا.
وهنا نستطيع أن نلاحظ أن عناصر الإدارة المختلفة (تخطيط، تنظيم، توجيه، تنسيق، رقابة) تمارس منذ القدم في مصر، وأنها ساعدت في بناء حضارة مصر القديمة.
ولنأخذ بناء الهرم الأكبر للفرعون “خوفو” كدلالةٍ واضحةٍ على التقدم الملفت للنظر في ممارسة الإدارة في العصر الفرعوني، فقد استلزم تشييد هذا الصرح العظيم، والذى يعد أكثر آثار العالم إثارةً للجدل والخيال.
الوحيد من عجائب الدنيا السبع القديمة، الذي ما زال شامخًا حتى يومنا هذا، 2.3 مليون قطعةٍ من الحجر، تزن كلٌّ منها في المتوسط حوالي 2.5 طن، والفرق في الحجم بين الأحجار لا يتعدي بضعة مليمرات، ويكفي عددها لبناء سورٍ ارتفاعه 3 أمتارٍ حول دولةٍ بمثابة فرنسا، ويقدر العلماء أن عملية بناء هذا الهرم قد استغلت جهد ما يقرب من مائة ألف رجلٍ، وهو تقدير غالبية علماء الآثار، وإن كان البعض منهم يقدر العدد بين عشرين وثلاثين ألف فقط، واستغرقت عشرين عامًا.
هرم خوفو الأكبر
أي أن هذه العملية في ضوء معايير العصر توازي إدارة وتوجيه مدينة قوامها مائة ألف نسمةٍ، خلال مدةٍ تزيد عن عشرين عامًا، وكان لا يمكن لبناة هذا الهرم من الوصول إلى هذه النتيجة المذهلة المتمثلة في هذه التحفة المعمارية الفريدة، التي أذهلت وما زالت تذهل وستذهل عشرات بل مئات الملايين من الزوار الذين شاهدوها والذين سيشاهدونها في المستقبل.
دون أن يكون لهم حصيلةٌ كبيرةٌ من العلم والخبرة بمبادىء وأسس التخطيط والتنظيم والرقابة واتخاذ القرارت، وفن التعامل مع الآخرين وتحفيزهم للعمل، وقيادتهم، والاتصال بهم، وأخيرًا وفوق كل ذلك التنسيق الفعال بين جهودهم، والتي تمثل مهمةً إداريةً مترامية الأبعاد متناهية الضخامة، هذا ولا يزال النظام المعماري الهندسي المستخدم في بناء هذا الهرم، يمثل لغزًا كبيرًا للمعماريين حتى يومنا هذا، وتتعدد النظريات التي تحاول تفسير وتشريح كيف تم بناؤه، ولا يوجد اتفاقٌ بين العلماء في هذا الشأن.
الإدارة في مفهومها البسيط هي.. إنجاز الأهداف من خلال القيام بالوظائف الإدارية الخمسة الأساسية، (التخطيط، التنظيم، التنسيق، التوجيه، الرقابة).
تدل جميع الشواهد على أن مصر عرفت أصول الإدارة منذ مئات السنين قبل الميلاد، ونجد في أهرامات الجيزة خيرَ دليلٍ على ذلك.
اهرامات الجيزة الثلاثة
بُنيت أهرامات الجيزة الثلاثة أو أهرامات مصر القديمة بهضبة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل قبل حوالي 25 قرنًا قبل الميلاد بين 2480 – 2550 ق.م، لتعد مثالًا رائعًا وواضحًا لكيفية التعاون بين مجموعاتٍ مختلفةٍ من البشر لتحقيق هدفٍ محددٍ، وهو اكتمال عملية البناء على هذا النحو المبهر والخالد على مرِّ العصور.
حيث ظهرت فكرة بناء الأهرامات في البداية اعتقادًا من قدماء المصريين بالحياة الأبدية، وأن الروح سوف تعود إلى صاحبها مرةً أخرى بعد زمنٍ معينٍ، لذلك قاموا بتشييد هذا العمل الرائع، حتى يدفن فيه الملوك من الأسر المختلفة – خوفو، خفرع، منقرع -.
وقاموا بوضع كل مايحتاج إليه المتوفي من ملابسَ وحليٍّ وأوانيٍّ … إلخ، لكي يستخدمها الشخص المتوفي حينما تعود الروح إليه مرةً أخرى، ويلاحظ أن عملية التفكير في بناء الأهرامات، وتحديد الهدف من عملية البناء، والفترة الزمنية التي تستغرقها عملية البناء تمثل في أبسط صورها وظيفة “التخطيط”، والتي تعتبر أولى العناصر الإدارية اللازمة لأداء مختلف الأعمال.
نقطة .. ومن بداية العمر !
فكرة الإدارة
مما لا شك فيه أن عملية البناء تتطلب الاستعانة بمجهودات مجموعاتٍ مختلفةٍ من عمال البناء بما يمثل الموارد البشرية، بالإضافة إلى العديد من الأدوات، والمعدات، والأرض، والأموال، … إلخ.
بما يمثل الموارد المادية، وإن تدبير تلك الموارد المادية والبشرية اللازمة لأداء العمل، وتحديد الاختصاصات المختلفة لكل فردٍ يشترك في عملية البناء، مع وضوح أشكال التفاعل التي تتم من أجل تحقيق الهدف المحدد في اكتمال عملية بناء الأهرامات، يمثل في أبسط صورة وظيفة “التنظيم”، والتي تعتبر العنصر الثاني من عناصر الإدارة.
ومع وجود مجموعاتٍ مختلفةٍ من البشر تقوم بعملية البناء، واختلاف هؤلاء الأفراد فيما بينهم من حيث القدرات، والمهارات، والكفاءات، والخبرات … إلخ، فإن الأمر يتطلب إرشاد وتوجيه هؤلاء الأفراد إلى أفضل الطرق لأداء العمل بالشكل الذي يحقق الهدف، ويساعد على اكتمال البناء على هذا النحو الرائع والخالد على مرِّ العصور، وأيضًا مع تعدد العمليات والأعمال التي يقوم بها المجموعات المختلفة من العاملين.
يتطلب الأمر تنسيق المجهودات، وتحقيق الانسجام والتعاون بين الأفراد، حتى نضمن تنفيذ جميع الأنشطة بكفاءةٍ واقتدارٍ تامٍ، وأيضًا قيام المسؤولين عن تنفيذ عملية بناء أهرامات الجيزة بإزالة أي تعارض ينشأ بين مجموعات العمل المختلفة لتحقيق التعاون والانسجام بينهم، وبهذا فإن هذه الإرشادات التي توجه إلى العاملين لإنجاز العمل، والتنسيق المحكم بينهم يمثل في أبسط صورة العنصر الثالث من عناصر الإدارة وهو وظيفة “التوجيه”.
ومع تعدد العمليات والأعمال التى يقوم بها المجموعات المختلفة من العاملين، يتطلب الأمر تنسيق المجهودات، وتحقيق الانسجام والتعاون بين الأفراد؛ حتى نضمن تنفيذ جميع الأنشطة بكفاءةٍ واقتدارٍ تامٍ، وأيضًا قيام المسؤولين عن تنفيذ عملية بناء الأهرام بإزالة أي تعارض ينشأ بين مجموعات العمل المختلفة؛ لتحقيق التعاون والانسجام بينهم يمثل في أبسط صوره العنصر الرابع من عناصر الإدارة وهو وظيفة “التنسيق”.
وحتى يتأكد المسؤولون عن عملية بناء الأهرامات من دقة تنفيذ الأعمال المختلفة، وأنها تتفق تمامًا مع الأهداف السابق تحديدها، يقومون بمراقبة أداء العاملين، ومتابعة أنشطتهم اليومية للتأكد من أنها تحقق في النهاية الهدف، وهو اكتمال عملية البناء وفقًا للخطة، أو الأهداف المحددة مسبقًا.
وفي حدود الجدول الزمني والتكاليف المقررة، وهذه العملية تمثل في أبسط صورها العنصر الخامس من عناصر الإدارة، وهو “الرقابة”، والتي تستهدف التحقق من أن التنفيذ وفقًا للخطة المحددة مسبقًا.
وهنا نستطيع أن نلاحظ أن عناصر الإدارة المختلفة (تخطيط، تنظيم، توجيه، تنسيق، رقابة) تمارس منذ القدم في مصر، وأنها ساعدت في بناء حضارة مصر القديمة.
ولنأخذ بناء الهرم الأكبر للفرعون “خوفو” كدلالةٍ واضحةٍ على التقدم الملفت للنظر في ممارسة الإدارة في العصر الفرعوني، فقد استلزم تشييد هذا الصرح العظيم، والذى يعد أكثر آثار العالم إثارةً للجدل والخيال.
الوحيد من عجائب الدنيا السبع القديمة، الذي ما زال شامخًا حتى يومنا هذا، 2.3 مليون قطعةٍ من الحجر، تزن كلٌّ منها في المتوسط حوالي 2.5 طن، والفرق في الحجم بين الأحجار لا يتعدي بضعة مليمرات، ويكفي عددها لبناء سورٍ ارتفاعه 3 أمتارٍ حول دولةٍ بمثابة فرنسا، ويقدر العلماء أن عملية بناء هذا الهرم قد استغلت جهد ما يقرب من مائة ألف رجلٍ، وهو تقدير غالبية علماء الآثار، وإن كان البعض منهم يقدر العدد بين عشرين وثلاثين ألف فقط، واستغرقت عشرين عامًا.
هرم خوفو الأكبر
أي أن هذه العملية في ضوء معايير العصر توازي إدارة وتوجيه مدينة قوامها مائة ألف نسمةٍ، خلال مدةٍ تزيد عن عشرين عامًا، وكان لا يمكن لبناة هذا الهرم من الوصول إلى هذه النتيجة المذهلة المتمثلة في هذه التحفة المعمارية الفريدة، التي أذهلت وما زالت تذهل وستذهل عشرات بل مئات الملايين من الزوار الذين شاهدوها والذين سيشاهدونها في المستقبل.
دون أن يكون لهم حصيلةٌ كبيرةٌ من العلم والخبرة بمبادىء وأسس التخطيط والتنظيم والرقابة واتخاذ القرارت، وفن التعامل مع الآخرين وتحفيزهم للعمل، وقيادتهم، والاتصال بهم، وأخيرًا وفوق كل ذلك التنسيق الفعال بين جهودهم، والتي تمثل مهمةً إداريةً مترامية الأبعاد متناهية الضخامة، هذا ولا يزال النظام المعماري الهندسي المستخدم في بناء هذا الهرم، يمثل لغزًا كبيرًا للمعماريين حتى يومنا هذا، وتتعدد النظريات التي تحاول تفسير وتشريح كيف تم بناؤه، ولا يوجد اتفاقٌ بين العلماء في هذا الشأن.