"نزار سليمان"... جدلية الحوار مع خشب الزيتون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "نزار سليمان"... جدلية الحوار مع خشب الزيتون

    "نزار سليمان"... جدلية الحوار مع خشب الزيتون

    نورس محمد علي



    طرطوس
    رسم النحات "نزار سليمان" أفكاره على الأوراق البيضاء فلم يشبع شغفها الفني، فقرر نحتها على كتل خشب الزيتون بجدلية حوارية أعطته الدفع للعمل حتى اليوم مع هذا الشغف.

    فالنحت بالنسبة للنحات "سليمان" كمهنة الطب التي تكشف عوارض المرض لتقديم العلاج الصحيح وصولاً إلى جسد سليم، وهكذا العمل النحتي وصولاً إلى تحفة منتهية من كل الاشكالات.
    بما أن النحات "نزار" استخدم خشب الزيتون ليوصل أفكاره الإبداعية إلى المتلقي فقد نجح في اختياره، ناهيك عما يقدمه من أعمال تجذب الأنظار إليها بحرفيتها ودقتها وفكرتها العامة، فهو نحات رقيق وطيب ومتواضع لأنه أدرك قيمه ما يعمل عليه بين يديه، فمنحه منه الشعور والصدق، وهو ما يحتاجه المتلقي

    موقع eSyria التقى النحات "نزار سليمان" وأجرى معه الحوار التالي:


    بعض من أعماله النحتية
    • هلا حدثتنا عن بداياتك مع الفن؟

    ** منذ كنت طفلاً وأنا أهتم بالأمور الفنية، وخاصة منها الرسم، ولكني لم أر أية نتائج ترضي فضولي وشغفي لتوضيح أفكاري وهواجسي الفنية بالألوان المائية كانت أم الزيتية، فتوجهت إلى صياغة أفكاري على بعض الكتل الخشبية وأهمها أخشاب الزيتون التي أرى فيها الروح كما البشر، ما أشعرني بأني أمام مهمة إنسانية كما الطبيب يعالج هموم هذه الكتل ويزيل عنها قشورها ويصوغ منها أشكالاً وأفكاراً.

    • كيف توصف أعمالك النحتية وفق الأجناس الفنية؟

    ** ربما هي أقرب إلى الواقعية، فبنظرتي للكتلة الخشبية أحصل على الفكرة منها، وربما لا تحتاج هذه الفكرة إلى الكثير من الإبداع لإظهارها، ولكن الإبداع ينطلق في مجال آخر عندما لا أرى أيه فكرة في الكتلة الخشبية، وهنا عليّ خلق فكرة تناسب الحجم وقريبة من الشكل، حتى لا أضطر للعمل والوصول إلى أية فكرة نحتية قد أندم عليها لاحقاً عند انتهاء العمل.
    • كيف تقرأ الجدلية القائمة بين الكتلة والفراغ خاصة أنك تعمل على ما قلت عنه: امتلاك روح؟

    ** جدلية الكتلة والفراغ جدلية حوارية يمكن التدخل فيها بين الحين والآخر خلال النحت على خشب الزيتون، فهو مع كل صلابته وصعوبة التعامل معه يمنحني المتعه بملامسته والاحتكاك به، فيدور حوار بيننا أكون فيه المستمع دائماً لحكايات وحكايات سنين طويلة قد تصل إلى الأجداد، ومن منا لا يحب الاستماع إلى مثل هذه الحكايات؟! ففي كل انحناء وكل زائدة عن الجسد الأساسي للكتلة أقرأ خبرا غير سار، ومع كل تبقع ولون مغاير لهذا الجسد أقرأ الصمود والصبر في وجه السنين العجاف.
    • مثل هذه الأفكار التي طرحتها تحتاج إلى الكثير من المعارض ليتمكن المتلقي من قراءتها وفهم رؤيتك فيها، فما رأيك أنت؟

    ** بشكل عام أنا مشارك من الطراز الجيد في أغلب المعارض المحلية ضمن المحافظة، وهذا لأني أدرك قيمة المشاركة في ايصال ما يجول في خاطري وعلى يدي فوق كتل الزيتون الخشبية، فهي ليست مجرد أفكار طرحت على هذه الكتل وإنما قد تكون حلولا ورؤى مستقبلية أو أفكارا للترفيه، أو تمثيلاً وتجسيداً لشخصية ما يراها المتلقي من زاوية معينة في صلب ما أقدمه.
    • لماذا اخترت خشب الزيتون وأنت الذي وصفته بالصلب؟

    ** غصن الزيتون هو رمز السلام والمحبة، وأنا اخترت كتله الخشبية لأن مضمون أفكاري السلام والمحبة، وهو رمز موجود في كل حقل وكل قرية ومدينة وفي كل منزل كوجبة غذائية، حيث إن بعض المحافظات السورية ومنها محافظة "طرطوس" أصبحت تعتمد على وجود هذه الكتل الحية المفعمة بالحيوية والتجدد المستمر ضمن مراكز مدنها وفي ساحاتها العامة كتعبير عن شخصية هذه المحافظة.
    • كيف تبدأ بإسقاط أفكارك على الكتلة الخشبية؟

    ** أبدأ أولاً بمعاينة الكتلة، ومن ثم فحصها بشكل دقيق وصولاً إلى إزالة جميع قشورها الخارجية وما يعتريها من زوائد تؤثر على مضمونها كفكرة ورونقها وألقها وماهيتها الداخلية، فأتصور هنا ما يمكن أن تعطيني هذه الكتلة من جوهر مدفون بزوائدها، لأصنع منها تكوينا جديدا مملوءاً بالحيوية، أو لتساعدني على توظيف أفكاري في حال خلوها من أية فكرة.
    * كيف طورت أدواتك الفنية؟


    ** مادام الإنسان يمتلك الموهبة الربانية والإرادة الداخلية فلا شيء يصعب عليه ويتمكن من تحقيق المعجزات، فبداية موهبتي كانت بأعمال بسيطة تصلح لأن تكون زينة في كل منزل، ولكن مع الاستمرارية ومتابعة العمل النحتي بكل شغف ومحبة تطورت أدواتي وملكاتي الفنية وأصبحتُ أقدم من كتلة الزيتون أعمالا نحتية تضاهي الأعمال النحتية الحجرية.
    • ما علاقة الأكاديمية بفنية الأعمال النحتية؟

    ** باعتقادي الأعمال النحتية بشكل عام لا تحتاج إلى دراسة اكاديمية لتكون مميزة وقادرة على شد الأنظار إليها، وإنما تحتاج إلى الحب.

    وفي لقاء مع الفنان "عدنان سمعان" حدثنا عن رأيه بأعمال النحات "نزار سليمان" فقال: «بما أن النحات "نزار" استخدم خشب الزيتون ليوصل أفكاره الإبداعية إلى المتلقي فقد نجح في اختياره، ناهيك عما يقدمه من أعمال تجذب الأنظار إليها بحرفيتها ودقتها وفكرتها العامة، فهو نحات رقيق وطيب ومتواضع لأنه أدرك قيمه ما يعمل عليه بين يديه، فمنحه منه الشعور والصدق، وهو ما يحتاجه المتلقي».
يعمل...
X