"علي مياسة".. معانٍ عميقة بروح "الهايكو"
اللاذقيّة
بعفوية دخل عالم الأدب، وبعمر الخامسة عشرة بدأ يخط أولى كتاباته، فأبدع بكلماته البسيطة والعميقة التي عبرت عن رؤيته ومشاعره بكل صدق وعفوية، فكتب "الهايكو"، الومضة القصصية، الحكمة، المتلازمة، الهايبون و"التانكا"، وحصد من خلالها جوائز عدة.
مدونة وطن "eSyria" تواصلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع الأديب "علي مياسة" ليحدثنا عن تجربته الأدبية: «في بداياتي لم أكن مستعداً لها ولم أترقبها، أتت بعفوية وتلقائية الطفولة، فقد دخلت عالم الأدب من دون أن أرغب بتحديد وجهتي ونمط كتاباتي الأدبية، وكان ذلك بعمر الخامسة عشرة، حيث بدأت خط أول حروف كلماتي، وساعدني على صقل موهبتي وتنميتها وجودي ضمن عائلة محبة للقراءة ولديها اهتمامات أدبية، فمتعة القراءة رافقتني منذ الصغر، وكانت السبب بتغيير حياتي وتطوير موهبتي الأدبية ووضعها بمسارها الصحيح، ومن خلال مطالعاتي الأدبية تأثرت كثيراً بأسلوب الكاتب "جبران خليل جبران"؛ فكلماته الساحرة والمختصرة الغنية والعميقة كان لها دور في تطور وإغناء ملكة الخيال لدي، إضافة إلى أن بيئتي وظروف حياتي أثّرت تأثيراً ملحوظاً بالمواضيع التي كتبتها، فالوجدانيات الروحانية والأمل ظهرت في كتاباتي، إضافة إلى أن التطور الذي طرأ على المجتمعات جعلني أرغب بكتابة أشعار تواكب الحداثة وتعتمد الإيجاز والعمق والبساطة بآن واحد، ولا تعتمد ضوابط وقواعد ثابتة، تعبر عن هموم وأمنيات ومتطلبات الحياة ذات النزعة السريعة جداً في كل شيء، يعبر عنها الشاعر بإحساس شعري خاطف يمر بالذهن لصياغته بكلمات قليلة ومعبرة».
شعر "الهايكو" هو أحد الأنواع المتفردة من الشعر الياباني، وهو يحتاج إلى بذل بعض الجهد من أجل فهمه، ويعتمد الأمور البسيطة من حولنا، التي تخلق معاني جمالية كثيرة بكلمات قليلة ومعبرة، هذا ما تابع به "علي مياسة" حديثه، وأضاف: «أنا أفضّل الكتابة النثرية أكثر من الشعرية، لكونها تتصف بشكلها الفني المتحرر من القيود والضوابط التي يتصف بها الشعر الموزون، لكنني وجدت نفسي بقصائد "الهايكو" لما تتصف به من غنى في المشهد البصري والدهشة، وخصوصاً أن "الهايكو" يعدّ التقاطة بصرية تمتلك في جوهرها اللحظة الجمالية؛ أي لحظة الاستنارة التي تأتي بعد انقسام الوجود إلى ذات وموضوع؛ يبحث الشاعر من خلالها عن شيء غير مألوف يدهش القارئ، فالعنصر الأساس لشاعر "الهايكو" هو التدرب على عيش اللحظة بالذوبان الكلي فيما حوله من عناصر الطبيعة، والاستغراق باللحظة بأسلوب إيجابي عبر التفاعل الكامل مع عناصرها المحيطة بنا، ليكون لوحته المشهدية التي تتسم بالروحانية والتأمل الفلسفي التي يربط بها مشاهد الطبيعة بأفكار أعمق من سطحية المفردات؛ وهو ما يجعل النظم الشعري عملية شديدة التلقائية تشبه حالة الشعراء "المتصوفة" في نظمهم للشعر بعد الوصول إلى حالة من الثمالة الروحية في الانصهار بالحق، كما كتبت أيضاً القصة القصيرة والقصيرة جداً و"الهايبون" (هو عبارة عن عنوان معبر ومدونة نثرية تختتم بقصيدة "هايكو")، و"التانكا" (هو نوع من أنواع الشعر الياباني قريب الشبه من "الهايكو"، إلا أنه يتكون من مقاطع أكثر، تتوزع على خمسة أسطر)، والومضة القصصية والومضة الحكمة والمتلازمة التي ابتكرها الأستاذ "أيمن خليل"، وحصدت من خلالها على العديد من الجوائز والتكريمات».
شهادة تقدير من رابطة شعراء في الغربة لحصوله على المركز الأول
من كتاباته: "هايبون" بعنوان: "فجر"
"في الأفق البعيد.. غروب الشمس
من منشوراته
يموت نهار ليحيا نهار لا أراه
إلا طيفك يبقى شروقاً
في خريف العمر
تزهر حياتي ربيع
طيفك"
وتابع: «الشعر هو كائن حي يعاصر ما يعاصره الإنسان ويتأثر ويؤثر به، فهو محكوم بالأبدية التطورية مهما كانت ظروف الحياة المختلفة، فهو نبض الحياة ونمط للعيش والإحساس، وليس فقط نمطاً للكتابة وكلمات منتظمة، وإنما هو أفكار خالدة بين السطور، فلا بد أن يواكب الشعرُ العصر بكلماته وأنغامه، فقصائد "الهايكو" -مع قصرها- فإن من يقرؤها يقف ملياً أمامها، لما تحمله كلماتها من كثافة في الصورة على الرغم من أن كلماتها قليلة ومحدودة، إلا أنها معبرة ومناسبة لهذا العصر، وكان لمواقع التواصل الاجتماعي دور مهم في نشر هذا النوع من الأشعار وتعميق تبادل الأفكار بين الأدباء والقراء، وإثراء فكر القارئ وإغنائه، وخصوصاً أنه في هذه الظروف الحياتية المعقدة انحسر فعل القراءة كثيراً، لكنني أرى أن التكنولوجيا الحديثة قد أعادت الحياة إلى القراءة؛ فاهتمام الناس بمواقع التواصل جعلهم يهتمون أكثر بالثقافة، وبهذا النوع من الشعر العميق والغني بصوره الجمالية ومدلولاته الأدبية».
درع السجال من رابطة الأدب العربي لفوزه بالمركز الأول بالومضة
حدثتنا الأديبة "فاتن علي جوني" عن تجربة الأديب "علي مياسة" بالقول: «هو شاعر محترف، امتلك إحساساً عالياً تجاه الأشياء العابرة، أبدع بكتابة القصة والقصة القصيرة جداً و"الهايكو، والهايبون، والتانكا"، وحاز جوائز عدة بهذا النمط من الكتابات، فقد أثبت نفسه بجدارة على الساحة الأدبية. امتازت كتاباته بالأسلوب المميز والموزون؛ من خلال استخدامه الألفاظ البسيطة والمعبرة التي تمتلك من العمق والنضج والإيحاء ما يجعلها تجعل القارئ يقف ملياً عند قراءتها، كما أنه أتقن "الومضة" التي باتت ملاصقة لكتاباته، فقد تعدى مرحلة نسج المفارقة اللفظية والدهشة، وجعلنا نصل إلى فحوى هذه المادة أو الفن الذي لم يولد إلا بعد تمخض الحاجة إليه، فهو يخط هذه الرائعة ويجعلنا نغوص معه في فحواها ومضمونها، وهو يستحق الشكر لحروفه المتألقة».
يذكر أن الأديب "علي مياسة" من مواليد مدينة "اللاذقية" عام 1965، حاز جوائز عدة وتقديرات، وحصل على المركز الأول بشعر "الهايكو" و"التانكا" لأكثر من مرة.
- نجوى عبد العزيز محمود
اللاذقيّة
بعفوية دخل عالم الأدب، وبعمر الخامسة عشرة بدأ يخط أولى كتاباته، فأبدع بكلماته البسيطة والعميقة التي عبرت عن رؤيته ومشاعره بكل صدق وعفوية، فكتب "الهايكو"، الومضة القصصية، الحكمة، المتلازمة، الهايبون و"التانكا"، وحصد من خلالها جوائز عدة.
مدونة وطن "eSyria" تواصلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع الأديب "علي مياسة" ليحدثنا عن تجربته الأدبية: «في بداياتي لم أكن مستعداً لها ولم أترقبها، أتت بعفوية وتلقائية الطفولة، فقد دخلت عالم الأدب من دون أن أرغب بتحديد وجهتي ونمط كتاباتي الأدبية، وكان ذلك بعمر الخامسة عشرة، حيث بدأت خط أول حروف كلماتي، وساعدني على صقل موهبتي وتنميتها وجودي ضمن عائلة محبة للقراءة ولديها اهتمامات أدبية، فمتعة القراءة رافقتني منذ الصغر، وكانت السبب بتغيير حياتي وتطوير موهبتي الأدبية ووضعها بمسارها الصحيح، ومن خلال مطالعاتي الأدبية تأثرت كثيراً بأسلوب الكاتب "جبران خليل جبران"؛ فكلماته الساحرة والمختصرة الغنية والعميقة كان لها دور في تطور وإغناء ملكة الخيال لدي، إضافة إلى أن بيئتي وظروف حياتي أثّرت تأثيراً ملحوظاً بالمواضيع التي كتبتها، فالوجدانيات الروحانية والأمل ظهرت في كتاباتي، إضافة إلى أن التطور الذي طرأ على المجتمعات جعلني أرغب بكتابة أشعار تواكب الحداثة وتعتمد الإيجاز والعمق والبساطة بآن واحد، ولا تعتمد ضوابط وقواعد ثابتة، تعبر عن هموم وأمنيات ومتطلبات الحياة ذات النزعة السريعة جداً في كل شيء، يعبر عنها الشاعر بإحساس شعري خاطف يمر بالذهن لصياغته بكلمات قليلة ومعبرة».
هو شاعر محترف، امتلك إحساساً عالياً تجاه الأشياء العابرة، أبدع بكتابة القصة والقصة القصيرة جداً و"الهايكو، والهايبون، والتانكا"، وحاز جوائز عدة بهذا النمط من الكتابات، فقد أثبت نفسه بجدارة على الساحة الأدبية. امتازت كتاباته بالأسلوب المميز والموزون؛ من خلال استخدامه الألفاظ البسيطة والمعبرة التي تمتلك من العمق والنضج والإيحاء ما يجعلها تجعل القارئ يقف ملياً عند قراءتها، كما أنه أتقن "الومضة" التي باتت ملاصقة لكتاباته، فقد تعدى مرحلة نسج المفارقة اللفظية والدهشة، وجعلنا نصل إلى فحوى هذه المادة أو الفن الذي لم يولد إلا بعد تمخض الحاجة إليه، فهو يخط هذه الرائعة ويجعلنا نغوص معه في فحواها ومضمونها، وهو يستحق الشكر لحروفه المتألقة
شعر "الهايكو" هو أحد الأنواع المتفردة من الشعر الياباني، وهو يحتاج إلى بذل بعض الجهد من أجل فهمه، ويعتمد الأمور البسيطة من حولنا، التي تخلق معاني جمالية كثيرة بكلمات قليلة ومعبرة، هذا ما تابع به "علي مياسة" حديثه، وأضاف: «أنا أفضّل الكتابة النثرية أكثر من الشعرية، لكونها تتصف بشكلها الفني المتحرر من القيود والضوابط التي يتصف بها الشعر الموزون، لكنني وجدت نفسي بقصائد "الهايكو" لما تتصف به من غنى في المشهد البصري والدهشة، وخصوصاً أن "الهايكو" يعدّ التقاطة بصرية تمتلك في جوهرها اللحظة الجمالية؛ أي لحظة الاستنارة التي تأتي بعد انقسام الوجود إلى ذات وموضوع؛ يبحث الشاعر من خلالها عن شيء غير مألوف يدهش القارئ، فالعنصر الأساس لشاعر "الهايكو" هو التدرب على عيش اللحظة بالذوبان الكلي فيما حوله من عناصر الطبيعة، والاستغراق باللحظة بأسلوب إيجابي عبر التفاعل الكامل مع عناصرها المحيطة بنا، ليكون لوحته المشهدية التي تتسم بالروحانية والتأمل الفلسفي التي يربط بها مشاهد الطبيعة بأفكار أعمق من سطحية المفردات؛ وهو ما يجعل النظم الشعري عملية شديدة التلقائية تشبه حالة الشعراء "المتصوفة" في نظمهم للشعر بعد الوصول إلى حالة من الثمالة الروحية في الانصهار بالحق، كما كتبت أيضاً القصة القصيرة والقصيرة جداً و"الهايبون" (هو عبارة عن عنوان معبر ومدونة نثرية تختتم بقصيدة "هايكو")، و"التانكا" (هو نوع من أنواع الشعر الياباني قريب الشبه من "الهايكو"، إلا أنه يتكون من مقاطع أكثر، تتوزع على خمسة أسطر)، والومضة القصصية والومضة الحكمة والمتلازمة التي ابتكرها الأستاذ "أيمن خليل"، وحصدت من خلالها على العديد من الجوائز والتكريمات».
شهادة تقدير من رابطة شعراء في الغربة لحصوله على المركز الأول
من كتاباته: "هايبون" بعنوان: "فجر"
"في الأفق البعيد.. غروب الشمس
من منشوراته
يموت نهار ليحيا نهار لا أراه
إلا طيفك يبقى شروقاً
في خريف العمر
تزهر حياتي ربيع
طيفك"
وتابع: «الشعر هو كائن حي يعاصر ما يعاصره الإنسان ويتأثر ويؤثر به، فهو محكوم بالأبدية التطورية مهما كانت ظروف الحياة المختلفة، فهو نبض الحياة ونمط للعيش والإحساس، وليس فقط نمطاً للكتابة وكلمات منتظمة، وإنما هو أفكار خالدة بين السطور، فلا بد أن يواكب الشعرُ العصر بكلماته وأنغامه، فقصائد "الهايكو" -مع قصرها- فإن من يقرؤها يقف ملياً أمامها، لما تحمله كلماتها من كثافة في الصورة على الرغم من أن كلماتها قليلة ومحدودة، إلا أنها معبرة ومناسبة لهذا العصر، وكان لمواقع التواصل الاجتماعي دور مهم في نشر هذا النوع من الأشعار وتعميق تبادل الأفكار بين الأدباء والقراء، وإثراء فكر القارئ وإغنائه، وخصوصاً أنه في هذه الظروف الحياتية المعقدة انحسر فعل القراءة كثيراً، لكنني أرى أن التكنولوجيا الحديثة قد أعادت الحياة إلى القراءة؛ فاهتمام الناس بمواقع التواصل جعلهم يهتمون أكثر بالثقافة، وبهذا النوع من الشعر العميق والغني بصوره الجمالية ومدلولاته الأدبية».
درع السجال من رابطة الأدب العربي لفوزه بالمركز الأول بالومضة
حدثتنا الأديبة "فاتن علي جوني" عن تجربة الأديب "علي مياسة" بالقول: «هو شاعر محترف، امتلك إحساساً عالياً تجاه الأشياء العابرة، أبدع بكتابة القصة والقصة القصيرة جداً و"الهايكو، والهايبون، والتانكا"، وحاز جوائز عدة بهذا النمط من الكتابات، فقد أثبت نفسه بجدارة على الساحة الأدبية. امتازت كتاباته بالأسلوب المميز والموزون؛ من خلال استخدامه الألفاظ البسيطة والمعبرة التي تمتلك من العمق والنضج والإيحاء ما يجعلها تجعل القارئ يقف ملياً عند قراءتها، كما أنه أتقن "الومضة" التي باتت ملاصقة لكتاباته، فقد تعدى مرحلة نسج المفارقة اللفظية والدهشة، وجعلنا نصل إلى فحوى هذه المادة أو الفن الذي لم يولد إلا بعد تمخض الحاجة إليه، فهو يخط هذه الرائعة ويجعلنا نغوص معه في فحواها ومضمونها، وهو يستحق الشكر لحروفه المتألقة».
يذكر أن الأديب "علي مياسة" من مواليد مدينة "اللاذقية" عام 1965، حاز جوائز عدة وتقديرات، وحصل على المركز الأول بشعر "الهايكو" و"التانكا" لأكثر من مرة.